;

أعراض جلطة المخ وعلاجها

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 02 فبراير 2022
أعراض جلطة المخ وعلاجها

جلطة المخ

جلطة المخ أو السكتة الدماغية الإقفارية (بالإنجليزية: Ischemic Stroke) هي حالة مرضية شديدة الخطورة، فهي تصنف على أنها خامس سبب من أسباب الوفاة خاصةً بين كبار السن.

تحدث جلطة المخ عند انسداد أحد شرايين المخ الرئيسية نتيجة لتكون جلطات دموية داخله، ويترتب على ذلك توقف تدفق الدم والأكسجين إلى أنسجة المخ، مما يؤدي إلى موت الأنسجة وفقدان وظيفة الجهاز العصبي، إذا لم يتم استعادة تدفق الأكسجين مرة أخرى إلى المخ، والتعامل طبياً مع المشكلة على وجه السرعة. [1]  

أعراض جلطة المخ

تختلف طبيعة الأعراض التي يعاني منها المريض بناءً على مكان المنطقة التي تأثرت بالجلطة في أنسجة المخ، وبشكل عام يضع جميع الأطباء في اعتبارهم احتمال الإصابة بجلطة المخ، عند معاناة المريض من خلل شديد في الجهاز العصبي، أو أي تغيير في مستوى الوعي.

تتضمن جلطة المخ العديد من الأعراض، من ضمنها: [2]

  • ضعف أو شلل في حركة الأطراف، سواء كان في جانب واحد من الجسم أو في كلا الجانبين.
  • اضطراب في الرؤية؛ مثل: العمى في عين واحدة، أو الرؤية المزدوجة.
  • تلعثم في الكلام أو فقدان القدرة على النطق في بعض الأحيان.
  • الشعور بالدوخة والدوار.
  • انخفاض مفاجئ في مستوى الوعي.
  • اضطراب مفاجئ في سلوك المريض.
  • تدلي الوجه على جانب واحد.

أسباب جلطة المخ

يعد تصلب الشرايين هو السبب الرئيسي وراء الإصابة بجلطة المخ، وفيه يحدث ترسب للكوليسترول داخل جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انسدادها مع مرور الوقت.
لا يعد تصلب الشرايين من الأمراض التي لها أعراض مميزة، وقد لا يعرف معظم المرضى إصابتهم بتصلب الشرايين إلا عند تعرضهم لسكتة دماغية، أو عند إصابتهم بإحدى المشكلات الناتجة عن انسداد الشرايين بالقرب من أعضاء أخرى، مثل إصابتهم بنوبة قلبية.

هناك العديد من عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بجلطة المخ، من أهم هذه العوامل: [1] [3]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مرض السكري.
  • مرض الشريان السباتي.
  • الارتجاف الأذيني.
  • التعرض لنوبة قلبية سابقة.
  • العيوب الخلقية بالقلب.
  • اضطرابات تجلط الدم.
  • أنيميا الخلايا المنجلية.
  • التاريخ العائلي للإصابة بجلطة المخ.
  • السمنة المفرطة.
  • التعرض لنوبة إقفارية عابرة.
  • التقدم في العمر، خاصةً بعد عمر 55.
  • الإسراف في تعاطي الكحول وتناول المواد المنشطة.

أنواع الجلطات الدماغية

من الممكن أن تحدث جلطة المخ نتيجةً لانسداد الشرايين في مناطق مختلفة من الجسم، وبناءً على ذلك تصنف الجلطة الدماغية إلى نوعين تبعاً لطبيعة الانسداد، وهما: [3]

الجلطة الدماغية الصمية

وهي تمثل 20% من أسباب حدوث جلطة المخ بشكل عام، وفيها تتكون الجلطات في أوعية دموية بعيدة عن المخ، ثم تحملها الدورة الدموية إلى شرايين المخ لتتسبب في حدوث الأعراض، وتعد جلطات القلب هي أكثر المصادر الشائعة لحدوث جلطات المخ، بعد انتقالها إلى شرايين المخ. 

الجلطة الدماغية الخثارية

وهي عبارة عن جلطات دموية تتكون في أحد الشرايين الكبيرة القريبة من المخ.

جلطة المخ عند كبار السن

تحدث أكثر من 80% من حالات جلطة المخ لكبار السن الذين تتخطى أعمارهم 65 عاماً، يرجع ذلك إلى كثير من العوامل المرتبطة بالضعف الجسدي والوهن النفسي الذي يعاني منه كبار السن.

تعتمد المضاعفات التي يمكن أن يواجهها هؤلاء المرضى بعد الإصابة بالجلطة والقدرة على التعافي منها بشكل كبير على سنهم، حيث يتضاعف خطر الوفاة من تأثير جلطة المخ مع كل عقد بعد سن الخامسة والستين، كما يمثل احتمال وفاة شخص مسن بعد الإصابة بالجلطة سبعة أضعاف ذلك مقارنةً بغيره من الشباب. 

يمثل علاج جلطة المخ تحدياً كبيراً عند كبار السن على وجه التحديد؛ نظراً لوجود العديد من المحاذير لاستعمال الأدوية المستخدمة في إذابة الجلطات، من ضمنها أن يكون المريض تخطى 80 عاماً، لهذا السبب يقف الأطباء عاجزين في كثير من الأحيان عن إسعاف مرضى جلطة المخ المتقدمين في السن، ويعتمد العلاج في بعض الحالات على إعطاء هؤلاء المرضى أقل قدر من جرعات الأدوية المذيبة للجلطة. [4]  

خطورة جلطة المخ

تكمن خطورة جلطة المخ في المضاعفات الكثيرة التي يمكن أن يتعرض لها المريض على مستوى جميع أعضاء الجسم، كما يعد احتمال الوفاة قائماً إذا لم يتم إسعاف المريض بمنتهى السرعة، ومن أشهر المضاعفات التي يمكن أن يواجهها مرضى جلطة المخ: [2]

  • فقدان البصر.
  • الخرف الذهني.
  • فقدان التواصل مع الآخرين.
  • مشاكل في البلع.
  • الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب السريري.
  • التهاب المسالك البولية نتيجة للاعتماد على القسطرة في تجميع البول.
  • اضطراب في كهربية المخ قد يؤدي إلى حدوث التشنجات.
  • قرح الفراش نتيجة لعدم القدرة على الحركة.
  • جلطات الأوردة العميقة ومن ضمنها جلطات الساقين.

علاج جلطة المخ

يعتمد علاج جلطة المخ على استخدام الأدوية المذيبة للجلطات؛ مثل منشط البلازمينوجين النسيجي TPA، ينبغي أن يتلقى المريض هذه الأدوية خلال أربع ساعات ونصف من بداية ظهور أعراض الجلطة، وإلا لن يكون هناك أي تأثير لهذه الأدوية.

وقد تؤدي إلى زيادة احتمال حدوث النزيف. هناك محاذير كثيرة حول استخدام هذه الأدوية بين المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي للإصابة بنزيف في المخ، أو المرضى الذين خضعوا لجراحة في الرأس قبل فترة قصيرة من الإصابة بالجلطة.

إذا لم تنجح الأدوية المذيبة للجلطات في تفتيت الجلطة، يلجأ الأطباء إلى إزالة الجلطة ميكانيكياً عن طريق سحبها باستخدام قسطرة، يقوم الطبيب بإدخالها إلى المخ عبر أحد الأوعية الدموية في الرأس، ويساعد استخدام الدعامات على منع تكون الجلطات مرة أخرى، ينبغي إجراء هذه الجراحة خلال 24 ساعة على الأكثر من ظهور أعراض الجلطة.

بعد إذابة الجلطة وتخطي المريض مرحلة الخطر، يصف الطبيب للمريض العديد من الأدوية ليستخدمها على المدى الطويل، من ضمن هذه الأدوية:

  • مضادات التجلط والأسبرين؛ للوقاية من تكرار حدوث أعراض الجلطة.
  • أدوية خفض الكوليسترول؛ لمنع ارتفاع الدهون وتجنب حدوث تصلب الشرايين.
  • أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم؛ خاصةً إذا كان هذا الارتفاع هو أحد أسباب حدوث الجلطة. [1] [2]

الوقاية من جلطة المخ

لا تعد الإصابة بجلطة المخ من التجارب الهينة على أي مريض، لذلك ينبغي أن تضع في اعتبارك جميع الاحتياطات التي تجنبك تكرار الإصابة بها أو التعرض لها من البداية، من أهم هذه الاحتياطات: [3]

  • إجراء الفحوص والتحاليل الطبية بانتظام، خاصةً متابعة مستوى الدهون والسكر في الدم.
  • الإقلاع عن التدخين نظراً لتأثيره السلبي على الأوعية الدموية.
  • الحفاظ على الوزن المثالي وتجنب السمنة المفرطة.
  • الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، واستبدالها بالأطعمة الصحية الغنية بالحبوب الكاملة، والخضروات والفواكه.
  • مناقشة التاريخ العائلي للإصابة بجلطة المخ مع الطبيب.
  • الحرص على الاسترخاء، والابتعاد عن مصادر التوتر النفسي بقدر الإمكان.
  • الحصول على قسط كافي من النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.