;

متلازمة اليد الغريبة الأعراض والعلاج

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 31 مايو 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022
متلازمة اليد الغريبة الأعراض والعلاج

يزخر عالم الطب بالعديد من الظواهر الغريبة التي نسمع عنها لأول مرة، ومن ضمن هذه الظواهر متلازمة اليد الغريبة التي أثارت جدلاً واسعاً عند تناولها في بعض الأعمال السينمائية، فما هي أعراض هذه المتلازمة؟ وهل يمكن علاجها بالطرق الطبية؟ كل هذا وأكثر ستجيب عليه السطور القادمة من هذا المقال.

ما هي متلازمة اليد الغريبة

متلازمة اليد الغريبة (بالإنجليزية: Alien Hand Syndrome) هي مشكلة عصبية نادرة، يعاني المرضى في هذه المتلازمة من عدم قدرتهم على التحكم في إحدى يديهم، وكأن لها عقلها الخاص الذي يقودها لتقوم ببعض الحركات الخارجة عن سيطرة المخ، مما يجعلها تتحرك عمداً لتؤدي بعض الحركات غير المقصودة. [1]

تم التعرف على أعراض متلازمة اليد الغريبة لأول مرة عام 1908، ويطلق عليها أحياناً متلازمة اليد الفوضوية، أو متلازمة الدكتور سترينجلوف؛ نسبةً إلى الفيلم الشهير الذي يحمل نفس الاسم،  والذي قام بإخراجه النجم الأمريكي ستانلي كوبريك. [2]

هناك عدة أنماط أو أنواع من متلازمة اليد الغريبة، تختلف هذه الأنماط تبعاً للمنطقة التي تسبب هذه الحالة في المخ على وجه التحديد، تتضمن هذه الأنماط: [3]

  • نمط الفص الجبهي: تؤثر أعراض هذا النمط من متلازمة اليد الغريبة على اليد اليمنى فقط.
  • النمط الثفني: يتضمن هذا النوع منطقة الجسم الثفني بالمخ (بالإنجليزية: Corpus Callosum).
  • النمط الخلفي: يشمل هذا النمط منطقة الفص الجداري من المخ.

أعراض متلازمة اليد الغريبة

على الرغم من ندرة هذه الظاهرة، إلا أن هناك بعض التقارير الطبية التي توثق بعض الأعراض التي يعاني منها مرضى متلازمة اليد الغريبة، ويشترك معظم هؤلاء المرضى في أن اليد المصابة لديهم تتحرك بشكل لا إرادي، دون أي سيطرة من المريض، ليبدو الأمر في النهاية وكأن شخصاً آخر يتحكم في المريض، ويسيطر على تصرفاته. [1][2]

تعتمد أعراض متلازمة اليد الغريبة على نمط أو نوع المرض الذي يعاني منه المريض، قد يكون هناك بعض التداخلات بين أعراض هذه الأنماط في بعض الحالات، نستعرض في هذا الجزء من المقال الأعراض المميزة لكل نوع. [3]

أعراض نمط الفص الجبهي

يتضمن نمط الفص الجبهي مجموعة من السمات والأعراض المميزة، من ضمنها: [3][2]

  • الإمساك اللاإرادي بأجزاء أخرى من جسم المريض أو ملابسه.
  • الإمساك اللاإرادي لأي شيء؛ مثل: تقليب مفاتيح الإضاءة، أو التقاط الأوراق.
  • صعوبة في إخراج الأشياء من اليد، وهو الأمر الذي يعاني منه أغلب المرضى عندما يحاولون إخراج أي شيء تمسك به اليد الغريبة، ويواجهون مقاومة كبيرة أثناء إخراج هذه الأشياء.

أعراض النمط الخلفي

يعاني مرضى النمط الخلفي من متلازمة اليد الغريبة من بعض الأعراض، من ضمنها:[3][2]

  • رفع الذراع في الهواء دون أي سبب.
  • حركة اليد بشكل غير هادف، مثل التلويح باليد الغريبة بشكل مستمر دون قصد.
  • الصراعات النفسية، وهي السمة المميزة لهذا النمط من المتلازمة، حيث يعاني أغلب المرضى من مشكلة نفسية تجعلهم لا يتعرفون على أيديهم، ولا يتعاملون معها على أنها تخصهم.

أعراض النمط الثفني

يتسم هذا النمط بوجود صراع أثناء تأدية بعض المهام الروتينية باستخدام اليدين، فعلى سبيل المثال تقوم اليد الغريبة بفك أزرار قميص المريض، بينما تحاول اليد الأخرى أن تضبطها. [3]

علاج متلازمة اليد الغريبة

لا يوجد حتى الآن علاج لمتلازمة اليد الغريبة، ونظراً لندرة هذه الحالة، تفتقر الأبحاث والدراسات إلى وجود تجارب علمية تُجرى على بعض المرضى؛ لتصل إلى علاج مناسب يساعد على التحكم في الأعراض. [1]

على الجانب الآخر، هناك بعض التقنيات التي قام بعض المرضى بتجربتها، ووجدوا أن لها تأثيراً إيجابياً على تخفيف الأعراض، نستعرض بعض هذه الطرق في السطور القادمة. [3]

العلاج السلوكي المعرفي

تساعد جلسات العلاج السلوكي المعرفي بعض المرضى على التكيف مع الحقائق العاطفية لحالتهم، والتفكير في يدهم الغريبة بطرق جديدة تساعدهم على التأقلم مع بعض الأعراض. [3]

الأدوية

لا يوجد تجارب كافية للأدوية على مرضى هذه المتلازمة؛ نظراً لندرة الحالات، وهناك حالة واحدة لفتاة تبلغ من العمر 13 عاماً استخدمت دواء كلونازيبام، ساعد هذا الدواء على تخفيف أعراضها بنسبة 70% لمدة يومين، لكنها عادت مرة أخرى. [3]

بالإضافة إلى ذلك، تم حقن نفس الفتاة بمادة سم البوتولينوم في أعلى وأسفل ذراعها المصابة، وأدى ذلك إلى انخفاض الأعراض بنسبة 80%، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الأبحاث للتحقق من مدى فعالية هذا الدواء في العلاج. [3]

تشتيت اليد

وجد بعض المرضى أن تشتيت اليد عن طريق القيام ببعض المهام البسيطة يقلل بشكل نسبي من ظهور الأعراض. [3]

أسباب متلازمة اليد الغريبة

لا يوجد حتى الآن سبب علمي واضح يفسر أسباب حدوث متلازمة اليد الغريبة، لكن من المحتمل أن يكون هناك بعض العوامل التي تؤثر على المخ، وتلحق به أضراراً، وتجعل بعض المناطق فيه تتصرف بشكل خارج عن سيطرة الجسم.[1]

تتضمن العوامل التي يحتمل وجود علاقة بينها وبين أعراض متلازمة اليد الغريبة: [1][3]

  • مرض الصرع.
  • السكتة الدماغية.
  • مرض باركنسون.
  • متلازمة باري رومبرج.
  • مرض كروتزفيلد جاكوب.
  • الأمراض التنكسية العصبية.
  • العمليات الجراحية في المخ.
  • تمدد الأوعية الدموية في المخ.
  • الصدمة التي تحدث بعد الأورام.

تشخيص متلازمة اليد الغريبة

من المتوقع أن تكون أعراض متلازمة اليد الغريبة غير معروفة عند بعض الأطباء؛ نظراً لعدم وجود حالات كثيرة تعاني من هذه المشكلة النادرة، ومن الأمور التي تزيد صعوبة التشخيص، احتمال ارتباط هذه الأعراض في بعض الأحيان ببعض الاضطرابات النفسية، وهو الأمر الذي يرفض بعض المرضى الاعتراف به في كثير من الأحيان. [1]

هناك بعض الإجراءات الطبية التي تساعد الطبيب على التعرف على السبب الأساسي وراء أعراض متلازمة اليد الغريبة؛ مثل: إجراء التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعية على المخ. [3]

ما هو مسار متلازمة اليد الغريبة

متلازمة اليد الغريبة من الأمراض التي لا يوجد لها علاج حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك قد يساعد التشخيص الصحيح على إيجاد بعض التقنيات التي تساعد على التأقلم مع الأعراض، والتحكم النسبي بها، كما تساهم سرعة التعرف على الأعراض في إنقاذ المريض في بعض الحالات؛ لأن السبب في هذه الأعراض قد يكون أحياناً مشكلة طبية أكثر خطورة، كما هو الحال في حالات الصرع على سبيل المثال. [1][3]

متلازمة اليد الغريبة من الأمراض التي أثارت جدلاً واسعاً، وعلى الرغم من ذلك لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى أسباب واضحة تفسر أعراض هذه المتلازمة، ولم يجدوا علاجاً فعالاً سوى بعض التقنيات التي قام بها بعض المرضى، ووجدوا أن لها تأثيراً إيجابياً في التحكم النسبي في هذه الأعراض.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!