;

مرض الذئبة الحمراء أعراضه وعلاجه

  • تاريخ النشر: الأحد، 13 مارس 2022 آخر تحديث: الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022
مرض الذئبة الحمراء أعراضه وعلاجه

مرض الذئبة الحمراء هو واحد من أكثر الأمراض المزمنة تعقيداً وصعوبة، لهذا السبب يطلق عليه الأطباء مرض الألف وجه؛ لأن أعراضه تختلف كليةً من مريض لآخر بشكل يصعب توقعه أو التنبؤ به، فما هو مرض الذئبة الحمراء؟ وما هي أعراضه وطرق علاجه؟

ما هو مرض الذئبة الحمراء

مرض الذئبة الحمراء (بالإنجليزية: Lupus Ereythematosus) هو أحد أمراض المناعة الذاتية، يعاني المريض فيه من التورم والالتهاب الذي يمتد إلى جميع أنحاء الجسم بما فيها الأعضاء الداخلية، تظهر أعراض المرض على شكل نوبات، حيث تزداد شدة الأعراض في مرحلة معينة لدرجة أنها تمنع المريض من ممارسة حياته الطبيعية، ثم تهدأ تدريجياً أو تختفي في مرحلة أخرى. [1]

أعراض الذئبة الحمراء

يمتلك مرض الذئبة الحمراء مجموعة واسعة من الأعراض التي تختلف طبيعتها وشدتها من مريض إلى آخر، كما تتداخل الكثير من هذه الأعراض مع المشكلات الطبية التي يعاني منها المريض من البداية، مما يجعل التشخيص أمراً غير سهل في كثير من الأحيان، نستعرض في السطور القادمة أشهر الأعراض المميزة لمرض الذئبة الحمراء. [1]

الأعراض الشائعة

تضم الأعراض الشائعة لمرض الذئبة الحمراء: [2]

  • الصداع.
  • قرح الفم.
  • جفاف العين.
  • تورم الغدد اللمفاوية.
  • آلام المعدة.
  • ضيق في التنفس.
  • التحسس من أشعة الشمس.
  • آلام في المفاصل والعضلات.
  • ارتفاع درجة حرارة المريض.
  • ألم في الصدر عند التنفس.
  • طفح جلدي يتضح بشكل أكبر على الوجه والخدين.
  • مشاكل في القلب أو الكلى أو الرئتين.
  • شحوب لون الأصابع أو تغير لونها إلى الأرجواني عند التعرض للبرد أو الشعور بالإرهاق، وهي مشكلة تعرف باسم ظاهرة رينود (بالإنجليزية: Raynaud Phenomenon)

أعراض الذئبة الحمراء عند النساء

تعد النساء هن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء مقارنةً بالرجال، تتضمن أعراض الإصابة لديهن الأعراض الشائعة التي يعاني منها أغلب المرضى، إلى جانب بعض الأعراض المميزة وهي: [2]

  • هشاشة العظام.
  • أمراض القلب.
  • تساقط الشعر بغزارة.
  • طفح جلدي.

أعراض الذئبة الحمراء عند الرجال

على الرغم من عدم شيوع مرض الذئبة الحمراء بين الرجال، إلا أن الأعراض التي تؤثر عليهم تكون أكثر حدة، وتضم هذه الأعراض: [2]

  • آلام الصدر.
  • فقدان الوزن.
  • مشاكل في الكلى.
  • مضاعفات في القلب.
  • انخفاض في عدد خلايا الدم بأنواعها.

ما هو علاج مرض الذئبة الحمراء

لا يوجد علاج يشفي المرضى تماماً من مرض الذئبة الحمراء ويضمن عدم عودة الأعراض مرة أخرى، لهذا السبب تقتصر أهمية الأدوية على السيطرة على الأعراض، وحماية المريض من المضاعفات الكثيرة التي يمكن أن تسببها هذه المشكلة. [1]

تختلف خطة العلاج من مريض لآخر، وتعتمد على كثير من العوامل؛ مثل: عمر المريض، وتطور حالته، والأمراض المصاحبة التي يعاني منها، ونوع الأدوية التي يتناولها. نلقي الضوء في هذا الجزء من المقال على أشهر الأدوية المستخدمة في علاج مرض الذئبة الحمراء. [1]

الستيرويدات

يمكن استخدام الستيرويدات الموضعية مباشرةًً على الطفح الجلدي، خاصةً الحالات البسيطة، كما يلجأ الأطباء إلى استخدام الستيرويدات الفموية عندما يعاني المريض من مضاعفات في الأعضاء الداخلية. [1]

الهيدروكسي كلوروكين

يستخدم الهيدروكسي كلوروكين (الاسم التجاري:Plaquenil) في علاج الحالات البسيطة إلى المتوسطة، التي يعاني فيها المرضى من التهاب المفاصل والطفح الجلدي وتقرح الفم. [1]

الأدوية المناعية

تضم هذه الفئة نوعين من الأدوية وهما: الميثوتريكسات (الاسم التجاري: Methotrexate)، والأزاثيوبرين (الاسم التجاري: Imuran)، وتستخدم في قمع الجهاز المناعي في الحالات التي لم تستجب للأدوية السابقة. [3]

أدوية العلاج الكيميائي

هناك بعض الأدوية التي تستخدم في العلاج الكيميائي، ووجد أن لها تأثيراً إيجابياً في الحد من نشاط الجهاز المناعي، خاصةً في الحالات التي أثرت فيها أعراض الذئبة الحمراء سلبياً على الكلى. [3]

الأجسام المضادة أحادية المنشأ

تعد هذه الفئة من الأدوية الأكثر تطوراً على الإطلاق، وتضم أدوية تساعد على التقليل من نشاط الخلايا الليمفاوية المسؤولة عن الأجسام المضادة الذاتية التي تسبب الأعراض، يلجأ الأطباء إلى وصف هذه الأدوية في حالة عدم استجابة المريض لجميع الحلول الدوائية السابقة، ويعد الريتوكسيماب (الاسم التجاري: Rituxan) من أشهر هذه الأدوية. [3]

أنواع الذئبة الحمراء

هناك أنواع مختلفة من مرض الذئبة الحمراء، تعد الذئبة الحمامية الجهازية هي النوع الأكثر شيوعاً، بالإضافة إلى الأنواع الأخرى التي تضم: [1]

  • الذئبة الحمامية الجلدية: تؤثر هذه المشكلة فقط على الجلد، وتقتصر أعراضها على الطفح الجلدي، والتحسس من أشعة الشمس.
  • الذئبة الناتجة عن استخدام الأدوية: يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى ظهور أعراض الذئبة الحمراء عند بعض المرضى، عادةً تكون الأعراض مؤقتة، وتختفي بمجرد توقف المريض عن تناول الدواء.
  • الذئبة الوليدية: وهي من المشكلات النادرة التي تظهر فيها أعراض الذئبة الحمراء عند حديثي الولادة، وتحدث نتيجة انتقال الأجسام المضادة من الأم المصابة إلى الجنين أثناء الحمل.

أسباب مرض الذئبة الحمراء

ينتمي مرض الذئبة الحمراء إلى أمراض خلل المناعة الذاتية، وفيها يعاني المريض من اضطراب استثنائي في جهازه المناعي، حيث يبدأ في الهجوم على أنسجة الجسم السليمة باعتبارها أجساماً غريبة ينبغي التخلص منها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض المرض. [3]

لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى الأسباب التي تؤدي إلى هذا الخلل، لكن هناك بعض عوامل الخطر التي يُعتقد أنها تزيد من احتمال الإصابة، تضم هذه العوامل:3

  • التاريخ العائلي: يرتبط مرض الذئبة الحمراء بالعوامل الوراثية، فإذا كان لدى أي شخص أفراد في عائلته مصابون بالمرض، فإن احتمال إصابته يزيد في هذه الحالة.
  • السن: غالباً يؤثر المرض على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 45 عاماً.
  • الجنس: تلعب الهرمونات النسائية دوراً في ظهور أعراض مرض الذئبة الحمراء، لهذا السبب نجد أن 90% من الأشخاص المصابين بهذا المرض من السيدات.
  • العوامل البيئية: من المحتمل أن تكون هناك علاقة بين الإصابة بالذئبة الحمراء وبعض العوامل البيئية؛ مثل: التدخين، والتعرض لأشعة الشمس، والفيروسات.

تشخيص مرض الذئبة الحمراء

يعد تشخيص مرض الذئبة الحمراء معقداً بعض الشيء، خاصةً بالنسبة للمرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة الأخرى، كما يؤدي التشابه النسبي بين بعض أعراض الذئبة الحمراء، وأعراض أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل مرض التهاب المفاصل الروماتويدي إلى تأخر بعض المرضى في تلقي التشخيص الصحيح. [1]

يبدأ تشخيص الذئبة الحمراء بمراجعة التاريخ العائلي للمريض، والتعرف على طبيعة الأعراض التي يعاني منها، ثم يطلب الطبيب إجراء تحليل الأجسام المضادة للنواة (بالإنجليزية: Antinuclear Antibody)، وهو اختبار يحدد نسبة الأجسام المضادة التي تظهر في أمراض المناعة الذاتية ومنها مرض الذئبة الحمراء. [1]

مضاعفات الذئبة الحمراء

من المحتمل أن يتسبب مرض الذئبة الحمراء في كثير من المضاعفات للأعضاء الداخلية للجسم، خاصةً إذا لم يتلقَّ المريض التشخيص الصحيح والعلاج المناسب لحالته، تتضمن مضاعفات الذئبة الحمراء: [2]

  • التهاب الكلي الذئبي: وهي مشكلة خطيرة تمنع الكلى من العمل بشكل صحيح، ويعاني المريض فيها من كثرة التبول، وتورم القدمين، وارتفاع ضغط الدم.
  • التهاب بطانة الرئتين: يعاني فيه المريض من ألم في الصدر يمنعه من التنفس بعمق.
  • مشاكل الجهاز العصبي: تتضمن هذه المشاكل نوبات الصرع، والسكتة الدماغية، والارتباك، وصعوبة التركيز.
  • فقر الدم: يحدث نتيجة لانخفاض خلايا الدم الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية.
  • أمراض القلب: تضم هذه الأمراض التهاب الغشاء التاموري، وتلف صمامات القلب.
  • مضاعفات الحمل: قد تتعرض السيدات اللاتي يعانين من الذئبة الحمراء إلى فقدان الحمل، أو تسمم الحمل، لهذا السبب ينصح الأطباء بضرورة تأخير الإنجاب حتى يتم السيطرة على أعراض الذئبة الحمراء. 

ينتمي مرض الذئبة الحمراء إلى أمراض المناعة الذاتية التي لا يمكن الشفاء منها نهائياً، لكن يساهم التشخيص الدقيق للحالة في التحكم في الأعراض، ومنع المضاعفات الكثيرة المصاحبة للمرض.