;

الشخصية المستسلمة.. أهم صفاتها وطرق علاجها

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 19 أغسطس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 08 يونيو 2022
الشخصية المستسلمة

الشخصية المستسلمة تملك عدة معاني، وتختلف باختلاف الأماكن والأشخاص، فعند تجاوز الاهتمام بالآخرين الحد الطبيعي وعدم القدرة على أخذ موقف حاسم تجاه القضايا التي تزعجك، فمن الممكن أن تكون هذه الأمور دلالة على الشخصية المستسلمة، فما هي الشخصية المستسلمة؟ وما أبرز صفاتها السلبية والإيجابية أيضاً؟

تعريف الشخصية المستسلمة

اضطراب الشخصية الخاضعة أو المستسلمة (بالإنجليزية: Submissive personality disorder)، هو اضطراب في الشخصية ينجم عنه الخضوع للآخرين، وعدم القدرة على التعبير عن الآراء والمشاعر الشخصية، يملك فيه الشخص عقلية موجهة نحو الموافقة، ويجد السلام في تلقي التعليمات من الأشخاص المسؤولين عنه وتنفيذها دون اعتراض، سواء في المنزل أو العمل أو العلاقات الاجتماعية.[1][5]

صفات الشخصية المستسلمة

يملك أصحاب الشخصية المستسلمة سمات موجهة نحو الخدمة وتلقي التعليمات، وهو أمر طبيعي إلى حد ما، لكن عند تعرضهم للتمييز غير المبرر، وعدم العدالة فهم لا يقومون برد فعل يعبر عن انزعاجهم، ويمكن بسهولة اعتبار هذه السمات عيباً في الشخصية، لا يشترك جميع أصحاب الشخصية المستسلمة بنفس الصفات، كما أنه ليس بالضرورة أن يملك الشخص نفسه هذه الصفات في جميع مجالات الحياة، فيما يلي صفات الشخصية المستسلمة:[2]

  • الخجل والتعبير عن الرأي بطريقة اعتذارية، واستخدام جمل مثل "أنا آسف حقاً، أرجو ألا أسبب مضايقتك" بشكل متكرر ودون سبب.
  • كتم المشاعر والاحتياجات الشخصية.
  • الاستسلام بشكل كامل للمطالب دون التفكير بالراحة الشخصية.
  • عدم السعي لتحقيق الرغبات الخاصة إذا كانت متضاربة مع رغبات الشخص الآخر.
  • يتجنب إزعاج الآخرين إما خوفاً منهم، أو خوفاً من إيذاء مشاعرهم.
  • عندما يحدث أمر ما خاطئ، يفترض أصحاب الشخصية الخاضعة إلقاء اللوم عليهم مباشرة، ويقبلون اللوم في حال حصوله.
  • منح الآخرين حقوقاً لا يطلبونها في الأصل.
  • من الممكن ملاحظة الخنوع في بعض حركات الجسد أو طريقة التحدث.

أفعال تدل على الشخصية المستسلمة

من الاستراتيجيات التي يتبعها الأشخاص أثناء التعامل مع المواقف في حياتهم هي إما المواجهة أو الهروب، في حالة الشخصية المستسلمة فالهروب وعدم المواجهة هي الخيار الأفضل بالنسبة لهم دوماً، فيما يلي سلوكيات تدل على الشخصية المستسلمة:[3]

  • لا يمكن أن تقول لا: بغض النظر عن مدى صعوبة القيام بالأمر المطلوب من الشخصية المستسلمة، أو مدى كونه غير عادل ولا يتوافق مع آرائها، لكن لا يمكن أن تحث نفسها على رفضه وقول لا.
  • دائماً تضع الآخرين قبلها: هناك خيط رفيع يفصل بين الخضوع وعدم الأنانية، من الجيد أن تهتم لمشاعر الآخرين، لكن أن تعطي الأولوية للآخرين على نفسك حتى عندما يسبب لك ذلك عدم الراحة، فمن المحتمل أنك تملك شخصية مستسلمة.
  • قلة الثقة بالنفس: إذا كنت تفتقر للثقة بالنفس وتعتقد أن الآخرين سيؤدون أفضل منك بدون سبب واضح، أو تتجنب أخذ دور القيادة والمواجهة إذا تطلب الأمر، فغالباً أنت تملك شخصية خاضعة.

علاج الشخصية المستسلمة

بما أن لكل اضطراب علاج؛ فبالتالي من الممكن بطرق بسيطة التخلص من سمة الاستسلام في الشخصية باتباع ما يلي:[3][4]  

  • دور العائلة: يتلخص هذا الدور في تشجيع الشخص الخاضع أو المستسلم من قبل العائلة والأصدقاء، على مشاركته العواطف والمشاعر معهم، والعمل على زيادة ثقته بنفسه، عن طريق عدم تثبيطه ومساعدته على تطوير العلاقة مع الآخرين.
  • التأمل الذاتي: إذا كان لدى الشخص وعي بأنه يعاني اضطراب الشخصية المستسلمة يمكنه تخصيص وقت للتأمل الذاتي، والتعرف على نقاط القوة والضعف لديه.
  • تقبّل الذات: بالنهاية يتخلص الشخص من كونه مستسلماً إن استطاع تدريجياً تقبل نفسه على طبيعته دون الحاجة للخضوع إلى ما يمليه الآخرون، وأن يمتلك الحزم في الدفاع عن حقوقه.
  • الثقة بالنفس: هذا الأمر يساعد من يعاني من الشخصية المستسلمة في زيادة احترامه لنفسه، وتعزيز القدرة على مواجهة جميع التحديات بشجاعة.
  • تحسين العلاقات الشخصية: العلاقات الشخصية مهارة تجعل من يتقنها أكثر مرحاً وتعبيراً عن نفسه، ويجنبه الإجهاد الذي ينجم عن الاستسلام والتبعية للآخرين؛ مما يساعده في أن يصبح شخصية ناجحة.
  • التحلي بعقلية منفتحة: هذه العقلية تعني الترحيب بالنقد الصحي الصادر عن الآخرين؛ مما يجعل الشخص يعتمد على نفسه، ويتغلب على جميع عيوبه؛ فيتخلص من تبعيته.
  • نسيان الماضي أو تقبله: ينصح ذوو الشخصية المستسلمة بعدم التعلق بحوادث مضت من حياتهم وأثرت فيها، بما في ذلك سوء المعاملة، أو قمع الرأي، أو التنمر، وعليهم تركيز أفكارهم في المستقبل.
  • الاستشارة الطبية: مراجعة الطبيب أو الاستشاري النفسي خيار مطروح إذا لم يستطع ذو الشخصية المستسلمة التخلص مما يعانيه، وخاصة إن كانت هذه الشخصية تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، وتسبب له الضيق والتعب باستمرار، فبإمكان الطبيب النفسي تقديم وسائل تساعد على تجاوز تلك المشكلة.

صفات إيجابية للشخصية المستسلمة

ليس بالضرورة أن تكون الشخصية المستسلمة نتيجة اضطراب في الشخصية، إلا إذا كانت تؤثر على حياة الفرد وتسبب له الضيق، في الحقيقة فإن العديد من الأشخاص اختاروا أن يملكوا هذه الشخصية بشكل واع وعن طيب خاطر، ويجدون السعادة من خلالها، وهم بذلك يملكون صفات إيجابية دوناً عن باقي الشخصيات، مثل:[5]

  • الوعي العميق للذات: يعرف أصحاب الشخصية المستسلمة الأصحاء تماماً ما الذي يريدونه وما الذي عليهم القيام به.
  • فهم الثقة: يعرف الأشخاص المتلقون للأوامر كيف تعمل الثقة، وأنها تُكتسب من خلال الوقت، ولا يتم التخلي عنها بسهولة، فهم حريصون على الثقة المتبادلة بينهم وبين الأشخاص الذين يرأسونهم.
  • مراعاة احتياجات الغير: على عكس الأشخاص النرجسيين، فإن أصحاب الشخصية الخاضعة لا يهتمون فقط بمشاعرهم ورغباتهم، بل يولون أهمية كبرى لاحتياجات الآخرين، ويجدون سعادة في تحقيقها.
  • راحة البال: الأشخاص الخاضعون يملكون سلاماً عقلياً كبيراً، فهم يفعلون ما هو مطلوب منهم فقط، دون الحاجة للقلق من باقي الأمور أو التداعيات الأخرى.
  • العمل الجاد: يمكن الاعتماد على أصحاب هذه الشخصية بشكل كبير في إنجاز المهام، فهم يعملون بجد حتى يتم إنجاز ما هو مطلوب منهم بالشكل الأمثل، وذلك لأنهم يهتمون بإرضاء الأشخاص المسؤولين عنهم.
  • ارتفاع تقدير الذات: عندما تجتمع الصفات السابقة معاً، تحصل على شخص لديه تقدير كبير للذات، فالشخص الذي يملك وعي ذاتي، ولا يتخلى عن الثقة بسهولة، ويدرك احتياجات الغير ويعمل بجد ويتمتع براحة البال، هو شخص ذو قيمة وهو مدرك لذلك.

نلفت الانتباه أن الأمر يتوقف على مدى معرفتك لنفسك وتقبلك لها، وتحديد علاقاتك بالشكل الذي يحقق لك السعادة والرضا، وإذا شعرت أنك بحاجة إلى مساعدة لتغيير بعض الصفات السلبية لا يوجد ضرر من طلبها من الآخرين أو من الأخصائيين.

  1. "مقال نوع الشخصية الخاضعة" ، المنشور على موقع witherswhisper.com
  2. "مقال السلوك الخاضع" ، المنشور على موقع changingminds.org
  3. أ ب "مقال كيف تتغلب على الشخصية الخاضعة" ، المنشور على موقع exhealth.drprem.com
  4. أ "مقال كيف تتغلب على السلوك الخاضع" ، المنشور على موقع shibilce.blogspot.com
  5. أ ب "مقال الصحة العقلية في الجيش الأمريكي: أين نحن الآن؟" ، منشور على موقع blogs.psychcentral.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!