;

أحدث طرق علاج البهاق

ساعد اكتشاف أحدث طرق علاج البهاق في الوصول إلى آليات أكثر فعالية في تخفيف الأعراض، وأن يتخطي المصابين به كثيراً من المشكلات النفسية.

  • تاريخ النشر: الجمعة، 10 يونيو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 21 أغسطس 2023
أحدث طرق علاج البهاق

اقتصر علاج البهاق لسنوات طويلة على بعض الطرق التقليدية التي تمنع تطور الإصابة وانتشاره، لكن ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأدوية والطرق الحديثة التي من شأنها أن تفتح باباً جديداً للأمل للعلاج بشكل أكثر فعالية، تابع المقال لتتعرف على أحدث طرق علاج البهاق من خلال بعض العلاجات الثورية التي تسمع عنها للمرة الأولى.

ما هو البهاق

البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo)هو اضطراب جلدي يتسبب في فقدان لون الجلد، حيث يظهر مناطق بيضاء ملساء في أماكن مختلفة على الجسم. أحيانًا، يؤثر هذا المرض على الشعر أيضًا ويجعله يتحول إلى اللون الأبيض. تحدث الإصابة عندما تتعرض الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين (المادة الكيميائية التي تعطي الجلد لونه) للتدهور أو التدمير.. [1]

على الرغم من عدم وجود أسباب مؤكدة حتى الآن تفسر سببالإصابة بهذا المرض الجلدي، إلا أن هناك كثير من النظريات التي ترجح ارتباطه باضطراب المناعة الذاتية، وفيه يختل الجهاز المناعي للشخص المصاب، ويبدأ في تكوين أجسام مضادة تعمل على تدمير الخلايا الصبغية، ومن ثم يتوقف إنتاج الميلانين. [1]

أحدث طرق علاج البهاق

على الرغم من تعدد الطرق التقليدية للعلاج، إلا أنه لا يوجد حتى الآن علاجاً نهائياً للبهاق يساعد على استعادة اللون الطبيعي لجلد المريض، وهناك بعض الأدوية الحديثة التي لا يزال بعضها قيد التجارب الإكلينيكية، لكن نتائجها الأولية كانت مبشرة للغاية في علاج البهاق. نستعرض في السطور القادمة أحدث طرق علاج البهاق: [2][3]

مثبطات الكالسينورين

مثبطات الكالسينورين (بالإنجليزية: Calcineurin Inhibitors) هي أدوية مناعية تستخدم في الأساس لعلاج بعض أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء، وقد وُجد أن لها تأثيراً إيجابياً في علاج البهاق؛ لأنها تساعد على تثبيط أحد البروتينات المحفزة للالتهابات في الخلايا الليمفاوية، يؤدي تثبيط هذا البروتين إلى زيادة نسبة الخلايا الصبغية لإنتاج قدر أكبر من الميلانين في الجلد. [2]

جاءت نتائج استخدام مثبطات الكالسينورين مبشرة للغاية، فقد نجحت في إعادة تصبغ الجلد بنسبة أكبر من 25% في 55% من المرضى، ووصلت نسبة إعادة التصبغ إلى 75% في حوالي 18% من المرضى الذين خضعوا لهذا العلاج الواعد. [2]

النظائر الموضعية لفيتامين د3

أشارت بعض الأبحاث الإكلينيكية إلى أن نظائر فيتامين د 3 الموضعية تتمتع ببعض الخصائص المعدلة للجهاز المناعي، فهي تثبط نشاط الخلايا المناعية التي تنتج الأجسام المضادة المدمرة للخلايا الصبغية، كما أنها تعزز نشاط الخلايا الصبغية التي تنتج الميلانين. [2]

حققت هذه الأدوية نتائج أفضل عند استخدامها إلى جانب البيتاميثازون الموضعي، ووصلت درجة إعادة التصبغ إلى 75% في 27% من المرضى الذين خضعوا للعلاج باستخدام الدواءين معاً. [3]

الميثوتريكسات

الميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate) هو دواء شائع يستخدم كمضاد لحمض الفوليك، وقد وُجد أن له دوراً في تعديل الجهاز المناعي عن طريق الحد من عدد الخلايا التائية (بالإنجليزية: T-Cells)، وهي الخلايا المناعية التي تهاجم الخلايا الصبغية المنتجة للميلانين، وقد أجريت دراسة على بعض الأشخاص المصابين بالبهاق، ولوحظ إعادة تصبغ الجلد بعد استخدام جل الميثوتريكسات الموضعي لمدة 12 أسبوعاً. [2]

المينوسيكلين

المينوسيكلين (بالإنجليزية: Minocycline) هو أحد المضادات الحيوية متعددة الاستخدام، وقد أشارت بعض التجارب إلى دوره في العلاج ؛ حيث وُجد أن له تأثيراً إيجابياً في حماية الخلايا الصبغية من الإجهاد التأكسدي، مما يؤدي إلى عدم تضرر هذه الخلايا خاصةً في المراحل المبكرة من البهاق. [2]

حقق استخدام المينوسيكلين نتائج جيدة جداً عند استخدامه بتركيز 100 مليجرام يومياً لمدة 3 أشهر متتالية، حيث ساعد على توقف نشاط المرض في حوالي 90.6% من المرضى، كما حقق نتائج مرضية إلى حد كبير في إعادة تصبغ الجلد عند 21.8% من المرضى. [2]

الآزاثيوبرين

الآزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine) هو أحد الأدوية المثبطة للجهاز المناعي، يستخدم هذا الدواء على نطاق واسع في علاج كثير من أمراض المناعة الذاتية؛ نظراً للدور الذي يلعبه في تثبيط تخليق الحمض النووي داخل الخلايا المناعية. [2]

أجريت تجربة على مجموعة من مرضى البهاق الذين استخدموا الآزاثيوبرين بتركيز 50 مليجرام مرتين يومياً لمدة ستة أشهر، وقد لوحظ تحسن كبير في إعادة التصبغ عند نسبة كبيرة من المرضى. [2]

علاج جيني جديد للبهاق

ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الأبحاث التي تشير إلى وجود علاج ثوري جديد للبهاق يعتمد على الهندسة الوراثية، حيث تحدثت كارولين لو بول عالمة المناعة في جامعة نورث ويسترن الأمريكية عن وجود علاج جيني انبثق عن الآلية التي يحدث بها البهاق، فقد أوضحت كارولين أن هناك خطوة تسبق الإصابة بالمرض، تنطوي هذه الخطوة على إنتاج بروتين يسمى بروتين الصدمة الحرارية. [3]

يلعب بروتين الصدمة الحرارية دوراً هاماً في تطور أعراض المرض، فهو يمثل شرارة البدء التي تحفز الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة التي تساهم في تدمير الخلايا الصبغية، وبناءً على هذه الدور، نجح فريق من الباحثين في تعديل تسلسل هذا البروتين، عن طريق تبديل حمض أميني واحد فقط، وبالتالي يتم تثبيط الجهاز المناعي من البداية، وتنكسر أولى حلقات السلسلة التي قد تؤدي في نهاية الأمر إلى ظهور أعراض البهاق. [3]

ترجع بداية هذا العلاج الجيني إلى عام 2013، حيث أجريت بعض التجارب المعملية على الفئران، وتمكن الباحثون في هذه الفترة من إجراء تغيير بسيط في بروتين الصدمة الحرارية، وقد أثمر هذا التغيير عن عكس مسار أعراض البهاق، إلى جانب إعادة تصبغ جلد الفئران مرةً أخرى. [3]

أوضحت كارولين بول أن العلاج الجيني الجديد يخضع حتى الآن إلى التجارب الإكلينيكية، وأن استخدامه سيكون بمثابة ثورة في العلاج؛ نظراً لأنه يختلف كليةً عن الأدوية التي يحتاج المريض إلى استخدامها بشكل مستمر، وإذا توقف عنها سيعاني من انتكاسة، وصرحت كارولين أن استخدام العلاج الجيني لدورة واحدة فقط يساعد على إعادة تصبغ الجلد لفترة طويلة في جميع أنحاء الجسم. [3]

الطرق التقليدية لعلاج البهاق

وبعد أن تحدثنا عن أحدث طرق العلاج، نستعرض في هذا الجزء من المقال العلاجات التقليدية المستخدمة في علاج هذا الاضطراب:[1][4]

العلاج الدوائي

يتضمن العلاج الدوائي للبهاق استخدام الكريمات والمراهم الموضعية التي تحتوي على كورتيكوستيرويدات، يلجأ الطبيب أحياناً إلى استخدام الأقراص الفموية التي تحتوي على كورتيكوستيرويدات لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ينبغي أن يتابع الطبيب الآثار المحتملة لهذه الأدوية، خاصةً عند استخدامها لفترة طويلة. [1][4]

يصف الأطباء في بعض الحالات التي ينتشر فيها البهاق على نطاق واسع دواء يسمى مونوبينزون، يساعد هذا الدواء على إزالة التصبغ من المناطق الداكنة من الجلد؛ حتى تتوافق مع المناطق البيضاء المصابة بالبهاق. [1]

العلاج الضوئي

يتضمن العلاج الضوئي للبهاق التعرض للأشعة فوق البنفسجية؛ لتصحيح لون الجلد، في أغلب الحالات يتم دمج هذا الإجراء مع استخدام دواء يسمى سورالين (بالإنجليزية: Psoralen)، والذي يستخدم بشكل موضعي على مساحات صغيرة من الجلد، أو على هيئة أقراص تؤخذ عن طريق الفم. [4]

وصلت فعالية دمج الأشعة فوق البنفسجية مع دواء سورالين إلى 85%، خاصةً عند الاستخدام على بقع الإصابة التي تظهر في مناطق الرأس، والرقبة، والجذع. [4]

العلاج بالليزر

يتضمن علاج البهاق عن طريق الليزر استخدام أشعة عالية الطاقة؛ لإزالة الطبقات الخارجية من الجلد، مما يساعد على التخلص من المناطق البيضاء من الجلد، تحمل تقنية الليزر بعض العيوب من أهمها الألم المصاحب للتقنية، إلى جانب احتياج الشخص إلى العديد من الجلسات حتى يبدأ في ملاحظة النتائج. [4]

الجراحة

تعد الجراحة هي الخيار الطبي الأخير الذي يلجأ إليه الأطباء عند فشل المسارات العلاجية الأخرى، تعتمد الجراحة على ترقيع الجلد من خلال إزالة الجلد من منطقة صغيرة غير مصابة بالبهاق، وزرعها جراحياً في المناطق التي تفتقد التصبغ، تعد الجراحة أكثر فعالية في المناطق المصابة بشكل محدود، وهناك بعض الحالات التي يفشل فيها ترقيع الجلد في استعادة صبغة الجلد. [4]

لا شك أن علاج البهاق يمثل تحدياً كبيراً، فعلى الرغم من عدم تسببه في آلام جسدية للأشخاص المصابين به، إلا أن الآثار النفسية الناتجة عن نظرة المجتمع لهؤلاء الأشخاص أشد قسوة من الألم الجسدي، وهناك بعض العلاجات الواعدة التي من المتوقع أن تفتح باباً جديداً للأمل، يساعد المصابين بالبهاق أن يتخطوا مشكلتهم، ويندمجون مرة أخرى مع المجتمع بعد زوال أعراض المرض.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!