أول دواء لإعادة نمو الأسنان

يأمل فريق من العلماء في اليابان في معهد البحوث الطبية ومستشفى كيتانو في أوساكا أن يؤدي عقار جديد إلى نمو أسنان حقيقية بعد تجارب ناجحة على الحيوانات.

دواء نمو الأسنان

أثارت دراسة نُشرت عام 2021 في مجلة ((Scientific Reports الكثير من الاهتمام حيث أظهرت كيف يمكن لدواء يستهدف البروتين (USAG-1) أن يؤثر على عدد الأسنان المزروعة في الحيوانات، واعتبره البعض أول دواء لتجديد الأسنان في العالم.

في متابعة للدراسة يستعد فريق العلماء لتجربة الدواء على البشر على أن تبدأ التجربة السريرية للدواء في عام 2024، ويأملون أن يكون جاهزاً للاستخدام العام في عام 2030.

يقول كاتسو تاكاهاشي، الباحث الرئيسي ورئيس فريق البحث في قسم طب الأسنان وجراحة الفم في معهد البحوث الطبية بمستشفى كيتانو في مدينة أوساكا "إن فكرة زراعة أسنان جديدة هي حلم كل طبيب أسنان، لقد كنت أعمل على هذا منذ أن كنت طالب دراسات عليا، وكنت واثقا من أنني سأتمكن من تحقيق ذلك".

أدت الدراسات إلى العثور على بروتين يسمى (USAG-1) يتم تصنيعه بواسطة الجين للحد من نمو الأسنان أي منع عمل هذا البروتين يمكن أن يسمح بنمو المزيد من الأسنان لذلك قام فريق البحث بتضييق نطاق تركيزه على بروتين (USAG-1)، وطوّر دواء مضاد قادر على منع وظيفة البروتين بالتالي يسمح بنمو الأسنان.^[1][2]  

ما هي مجموعة الأسنان الثالثة؟

يمكن للحيوانات مثل أسماك القرش، وبعض أنواع الزواحف أن تعيد نمو أسنانها بصورة مستمرة أما البشر فتنمو لديهم مجموعتان فقط من الأسنان خلال حياتهم لكن يوجد أدلة على وجود براعم لمجموعة ثالثة.

وفقاً لبحث أجراه فريق الدكتور تاكاهاشي على المصابين بحالة فرط الأسنان، وهي حالة صحية خلقية تسبب عددًا أكبر من الطبيعي من الأسنان فإن واحدة من كل 3 حالات تظهر على شكل نمو مجموعة ثالثة من الأسنان لذلك يعتقد فريق البحث أن في معظم الحالات فقد البشر قدرتهم على نمو مجموعة ثالثة بمرور الوقت.

عندما طبق الباحثون الدواء الجديد على القوارض، قاموا بزراعة سن أمامي سابع إضافي، ونظرًا لأن الأسنان الجديدة تنمو بين الأسنان الأمامية الموجودة، وكانت لديها نفس الشكل، يُعتقد أن الدواء قد حفز توليد أسنان المجموعة الثالثة في الحيوانات.^[1][3]  

علاج فقدان الأسنان

يوجد اليوم نقص في العلاجات المتاحة لإعادة نمو الأسنان لكن علاج الأجسام المضادة لـ USAG-1 يمنح أملاً جديداً لما يقرب من 1% من البشر ممن يعانون من فقدان الأسنان، وهي حالة وراثية لا تسمح لمجموعة كاملة من الأسنان بالنمو، وتُعرف هذه الحالات أيضًا باسم عدم تكوّن الأسنان حيث يعاني الأشخاص الذين يولدون مع عدم تكوّن الأسنان من صعوبة القدرات الأساسية مثل المضغ، والبلع، والتحدث منذ سن مبكرة، مما قد يؤثر على نموهم.^[1][3]

استخدام الدواء على البشر

في بعض الحالات يصعب علاج الأسنان بسبب التجاويف الشديدة أو تآكل تجاويف الأسنان، المعروف باسم تقيح الأسنان لذلك يفقد الأشخاص أسنانهم، ويحتاجون إلى الاعتماد على الحلول البديلة مثل أطقم الأسنان لكن إذا نجحت تجارب الدواء في نمو أسنان الجيل الثالث سيكون الخيار الجديد إلى جانب زراعة الأسنان، وأطقم الأسنان.

يعمل العلماء الآن على تجهيز استخدام الدواء على البشر بمجرد التأكد من عدم وجود أي آثار ضارة على جسم الإنسان حيث سيتم استهدافه لعلاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 6 سنوات، والذين يعانون من فقدان الأسنان، وإذا نجح دواء تجديد الأسنان، فقد يغير قواعد اللعبة في مجال طب الأسنان بأكمله.^[1][3]