;

العناية بالفم والأسنان في رمضان

  • تاريخ النشر: الأحد، 26 مارس 2023
العناية بالفم والأسنان في رمضان

تعتبر العناية بالفم والأسنان في رمضان أحد التحديات التي تواجه الصائمين في هذا الشهر، إذ لا تقتصر العناية بالفم والأسنان على تنظيفها وحسب بل هناك خطوات معينة لضمان الحصول على العناية التامة بالفم والأسنان لتجنب المشكلات المرتبطة بإهمالها، تعرف على ذلك وأكثر من خلال هذا المقال.

صحة الفم والأسنان في رمضان 

تعد صحة الفم والأسنان جزءً لا يتجزأ من صحتك العامة، إذ يمكن أن يؤدي سوء نظافة الفم إلى تسوس الأسنان وأمراض اللثة، كما يرتبط إهمال صحة الفم والأسنان بالعديد من الأمراض والالتهابات التي يمكن أن تصيب الجسم.

إن الحفاظ على صحة الأسنان واللثة هو التزام مدى الحياة، ويجب الاهتمام به بشكل أكبر خلال شهر رمضان، لأن الصيام عن الطعام والشراب من طلوع الشمس إلى غروبها قد يعرض الجسم للجفاف؛ بسبب قلة السوائل وعدم تعويضها، مما قد يؤدي إلى تفاقم جفاف الفم خلال رمضان، كما يمكن أن يؤدي إلى ظهور رائحة يمكن للصائم تمييزها.

إن عادات نظافة الفم الروتينية، مثل: تنظيف الأسنان بالفرشاة، والخيط، والتقليل من تناول السكر ستكون أكثر أهمية خلال شهر رمضان، لتجنبك المشاكل المرتبطة بإهمال نظافة الأسنان، وسيوفر عليك إجراءات طب الأسنان المكلفة والمشكلات الصحية طويلة المدى، لأن الوقاية خيرٌ من العلاج.[1]

تأثير الصيام على صحة الفم في رمضان

يُعتقد أن الصيام مفيد لصحتك العامة، إذ إن العلاقة بين صحة الفم والصيام علاقة إيجابية، لأن  تقليل وتيرة تناول الوجبات الخفيفة يقلل من فرص التعفن التي يمكن تحصل، كما أن اتباع الأنظمة الغذائية المختلفة  يؤثر على صحة فمك.

تؤثر الأطعمة على صحة أسنانك بطرق مختلفة، لا ينتهي تأثيره في جهازك الهضمي وحسب، بل يمتد أثره إلى جسدك كله، ويمكن أن يزيد نظامك الغذائي من رائحة الفم الكريهة، كما يمكنه أن يرفع  خطر تسوس الأسنان، أو يجعل أسنانك عرضةً للإصابة بالعدوى،  يعتمد ذلك على نوعية الطعام الذي تتناوله وعلى أسلوب حياتك الغذائي بشكل عام، والجدير بالذكر هنا أن الصيام في شهر رمضان يمتد لفترات طويلة، وقد يؤثر ذلك على صحة الفم إن لم يتم التعامل معها والاعتناء بها بشكل صحيح.[2]

أسباب رائحة الفم في رمضان

تشير رائحة النفس الكريهة أو نتن التنفس (بالإنجليزية: Halitosis) إلى الرائحة غير المُستحبة التي تنبعث خلال التنفس، وتتفاقم هذه الحالة في أوقات الصيام، وينتج ذلك عن البكتيريا المتوضّعة في الفم بسبب بعض الممارسات الخاطئة، وهي كالتالي:[3][4]

إهمال صحة الفم والأسنان

إن عدم استخدام الفرشاة والخيط يومياً يسمح لجزيئات الطعام أن تتراكم في فمك، ويؤدي إلى تتكون طبقة لزجة عديمة اللون من البكتيريا تسمى البلاك (بالإنجليزية: Plaque) على أسنانك، ويمكن أن تهيج اللثة وتسبب التهاباً في دواعم السن، كما يمكن أن يسبب رائحة الفم الكريهة، الجدير بالذكر أن الأمر لا يقتصر على تنظيف الأسنان وحسب، بل إن تنظيم اللسان مهم جداً أيضاً، فقد تكون البكتيريا المتراكمة على سطح لسانك سبباً في نشوء الرائحة الكريهة أثناء الصيام.

جفاف الفم وقلة شرب الماء

يساعد اللعاب على تنظيف فمك وإزالة الجزيئات التي تسبب الروائح الكريهة، لكن عند الامتناع عن شرب الماء خلال فترة الصيام من شأنه أن يجعل الفم في حالة من الجفاف، ويساهم ذلك في تطور الرائحة الكريهة خلال فترة الصيام بسبب انخفاض إنتاج اللعاب، الأمر الذي يتشابه مع رائحة الفم الصباحية والتي تٌعزي أيضاً لجفاف الفم.

نوعية الطعام

يمكن أن يؤدي تكسير جزيئات الطعام داخل وحول أسنانك إلى زيادة توضّع البكتيريا في الفم، مما يسبب رائحة غير مستحبة، كما أن تناول أطعمة معينة، مثل: البصل، والثوم، والتوابل، يمكن أن  يزيد الأمر سوءً، لأن هضم الأطعمة لا ينتهي في الجهاز الهضمي وحسب، بل يدخل مجرى الدم، ويننتقل إلى رئتيك ويؤثر على أنفاسك.

التهابات فموية

يمكن أن يكون سبب رائحة الفم الكريهة هو التهابات داخل الفم، قد تنتج عن الجروح بعد جراحة الفم، مثل: إزالة الأسنان، أو نتيجة لتسوس الأسنان، أو أمراض اللثة، أو تقرحات الفم.

استخدام بعض الأدوية

يمكن لبعض الأدوية أن تسبب رائحة الفم الكريهة بشكل غير مباشر من خلال المساهمة في جفاف الفم، ويمكن أن يتحلل البعض الآخر في الجسم لإطلاق مواد كيميائية يمكن أن تنتقل عبر أنفاسك.

 أسباب صحية أخرى

 يمكن لأمراض الفم والأنف والحنجرة الأخرى أن تؤدي إلى  خلل في صحة الفم الذي ينتج عنه رائحةً كريهة، مثل التهاب اللوزتين، أو التهاب الجيوب الأنفية، أو التهاب الحلق، كما يمكن للأمراض الأخرى أن تلعب دوراً في صحة الفم، مثل بعض أنواع السرطان، وحالات اضطرابات التمثيل الغذائي، والارتجاع المزمن لأحماض المعدة.

نصائح للعناية بصحة الفم في رمضان

يمكننا العناية بصحة الفم والأسنان خلال شهر رمضان عن طريق خطوات بسيطة يمكن لأي شخص اتباعها، وذلك من خلال ما يلي:[3][4]

الاهتمام بنظافة الفم والأسنان

  • استخدام معجون أسنان مناسب، يوُصى عادةً باستخدام معجون أسنان يحتوي على مضاد للبكتيريا إذا كانت الرائحة ناتجة عن تجمع بكتيري أو ما يُسمى بالبلاك (بالإنجليزية: Plaque)، وهي طبقة لزجة تظهر على الأسنان و تتجمع فيها البكتيريا المسببة للرائحة الكريهة.
  • غسل الأسنان مرتين على الأقل يومياً، حيث ينصح بأن تغسل أسنانك لمدة دقيقتين بعد الإفطار وبعد وجبة السحور.
  • استخدم غسولاً مناسباً للفم، حيث يحافظ الغسول على صحة الفم والأسنان عن طريق التخلّص من البكتيريا، ويعتبر الوقت المثالي لاستخدامه قبل النوم.
  • استخدام الخيط الطبي للتنظيف مرة واحدة على الأقل، لتجنب تراكم البكتيريا وبقايا الطعام.
  • تنظيف اللسان، وذلك عن طريق استخدام فرشاة الأسنان أو الأداة الخاصة بذلك التي تُباع في المتاجر مع التركيز على الجزء الخلفي من اللسان.
  • علاج مشاكل الأسنان الأخرى، حيث تسبب بعض أمراض الفم تلك الرائحة الكريهة، مثل مرض انحسار اللثة (بالإنجليزية: Gum disease) والتي يتكون فيها جيوباً عميقة تتراكم فيها البكتريا المسببة للرائحة غير المقبولة.
  •  التحقق من سلامة الحشوات السنيّة، فيمكن أن تكوّن الحشوات التالفة بيئةً خصبة لنمو البكتريا التي تسبب الرائحة. 
  • تنظيف الأسنان الاصطناعية أو تقويم الأسنان، حيث يجب تنظيفها بشكل جيد مرة واحدة على الأقل يومياً حسب إرشادات طبيب الأسنان.
  • تجنب الأطعمة التي تسبب الرائحة الكريهة، مثل البصل والثوم، فإن هضم هذه الأطعمة يكوّن مركبات الكبريت التي تصل إلى رئتيك عبر مجرى الدم ، مما يؤثر على رائحة أنفاسك، كما يرتبط تناول الكثير من الأطعمة السكرية برائحة النفس السيئة.
  • ابتعد عن التدخين، إلى جانب مضاره السيئة على صحتك فيمكنه أن يتسبب في رائحة الفم الكريهة أثناء الصيام بإلحاقه أضراراً في اللثة وبصحة الفم بشكل عام.
  • تناول العلكة الخالية من السكر، لأن البكتيريا تنمو في البيئة المليئة بالسكر لذا يُنصح بتجنب هذا النوع من اللبان.
  • اشرب حاجتك من الماء  خلال فترة الإفطار، الأمر الذي يساعد فمك على البقاء رطباً عن طريق تحفيز إنتاج اللعاب.

استخدام طرق منزلية للعناية بصحة الفم

هناك عدة طرق للعناية بصحة الفم والأسنان يمكن تطبيقها من المنزل، بالإضافة للخطوات السابقة التي تتضمن الحفاظ على نظافة الأسنان وتنظيفها مرتين يومياً على الأقل، تشمل الطرق المنزلية ما يلي:[5]

  •  تناول عشبة البقدونس، حيث يحتوي البقدونس (بالإنجليزية: Parsley) محتويات عالية من الكلوروفيل، وتساهم هذه المادة في مكافحة مركبات الكبريت التي تسبب رائحة النفس الكريهة بفعالية.
  • اشرب حاجتك من الماء، لأن الحرص على شرب ما يكفيك قبل بدء الصيام يمنع جفاف الفم الذي يتسبب بالرائحة الكريهة في غالب الأحيان.
  • تناول اللبن أو الزبادي، حيث يحتوي اللبن على البكتريا النافعة التي تسمى اللاكتوباسيلس (بالإنجليزية: Lactobacillus) وتساهم في مكافحة البكتيريا الضارّة التي تسبب رائحة كريهة بالفم.
  • اشرب الحليب، لأن شرب كوب من الحليب كامل الدسم أو قليل الدسم قد يساعدك في التخلص من رائحة الفم الكريهة، كما أظهرت بعض المصادر أن تناوله يكون فعّالاً أيضاً بعد الوجبة التي تحتوي على الأطعمة التي تؤثر في النَفَس مثل الثوم والبصل.
  • استخدم بذور اليانسون أو الشومر، يمكن تناولها بعد وجبة الإفطار أو السحور، إذ تتميز بالمذاق المستساغ وغناها بالزيوت العطرية الأساسية التي تمنح نَفَسك رائحة جميلة.
  • تناول البرتقال، تعد فاكهة البرتقال مصدراً غنياً بفيتامين سي، حيث يساعد على زيادة إنتاج اللعاب، الأمر الذي يمكن أن يساعد في رطوبة الفم وتجنب المشاكل المرتبطة بجفافه.
  • اشرب الشاي الأخضر، يحتوي الشاي الأخضر على خصائص مُطهّرة ومزيلة للروائح الكريهة التي يمكن أن تؤثر على رائحة النَفَس، وتجدر الإشارة هنا أن النعناع له آثار مماثلة، لذلك يمكنك تناول كوب من الشاي الأخضر مع أوراق النعناع بعد الإفطار أو مع السحور، قد يكون له تأثيراً مثالياً في التغلب على رائحة النفس الكريهة في رمضان.
  • تناول التفاح، وجدت بعض الدراسات أن التفاح قد يكون مفيداً لمن يعاني من رائحة الفم الكريهة في رمضان، خصوصاً لمن يتناول الثوم في طعامه، فهو يعمل على معادلة المركبات التي تكون مسؤولة عن إصدار الروائح الكريهة وتتواجد في الدم.