فوائد وأضرار الفقع وما هي أسماؤه؟

في فترةٍ معينة من كل عام وبعد مرور عاصفةٍ شديدة ستشهد تجمع العديد من الباعة المتجولين، الذين يستعرضون لك محاصيلهم التي جمعوها من الفقع أو فطر الكمأة، والتي تُشكّل للكثيرين منا وجبةً شهيةً، لكن هل تساءلت يوماً ما هو نبات الفقع وما هي فوائده؟

انضم إلى قناة بابونج المجانية على الواتساب نصيحة صحية يومية للحصول على نصائح طبية متنوعة يومياً.

ما هو الفقع؟

تعرف نبتة الفقع (بالإنجليزية: Truffles) باسم الكمأ، وهو نبات من فصيلة الفطريات التي تنمو بشكل درنات، والفقع هو إحدى الفطريات الجوفية، أي أنه ينمو تحت الأرض و شكل الفقع مستدير بعض الشيء فهو ذو شكلٍ غير منتظم أو ثؤلولي، كما أحجام الفقع بشكل واضح من حبةٍ لأخرى، فيمكن أن يكون الفقع بحجم حبة الجوز، وقد يكون بحجم قبضة يد الرجل.

تتنوع أسماء الفقع باختلاف البلدان والمناطق، ففي شبه الجزيرة العربية والدول الخليجية يُسمى الفقع، بينما في دول الشمال الإفريقي والمغرب العربي مثل المغرب والجزائر وليبيا يطلق عليه ترفاس، في السودان يُسمى العبلاج وفي بلاد الشام يُطلق عليه اسم الكما أو الكمأ، ينتشر أيضاً بين أسماء الفقع اسم نبات الرعد أو بنت الرعد، وذلك بسبب ارتباط ظهور الفقع بهطول الأمطار التي ترافقت بعواصف رعدية. 

عموماً يتراوح وزن حبة الفقع بين 30 و60 غراماً، وهو يمتلك طعماً مميزاً لاذعاً يمكن أن نصفه بأنّه طعم ترابي يجمع بين طعم نبات الفطر وأوراق الخريف، للفقع ألوان مختلفة تتحدد بناءً على عوامل، مثل نوع الفقع، أو نوع الشجرة، التي ينمو عند جذورها.

يُعتبر الكمأ نباتاً موسمياً برياً يُجمع عند ظهوره لوحده رغم إمكانية زراعته، وذلك بسبب صعوبة زراعته، حيث تتطلب زراعة الفقع الحفاظ على الشروط المناسبة له لمدة طويلة تتراوح بين 7 إلى 10 سنوات قبل أن يكون جاهزاً للحصاد، يوجد اليوم بعض التجارب الناجحة لإنتاج الفقع زراعياً في نيوزلندا والولايات المتحدة. 

فوائد الفقع

نبات الفقع فوائده عديدة، كما أن له طعماً شهياً، لكنه ليس السبب الوحيد الذي يدفع الكثيرين لتناولها، فهي تقدم الكثير من الفوائد الصحية؛ وبذلك ستحصل  بتناولها على وجبةٍ ذات طعمٍ مميز، مع الاستفادة من فوائد الكماة التي تتضمن:

• نبات الفقع غني بالعناصر المغذية: يتضمن الفقع الكثير من العناصر الغذائية والفيتامينات، مثل الفسفور، والنحاس، والمنغنيز والسيلينيوم، والزنك، وفيتامينات أ وب وج ود، وهو أيضاً غني بالبروتين، والأحماض الدهنية، والصوديوم، بالإضافة إلى عنصر الكالسيوم.
• مصدر هام لمضادات الأكسدة: يمنحك الفقع مضادات الأكسدة بكميةً كبيرة، وتحمي خلاياك من الجذور الحرة وضررها التأكسدي، وجود مضادات الأكسدة في الفقع يجعله قادراً على حمايتك من بعض الأمراض، مثل السرطان، وأمراض القلب، والسكري.
• يمتلك خصائص مضادة للبكتيريا: يُساعد تناول الفقع على حمايتك من بعض السلالات البكتيرية، حيث تبين أنّ مستخلص الفقع الصحراوي كان قادراً على تثبيط نمو أحد أنواع البكتيريا بنسبة 66%.
• يمكن أن يُساعد على قتل بعض أنواع الخلايا السرطانية: رغم أنّ الدراسات ما زالت مخبرية، إلا أنّها بينت أنّ الفقع كان قادراً على إيقاف نمو خلايا الكبد والرئة والقولون والثدي السرطانية.
• تقليل الالتهابات: يُساعد تناول الفقع على تقليل الالتهابات في الجسم؛ وبالتالي حمايته من بعض الأمراض المزمنة التي تنشأ بسبب الالتهاب على المدى الطويل.
• بديل للحم: يمكن أن يكون الفقع بديلاً جيداً للحوم للأشخاص النباتيين.

بالإضافة لكل ما سبق يمكن أن يكون الفقع خياراً جيداً للحمية؛ إذ يحتوي على كميةً قليلة من السعرات الحرارية. 

أضرار الفقع

بالرغم من فوائد الفقع الصحية المتعددة، إلا أن استهلاك كميات كبيرة منه قد يتسبب في ظهور بعض الآثار الجانبية، ورغم ندرتها يمكن أن تتضمن أضرار الفقع ما يلي:  

• الفقع للحامل قد يؤدي إلى الإصابة بداء المقوسات: بسبب نموه تحت الأرض يمكن أن يؤدي تناول الحامل للفقع للإصابة بداء المقوسات، والذي يطلق عليه أحيانًا مرض القطط للنساء، والذي يمكن أن يُسبب مشاكل خطيرة للجنين؛ لذلك في حال رغبت الحامل بتناوله من الأفضل أن تتناول الفقع المجفف.
• رد فعل تحسسي: الحساسية من الفقع نادرة، لكنها موجودة وهي تُشبه بشكل ما أشكال التسممات الغذائية الأخرى. 

 أنواع الفقع

بما أنّ الفقع ينمو في عدة بلدان تختلف أنواع الفقع بشكلٍ ملحوظٍ من بلدٍ لآخر، فيمكن أن تجد الفقع الأسترالي والفقع الصيني الأسود وغيرها من الأنواع المختلفة، لكن في المنطقة العربية فهناك 4 أنواعٍ رئيسية للفقع، بناءً على الحجم والشكل واللون، وأنواع الفقع هي:

• الفقع الزبيدي: يُعرف الفقع الزبيدي بشكل أساسي بلونه المميز الذي يميل إلى الأبيض، كما يتميز بأنّه ذو حجم كبير قياساً بأنواع الفقع الأخرى، يمكن في بعض الأحيان أن يصل حجم حبة الفقع الزبيدي إلى حجم قبضة يد الرجل البالغ.
• الفقع الخلاسي أو فقع الخلاص: يُعتبر اللون الأحمر أو الأحمر المائل للسواد والحجم الصغير من أبرز ما يُميز الفقع الخلاسي، يمتلك الفقع الخلاسي طعماً قريباً من الفقع الزبيدي، كما أنّ البعض يفضلونه على الزبيدي رغم فرق الحجم، ويرون أنّه ألذ منه.
• الفقع الهوبر أو فقع الهبيري: يكون فقع الهوبر أسوداً من الخارج ذو قلبٍ أبيض، وهو صغير الحجم حيث لا تتجاوز أحجامه حجم حبة الجوز.
• فقع الجبي أو فقع الجباه: وهو ذو لون داكن أو غامق، حيث يتراوح لون الفقع الجبي بين الأسود والأحمر، ويكون صغير الحجم لا يتجاوز حجمه عادةً حجم حبة البندق.  

سر ارتباط الفقع بالمطر

ارتبط الفقع منذ القدم بالعديد من الخرافات والمعلومات الخاطئة، ويمكن أن نُلاحظ ذلك من تسمية الفقع باسم بنت الرعد في المجتمعات العربية وباسم بطاطا البرق في الغرب، إن سألت أحد بائعي الفقع يمكن أن يُخبرك بأنّ الفقع لا يظهر دون وجود أمطارٍ تلي العواصف الرعدية، وهنا قد تسأل نفسك ما سر ارتباط الفقع بالمطر بعد العواصف الرعدية؟

يجب أن تعلم أنّ الفقع ينمو من أبواغٍ مجهرية موجودة تحت سطح الرمال، تتسبب العواصف الرعدية والبرق المصاحب لها بتفاعل كيميائي يجعل المطر المتساقط غنياً بالمركبات النتروجينية، والتي تُعتبر ضروريةً لنمو الفقع، وهو ما يجعل ظهور الفقع مرتبطاً بالمطر. 

طريقة طبخ الفقع

يمكن تناول الفقع مطهواً أو نيئاً، حيث أنّ تناول الفقع الطازج يجعل طعمه أكثر وضوحاً، لكن إن كنت تُريد أن تعلم كيف يؤكل الفقع مطهواً، دون أن يفقد نكهته المميزة فالأمر بسيط؛ كل ما عليك القيام به هو إضافة الفقع في نهاية الطهي بدلاً من تركها تُطهى منذ البداية،  الإجابة لسؤال كيف يؤكل الفقع؟ تختلف وفقاً لتفضيلات الشخص فهناك الكثير من الوصفات، لكن يمكنك أن تقوم بالتالي: 

• أكل الفقع المشوي: يمكن لك أن تقوم بشيّ الفقع على نارٍ هادئة بشكل مباشر، وتنتظر حتى يبدأ البخار بالتصاعد منها، وهو ما يدل على نضجها.
• أكل الفقع مع الزيت والبصل: يمكنك أيضاً أن تحمص الفقع مع الزيت والبصل، مع إضافة القليل من ملح الطعام.
• إضافة قطع الفقع إلى الباستا: عندما تقترب من النضج.

 مع بداية موسم الفقع ورغبتنا في تناول وجبةٍ شهية منه من الضروري أن نتذكر أنّ بعض الباعة يستغلون ارتفاع سعره للربح السريع عبر بيع أنواعٍ مغشوشة من الفقع، ولذلك من الضروري أن تشتري الفقع من مصادر موثوقة لتجنب الأضرار التي يمكن أن تنجم عن تناول الفقع المزيف.