;

العرقسوس فوائده وأضراره

  • تاريخ النشر: الإثنين، 19 أبريل 2021 آخر تحديث: الخميس، 23 مارس 2023
العرقسوس فوائده وأضراره

العرقسوس أو نبات السوس هو نبات شجري معمر ينبت في كثير من بقاع العالم مثل سوريا ومصر وآسيا الصغرى وأواسط آسيا وأوروبا. تستخرج من جذور الشجرة مادة العرقسوس، وهي أكثر حلاوة من السكر العادي، فبعض الناس يمضغها وبعضهم الآخر يأكلونها كحلويات وهناك آخرون يشربونها، وهناك 12 نوع من جذور العرقسوس تختلف في طعمها من نوع لآخر.

إن جذر نبات العرق سوس ( Glycyrrhiza glabra أو Glycyrrhiza uralensis ) له تاريخ طويل في الاستخدام في الطب الشرقي والغربي. وهو نبات معمر في الشرق الأوسط وأجزاء من آسيا والهند.

يعتقد ممارسو الطب التقليدي أن جذر العرقسوس يمكن أن يعالج عددًا من الحالات الصحية، بما في ذلك التهاب الشعب الهوائية والإمساك وحرقة المعدة وقرحة المعدة والأكزيما وتقلصات الدورة الشهرية. على الرغم من أن العرقسوس آمن للاستخدام بشكل عام، إلا أن الاستهلاك المفرط يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية شديدة قد تصل إلى التسمم.

أما في الطب الصيني التقليدي، يشار إلى جذر العرقسوس باسم جان زاو، في طب الايورفيدا (الأيورفيدا هي منظومة من تعاليم الطب التقليدي التي نشأت في شبه القارة الهندية وانتشرت إلى مناطق أخرى من العالم كشكل من أشكال الطب البديل. تتكون كلمة (أيورفيدا) في اللغة السنسكريتية من كلمتي (أيوس) وتعني حياة، و(فيدا) وتعني علم أو معرفة، يطلق عليه إما mulethi أو اسمه السنسكريتي yashtimadhu.

الفوائد الصحية للعرقسوس

على الرغم من محدودية البحث حول فوائد العرقسوس إلا أن الدراسات تشير إلى أن العرقسوس قد يقدم فوائد صحية معينة، تتعلق في المقام الأول بالجهاز الهضمي. وإليك بعض هذه الفوائد.

1- قروح كانكر

وفقا للدراسات السابقة في الطب التقليدي، فإن جذر العرقسوس يسرع من التئام القرحة القلاعية المتكررة . 

2- التهاب الشعب الهوائية المزمن

هناك بعض الأدلة على أن جذر العرقسوس قد يبطئ من تطور التهاب الشعب الهوائية المزمن المرتبط بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)  وفقًا لدراسات أنبوب الاختبار التي أجريت في جامعة تشونغ شان الطبية في تايوان فإن الأحماض الجليسيريزيك glycerrhysic والآسيوي والأولينوليك Oleanolic الموجودة في جذر العرقسوس لها تأثير مضاد للأكسدة وهي تحمي الخلايا في القصبات الهوائية في الرئتين.  ويشير هذا إلى أن العرقسوس قد يساعد في إبطاء (وليس إيقاف) تقدم مرض الانسداد الرئوي المزمن عند استخدامه مع العلاجات الطبية القياسية. ولكن هناك حاجة إلى المزيد من البحوث البشرية لدعم هذه النتائج.

3- السرطان القولوني المستقيمي

يعتقد بعض العلماء أن الخصائص المضادة للأكسدة للعرقسوس قد تساعد في تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وخاصة سرطان القولون والمستقيم . في حين أن الجزء الأكبر من الأبحاث قد اقتصر على الدراسات على الحيوانات أو أنابيب الاختبار، إلا أن بعضها كان واعدًا، فيما يخص البشر. 

4- عسر الهضم

عند استخدام العرقسوس مع أعشاب أخرى، قد يساعد جذر العرقسوس في تخفيف آلام عسر الهضم الوظيفي (FD) وهو اضطراب مزمن يتميز بعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن. 

5- أعراض سن اليأس والحيض

إن جذر العرقسوس هو علاج منزلي أساسي للنساء المصابات بتقلصات الدورة الشهرية، ويعتقد أيضًا أنه يساعد في تخفيف العديد من الأعراض السلبية لانقطاع الطمث، بما في ذلك الهبات الساخنة، حيث يحتوي العرقسوس على فيتويستروغنز Phytoestrogens (وهي مركبات نباتية تماثل تأثيرات هرمون الاستروجين في الجسم). على الرغم من الأدلة على فوائدها، إلا أنه لا يزال من غير الواضح مدى جودة عمل فيتويستروغنز في جذر العرقسوس.

وفي دراسة أجريت عام 2012 تشمل 120 امرأة يعانين من الهبات الساخنة، وجدت هذه الدراسة أن 330 مليغرام جرعة من جذر العرقسوس قدمت إغاثة متواضعة خففت من وتيرة وشدة الهبات الساخنة بالمقارنة مع مجموعة أخرى أخذت الدواء المعتاد، وبمجرد توقف العلاج عانت المجموعتان من عودة أعراض انقطاع الطمث.

6- القرحة الهضمية

اكتسب دور العرقسوس في علاج مرض القرحة الهضمية اهتمامًا متزايدًا في المجتمع العلمي، وتحديداً فيما يتعلق بتأثيره على البكتيريا المعروفة باسم هيليكوباكتر بيلوري ( H. pylori) أو ما يسمى بكتريا الملوية البوابية، هي السبب الرئيسي للقرحة الهضمية وواحدة من أكثر أنواع العدوى صعوبة في استئصالها. 

ويبدو أيضًا أن جذر العرق سوس له خصائص مضادة للميكروبات التي قد تعالج أيضًا بعض أنواع العدوى الفطرية (مثل المبيضات)) والالتهابات البكتيرية الأخرى التي يصعب علاجها (مثل Staphylococcus aureus وBacillus subtilis وEnterococcus faecalis ).

الآثار الجانبية المحتملة للعرقسوس

عند تناول جذر العرقسوس كمكمل غذائي أو كشراب، يعتبر آمنًا وجيد التحمل عند البالغين. ولكن مكملات جذر العرق سوس مخصصة للاستخدام على المدى القصير فقط، حيث يمكن أن يتسبب تناول العرقسوس يوميًا لعدة أسابيع في حدوث آثار جانبية خطيرة تهدد الحياة.

ويمكن أن تحدث بعض الآثار الجانبية إذا تم تناول جذر العرقسوس بكميات كبيرة،  ومن المحتمل أن يكون ذلك نتيجة للتراكم المفرط لحمض الجلسرهيزينيك Glycerrhizin مما يؤدي إلى زيادة غير طبيعية في هرمون الإجهاد (الكورتيزول)، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خلل شديد في سوائل الجسم وإلكتروليتاته (هي مواد تستطيع توصيل التيار الكهربي في المحاليل أو عند صهرها وتتغير كيميائيا تبعا لذلك)، ويتجلى ذلك في مجموعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك

1- إعياء

2- صداع الراس

3- احتباس السوائل وتورم ( وذمة )

4- ضغط دم مرتفع

5- ضعف أو تقلصات العضلات

وفي الحالات القصوى يمكن أن يحدث تسمم بالعرقسوس وتطوير الفشل الكلوي والشلل، وفشل القلب الاحتقاني، والوذمة الرئوية.

وقد أظهرت الأبحاث أن أكل جذر العرقسوس أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية يؤدي إلى آثار عصبية ضارة عند الأطفال في وقت لاحق من الحياة، على هذا النحو لا ينبغي أن يستهلكه الأطفال أو النساء الحوامل أو الأمهات المرضعات. ويجب أيضًا تجنب العرقسوس عند الأشخاص الذين يعانون من اختلال وظيفي في الكلى أو الكبد.

تفاعل العرقسوس مع الأدوية

يمكن أن يتفاعل العرقسوس مع عدد من الأدوية، إما عن طريق تقليل فعاليتها (جعلها أقل فعالية) أو زيادة فعاليتها (تفاقم آثارها الجانبية). وتشمل

1- الأدوية المضادة لاضطراب النظم مثل لانوكسين (الديجوكسين)

2- الأدوية الخافضة للضغط مثل كوزار (لوسارتان)

3- مضادات التخثر (مميعات الدم) مثل الكومادين (الوارفارين)

4- موانع الحمل القائمة على الاستروجين 

5- سيليبريكس (سيليكوكسيب)، وفولتارين (ديكلوفيناك)

6- أدوية مضادات الكوليسترول مثل ليسكول (فلوفاستاتين)

7- العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات) مثل أدفيل (ايبوبروفين)

8- مدرات البول (حبوب الماء) مثل لازيكس (فوروسيميد) 

ولتجنب التفاعلات، أخبر طبيبك إذا كنت تتناول جذر عرق السوس أو أي مكمل طبيعي أو عشبي آخر.

العرقسوس المجفف، الجرعة والتحضير

تتوفر منتجات جذر العرقسوس (بما في ذلك الأقراص القابلة للمضغ ، والكبسولات والمستخلصات والشاي والمستحلبات والصبغات والمساحيق) في معظم متاجر الأطعمة الصحية. في حين لا توجد إرشادات عالمية توجه الاستخدام المناسب لجذر عرق السوس، تعتبر الجرعات التي تصل إلى 5 - 15 جرامًا يوميًا آمنة للاستخدام قصير المدى.  بالإضافة إلى المكملات الغذائية، يمكن شراء جذر العرقسوس المجفف، ويصعب استخدام جذر عرق السوس بالكامل نظرًا لأنك أقل قدرة على التحكم في الجرعة. على النقيض من ذلك، يمكن بسهولة تحويل الجذر المحلوق إلى شراب عن طريق نقع ملعقة كبيرة من النشارة في كوب من الماء المغلي.

يمكن أيضًا العثور على أكياس العرقسوس التي تشبه أكياس الشاي في معظم محلات البقالة، وبعضها ممزوج بالشاي الأسود أو الأخضر أو المريمية.

وللحصول على أفضل النتائج، تحدث مع طبيبك قبل استخدام أي منتج من جذر عرق السوس، خاصة إذا كنت تعاني من حالة صحية معينة.

تم تصنيف جذر العرقسوس كمكمل غذائي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على هذا النحو، ليس مطلوبًا الخضوع للاختبارات الصارمة التي تقوم بها الأدوية الصيدلانية ويمكن أن تختلف في الجودة من علامة تجارية إلى أخرى. ولضمان أقصى درجات الجودة والأمان، اشترى فقط العلامات التجارية المعتمدة من قبل هيئة مستقلة مثل US Pharmacopeia (USP) أو ConsumerLab أو NSF International.   كما يمكنك شراء المكملات الغذائية التي تحدد كمية الجليسيررهيزين على المنتج. وإذا كنت تشتري جذور العرقسوس المجففة فاختر تلك التي تم اعتمادها عضويًا كلما أمكن ذلك.

نصائح لمحبي العرقسوس

من المحتمل أن يؤدي الإفراط في تناول حلوى العرقسوس في بعض الأحيان إلى الشعور باضطراب في المعدة وحرقة في المعدة، قد لا يكون الأمر نفسه صحيحًا إذا كنت تستهلك العرقسوس بشكل معتاد. 

في عام 2017 أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) نصيحة تحذر المستهلكين من أن البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا والذين يتناولون 2 أونصة من عرق السوس الأسود الطبيعي يوميًا لمدة أسبوعين على الأقل قد ينتهي بهم الأمر في المستشفى مع عدم انتظام ضربات القلب وأعراض خطيرة أخرى. (تزن الأونصة نحو 28.35 جرام).

كقاعدة عامة، حافظ على استهلاكك من حلوى العرقسوس عند الحد الأدنى. وإذا كنت تأكل كميات كبيرة وبدأت تشعر بضربات قلبك بشدة أو ضعف في عضلاتك، فاتصل بطبيبك على الفور.

وإذا كنت مغرمًا بالعرقسوس الأسود، فإن إدارة الغذاء والدواء (FDA) تقدم لك هذه النصيحة:

بغض النظر عن عمرك، لا تأكل كميات كبيرة من العرقسوس الأسود في وقت واحد.

إذا كنت تتناول الكثير من العرقسوس الأسود وتعاني من عدم انتظام ضربات القلب أو ضعف العضلات، فتوقف عن تناوله على الفور واتصل بالطبيب الخاص بك.

يمكن أن يتفاعل عرق السوس الأسود مع بعض الأدوية والأعشاب والمكملات الغذائية، لذلك استشر أخصائي رعاية صحية إذا كانت لديك أسئلة حول التفاعلات المحتملة مع عقار أو مكمل تتناوله. وإذا واجهت أي مشاكل بعد تناول عرق السوس، فاتصل بطبيبك.