;

أسباب ارتفاع إنزيمات القلب

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 06 أبريل 2022 آخر تحديث: الأحد، 30 أكتوبر 2022
أسباب ارتفاع إنزيمات القلب

يعد القلب من الأجزاء الأكثر أهمية في جسم الإنسان لما يقوم به من وظائف يرتبط حدوث خلل فيها بوفاة الشخص في بعض الأحيان، للقلب مجموعة من الإنزيمات التي ينبغي أن تكون ضمن مستويات طبيعية، مع ذلك قد ترتفع في بعض الحالات لذا ما هي أسباب ارتفاع إنزيمات القلب؟ ما هي أعراض ارتفاع إنزيمات القلب؟ كيف يتم فحص مستوياتها؟ هل يوجد علاج لمستويات إنزيمات القلب المرتفعة؟

إنزيمات القلب

إنزيمات القلب (بالإنجليزية: Cardiac Enzymes) التي يطلقها القلب عند إصابته بالإجهاد أو إلحاق أي ضرر به. في هذا المقال سنوضح أسباب ارتفاع إنزيمات القلب.

تعد الإنزيمات نوعاً من أنواع البروتينات التي تساعد الجسم في عملية التمثيل الغذائي، والعمليات الكيميائية الأخرى، بالإضافة إلى آلاف الوظائف الحيوية في الجسم بما فيها وظائف المخ والعمود الفقري، وعملية التنفس، وعملية الهضم، والحركات العضلية الهيكلية، والتخلص من الفضلات عن طريق التبول، وتشكل الجلطة الدموية أو الخثرات.

من الجدير بالذكر أنّ للقلب مجموعة متنوعة من الإنزيمات التي يؤدي أي خلل في مستوياتها إلى الإصابة ببعض الحالات المرضية التي تستدعي العلاج. [1]

أسباب ارتفاع إنزيمات القلب

في الغالب يُطلق القلب إنزيمات عند تعرضه لبعض الحالات المرضية بما فيها الجلطة القلبية ذلك لتكون مؤشرات حيوية توضح للأطباء بأنّ القلب قد تضرر، كما أن الجسم ينتج هذه البروتينات بهدف تسريع بعض العمليات الكيميائية، في العادة توجد إنزيمات القلب بمستويات منخفضة في الدم للدرجة التي لا يمكن فيها اكتشاف الإنزيم في القلب، لذا فإنّ ارتفاعها يحدث نتيجة حالة مرضية في الغالب، تتضمن أسباب ارتفاع إنزيمات القلب ما يلي: [2]

  • الجلطة القلبية: عند إصابة الشخص بالجلطة القلبية فإنّ مستويات إنزيمات القلب ترتفع بشكل كبير، بالتحديد إنزيم التروبونين الذي كلما ارتفعت مستوياته كلما تضرر القلب، كما يقيس الأطباء مستوى التروبونين  بالنانوغرام لكل ملليتر الذي كلما ارتفع معدله زادت خطورة الإصابة بالنوبة القلبية.
  • عدم انتظام ضربات القلب: الذي يتضمن إما تسارع نبضات القلب أو التباطؤ.
  • الانسداد الرئوي: الذي يحدث عند انسداد الشريان الذي يغذي الرئتين بالدم والمواد المغذية.
  • التعرض للإصابة أو الصدمة: يمكن أن تلحق الصدمات التي يتعرض لها القلب ضرراً بعضلة القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم الشرياني.
  • أمراض الكلية.
  • ضعف عضلة القلب.
  • فشل القلب الاحتقاني.
  • الخضوع لعملية القلب المفتوحة.
  • استئصال القلب.
  • تركيب دعامات القلب.

أنواع إنزيمات القلب

تعرف إنزيمات القلب أيضاً بالمؤشرات الحيوية للقلب التي لها العديد من الأنواع إذ أنّ بعض أنواع هذه البروتينات بالتحديد بروتين التروبونين الذي لا يتم تصنيعه إلا في القلب هذا ما يستدعي الأطباء ومقدمي الرعاية الطبية إلى إجراء فحص لمستوياته عند الشك بأنّ الشخص تعرض لنوبة قلبية، كما أن مستويات إنزيم التروبونين قد ترتفع لمدة تصل إلى 12 ساعة بعد التعرض للإصابة بالنوبة القلبية، عدا عن أنّ بعض إنزيمات القلب قد تبقى مرتفعة لمدة أسبوعين، كما يمكن أن يخضع المصاب لفحص أنواع معينة من إنزيمات القلب خلال فترات متباعدة أي خلال عدة ساعات أو عدة أيام لقياس مستويات هذه المؤشرات الحيوية، تتضمن أنواع إنزيمات القلب ما يلي: [1]

  • انزيم سي بي كي: أو ما يعرف بإنزيم الكرياتينين فوسفوكسيناز، أو إنزيم العضلات، والميوغلوبين التي تكشف مستوياتها المرتفعة عن وجود إصابة بالنوبة القلبية بالإضافة إلى الكشف عن مدى الضرر الذي لحق بالقلب.
  • إنزيم الألبومين المعدل (أي أم إيه) يشير ارتفاع مستوى إنزيم الألبومين المعدل إلى الإصابة بنقص تروية عضلة القلب أي خلل في تدفق الدم إلى عضلة القلب، ذلك يحدث نتيجة الإصابة بأمراض الشريان التاجي أو تشنج الشريان التاجي، من الجدير بالذكر أن الأطباء يجرون فحصاً لمستويات إنزيم الألبومين المعدل بالتزامن مع مخطط كهربائية القلب لاستبعاد الحالات المرضية القلبية الأخرى.
  • إنزيمات الببتيدات: يمكن أن ترتفع مستويات إنزيمات الببتيدات عندما يتشكل ضغط إضافي على القلب نتيجة الإصابة بقصور القلب، تتضمن أنواع أنزيمات الببتيدات ببتيدات الناترويوتريك، والببتيدات الأذينية من النوع أ، ب، سي.
  • البروتين التفاعلي: أو ما يعرف ببروتين سي بي أر، وهو بروتين قابل للذوبان يحدث نتيجة إصابة القلب بالتهاب ناتج عن تصلب الشرايين، كما تشير مستويات البروتين التفاعلي المرتفعة إلى الكشف عن مدى احتمالية الإصابة بأمراض القلب في المستقبل.

فحص إنزيمات القلب

يعد فحص إنزيمات القلب من الفحوصات التي يلجأ إليها الطبيب عندما يشك بإصابة الشخص بنوبة قلبية، أو إذا تعرض القلب لأي ضرر ناتج على سبيل المثال عن التهاب عضلة القلب، يتم قياس مستويات البروتينات المنتشرة في الدم مما يسمح للطبيب معرفة الأسباب والبدء بعلاج المصاب.

من الجدير بالذكر أن فحص مستويات إنزيمات القلب لا يحتاج إلى أي تحضيرات أي ليس على الشخص الذي يرغب بالفحص الصيام، أو التوقف عن تناول بعض أنواع الأدوية، في كثير من الأحيان يتم قياس إنزيمات القلب في الطوارئ عندما يكون الشخص قد ظهرت عليه أعراض النوبة القلبية أو هناك اشتباه بإصابته بها، كما يطرح الطبيب بعض الأسئلة لمعرفة الحالة المرضية شكل دقيق، تتضمن هذه الأسئلة حول ما إذا كان يوجد مرض قلبي سابق، أو تاريخ سابق للإصابة بالسكتات الدماغية، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كان هنالك إصابة بارتفاع ضغط الدم أم لا، هل يوجد أي مشاكل في الكلى، أو تم الخضوع لجراحة، ووقت ظهور الأعراض.

يتم فحص إنزيمات القلب من خلال سحب عينة من دم الشخص من خلال إدخال إبرة صغيرة في الذراع، ثم سحب ما يكفي لملء عبوة صغيرة أو عبوتين بعد ذلك تحليل العينة الدموية مخبرياً، يكشف فحص الدم بالإضافة إلى مستويات إنزيمات القلب عن مستويات الكولسترول، ومستويات السكر في الدم، ومستوى الصفائح الدموية، وعدد كريات الدم البيضاء والحمراء، بالإضافة إلى مستويات الإلكتروليتات في الجسم بما فيها الصوديوم، والبوتاسيوم التي تدل على كفاءة عمل الكلى، كما لا يتسبب فحص إنزيمات القلب بأي آثار جانبية إذ يعد من الفحوصات البسيطة جداً لكن قد يعاني الشخص من كدمات، وألم بسيط الذي يكون مؤقتاً في مكان سحب عينة الدم.

بالاعتماد على نتائج الفحص يقرر الطبيب وضع المصاب عن ما إذا تعرض لنوبة قلبية أو وجود حالات مرضية قلبية أخرى، على سبيل المثال لا يعاني معظم الشباب الأصحاء من ارتفاع مستويات إنزيم التربونين في الدم لكن ترتفع مستوياته عند إصابة القلب بجلطة قلبية، كما تشير المستويات التي تبدأ مرتفعة من ثم تبدأ بالانخفاض إلى تعرض القلب لإصابة حديثة قد تكون نوبة قلبية خفيفة، أو تلف في عضلة القلب. [3]

علاج ارتفاع إنزيمات القلب

من المحتمل أن يجري الطبيب بعض الفحوصات الإضافية عدا فحص مستوى إنزيمات القلب ذلك لأن الكثير من العوامل يمكن أن تسبب ارتفاع في مستويات الإنزيمات، من أمثلة هذه الفحوصات اختبارات التصوير بالأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، ومخطط كهربائية القلب، و مخطط صدى القلب، بالإضافة إلى إجراء اختبار الجهد، بالاعتماد على الفحوصات التشخيصية يضع الطبيب خطته العلاجية التي تتضمن الخيارات التالية: [2]

  • العلاجات الدوائية: إذا كان ارتفاع إنزيمات القلب ناتجاً عن النوبة القلبية فإنّ الطبيب يصف مجموعة متنوعة من الأدوية بالتحديد الأدوية التي تذيب الجلطات الدموية المعروفة بمميعات الدم بما فيها أدوية الهيبارين، كما يمكن أن يصف الطبيب أدوية النتيروجلسرين، بالإضافة إلى أدوية حاصرات بيتا، والأدوية المسكنة للألم.
  • الجراحة: من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى علاج ارتفاع إنزيمات القلب الناتج عن النوبة القلبية بالعلاجات الجراحية بما فيها جراحة دعامة الشريان التاجي التي تتم من خلال توجيه أنبوب رفيع طويل للعثور على الشريان الذي حدث فيه الانسداد ليتم فتحه باستخدام أداة بعد ذلك إدخال دعامة معدنية لإبقاء الشريان مفتوحاً، أو جراحة مجازة الشريان التاجي التي تعد من العمليات الجراحية الكبرى التي يتم إجراءها أيضاً فور الإصابة بالنوبة القلبية، في هذه الجراحة يقوم الطبيب بإزالة جزء من الشريان المسدود وخياطة الشريان مرة أخرى.

ختاماً تعد الحالات المرضية المرتبطة بالقلب خطيرة إذ أنها قد تؤدي إلى الوفاة لذا لا بد من مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض غير طبيعي مرتبط بصحة القلب، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام التام بالعلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب.