;

أضرار الألعاب الإلكترونية وكيفية الوقاية منها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 04 أبريل 2021 آخر تحديث: الخميس، 04 نوفمبر 2021
أضرار الألعاب الإلكترونية وكيفية الوقاية منها

تعتبر الألعاب الإلكترونية اليوم واحدة من أهمّ المنتجات التقنيّة وأكثرها شعبيّة، حيث أنّها مجال التسلية الرئيسي الذي يقصده الكثيرون حول العالم، ولكنّ هذا الانتشار الواسع جلب معه الكثير من الجدل حول أضرار الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها السلبية على الصحّة النفسية والجسديّة للفرد، وفي حال كانت لديك بعض المخاوف حول الموضوع ستجد في هذا المقال كل ما تحتاج معرفته عن تلك الأضرار وكيفية الوقاية منها.

أضرار الألعاب الإلكترونية على الصحة

لا شكّ أنّ أضرار الألعاب الإلكترونية على الصحة الجسديّة تعتبر مصدر قلق للكثيرين، حيث تمّ نشر العديد من الدراسات التي تشير إلى احتمالية حدوث أضرار خاصة عند اللعب لفترة مطوّلة، وذلك يشمل ما يلي [1]:

  • ألم عضلي: تشير الدراسات إلى أنّ اللعب المتواصل قد يؤدّي لآلام عضليّة في مناطق مختلفة من الجسم، وذلك يشمل العنق وأسفل الظهر واليد والرسغ أيضاً.
  • احتمالية حدوث نوبات: من الممكن للأضواء الساطعة أو الرسوميات شديدة التباين الناتجة عن شاشات الألعاب أن تساعد على حدوث نوبات الصرع، ولكن حتى الآن لا يوجد دراسات كافية لربط هذه المشكلة بالألعاب بشكل مباشر.
  • السمنة: قد يؤدّي نمط الحياة للأشخاص الذين يلعبون لساعات طويلة إلى السمنة مع مرور الوقت، وذلك بسبب قلة الحركة وتناول الأطعمة غير الصحيّة.
  • نقص فيتامين د: لا تعتبر من أضرار الألعاب الإلكترونية على الصحة بشكل مباشر، ولكنّ البقاء في المنزل والامتناع عن التعرّض لأشعّة الشمس بشكل كاف قد يؤدّي لنقص فيتامين د، حيث إن أشعّة الشمس تعتبر المصدر الأهمّ للحصول عليه

 أضرار الألعاب الإلكترونية النفسية

تأتي الألعاب الإلكترونية بأنواع وأصناف عديدة، وعلى الرغم من أنّ بعضها قد يكون بهدف تعليمي، إلّا أنّ هنالك أنواعاً أخرى قد تؤدّي لنتائج سلبيّة في حال قضاء وقت طويل في اللعب، وفيما يلي أبرز أضرار الألعاب الإلكترونية النفسية [2]:

  • الإدمان: بعد جدل طويل لسنوات حول هذا الموضوع، أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 2019 اعترافها بأنّ إدمان الإلكترونية يعتبر مرضاً حقيقياً.
  • انعدام الدافع: بسبب طبيعة الألعاب الإلكترونية التنافسيّة، قد يؤدّي اندماج اللاعب بها لفترة طويلة إلى تعزيز الشعور بالانتصار والرضا عن النفس بشكل كبير، وهو ما قد يؤثّر بدوره على الدوافع التي من المفترض أن تشجّعه على فعل أمور أخرى مهمة في حياته المهنية والدراسية والاجتماعية.
  • التعرّض لبيئات غير مناسبة: تتضمّن بعض الألعاب الإلكترونية كثيراً من المشاهد العنيفة والإباحيّة، والتي قد يؤدّي التعرّض المستمرّ لها إلى نتائج سلبيّة على النفسيّة بشكل عام خاصة بالنسبة لصغار العمر، حتى أنّ بعض الدول قامت بحظر بعض من هذه الألعاب لهذا السبب.
  • سلوك عدواني: يعتبر السلوك العنيف والعدواني من أبرز أضرار الألعاب الإلكترونية النفسية التي ما زالت محطّ جدل حتى اليوم، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات كافية لتأكيد ذلك، فإنّ عالم الألعاب ما يزال بيئة مفتوحة وغير مراقبة بشكل كافي، وبالنسبة للكثيرين فإنّ التعرض للمشاهد العنيفة والدمويّة في الألعاب لا يعتبر بالأمر الجيد عموماً.

أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ

لحسن الحظّ فإنّ أضرار الألعاب الإلكترونية على الدماغ لا تبدو موجودة حقاً، ولا يوجد حالياً دراسات كافية تؤكّد تأثير الألعاب على الدماغ بشكل سلبي، ولكن هنالك بعض الأضرار المحتملة المتعلّقة بتغيّر سلوك الفرد وليس ببنية دماغه بحدّ ذاتها، وذلك يشمل ما يلي [3]:

  • الحرمان من النوم: يقوم الكثير من اللاعبين بالسهر لساعات طويلة من أجل الاستمرار في اللعب، ومع تكرار هذه العمليّة يبدؤون بنوم ساعات أقل أو خلال أوقات غير منتظمة.
  • الإدمان على الدوبامين: يعززّ هرمون الدوبامين الشعور بالسعادة والمتعة، وفي حال كانت الألعاب هي مصدر المتعة الرئيسي، قد يصبح من الصعب الاستمتاع بأي نشاط آخر مختلف نتيجة الإدمان على الألعاب لهذا الغرض.
  • كبت المشاعر: تساهم الكثير من الألعاب الإلكترونية في كبت المشاعر بشكل مستمر، وهو ما يمكن أن يتطوّر لحالة تدعى نقس الانسجام النفسي (Alexithymia) التي يكون فيها الفرد غير قادراً على تحديد حالته العاطفية ومشاعره الداخلية.

أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال

يعتبر الطفل في بداية نموّه عرضة أكثر للتأثّر بالألعاب إن كان بشكل إيجابي أو سلبي، لذلك من المهم معرفة أضرار الألعاب الإلكترونية على الأطفال لتجنّبها، وفيما يلي أبرز تلك الأضرار [4]:

  • قضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء.
  • تراجع مهارات التواصل الاجتماعية.
  • تراجع الأداء الدراسي بشكل عام.
  • قلّة الحركة واحتمال اكتساب وزن زائد.
  • قلّة ساعات النوم أو اضراب أوقات النوم.

أضرار الألعاب الإلكترونية على المراهقين

فيما يلي أهم ما يتعلق بأضرار هذه الألعاب على المراهقين:

  • تكون أضرار الألعاب الإلكترونية على المراهقين أكثر وضوحاً مقارنة مع الأطفال الأصغر عمراً، وذلك بالنظر لكون الكثير من المراهقين غالباً ما يمتلكون جهاز تشغيل ألعاب خاصاً بهم إضافة لحريّة أكبر من الأهل للبقاء أمام شاشات التلفاز والحاسوب والهاتف أيضاً.
  • لا تختلف أضرار الألعاب الإلكترونية على المراهقين عن تلك التي تؤثّر على الأطفال، لأنّهم يكونون عرضة لقضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء إضافة لاحتمال تراجع الأداء الدراسي وقلّة الحركة بشكل عام.
  • يجدر بالذكر أنّ تلك الأضرار تعتمد بشكل رئيسي على نوع الألعاب التي يقضون وقتهم عليها، حيث إن بعضها قد يكون بهدف تعليمي مساعد على تنمية العقل واكتساب المهارات.

فوائد الألعاب الإلكترونية

سواء كنت تظن أنّ انتشار الألعاب الإلكترونية بين فئة الشباب وصغار العمر يعتبر أمراً جيداً أم لا، لم يعد من الممكن إنكار أنّها تأتي مع الكثير من المحاسن في حال تمّ التعامل معها بالشكل المناسب، وفيما يلي أبرز فوائد الألعاب الإلكترونية [5]:

  • التعليم: يعتبر من أبرز فوائد الألعاب الإلكترونية اليوم، حيث إن هنالك الكثير من الألعاب التي يمكن استخدامها بشكل تعليمي ضمن المرحلة الدراسية.
  • تطوير المهارات: تساعد بعض الألعاب الإلكترونية على كيفية التفكير المنطقي والعمل كفريق خاصة عند اللعب مع الآخرين على الإنترنت، وذلك بالإضافة لألعاب الألغاز والشطرنج التي قد تساعد على اكتساب مهارات جديدة.
  • تحسين اللغة: تأتي معظم الألعاب الإلكترونية بدون دعم كاف للغة العربية، وهو ما يجبر اللاعبين على إتقان الإنجليزية كلغة بديلة منذ صغرهم لمعرفة كيفية اللعب وفهم أساسيات اللعبة أو للتواصل مع الآخرين من خلالها.
  • التواصل مع الآخرين: في حين أنّ لعب الألعاب الإلكترونية قد يؤدّي إلى قضاء وقت أقلّ مع العائلة والأصدقاء، إلّا أنّه يساعد على التواصل مع الأصدقاء الآخرين البعيدين أو اكتساب صداقات جديدة خاصة خلال اللعب المتعدد على الإنترنت.

الوقاية من أضرار الألعاب الإلكترونية

يمكن الوقاية من أضرار الألعاب الإلكترونية بسهولة من خلال تحديد أوقات اللعب ومتابعة الأطفال وعدم منحهم مطلق الحريّة للّعب، ففي حين أنّ الشباب والكبار في العمر يمتلكون الوعي الكافي لمعرفة الأضرار، يجب على الأهل اتّباع بعض الخطوات لحماية أولادهم:

  • تجنّب السماح للأطفال دون السنّ الدراسي بلعب الألعاب بحريّة.
  • الاعتماد على التقييمات من مجلس تقدير البرمجيات الترفيهية (ESRB) لمعرفة الألعاب المناسبة للأطفال.
  • تجربة لعب الألعاب مع الأطفال لمناقشة محتوى اللعبة وكيفية تأثيرها عليهم.
  • وضع قواعد صارمة حول محتوى الألعاب المسموح لعبها والوقت المتاح للعب.
  • مراقبة سلوك الأطفال وردود فعلهم وكيفية تعاملهم مع الألعاب.
  • تحذير الأطفال من أضرار الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها عليهم.
  • تجنّب لعب الألعاب غير المناسبة أمام الأطفال، حيث قد يساهم ذلك في تشجيعهم على القيام بنفس الأمر.
  • التشجيع على القيام بمهام أخرى غير اللعب، مثل القراءة والتمارين الرياضية.

اليوم أصبح من الصعب إنكار الأثر الكبير للألعاب الإلكترونية على حياة الكثيرين، ومن الطبيعي أن يكون لهذا الأثر نتائج سلبية وإيجابية، وبشكل عام لا يمكن القول إن الألعاب بحدّ ذاتها مفيدة أو مضرّة، ولكنّ كيفية التعامل معها واختيار الألعاب المناسبة يعتبر العامل الأساسي في تحديد كميّة الفوائد أو الأضرار الناتجة عنها.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!