;

فوائد مضادات الأكسدة.. مصادرها ودورها في الجسم

فوائد مضادات الأكسدة التعريف بها وأنواعها ومصادرهاوأهميتها للجسم وعلاقتها بالمكملات الغذائية وأضرارها المحتملة لسوء الاستخدام

  • تاريخ النشر: الأحد، 16 أغسطس 2020 آخر تحديث: الأحد، 21 يناير 2024
فوائد مضادات الأكسدة.. مصادرها ودورها في الجسم

هل سمعت يومًا عن مضادات الأكسدة؟ إنها مركبات توجد طبيعياً في بعض الأطعمة والمشروبات، والتي تحمي خلايا الجسم من التلف الذي تسببه الأكسدة.

تعمل مضادات الأكسدة عن طريق مكافحة الجزيئات الحرة الضارة التي يتم إنتاجها في جسم الإنسان نتيجة لعملية الأيض أو من خلال التعرض للعوامل الخارجية مثل التلوث والأشعة فوق البنفسجية.

معاً نتعرف من خلال السطور القادمة على أهم المعلومات والتفاصيل عن هذه المواد الضرورية لصحة جسم الإنسان.

ما هي مضادات الأكسدة

تعتبر مضادات الأكسدة (بالإنجليزية: Anti oxidant) مركبات وجزيئات تمنع أو تقلل عملية تلف خلايا الجسم. ويتم ذلك من خلال محاربتها للجذور الحرة والجزيئات غير المستقرة التي يتم إنتاجها في الجسم نتيجة للعمليات المختلفة كالهضم وممارسة الرياضة، والناتجة أيضاً عن تعرض الجسم لعوامل خارجية كالتدخين وأشعة الشمس الضارة والمواد الكيميائية وغير ذلك من العوامل البيئية.[1][2]

فوائد مضادات الأكسدة

تُعَدّ فوائدها للصحة العامة مهمة بشكل كبير، حيث تقوم هذه المضادات بحماية خلايا الجسم والمواد الجينية من التلف والضرر الذي يتسبب فيه الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة. ومع ذلك، فإن الجذور الحرة تلعب دورًا مفيدًا أيضًا، إذ تستخدم الخلايا المناعية هذه الجذور لمحاربة العدوى في الجسم؛ لذلك، فإن الحفاظ على توازن صحيح بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة ضروري للحفاظ على صحة الجسم بشكل مثالي.

عندما يزيد عدد الجذور الحرة في الجسم بالمقارنة مع المواد المضادة للأكسدة، يحدث ما يسمى بالإجهاد التأكسدي، وهي عملية تؤدي إلى تلف العديد من المركبات المهمة في جسمك، مثل الحمض النووي DNA وغيرها من الجزيئات الحيوية. وتشير الأبحاث إلى أن الإجهاد التأكسدي قد يكون سببًا لعدة أمراض، مثل: أمراض القلب، والسرطان، والتهاب المفاصل، ومرض السكتة الدماغية، ونقص المناعة، وانتفاخ الرئة، ومرض باركنسون وغيرها من الحالات الالتهابية أو الإقفارية.[1][2][3]

ما هي الجذور الحرة

يمكن أن تكون العوامل التي تزيد من إنتاج الجذور الحرة في الجسم متعددة وتشمل العوامل الداخلية مثل الالتهابات والأمراض المزمنة، والعوامل الخارجية مثل التلوث والتعرض للأشعة فوق البنفسجية ودخان السجائر، وبشكل عام، فإن ارتفاع مستويات الجذور الحرة في الجسم قد يتسبب في العديد من المشاكل الصحية، مثل: تلف الخلايا، وتسريع عملية الشيخوخة، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ونستعرض معاً أهم العوامل المسببة لزيادة إنتاج الجذور الحرة:[2]

  1. الإفراط في أكل كميات كبيرة من الطعام الغني بالأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.
  2. الإشعاع، بما في ذلك التعرض المفرط لأشعة الشمس.
  3. الالتهابات البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية.
  4. الإفراط في تناول الحديد أو المغنيسيوم أو النحاس أو الزنك.
  5. الكثير من الأوكسجين أو القليل منه في الجسم.
  6. القيام بالتمارين الرياضية الشديدة لفترة زمنية طويلة؛ مما يؤدي إلى تلف الأنسجة.
  7. تناول الكثير من المواد المضادة للأكسدة، مثل فيتامينات ج وفيتامين هـ.
  8. نقص مضادات الأكسدة داخل الجسم.
  9. ارتفاع مستويات السكر في الدم.
  10. تلوث الهواء.
  11. دخان السجائر.
  12. تناول الكحول.
  13. التعرض للسموم.

أنواع مضادات الأكسدة الغذائية

يمكن تصنيف المضادات الأكسدة إلى مجموعتين وهما: المذابة في الماء، والمذابة في الدهون، وتقوم  القابلة للذوبان في الماء بوظيفتها في السائل داخل وخارج الخلايا، بينما تعمل المجموعة القابلة للذوبان في الدهون بشكل أساسي على أغشية الخلايا. ومن بين أهم المضادات الأكسدة الغذائية الشائعة، يمكن ذكر العناصر التالية كمثال:[2]

  1. فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C): فيتامين ج مضاد للأكسدة قابل للذوبان في الماء وعنصر غذائي أساسي، يتواجد في الفاكهة والخضراوات بشكل أساسي.
  2. فيتامين هـ. (بالإنجليزية: Vitamin E): وفيتامين ه مضاد أكسدة قابل للذوبان في الدهون وله دور مهم في حماية أغشية الخلايا من الأكسدة.
  3. الفلافونويد (بالإنجليزية: Flavonoids): وهي مجموعة من المواد المضادة للأكسدة النباتية التي تملك العديد من الآثار الصحية المفيدة للجسم.

أهم مصادر مضادات الأكسدة

ينتج الجسم مضادات أكسدة ذاتية وتشتهر باسم مضادات الأكسدة الذاتية، كما يستمد الجسم مضادات أكسدة خارجية من الأطعمة المتنوعة والحبوب والفيتامينات المختلفة التي يتناولها، وتلعب كل من هذه المضادات دوراً مهماً في دعم صحة الجسم وزيادة فعاليته في مكافحة الأمراض، وعلى الرغم من أن مضاد الأكسدة ليس اسماً لمادة محددة، إلا أن هذا المصطلح يشير إلى وظيفة هذه المواد في الجسم، ومن أهم تلك المصادر نذكر التالي:[1][3]

  1. فيتامين أ (بالإنجليزية: Vitamin A): موجود في منتجات الألبان والبيض والكبد، وله فوائد إضافية للإبصار وتأثير إيجابي وهام للجلد والشعر والأظافر.
  2. فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C): يتواجد في معظم الفواكه والخضروات، وخاصة التوت والبرتقال والفلفل، ويمثل العديد من الأدوار الهامة لصحة الأجزاء المختلفة للجسم.
  3. فيتامين هـ (بالإنجليزية: Vitamin E): يتواجد في المكسرات، والبذور، وعباد الشمس، والزيوت النباتية الأخرى، والخضروات الورقية، وهو من أهم فيتامينات الجمال المؤثرة على الشعر والبشرة والأظافر.
  4. بيتا كاروتين (بالإنجليزية: Beta-Carotene): بيتا كاروتين هو مركب مضاد للأكسدة يمكن العثور عليه في الفواكه والخضروات ذات الألوان الزاهية مثل الجزر والبازلاء والسبانخ والمانجو. يساعد بيتا كاروتين على حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية ويحسن صحة العين.
  5. الليكوبين (بالإنجليزية: Lycopene): الليكوبين هو مركب مضاد للأكسدة يمكن العثور عليه في الفواكه والخضروات الحمراء والوردية مثل الطماطم والبطيخ. يعمل الليكوبين على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية ويحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية.
  6. اللوتين (بالإنجليزية: Lutein): اللوتين هو مركب آخر مضاد للأكسدة يمكن العثور عليه في الخضار الورقية، مثل: السبانخ، والبرتقال والذرة. يعمل اللوتين على حماية العين من أشعة الشمس الضارة وتحسين صحة العين بصفة عامة.
  7. السيلينيوم (بالإنجليزية: Selenium): معدن السيلينيوم هو معدن هام للغاية يمكن العثور عليه في العديد من المصادر الغذائية مثل الأرز والذرة والحبوب الكاملة والمكسرات والبيض والجبن والبقوليات، يحافظ السيلينيوم على صحة الغدة الدرقية ويعمل كمضاد للأكسدة لحماية الخلايا من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.

مكملات غذائية لمضادات الأكسدة

تشير الدراسات إلى أن الحصول على تلك المواد من خلال تناول الأطعمة الطبيعية هو الخيار الأفضل والأكثر فعالية، حيث يتم استيعابها بشكل أفضل من قبل الجسم ويتم تحويلها إلى مواد غذائية مفيدة للصحة. ومع ذلك، في بعض الحالات قد يكون من الصعب الحصول على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من خلال النظام الغذائي وقد يكون من المفيد تناول المكملات الغذائية، مثل الفيتامينات المتعددة، لملء الفجوات في النظام الغذائي وتلبية الاحتياجات الغذائية للجسم. ومع ذلك، ينبغي الحرص على اتباع الجرعات الموصى بها والتي تحددها الأطباء أو الخبراء الصحيون، حتى لا يتعرض الجسم للتسمم بالعناصر الغذائية المفيدة.[1][2]  

إن استخدام مكمل غذائي يحتوي على مضاد أكسدة واحد قد لا يكون طريقة فعالة للعلاج، حيث إنه من الضروري توافر مجموعة من المواد المضادة للأكسدة معًا بدلاً من استخدامها على شكل منفرد. فالفوائد المحتملة لمضادات الأكسدة يمكن تحقيقها عندما تتفاعل هذه المواد مع العناصر الغذائية والمركبات الكيميائية الأخرى التي توجد في الجسم. ولذلك يُوصى بضرورة تناول مجموعة من المواد المضادة للأكسدة معاً مع عناصر غذائية أخرى لتحقيق الفوائد المرجوة.[1][3]

تأثير طهي الطعام على مضادات الأكسدة

تسبب عملية الطهي في تغيير مستويات مضاد الأكسدة الموجودة في بعض الأطعمة، فبينما يمكن أن يزيد طهي بعض الأطعمة من مستويات المواد المضاد للأكسدة مثل الليكوبين الموجود في الطماطم، والذي يمنحها لونها الأحمر، فإن طهي بعض الخضروات الأخرى مثل القرنبيط والبازلاء والكوسا يؤدي إلى فقدان بعض خصائصها المضادة للأكسدة؛ ومن هنا يتبين أن تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة المطبوخة والنيئة مهم جداً، حيث يمكن لهذه المجموعة المتنوعة من الأطعمة أن توفر مصادر مختلفة للمواد المضادة للأكسدة التي يحتاجها الجسم.[1]

أضرار مضادات الأكسدة

عندما يتم تناول مكملات غذائية تحتوي على مضادات الأكسدة بشكل زائد، فإنه من الممكن أن تسبب آثاراً جانبية سلبية على الجسم. فعلى سبيل المثال، يمكن لمضادات الأكسدة أن تسبب الأضرار التالية للجسم:[1][2]

  1. تم ربط تناول كميات كبيرة من البيتا كاروتين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين.
  2. يمكن أن يؤدي تناول الكثير من تلك المواد إلى تأثيرات سامة على الجسم؛ وقد يسبب زيادة الضرر التأكسدي بدلاً من حماية الجسم منه.
  3. الجرعات الزائدة من فيتامين ه تم الربط بينها وبين زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات.
  4. تناول مكملات لمضادات الأكسدة بشكل عشوائي قد يزيد خطر تشكل أورام في الجسم.
  5. قد تتفاعل مكملات مضاد الأكسدة مع بعض الأدوية في الجسم؛ مما يشكل خطراً على الجسم.
  6. قد تسبب المكملات الغذائية بعض الأضرار للجسم، مثل: الإسهال، أو الإمساك، أو الشعور بالدوار الشديد وأعراض الحساسية المختلفة.

كل مضاد أكسدة يتمتع بوظيفة فريدة داخل جسم الإنسان، ولا يمكن استبداله بمركب آخر. وبالتالي ، فإن اتباع نمط غذائي صحي ومتنوع هو عامل مهم للحفاظ على صحة الجسم. يعمل المضادات الأكسدة على حماية الجسم من التأثيرات الضارة للجذور الحرة؛ والتي يمكن أن تؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان والتهابات المفاصل.