التعرق الليلي: أسبابه وعلاجه عند الأطفال والبالغين
- تاريخ النشر: الإثنين، 15 يونيو 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021

التعرق الليلي هو إفراز الجسم للعرق بغزارة أثناء النوم لدرجة تبليل الثياب والفراش حتى في درجة الحرارة المعتدلة، وقد يعاني الأطفال والبالغين من التعرق الليلي وعلى الرغم من أن فرط التعرق يعتبر مصدراً للإزعاج وغير مريح لدى البعض ولكن لا يجب أن يكون مصدراً القلق فأسبابه في معظم الحالات غير خطيرة، سنوضح في هذه المادة أسباب التعرق الليلي وطرق علاجه.
أسباب التعرق الليلي
يتمثل التعرق الليلي بفرط التعرق في مختلف مناطق الجسم أثناء الليل بصورة متكررة ما يسبب بللاً في الملابس أو الفراش ومع أن فرط التعرق قد يرتبط ببعض الحالات المرضية لكن معظم الوقت لا يكون عارضاً خطيراً ومن أسباب التعرق الليلي [1] [2]:
- انقطاع الطمث: فيمكن أن تحدث الهبات الساخنة في الليل وتسبب التعرق عند النساء كعارض لانقطاع الدورة الشهرية.
- القلق ومشكلات النوم والأرق.
- تناول بعض الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب حيث يعاني ما نسبته 8% إلى 22% من الأشخاص اللذين يتناولون علاجات الاكتئاب من التعرق الليلي، كما يمكن لأدوية أخرى أن تسبب فرط التعرق مثل أدوية الحمى والأدوية النفسية والمسكنات.
- تعاطي الكحول أو المخدرات أو التدخين.
- انخفاض نسبة السكر في الدم: فيعاني مرضى داء السكري من التعرق الليلي؛ نتيجة تناول الأنسولين أو باقي أدوية السكري.
- في بعض الحالات لا يوجد سبب طبي محدد للتعرق الليلي، فتكون حالة حميدة ينتج الجسم فيها كمية كبيرة من العرق بشكل مزمن.
- التغيرات الهرمونية: فقد يأتي فرط التعرق خلال الليل كنتيجة لبعض الاضطرابات الهرمونية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الأمراض العصبية: فتسبب بعض الحالات العصبية فرط في التعرق مثل: عسر الحركة اللاإرادية والاعتلال العصبي الإرادي والسكتة الدماغية.
- الالتهابات أو العدوى البكتيرية التي تصيب الجسم: مثل السل الذي يعد التعرق الليلي أحد أعراضه الأكثر شيوعاً.
- السرطان: إذ يكون التعرق الليلي عارضاً مبكراً لبعض أنواع السرطانات ولكنه أكثر شيوعاً في سرطان الغدد اللمفاوية مع العلم أن الأورام اللمفاوية تكون سبباً نادراً جداً للتعرق الليلي وتزيد نسبة النجاح في علاجها عن 90 %.
شاهدي أيضاً: درجة حرارة الجسم الطبيعية
أسباب التعرق الليلي عند الأطفال
التعرق الليلي شائع إلى حد ما بين الأطفال والرضع فقد وجدت دراسة أن الأطفال بين عمر 7 و11 يعانون من تعرق ليلي بنسبة 12% وذلك بصورة أسبوعية على الأقل، فقد يبدأ الطفل بالتعرق الليلي بأي عمر وتحدث الحالة بشكل منتظم أو لفترات متقطعة ويكون تعرق الطفل على نوعين [3]:
- التعرق الليلي الموضعي: يتركز في فروة الرأس أو الوجه أو العنق أما الأطفال الأكبر سناً فيتعرقون من الإبطيين فقط أثناء النوم.
- التعرق الليلي العام: يكون في كامل مناطق الجسم فيبلل الطفل ملابسه ووسادته وملاءته دون أن يبلل سريره.
وتتلخص أسباب التعرق الليلي عند الأطفال بالتالي:
- ارتفاع في درجة حرارة الغرفة: التعرق الليلي مألوف بين الأطفال عموماً وبصورة خاصة عند الرضع، وأحياناً يكون سببه بسيط وواضح فقد يأتي كنتيجة لنوم الطفل في غرفة دافئة للغاية وارتدائه لملابس ثقيلة، وهو في عمر لم يتعلم فيه كيفية خلع ملابسه والتخفيف منها أو إزاحة الملاءة أثناء الحر الشديد.
- لا يوجد سبب مباشر لتعرق الطفل: فحتى عندما تكون حرارة الغرفة معتدلة ويرتدي الطفل ثياباً مناسبة، تبقى أعراض التعرق الليلي واضحة وربما يعود ذلك إلى أن الأطفال يملكون غدد عرقية أكثر من البالغين، كما أن أجسادهم لم تتعلم بعد كيفية موازنة درجة الحرارة مثل أجسام البالغين.
- عوامل وراثية: فإن كان أحد الوالدين يتعرض للتعرق كثيراً فمن الوارد أن يحمل الطفل جينات صحية ترتبط بإفراط عمل الغدد العرقية مثل عائلته أيضاً، وتظهر على صورة تعرق ليلي عند الطفل.
- الزكام: فقد يتعرق الطفل خلال الليل بسبب إصابته بنزلة برد تكون ناتجة عن عدوى فيروسية غير ضارة وقد يترافق التعرق مع حرارة وأعرض أخرى مثل سيلان الأنف أو انسداده أو العطاس أو السعال.
- التغيرات الهرمونية: فمن الوارد أن يعاني الطفل في سن المدرسة من تعرق ليلي بسبب بعض التغيرات الهرمونية في جسمه، إذ تبدأ تغيرات سن البلوغ من عمر 8 عند الفتيات وفي سن 9 أعوام عند الأولاد، ما يسبب إفراز المزيد من الهرمونات لدى الأطفال وبالتالي حدوث التعرق الليلي الناتج عن البلوغ، كما يترافق مع وجود رائحة عرق أو رائحة للجسم.
- أمراض الجهاز التنفسي: فيكون التعرق عارضاً صحياً لأمراض الأنف والحنجرة والرئة، كما وجدت دراسة أن الأطفال اللذين يعانون من فرط التعرق الليلي يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية مثل الحساسية والربو أو حساسية الجلد والتهاب اللوزتين.
علاج التعرق الليلي
يتوقف علاج التعرق الليلي على تحديد السبب أولاً وذلك بعد مراجعة الطبيب والحصول على تشخيص طبي للحالة، وبعدها يصف الطبيب العلاج الملائم لفرط التعرق ونلخص أبرز طرق العلاج بالتالي [4]:
- في حال كان التعرق الليلي نتيجةً لانقطاع الطمث يكون العلاج بالهرمونات التي تساعد على تقليل عدد مرات الهبات الساخنة وباقي أعراض انقطاع الدورة الشهرية عند المرأة.
- أما علاج التعرق الليلي الناتج عن العدوى الكامنة؛ يتمثل بوصف أدوية للفيروسات أو العلاج بالمضادات الحيوية.
- ويكون علاج التعرق الليلي الناتج عن تعاطي أدوية معينة بتغير الطبيب للوصفة العلاجية.
- وإن كان العرق الليلي ناتجاً عن السرطان فيكون العلاج بعلاج المرض من خلال الأدوية الكيميائية أو الجراحة أو علاجات أخرى.
- وفي حال كان سبب التعرق الليلي هو تعاطي المخدرات أو استهلاك الكافيين أو الكحول فينصح بتقليل تعاطيها أو الإقلاع عنها وتقديم أدوية وعلاجات تساعد على الإقلاع عنها.
- وكوسيلة علاج للتعرق ينصح الطبيب بتخفيف الأغطية قبل الخلود إلى النوم وارتداء ثياب أخف وتهوية غرفة النوم بتكييف معتدل أو مروحة ملائمة.
شاهدي أيضاً: رائحة الجسم الكريهة
في النهاية على الرغم من أن التعرق الليلي قد يرتبط بحالات مرضية كامنة تتطلب العلاج ولكن في معظم الحالات لا يكون سبباً للقلق الشديد، لذلك استشر الطبيب لتحديد حالتك الصحية والبدء بالعلاج الملائم وفق وضعك، فقد تحتاج لبعض التغيرات في روتين حياتك اليومي مثل: تعديل عادات النوم والتقليل من تعاطي الكحول والكافيين.
المصادر:
[1] مقال "التعرق الليلي" منشور على موقع nhs.uk
[2] مقال" 8 أسباب للتعرق الليلي" منشور على موقع webmd.com
[3] مقال Noreen Iftikhar "لماذا يتعرق طفلي خلال الليل وماذا أستطيع أن أفعل حول ذلك؟ " منشور على موقع healthline.com
[4] مقال David Heitz "لماذا اختبر التعرق الليلي" منشور على موقع .healthline.co
الرجاء الإنتظار , يتم تحميل التعليقات