;

تعرف على أنواع الإدمان وانتبه لعلاماته

الإدمان ليس على المواد المخدرة فقط، فهناك إدمان على سلوكيات معينة لا يقل خطورة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022 آخر تحديث: الأحد، 04 فبراير 2024
تعرف على أنواع الإدمان وانتبه لعلاماته

يعرف العلماء والأطباء الإدمان على أنه  اضطراب مزمن انتكاسي يتسم بالسعي القهري نحو مادة مخدرة معينة أو سلوك معين، والانغماس به بطريقة قد تتسبب بعواقب وخيمة، كما  يعتبر شكل من أشكال الاضطرابات الدماغية، لأنه ينطوي على تغييرات وظيفية في دوائر الدماغ المرتبطة بالمكافأة ، والتوتر ، والتحكم في النفس.

نتناول بالشرح والتفصيل من خلال السطور القادمة أنواع الإدمان وتصنيفاته المعترف بها علمياً، كما نستعرض علاماته وكيفية علاجه وطق التعامل مع المصابين به.

تصنيفات الإدمان وحقائق حوله

  1. إن المخدرات والتبغ والكحول من أنواع الإدمان الشائعة، لكونها تشكل شكلاً من الإجبار بحيث يعجز الشخص أن يتخلى عنها، ويختلّ نظام الحياة بدونها. إلا أن هناك أنواعاً من السلوكيات التي لا تقل خطورة عن الكحول والتدخين والمخدرات.
  2. يمكن أن يكون للسلوك الإدماني عواقب سلبية خطيرة، ابتداءً من اضطراب تعاطي المخدرات إلى مخاطر إدمان القمار، أو حتى إدمان التسوق، أو الإدمان على الجنس والذي يصل لدرجة غير صحية.
  3. تعرفه الجمعية الأمريكية لطب الإدمان بأنه مرض طبي مزمن،  قابل للعلاج ينطوي على تفاعلات معقدة بين دوائر الدماغ وعلم الوراثة والبيئة وتجارب حياة الفرد.
  4. يعد الإدمان مرضاً معقداً وصعباً جداً بما يشمل من آثار سلبية لها تطورات خطيرة، تتمثل في التسبب بمشاكل مالية، وسلوكيات مدمرة، وصراعات أسرية، ومشاعر سلبية تجاه النفس والآخرين.  
  5. إن أي شكل من أشكال فقدان السيطرة على الانفعالات يصنف بكونه إدماناً، ويعرض إلى مشكلات الصحة العقلية أو الاضطرابات العقلية؛ والتي تؤدي إلى تفاقم خطر الإصابة باضطراب تعاطي المخدرات والإدمان السلوكي.[1][2]

أنواع الإدمان

إن للإدمان (بالإنجليزية: Addiction) عدة أنواع تندرج تحت تصنيفين إما جسدية أو سلوكية، وينبثق عنها مئات الأنواع المعترف به طبياً وعلمياً، وبعضها مجهول بالنسبة للكثيرين.[2][3]

الإدمان الجسدي

الإدمان الجسدي هو الأكثر شهرة بشكل عام، وإدمان الجسد عادة يكون على مجموعة من المواد التي تدخل إلى الجسم، وتؤثر به بشكل يجعله عاجزاً عن التخلي عنها. ويمكن تصنيف الإدمان الجسدي عمومًا إلى ثلاث فئات: الكحول والعقاقير غير المشروعة والعقاقير الموصوفة.[3]

  1. الكحول: يمكن القول إن إدمان الكحول هو من أكثر الإدمان شيوعاً، يتجلى في شكل الاعتماد على الكحول من حيث الشرب بنهم  أو الإفراط بشكل غير منتظم.
  2. المخدرات والأفيونيات: الإدمان غير المشروع للمخدرات هو إدمان للمواد غير المشروعة التي تسبب اضطرابات قصيرة المدى في الدماغ تؤدي إلى تصور متغير للواقع، مثل الأفيون والكوكايين.
  3. العقاقير:  تسبب العقاقير المحظورة تغيرات طويلة المدى في المخ والأعضاء الأخرى؛ مما يؤدي إلى إدمان شديد.
  4. الأدوية الطبية: يمكن إدمان الأدوية التي يصفها الطبيب عادةً، عن طريق تناولها بطرق مختلفة عما وصفه الطبيب.
  5. القنب الهندي.
  6. الأمفيتامينات.
  7. المهلوسات.
  8. المستنشقات.

الإدمان السلوكي

يُصنف الإدمان السلوكي على أنه أي وقت يفقد فيه المرء السيطرة على أفعاله، من أجل الانخراط في سلوكيات تتكون معها مشاعر سعادة قصيرة المدى؛ مما يجعل هذا الشخص معتمداً بشكل كبير على هذه المشاعر الممتعة، تتضمن بعض أنواع الإدمان السلوكي الشائعة ما يلي:[2]

  1. إدمان الأجهزة الذكية، الكمبيوتر، ووسائل التواصل الاجتماعي.
  2. الهوس الروحي، وهذا لا علاقة له بالتدين.
  3. إدمان الألم أو أية مشاعر سلبية.
  4. إدمان الألعاب الإلكترونية.
  5. إدمان المواد الإباحية.
  6. إدمان الجنس.
  7. إدمان الإنترنت.
  8. إدمان العمل.
  9. إدمان التسوق.
  10. إدمان الرياضة.
  11. إدمان القمار.

ملاحظة: غالباً ما ترتبط أنواع الإدمان سواء الجسدي والسلوكي، بأشكال أخرى من الإدمان قد تقود لإدمان المخدرات أيضاً. وهناك العديد من أوجه التشابه بين إدمان المواد والإدمان السلوكي. تتضمن بعض أوجه التشابه الإثارة أو "المرتفعة" الناتجة عن الاستخدام أو السلوك ، و "النشوة" ، والتسامح مع النفس الذي يؤدي لزيادة الاستخدام أو السلوك المتكرر ، وفقدان السيطرة، والتي من شأنها تكون أعراض الانسحاب النفسي والجسدي.[3]

علامات الإدمان

يتجلى الإدمان بشكل مختلف في كل شخص، وتختلف علاماتها بناءً على ما هو نوع الإدمان، فعمل إدمان المخدرات  على تغيير أعضاء الجسم ، وتحديداً الدماغ ، فيكون له آثار جانبية جسدية مرئية، بينما لا يُظهر الإدمان السلوكي نفس الأعراض الجسدية التي تصاحب إدمان المخدرات والكحول أو تعاطي المخدرات. وإنما يتضمن هذا النوع من الإدمان بعض علامات الإدمان غير الجسدية كما يلي:[1][2][3]

  1. .الإفراط وتمضية وقت كبير في استخدام شيء معين  أو الانخراط به تماماً بشكل يغيب الشخص عن الواقع
  2. عدم القدرة على الإقلاع عن السلوك الإدماني أو حتى تقليل الوقت المخصص له.
  3. عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات الروتينية في المدرسة أو العمل أو المنزل.
  4. التبعية والانسياق الشديدان للشيء أو المادة التي يدمن عليها الشخص.
  5. هجر الهوايات السابقة والتي كان يستمتع بها الشخص قبل ذلك.
  6. أعراض انسحابية عند التوقف عن السلوك أو  الحد منه.
  7. فتور في العلاقات أو حدوث مشاكل اجتماعية.
  8. التساهل مع الإدمان.

تأثير الإدمان

يؤثر الإدمان، سواء كان جسدياً أو سلوكياً، على مواضع كثيرة من حياة الشخص، من حيث الاستخدام المتكرر للمواد المخدرة أو المسكرة، أو تكرار السلوكيات بحيث يؤدي ذلك لتغييرات معرفية ودماغية، الأمر الذي يؤدي إلى مخاطر عديدة مثل: [2][3]

  1. يتسبب الإدمان في تلف بعض أعضاء الجسم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض معدية. 
  2. المشاكل القانونية والمشاكل المالية هي أيضاً أمور شائعة تنتج عن الإدمان.
  3. اضطرابات الذاكرة والقدرة على الحكم على الأمور بشكل عقلاني.
  4. يصاحب الإدمان أمراضاً نفسية مثل الاكتئاب الذي قد يقود للانتحار.
  5. اضطراب في العلاقات الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء.
  6. ضعف التعلم والبطء واتخاذ القرار.

العلاج من الإدمان

تؤثر العوامل الوراثية والبيئية على القرارات والظروف التي تدفع البعض أحياناً نحو هذا الطريق، وهو مسار صعب ليس للشخص المدمن فحسب، بل حتى للأشخاص من حوله سواء الأهل أو الأصدقاء، لكن ما على الجميع أن يدركه أنها مشكلة صحية ونفسية   قابلة للعلاج، وبحسب حدته يحتاج إلى محترفين ومتخصصين لعلاجه، وفي بعض الأحيان قد يحتاج لوقت طويل كل على حسب حالته، لكن مسألة الانسحاب من أية حالة إدمان هي ليست مستحيلة، فكل ما تحتاجه خطة علاج.[2]

يمكن التعامل مع الإدمان وعلاجه بطرق متنوعة وبأساليب تتناسب مع اختلاف الإدمان ومقداره، وهنا سنتحدث عن طرق التعامل والعلاج بشكل مفصل: [2]

مجموعات العلاج الجماعي

مجموعات العلاج الجماعي، التي تستخدم كثيراً في المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان، أو من خلال الحلقات التي يقوم بها مختصون، يتمكن الأشخاص فيها من التواصل مع الآخرين الذين يتعاملون مع نفس النوع من مشاكل الإدمان. يتناقشون مع بعضهم البعض، وغالباً ما يتم إلهامهم من قصص نجاح الآخرين في التغلب على مشكلة الإدمان.[2]

العلاج المعرفي السلوكي

يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على استكشاف الأسباب التي قادت للإدمان بالأساس، وهل كان نتيجة للمعاناة من مشاعر مؤلمة أو مواقف صادمة لم يتمكن الشخص من مواجهتها.[2]

طرق التعامل مع الإدمان

يمكن التعامل مع الإدمان والمدمنين بعدة طرق ومن خلال سلوكيات معينة، سنتحدث عنها بالتفصيل كالتالي:[2]

المراقبة الشخصية

من خلال ملاحظة الأوقات التي يشعر فيها الشخص بالرغبة في الانغماس في الإدمان، من خلال التعامل مع معالج نفسي يضع برنامج متابعة، وذلك بناء على مواقف يومية يعتمد فيها على الربط بين المواقف وتوقيت الرغبة في الانغماس في الإدمان، كتناول الوجبات السريعة، عادة التدخين، التعرض للانتقاد، التعرض للتجاهل من الأشخاص المقربين.[2]

تعلم عيش الشعور

 بدلاً من الهروب منه، حاول أن تقضي من 5 - 10 دقائق يومياً جالساً وعينيك مغلقتين وركز على الأحاسيس في جسدك. تميل المشاعر المؤلمة إلى الاحتفاظ بها في الجسم وعادة ما يتم الشعور بها على أنها ضيق أو انقباض. تدرب على الجلوس اليقظ مع أحاسيسك والترحيب بها بدلاً من محاولة تجاهلها وتناسيها. القيام بعمل تمارين التنفس " الشهيق والزفير بعمق وبهدوء" يركز من خلاله الإنسان على حواسه.[2]

الكتابة التفريغية للمشاعر

 تكون من خلال الاحتفاظ بجورنال خاص لكتابة اليوميات، وتعد من أكثر الأدوات فائدة  للتخلص من المشاعر غير المريحة كلما شعر الشخص أن لديه رغبة في الانغماس في الإدمان، حيث يلجأ حينئذ إلى كتابة الأفكار والمشاعر التي يشعر بها بدلاً من ذلك. يمكن أن تكون هذه التقنية مفيدة أيضاً قبل الذهاب إلى الفراش مباشرةً ، خاصةً إذا كنت تميل إلى التقلب والتفكير في الأمور المسببة للتوتر.[2]

قد يكون التغلب على الإدمان أمرًا صعبًا للغاية ، ولكن استخدام بعض أو كل التقنيات المذكورة أعلاه يمكن أن يكون نقطة انطلاق رائعة. بالإضافة إلى إحاطة نفسك بالأشخاص الفعالية والذين يقدمون لك العناية اللازمة. قد تشعر أن الخطوة الأولى هي الأصعب، لكن التعافي من أي نوع من الإدمان ممكن تمامًا لأي شخص يرغب في الوصول إلى المساعدة.