;

وداعاً للصلع: اكتشاف آلية جزيئية جديدة لتحفيز نمو الشعر

  • تاريخ النشر: الإثنين، 26 يونيو 2023 آخر تحديث: الخميس، 29 يونيو 2023
وداعاً للصلع: اكتشاف آلية جزيئية جديدة لتحفيز نمو الشعر

تعد مشكلة الصلع أحد المشكلات الشهيرة، قد يراها البعض علامة من علامات الجمال، لكنها بالنسبة للبعض الآخر قد تشكّل تحدياً، سنتعرف في هذا المقال على مفهوم الصلع وأسبابه، وآخر ما توصل إليه العلم من آليات لتحفيز نمو الشعر مجدداً.

ما هو الصلع

الصلع هو حالة تساقط الشعر التي تؤثر عادة على الرجال ولكنها يمكن أن تحدث لدى النساء أيضاً، يعتبر الصلع نتيجة لتراجع وتقلص بصيلات الشعر، حيث يتسبب ذلك في تقلص حجم الشعر وتنعدم الشعيرات الكبيرة، وتظهر شعيرات أصغر.

تعزى حالات الصلع في الغالب إلى الوراثة، حيث يكون هناك تأثير وراثي يجعل الشعر أكثر عرضة للتساقط، ويتسبب الصلع الوراثي في تناقص الشعر على الجبهة والمنطقة العليا من الرأس، وقد يتقدم التساقط مع مرور الوقت، مما يتسبب في فقدان الشعر الكامل في بعض الحالات.

تتوفر عدة خيارات علاجية للصلع، بما في ذلك الأدوية الموضعية والعناية بفروة الرأس، والعلاجات الجراحية مثل زراعة الشعر، لكن يجب استشارة الطبيب المختص لتقييم حالة الصلع واختيار الخيار العلاجي الأنسب.[1]

آلية جديدة لتحفيز نمو الشعر 

تتوفر العديد من العلاجات المطروحة للسيطرة على الصلع والتعامل معه، لكن تمكن الباحثون في جامعة كاليفورنيا، من تسليط الضوء على  آلية جديدة لتحفيز خلايا لنمو الشعر.

كشفت الدراسة  التي قام بها مجموعة من الباحثون في جامعة كاليفورنيا عن الدور الحاسم  التي تقوم به الجزيئات الموجودة في الشامات الجلدية في تفعيل نمو الشعر من جديد، حيث تحتوي الخلايا الصبغية الشائخة في شامات الجلد على مادّتي الأوستيوبونتين وسيدي  44 (بالإنجليزية: Osteopontin and CD44 molecules)، وعلى الرغم من وجود  اعتقاد سائد بأن خلايا الجلد الصبغية الشائخة (بالإنجليزية: Senescent pigment  cells) تعوق النمو والتجدد، إلا أن هذه الدراسة تعارض هذا الاعتقاد. 

اكتشف الباحثون في هذا الدراسة أن خلايا التصبغ الشيخوخية في الشامات الجلدية يمكنها تحفيز نمو الشعر بشكل قوي، متحدية الاعتقاد بأن هذه الخلايا تعوق النمو والتجدد. أظهرت الدراسة أن جزيئات الأوستيوبونتين وسيدي 44 تلعب دورًا حاسمًا في هذه العملية، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للعلاجات لحالات الصلع الشائعة.

إن خلايا التصنيع الشيخوخية تنتج كميات كبيرة من جزيء يسمى الأوستيوبونتين (بالإنجليزية: Osteopontin)، والذي يتسبب في تنشيط بصيلات الشعر غير النشطة لنمو شعر طويل وكثيف. عادةً ما يُنظر إلى الخلايا الشيخوخية على أنها تؤثر سلبًا على التجدد وتعتبر دافعًا لعملية الشيخوخة حيث تتراكم في الأنسجة في جميع أنحاء الجسم، ولكن نتائج الدراسة التي تم إجراؤها تظهر بوضوح أن الشيخوخة الخلوية لها جانب إيجابي أيضًا.

إن فهم الآلية التي تؤثر بها تلك الجزيئات على نمو الشعر يمكن أن يفتح الباب أمام استراتيجيات جديدة للتعامل مع التساقط الوراثي للشعر أو الصلع الوراثي، على الرغم من أن هذه الدراسة تسلط الضوء على الآلية المحتملة لتنشيط نمو الشعر في حالة التساقط الوراثي، إلا أنها ما زالت في مرحلة البحث المبكرة وتحتاج إلى المزيد من الدراسات والتجارب لتحديد فعالية وسلامة العلاجات المحتملة المستندة إلى هذا الاكتشاف.[2]

أسباب الصلع 

من الأسباب الشائعة للصلع ما يلي:[1]

  • الوراثة: يُعتبر العامل الوراثي هو السبب الرئيسي للصلع. يتم تمرير الحالة الوراثية المرتبطة بالصلع عبر الأجيال، حيث تعمل تلك الجينات على تقلص بصيلات الشعر وتضييقها، وبالتالي تساقط الشعر.
  • التقدم في العمر: يمكن أن يكون تساقط الشعر نتيجة لعملية الشيخوخة الطبيعية، حيث يصبح الشعر أكثر رقة وتعبًا مع تقدم العمر، وقد يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر على نطاق واسع.
  • الهرمونات: بعض التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤدي إلى فقدان الشعر، مثل زيادة مستويات هرمون التستوستيرون و DHT عند الرجال والنساء.
  • التوتر والضغط النفسي: يعتقد أن التوتر النفسي المستمر والضغط النفسي يمكن أن يساهمان في تساقط الشعر وتدهور صحة فروة الرأس.
  • سوء التغذية: نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والزنك وفيتامين B7 (البيوتين) يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر.
  • الأمراض والحالات الصحية: بعض الأمراض والحالات الصحية تؤثر على نمو الشعر، مثل: فرط الغدة الدرقية، فقر الدم، التهاب الجلد فروة الرأس، والأمراض المناعية الذاتية يمكن أن تتسبب في فقدان الشعر، مثل الثعلبة.

يجب أن يتم تشخيص سبب تساقط الشعر بواسطة الطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب. هناك العديد من الخيارات المتاحة لعلاج الصلع، بما في ذلك العلاجات الدوائية، وزراعة الشعر، والعلاجات الموضعية، والعلاجات الطبيعية، والمساعدة النفسية.

كيفية التعامل مع الصلع

هناك عدة خيارات علاجية للصلع، وفيما يلي بعض العلاجات المستخدمة في التعامل مع الصلع:[1][3]

العلاجات الدوائية

  • مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil): يعد هذا الدواء أحد العلاجات الأكثر شيوعًا للصلع، حيث يعمل على تحفيز نمو الشعر وإبطاء تساقطه.
  •   فيناستيرَيد أو فيناستيرايد (بالإنجليزية: Finasteride):‏  يعمل هذا الدواء على تقليل تحويل هرمون التستوستيرون إلى DHT، مما يساعد في إبطاء تساقط الشعر.
  •  علاج هرموني تعويضي  (بالإنجليزية: Hormone Replacement Therapy): في بعض الحالات، يمكن أن يوصي الطبيب بعلاج هرموني مثل التستوستيرون، أو العلاجات الهرمونية الأخرى لعلاج الصلع الناتج عن التوازن الهرموني.

زراعة الشعر

 تُعد زراعة الشعر إجراءً جراحيًا ينطوي على نقل الشعر من المناطق الخلفية والجانبية لفروة الرأس إلى المناطق المصابة بالصلع. يعتبر هذا العلاج فعالًا ويمنح نتائج دائمة، ولكنه يتطلب جراحة وفترة تعافي.

علاجات الليزر

 تستخدم علاجات الليزر المنخفضة الطاقة لتحفيز نمو الشعر وتقوية الشعيرات الضعيفة. يمكن استخدام أجهزة الليزر المنزلية أو إجراء جلسات علاجية في العيادات المتخصصة.

العلاجات الموضعية

 تتضمن استخدام منتجات خارجية مثل الشامبو والمنتجات المعززة للشعر التي تحتوي على مكونات محفزة لنمو الشعر، مثل: البيوتين، والكافيين والزيوت الأساسية. قد تساعد هذه المنتجات في تحسين صحة فروة الرأس وتعزيز نمو الشعر.

ختاماً، يجب استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب لك، حيث قد يختلف العلاج اعتمادًا على سبب الصلع وخصائص الشخص المعني.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!