لماذا لا يحظى عيد الأب بالاهتمام مثل عيد الأم

يحتل عيد الأم أهمية أكبر من عيد الأب حيث يسبقه أسابيع من التحضيرات، واختيار الهدايا، وتنتعش الأسواق بسبب حملات الدعاية والترويج لهدايا عيد الأم، وتنتشر احتفالات عيد الأم في المدارس، والأنشطة التي تهدف إلى الاحتفاء بالأم وغيرها من الفعاليات على عكس عيد الأب الذي لا يحظى بالاهتمام المماثل لعيد الأم.

لماذا عيد الأم أهم من عيد الأب؟

لا يلقى عيد الأب اهتماماً مثل عيد الأم، والسبب قد يعود إلى عدة عوامل منها أسباب اجتماعية، وأخرى اقتصادية وترويجية لكن السبب الأبرز هو قوة العلاقة التي تجمع بين الأم وأطفالها منذ الصغر إذ تعتني الأم بالأطفال على مدار اليوم، وترعى احتياجاتهم الأساسية، كما ترافقهم لعدد ساعات أطول من الأب الذي يدبر احتياجات أسرته المادية، ويقضي لساعات أطول في العمل مما يجعله منشغلاً عن الأطفال، ولا يمضي معهم فترات طويلة مثلما تفعل الأمهات.

على الرغم من أهمية مشاركة الأب الفعالة في تربية ورعاية الأطفال إلا أن الأمهات يحصلن على النصيب الأكبر من التقدير لأنهن يتواجدن لأطول فترة مع أطفالهن خاصة في السنوات الأولى لذلك الاحتفاء الأكبر يذهب إليهن عكس الآباء الذين ينشغلون في العمل.

الأمر الآخر الذي قد يكون السبب في عدم الاحتفال والاهتمام بعيد الأب مثلما يحدث مع عيد الأم هو توقيت الاحتفال حيث بدأ الاحتفال بعيد الأم رسمياً في عام 1907 بينما لم يتم الاعتراف بعيد الأب رسميًا حتى عام 1972 لذلك اعتاد الناس على الاحتفال بعيد الأم بسبب الفجوة الزمنية التي تبلغ ما يقرب من 60 عاماً.

يشير البعض إلى أن مكانة الأم الكبيرة في المجتمعات العربية نظراً للتوصيات الدينية بأهمية معاملتها تضع الأم في مرتبة أكبر من الأب لذلك يحظى عيد الأم بالكثير من الاهتمام.

يقول الدكتور لارس بيرنر عالم نفس المستهلك بجامعة جنوب كاليفورنيا في مقال عبر موقع بي بي سي "إن معظمنا يعتقد ببساطة أن أمهاتنا تستحقن هدايا أفضل أو أكبر، وتعتبر الأمهات في كثير من الأحيان أكبر مساهم في الحياة المنزلية"

وأضاف "يميل الناس إلى فهم التضحيات التي يقدمونها، هذا ما تراه، للأمهات مكانة خاصة في قلوب الناس لأن هناك فكرة خاصة عما يقدمونه للعائلة".^[1]  

هدايا عيد الأب

يعد عيد الأم وعيد الأب من المناسبات الاقتصادية الهامة للأسواق حيث تنتعش مبيعات الكثير من السلع مثل الأزهار، والشوكولاتة، والعطور، والمجوهرات، وأدوات التجميل، وغيرها خلال عيد الأم، وكذلك عيد الأب الذي يشهد المزيد من المبيعات لكنه مازال أقل من عيد الأم، والسبب قد يعود إلى ما يلي:

• صعوبة اختيار هدايا عيد الأب المناسبة.
• انحصار خيارات هدايا عيد الأب في أشياء محدودة مثل ربطات العنق، والعطور، الإلكترونيات، وغيرها.
• هدايا عيد الأم العاطفية مثل الأزهار وبطاقات المعايدة قد تكون كافية لبعض الأمهات من أطفالهن الصغار بينما يجد الصغار صعوبة في تسوق هدايا للآباء.
• لا يطلب معظم الآباء هدايا محددة في عيد الأم مما يصعب الخيارات بل في كثير من الأحيان قد لا يدركون أن اليوم هو عيد الأب.  
• تقدم المتاجر العديد من أفكار هدايا عيد الأم بينما لا تقوم بالأمر خلال احتفالات عيد الأب.
• تسلط وسائل الإعلام الضوء على عيد الأم قبل الاحتفالات بعدة أسابيع تمهيداً له بينما لا تهتم كثيراً بعيد الأب مما يقلل من وقت اختيار الهدايا المناسبة للآباء.^[2][3]  

الاحتفال بعيد الأب

تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة الاهتمام باحتفالات عيد الأب مؤخراً حيث يشارك المشاهير عبر حساباتهم الشخصية تهنئة بعيد الأب، ويزداد المحتوى الخاص بأفكار تقديم هدايا عيد الأب مع ذلك لم يصل بعد عيد الأب إلى الزخم الذي يحظى به عيد الأم.

في معظم الأحيان لا يهتم الأب كثيراً بالهدايا، وقد يكتفي ببطاقة التهنئة، ويُفضل في كثير من الأحيان قضاء الوقت مع عائلته للاحتفال بعيد الأب مما يزيد من الدعوات التي تطالب أن يكون عيد الأب عطلة رسمية في البلاد العربية.

زادت في السنوات الأخيرة تسليط الضوء على احتفالات عيد الأب، وأهميتها كما زادت مبيعات بعض الهدايا الخاصة بالأباء مع ذلك لم يصل الاهتمام باحتفالات عيد الأب وانتشاره شهرة احتفالات عيد الأم.