;

علاج الأكزيما بزيت الزيتون

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 08 يونيو 2021 آخر تحديث: الخميس، 01 يونيو 2023
علاج الأكزيما بزيت الزيتون

الأكزيما هي حالة مرضية شائعة تصيب الجلد وتسبب جفافه؛ وهي تؤدي إلى حكة واحمرار، وتتدرج الأعراض من الخفيفة التي تظهر وتختفي بسرعة، إلى حالات طويلة الأمد وأكثر شدة والتي قد تلازم المصاب طوال عمره.

نتناول من خلال هذه المادة فعالية علاج الأكزيما بزيت الزيتون، كما نلقي الضوء على علاجات أخرى للاكزيما، تابع القراءة معنا لتتعرف على الكثير من المعلومات حول هذا المرض الجلدي.

فعالية زيت الزيتون في علاج الأكزيما

يصيب مرض الأكزيما (بالإنجليزية: Eczema) الأشخاص في أي مرحلة من العمر، لكنها غالباً ما تبدأ في السنوات الأولى، وتتحسن حالات الأكزيما لدى المصابين من الأطفال في منتصف سن المراهقة، وهذا لا يمنع أن بعض الحالات المزمنة قد تستمر إلى مرحلة البلوغ وما بعدها.[1][2]

تشير الدراسات إلى أن الزيوت النباتية لها فوائد علاجية يمكن أن ينطبق بعضها على علاج الأكزيما، فالعديد من الزيوت بما في ذلك زيت الزيتون لها تأثير كمضادات للالتهاب، ومضادات للأكسدة، كما أنها تساعد في تعزيز التئام الجروح التي تحدث بسبب الحكة. [3] [4]

زيت الزيتون يوفر بعض الفوائد للجلد والبشرة، لكن الاستخدامات الموضعية لزيت الزيتون قد تسبب تهيجاً بسيطاً واحمراراً في الطبقة السطحية من الجلد، وقد يسبب في بعض الأحيان تدنياً كبيراً في سلامة الطبقة السطحية من الجلد؛ مما يجعل الجلد مخترَقاً وعرضة أكبر للمهيجات، وتشير الدراسات أن نسبة حمض الأوليك إلى حمض اللينوليك في الزيت (أي زيت نباتي) تلعب دوراً حاسماً في فعالية هذا الزيت ضد الأكزيما، فالزيوت التي تحتوي على نسبة منخفضة من حمض الأوليك ونسبة عالية من حمض اللينوليك هي الأكثر فعالية حيث سيعمل على تقليل التهيج والالتهاب وترطيب البشرة، أما بالنسبة لزيت الزيتون فهو يحوي على نسبة منخفضة من الحمضين اللينوليك والأوليك، لذا فمن الممكن أن يؤدي الاستخدام الموضعي لزيت الزيتون، إلى حدوث تلف في الحاجز الجلدي؛ مما قد يسبب ازدياداً في أعراض الأكزيما.[3][4]

هل هناك علاج نهائي للأكزيما

معظم أنواع الأكزيما لا يوجد لها علاج معروف حتى الآن، وجميعها تحتاج إلى مزيدٍ من البحث عن العلاج المناسب لها، وتعتبر الكثير من حالات الأكزيما حالات مزمنة تتطلب من المصاب الوقاية الجيدة من المحفزات؛ منعاً لحدوث نوبات أو تفاقم الأعراض، ويمكن للإشراف الطبي والالتزام بالوصفات الطبية التقليل من مدة وشدة الأعراض لكنها غير قادرة على إنهاء الأكزيما بشكل كلي، وبالعموم هناك ثلاث درجات للأكزيما:[6]

  • أكزيما مزمنة: وهي الأكثر شيوعاً، يصاب بها الأطفال في عامهم الأول وتستمر مدى الحياة، وتعاود المصاب فيها النوبات بين الفترة والأخرى، وعادة ما تتحسن هذه الحالات مع التقدم بالعمر.
  • أكزيما قصيرة الأمد: وتنتج عند لمس المادة المحفزة أو مهيجة وعادة ما تستمر لعدة أسابيع.
  • أكزيما تحت الحاد: وهي إحدى مراحل الشفاء من الأكزيما والتي لا تزال تحتفظ بإمكانية الإصابة بالطفح الجلدي في حال تم إهمال العلاج.

علاج الأكزيما دوائياً وطبياً

يهدف العلاج إلى تحقيق أمرين هامين، وهما التخلص من الحكة المزعجة أولاً، والأمر الثاني هو إبقاء الجلد رطباً قدر الإمكان، وفي الحالات الشديدة السوء لا بد من اللجوء إلى العلاجات الطبية، ونذكر منها التالي:[1]  

  • كريمات الكورتيكوستيرويد: على اختلاف أسمائها التجارية في الأسواق، ويصفها الطبيب للتخلص من الحكة والاحمرار، وهي لا توصف لمنطقة الوجه، لكن توجد كريمات معدة خصيصاً لتهدئة الأعراض في تلك المنطقة وهذا ما أكدته الرابطة الوطنية للأكزيما (بالإنجليزية: National eczema association)، نظراً لتأثير مادة الكورتيكوستيرويد في ترقيق طبقة الجلد، كما أنه من المتوقع استخدام الكوربيكوستيرويد في شكل فموي لبعض المرضى.
  • مضادات الهيستامين: ويكون الغرض منها كذلك هو تقليل الحكة والالتهاب في المنطقة المصابة، وقد تكون في شكل كريمات أو حبوب، أو أشربة، ويُعد الشعور بالدوار أو الدوخة الذي تسببه تلك الأدوية ميزة وليس أثراً جانبياً سلبياً، حيث تساعد المريض على النوم بهدوء.
  • المضادات الحيوية: ومن الممكن أن تكون موضعية أو فموية، لعلاج الإصاب البكتيرية التي حدثت للجلد، جراء الحكة أو الهرش، أو تشقق الجلد.
  • العلاج الضوئي: وهذا النوع من العلاج يُستخدم للحالات المستعصية، حيث تطبق الأشعة فوق البنفسجية على الجلد لعدة دقائق على المنطقة المصابة مرتين أو ثلاثة أسبوعياً، وقد يستمر العلاج لعدة شهور. 
  • العلاج بالتغذية: حيث يتابع مختص التغذية وجبات الطعام والشراب للمصاب بالغاً كان أو طفلاً؛ لتحديد الأطعمة والأشربة التي يجب تجنبها، حيث إنها تُعد محفزات لتهيج الجلد وظهور الأكزيما.

علاج الأكزيما بالوصفات الطبيعية

يمكن علاج الأكزيما بالوصفات الطبيعية للتخفيف من أعراضها، وتتضمن أغلب هذه الوصفات بعض أنواع الزيوت الطبيعية وبعض المواد الطبيعية الأخرى التي يمكن تطبيقها على الجلد موضعياً وأهمها:[3][4]

  • زيت بذور عباد الشمس.
  • زيت الجوجوبا.
  • زيت الأرغان.
  • زيت بذور القرطم.
  • زيت بذور العصفر.
  • زيت جوز الهند.
  • زيت الورد.
  • زيت الشوفان.

أسباب الأكزيما

الأكزيما هي شكل من أشكال الالتهابات الجلدية غير المُعدية، فهي لا يمكن أن تنتقل من شخص لآخر بالعدوى، يعاني معظم الأشخاص الذين لديهم بعض أنواع الحساسيات من تطور التهابات الجلد إلى أكزيما، مثل حمى القش والربو، هناك العديد من الأسباب المحتملة للإصابة بالأكزيما، أهمها:[1]

  • العوامل الوراثية.
  • عوامل جفاف الجلد والتي تجعله أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات.
  • جهاز المناعة الضعيف الذي يتسبب في إصابات التهابية شديدة في الجلد.
  • يمكن أن يتشكل مرض الأكزيما بتحريض من مواد أو عوامل خارجية تحفز تهيج وظهور الأكزيما، مثل المهيجات الجلدية كالصابون والمنظفات والصوف.
  • الحرارة والتعرق وانخفاض الرطوبة.
  • الإجهاد العاطفي.
  • بعض مسببات الحساسية، مثل عث الغبار وحبوب اللقاح والعفن.

أنواع الأكزيما

تأتي الأكزيما على عدة أنواع وأشكال قد تتشابه بعض أعراضها فيما بينها لكن بالمجمل فإن لكل نوع من أنواع الأكزيما مجموعة أعراض خاصة بها: [5]

  • التهاب الجلد التأتبي: وهو النمط الأكثر انتشاراً من أنواع الأكزيما وغالباً ما يبدأ عند الطفولة ويتلاشى في فترة المراهقة، وهو جزء مما يطلق عليه الأطباء اسم (الثالوث التأتبي) وهذا يعني أنه واحد من ثلاثة أمراض تحسسية تصيب الأطفال عادة وهي الأكزيما والربو وحمى القش، حيث غالباً يعاني مرضى التهاب الجلد التأتبي من الأمراض الثلاثة معاً.
  • التهاب الجلد التماسي: وينتج عن تهيج الجلد جراء تماسه مع مواد معينة وهو نوعان:
  1. التهاب الجلد التماس التحسسي: وهو ناتج عن رد فعل الجهاز المناعي لمهيج خارجي مثل بعض أنواع المعادن.
  2. التهاب الجلد التماسي المهيج: وينتج عندما يتهيج الجلد عند تماسه مع مادة أو مركب كيميائي أو طبيعي.
  • أكزيما خلل التعرق: وينتج عن هذا النوع ظهور بثور صغيرة على القدمين واليدين، ويكون هذا النوع شائعاً لدى النساء أكثر منه لدى الرجال، وتكون حبوب الاكزيما عادة ممتلئة بالسوائل وتسبب حكة وتقشر.
  • أكزيما اليد: وهي نوع الأكزيما التي تصيب اليدين فقط، وعادة تحدث عند الأشخاص الذين يعملون في أعمال تلامس فيها أيديهم مواد كيميائية مثل مهن التنظيف وتصفيف وصبغ الشعر.
  • التهاب الجلد العصبي: وتنتج عنه ظهور بقع سميكة تسبب الحكة وهي بقع متقشرة، يشبه إلى حد كبير التهاب الجلد التأتبي وممكن أن تصبح نازفة، وهو مجهول السبب وقد يكون الإجهاد أحد العوامل المساعدة في الإصابة بهذا النوع.
  • الأكزيما الدهنية: وهي أكزيما شديدة الحكة تظهر على شكل بقع دائرية تشبه العملة المعدنية، لا تشبه عادة الأنواع الأخرى من الأكزيما وقد تنتج كردة فعل على لدغة حشرة أو كرد فعل تحسسي للمعدن أو المواد الكيميائية.
  • أكزيما الركود (التهاب الجلد الركودي): ويحدث عند تسرب السوائل من الأوردة الشعرية الضيقة إلى الجلد؛ مما يؤدي إلى تورم المناطق من الجلد مسبباً تورم واحمرار وحكة شديدة مترافقة مع ألم، وعادة ما تصيب الأقدام والساقين.

الوقاية من الأكزيما

يمكن لبعض التدابير المنزلية أن تساهم في التقليل من أعراض الأكزيما وشدة ظهورها، وذلك من خلال:[1][2]

  • ترطيب الجلد بمرهم كريمي مناسب مرتين يومياً على الأقل وخاصة بعد الاستحمام بغية حبس الرطوبة، كما يمكن إضافة بعض أنواع الزيوت العطرية إلى مياه الاستحمام التي تساهم في ترطيب البشرة.
  • ارتداء ملابس قطنية أو من مزيج قطني جيد والابتعاد قدر الإمكان عن الملابس الصوفية والأقمشة الصناعية.
  • ابتعد عن أنواع الصابون وخاصة المضادة للبكتريا والعرق واستبدله بمنظفات خفيفة غير معطرة، أو يمكن استبداله بمستحلبات أو كريمات التنظيف التي تتشتت بالماء.
  • قلل فترة الاستحمام قدر المستطاع واستخدم الماء الدافئ بدل الساخن.
  • جفف الجلد بالمنشفة بالتربيت بدل من الفرك وذلك باستخدام منشفة ناعمة.
  • لا تستخدم منظفات الملابس الأنزيمية فقد تحوي على مكونات تسبب تهيج الجلد.
  • ابتعد عن الأطعمة مثيرة الحساسية، مثل المأكولات البحرية، ومنتجات الحليب، والبيض، وفول الصويا، والفول السوداني، وأنواع الكاكاو والشوكولاته.
  • عدم لمس المطهرات والمعقمات.
  • البقاء بعيداً عن الحرارة وأشعة الشمس والبرودة.
  • استخدام قفازات قطنية وضمادات ليلية لتقليل الحكة والتهيج.
  • قص الأظافر منعاً لحدوث الخدوش أثناء الحك.

تحتاج حالات الأكزيما عادة إلى إشراف طبي، ويمكن للوقاية والعلاجات الطبيعية أن تلعب دوراً في تعزيز الشفاء، لكن لم يتم التوصل حتى الآن إلى علاج الأكزيما نهائياً.