علاج الشرخ الشرجي في المنزل

تقع فتحة الشرج في نهاية المستقيم وتعد آخر أجزاء الجهاز الهضمي، وتحتوي هذه الفتحة على الغدد الشرجية الدقيقة، والأوعية الدموية، والنهايات العصبية الحساسة، ويصل طولها بين 4 - 5 سنتيمترات، ووظيفتها التخلص من فضلات الجسم إذ يتم دفع البراز من خلالها عند انقباض المستقيم.

تتعرض فتحة الشرج للعديد من المشاكل الصحية، مثل: الشرخ الشرجي، والناسور، والبواسير، وسنتعرف تفصيلاً في هذا المقال على علاج الشرخ الشرجي.

ما هو الشق الشرجي

يُعرف الشق الشرجي (بالإنجليزية: Anal Fissure) بأنه تمزق صغير يصيب الغشاء المخاطي الذي يبطن فتحة الشرج مسبباً الشعور بالألم، إذ يحدث جرح صغير في غطاء قناة الشرج والسبب غالباً مرور براز صلب أو كمية كبيرة منه أثناء عملية التبرز، وتصيب هذه المشكلة الكبار والصغار، وقد يرافق هذه الحالة حدوث نزيف من فتحة الشرج؛ مما يسبب الشعور بالألم في هذه المنطقة، وفي معظم الحالات يمكن علاج الشق الشرجي الحاد دون تدخل طبي، بينما توجد حالاتٍ أخرى تحتاج للتدخل الطبي.^[1]

علاج الشرخ الشرجي

تشفى الشقوق الشرجية خلال بضعة أسابيع عند اتخاذ الخطوات التي تبقي البراز طرياً، مثل: زياد كمية السوائل والألياف، ويمكن نقع المنطقة بالماء الدافئ لمدة تتراوح من عشر دقائق إلى عشرين دقيقة، ويجب تكرار ذلك عدة مرات خاصة بعد التبرز لاسترخاء العضلة العاصرة وتعزيز عملية الشفاء، وسنتناول فيما يلي طرق العلاج:^[1][2]

علاج الشرخ الشرجي غير الجراحي

في العلاجات غير الجراحية يوصي الطبيب بالعلاجات التالية التي من الممكن تناولها في المنزل بسهولة:^[1][2]

1. النتروجليسرين الذي يطبق خارجياً (ريكتيف): يعزز هذا العلاج من عملية شفاء الشرخ إذ يزيد من تدفق الدم إليه ويساعد على استرخاء العضلة الشرجية العاصرة، لكن من أعراضه الجانبية الشعور بالصداع الذي قد يكون شديداً.
2. أدوية ضغط الدم: من الأمثلة عليها دواء ديلتيازيم (الاسم التجاري: كارديزيم)، ونيفيديبين (الاسم التجاري: بروكارديا)، ويتم إعطاء هذه الأدوية عن طريق الفم، وهي تساعد على استرخاء العضلة الشرجية العاصرة.
3. كريمات التخدير الموضعية: مثل ليدوكائين هيدروكلوريد (الاسم التجاري: زيلوكائين) من العلاجات الطبية التي تساعد على تخفيف الألم.
4. كريمات الهيدروكورتيزون: استخدام الكريمات التي تحتوي على مادة الهيدروكورتيزون للتقليل من الالتهاب ويمكن استخدام الرغوة والتحاميل.
5. حقن توكسين البوتولينوم من النوع أ (البوتوكس): تساعد على التخفيف من التشنجات وشل العضلة الشرجية العاصرة.

العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة

إحداث تغيير في نمط الحياة يساعد على التخفيف من الشعور بعدم الراحة، كما يسرع من عملية شفاء الشق الشرجي ويحد من ظهوره مرة أخرى، وفيما يلي نوضح هذه العلاجات:^[1][2]

1. إضافة الألياف إلى النظام الغذائي: تناول ما يقارب 25 غراماً إلى 30 غراماً من الألياف بصورة يومية يساعد في الحفاظ على نعومة البراز كما يحسن من شفاء الشق، ومن الأمثلة على الأطعمة الغنية بالألياف، الخضروات والفواكه، والحبوب الكاملة، وأنواع المكسرات ويمكن أيضا تناول مكملات الألياف، ونلفت الانتباه أنه قد يسبب تناول الألياف حدوث الانتفاخ والغازات؛ لذا يُفضل زيادة كمية الألياف تدريجياً.
2. شرب كميات كافية من السوائل: شرب الماء والسوائل الأخرى يساعد في الحد من الإصابة بالإمساك.
3. تجنب الإجهاد أثناء التبرز: يخلق الإجهاد ضغطاً كبيراً على فتحة الشرج الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الشق الشرجي.
4. عندما يعاني الطفل من الشرخ الشرجي بصورة متكررة يجب التأكد من تغيير الحفاضات باستمرار وغسل المنطقة بلطف ويفضل التحدث مع الطبيب.

علاج الشرخ بالفازلين

تستخدم مادة الفازلين في علاج البشرة الحساسة والبشرة الجافة، إذ يعمل على جعل الجلد مرناً ويحافظ عليه رطباً لقدرته على منع تبخر الماء من الجلد؛ وبالتالي يمكن استخدامه في علاج الشق لأنه يشكّل مادة عازلة تحبس الرطوبة في الجلد؛ الأمر الذي يقلل من الإصابة بالعدوى ويخفف من الشعور بالألم، وطريقة استخدام الفازلين كما يلي:^[4]

1. يستخدم الفازلين لوحده دون أن يضاف إليه مواد أخرى وذلك من خلال دهن المنطقة المصابة، ويجب تكرار هذه العملية عدة مرات يومياً.
2. تمزج ملعقة واحدة من زيت الزيتون مع ملعقتين من الفازلين في وعاء نظيف، ثم يدهن المزيج على المنطقة المصابة مرتين يومياً المرة الأولى في الصباح والمرة الثانية في المساء.

العلاج بالجراحة

1. عند الإصابة بشرخ شرجي مزمن لا يستجيب إلى العلاجات السابقة أو ترافقه الأعراض الشديدة قد ينصح الطبيب المريض بإجراء عملية جراحية.
2. يقوم الطبيب عادةً بقطع جزء صغير من العضلة الشرجية العاصرة من أجل التقليل من الألم والتشنج، وبالنسبة للشرخ المزمن الجراحة هي العلاج الأمثل والأكثر فاعلية.
3. معظم حالات الجراحة تتم في العيادة الخارجية إذ يعود المريض إلى منزله في نفس اليوم، وبالنسبة للألم الذي سيشعر به فإنه يزول بعد مرور أيام قليلة وبعد بضعة أسابيع يشفى الشرخ تماماً.^[1][2]

ملاحظة: وتجدر الإشارة بأن هذا الإجراء الجراحي يسبب سلس البول، ومن الحالات نادرة الحدوث أن يسبب هذا الإجراء فقدان القدرة في السيطرة على حركة الأمعاء.^[1][2]  

أعراض الشرخ البسيط

هناك أعراض ترافق الإصابة بالشرخ الشرجي وسنتناول فيما يلي أبرز أعراض الشرخ البسيط:^[2]

1. تمزق الجلد حول فتحة الشرج بشكلٍ واضح.
2. الشعور بألم حاد عند حركة الأمعاء في منطقة الشرج.
3. ظهور شرائط من الدم على البراز أو على ورق التواليت.
4. الحكة والحرق في منطقة الشرج.
5. الشعور بألم عند التبول.   

أسباب الإصابة بالشق الشرجي

الأسباب الأكثر شيوعاً

1. الإصابة بالإمساك من أكثر أسباب الإصابة بالشرخ، حيث يزيد الإجهاد أثناء التبرز وخروج البراز القاسي من خطر الإصابة بتمزق الغشاء المبطن لفتحة الشرج.
2. يلعب العمر دوراً في الإصابة بالشرخ الشرجي، حيث إن الرضع والبالغين في منتصف العمر هم الأكثر عرضة للإصابة.
3. تعتبر الولادة من أكثر الأسباب شيوعاً لإصابة النساء بالشرخ الشرجي. 
4. خروج براز صلب أو كبير.
5. الجماع الشرجي.
6. الإسهال المزمن.

الأسباب الأقل شيوعاً

1. مرض التهاب الأمعاء أو داء كرون الذي يسبب التهاب الأمعاء المزمن ويجعل بطانة القناة الشرجية أكثر عرضة للتمزق.
2. الإصابة بنقص المناعة البشري.
3. مرض الزهري.
4. مرض الدرن.
5. سرطان الشرج.

مضاعفات الشرخ الشرجي

تجدر الإشارة بأن الشق الشرجي قد يتسبب بحدوث المضاعفات وهي كالتالي:^[1][2]

1. قد يمتد التمزق إلى حلقة العضلات التي تعرف بالعضلة العاصرة الشرجية الداخلية التي تبقي فتحة الشرج مغلقة، الأمر الذي يصعب من شفاء الشرخ وقد يتطلب العلاج بالأدوية أو الجراحة للتقليل من الألم وإصلاح التمزق..
2. عدم شفاء الحالة خلال ثمانية أسابيع يعتبر مزمناً الأمر الذي يتطلب المزيد من العلاج.
3. قد تؤدي الإصابة بالشق الشرجي إلى تكرار الإصابة به.

طرق تشخيص الشرخ الشرجي

يحتاج الطبيب لمعرفة التاريخ الطبي للمريض ويقوم بعدها بإجراء الفحص الجسدي ومنها فحص منطقة الشرج إذ يكون التمزق واضحًا في معظم الحالات، وهذا الفحص من طرق تشخيص الشق الشرجي، ويظهر الشرخ الشرجي الحاد على أنه تمزق جديد ويشبه قطع الورق، ويكون التمزق أعمق عندما يكون الشق الشرجي مزمناً أي يستمر لأكثر من ثمانية أسابيع.

تعتمد طريقة العلاج على السبب الرئيسي إذ من المحتمل أن يدل الشرخ الموجود بجانب فتحة الشرج ولا يكون في الجزء الأمامي أو الخلفي على الإصابة باضطراب مثل مرض كرون؛ لذا يقترح الطبيب إجراء المزيد من الاختبارات عند اعتقاده بأن لدى المريض حالة مرضية كامنة، وتتمثل هذه الاختبارات بما يلي:^[1][3]  

1. تنظير الشرج: يتم إدخال جهاز أنبوبي في فتحة الشرج لتصوير الشرج والمستقيم.
2. التنظير السيني المرن: يتم إدخال أنبوب مرن ورفيع في الجزء السفلي من القولون به مقطع فيديو صغير، وهذا الاختبار يمكن إجراؤه للأشخاص في عمر أقل من خمسين عاماً ولا يوجد لديهم عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون وأمراض الأمعاء.
3. تنظير القولون: يقوم الطبيب بإدخال أنبوب مرن في المستقيم من أجل فحص القولون كاملاً، وهذا الاختبار يتم إجراؤه للأشخاص في عمر أكبر من خمسين عاماً ولديهم عوامل الخطر الإصابة بسرطان القولون أو أعراض لحالات أخرى، مثل: الإسهال وآلام البطن.

الوقاية من الشق الشرجي

الوقاية لدى البالغين

يمكن منع الإصابة بالشرخ الشرجي عند البالغين باتباع ما يلي:^[1][2]

1. تنظيف منطقة الشرج باستعمال الماء الفاتر والصابون الخفيف بلطف.
2. يجب تجفيف منطقة الشرج عند غسلها والحفاظ عليها جافة.
3. علاج الإسهال فور حدوثه.
4. المسارعة بعلاج الإمساك.
5. شرب كميات كبيرة من السوائل.
6. الانتظام في ممارسة الرياضة.
7. تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
8. تجنب إصابة المستقيم بالتهيج.

الوقاية لدى الأطفال

طرق منع الإصابة بهذه المشكلة الصحية عند الأطفال:^[1][2]

1. مسح المنطقة باستعمال القطن أو قطعة مبللة من القماش وغيرها من المواد الناعمة، وتجنب استعمال المناديل الورقية الخشنة والمعطرة.
2. تغيير حفاضات الطفل بصورة متكررة خاصة إذا كان مصاباً بهذه المشكلة.
3. الحفاظ على جفاف منطقة الشرج.
4. المسارعة بعلاج الإمساك.

بعد أن تعرفنا على طرق علاج الشرخ الشرجي بالتفصيل، نلفت الانتباه إلى ضرورة اتباع طرق الوقاية، نظراً للآلام الناتجة عنه؛ لذا لا بد من اتخاذ التدابير التي تحد من الإمساك والإسهال كما يجب إجراء الفحص الطبي لمعرفة ما إذا كان السبب وجود مشكلة صحية، مثل: مرض الدرن، أو سرطان الشرج وغيرها من الأمراض الأخرى.