;

الرعاية الصحية الأولية أهميتها ومستوياتها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: السبت، 31 يوليو 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
الرعاية الصحية الأولية أهميتها ومستوياتها

لكل شخص الحق في مستوى معيشي يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، خاصةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وعلى صعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية كما جاء في المادة 25من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948. وتعد مشاركة الأفراد والأسر والمجتمعات في تعزيز صحتهم ورفاهيتهم مكوناً أساسياً للرعاية الصحية الأولية. إذ لا يمكن تحقيق الرعاية الصحية الأولية دون إشراك المجتمع في تخطيط وتنفيذ وصيانة الخدمات الصحية.

يبين هذا المقال ماهي الرعاية الصحية الأولية، وأهميتها كذلك مستوياتها، فضلاً عن أدوات الرعاية الصحية الأولية.

ما هي الرعاية الصحية الأولية؟

هي نهج يشمل المجتمع بأسره بتقديم الرعاية والخدمات الصحية كافةً البدنية والنفسية، حيث يهدف إلى ضمان أعلى مستوى ممكن من الصحة والرفاهية.

تقوم الرعاية الصحية في جوهرها على توفير كافة الخدمات والاحتياجات الصحية التي يحتاجها الفرد طوال الحياة، ولا تقتصر الرعاية على مجموعة من الأمراض المحدّدة.

تضمن الرعاية الصحية الأولية حصول الأشخاص على رعاية شاملة، تتراوح بين الإرشاد والوقاية إلى العلاج وإعادة التأهيل والرعاية الملطِّفة (خلال فترة النقاهة) كأقرب ما يمكن إلى بيئة الناس اليومية.

في عام 1978، عُقد مؤتمر عالمي في ألماتي(العاصمة القديمة لدولة كازاخستان)، ضم خبراء الصحة وقادة العالم للالتزام بتوفير الصحة للجميع.

وقد شكل إعلان ألماتي، الذي تمت المصادقة عليه في المؤتمر؛ الأساس لجهود الرعاية الصحية الأولية العالمية على مدار الأربعين عاماً الماضية قبل عام 2018.

وقد أعاد المؤتمر العالمي للرعاية الصحية الأولية في أستانا (العاصمة الجديدة لكازاخستان) في تشرين الأول 2018 صياغة إعلان جديد يؤكد فيه على الدور الحاسم للرعاية الصحية الأولية في جميع أنحاء العالم [2] [1].

تستلزم الرعاية الصحية الأولية ثلاثة مكونات مترابطة ومتآزرة، بما في ذلك:

  • الخدمات الصحية المتكاملة والشاملة التي تشمل الرعاية الأولية وكذلك سلع ووظائف الصحة العامة كعناصر مركزية.
  • سياسات وإجراءات متعددة لمعالجة المحددات الأولية والأوسع نطاقاً للصحة.
  • إشراك وتمكين الأفراد والأسر والمجتمعات لزيادة المشاركة الاجتماعية وتعزيز الرعاية الذاتية والاعتماد على الذات في الصحة.

تتعزز الرعاية الصحية الأولية من خلال:

  • الالتزام بالعدالة الاجتماعية.
  • الإنصاف والتضامن والمشاركة.

وهي تقوم على الاعتراف بأن التمتع بأعلى مستوى من الصحة، هو أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان دون تمييز.

أهمية الرعاية الصحية الأولية

تأتي أهمية الرعاية الصحية الأولية من سعيها إلى تحقيق عددٍ من الأهداف أهمها[2] :

  1. توفير رعاية مستمرة وشاملة للمرضى، حيث توفر للمرضى خدمات الرعاية الاجتماعية والصحة العامة.
  2.  تقديم خدمات صحية واجتماعية عالية الجودة للفئات المحرومة في المجتمع.

وبالتالي فإن للرعاية الصحية الأولية العديد من الفوائد منها:

  • تقديم المجموعة الأولى من الرعاية المهنية للمرضى من خلال دمج نهج استباقي يستخدم العديد من الإجراءات الوقائية، وإدارة الأمراض المزمنة، وتعزيز الرعاية الذاتية.
  • إلى جانب ذلك، زاد مقدمو الرعاية الصحية الأولية من إمكانية الوصول إلى نظام الرعاية الصحية المتقدم للمجتمع، مما يؤدي إلى نتائج صحية ممتازة ومنع التأخير.
  • تحتوي جميع عيادات الرعاية الصحية الأولية على فريق من المتخصصين في الرعاية الصحية يقدمون أفضل الخدمات الطبية.
  • توفر عيادات الرعاية الصحية الأولية نهجاً منسقاً لتقديم الرعاية الصحية التي تضمن حصول المستفيدين على أفضل رعاية من مقدم الرعاية الصحية المناسب.

مستويات الرعاية الصحية الأولية

الرعاية الصحية الأولية لديها ثلاثة مستويات رئيسية من خدمات الرعاية الصحية. هذه المستويات هي [4]:

1- مستوى الرعاية الأولية: وهو المستوى الأول من اتصال الفرد والأسرة والمجتمع بالنظام الصحي والنقطة الرئيسية للرعاية المستمرة للمرضى. إنه الأكثر فعالية والأقرب من الناس. وفي هذا المستوى يتلقى المرضى الرعاية من مساعدي الأطباء والممرضات المُسَّجلين وممرضات الأطفال.

2- مستوى الرعاية الثانوية: وهو مستوى أعلى من المستوى السابق، و يتم فيه التعامل مع المواقف المعقدة. حيث يتم تقديم الرعاية الطبية من قبل متخصص في المرافق بناءً على إحالة من طبيب مستوى الرعاية الأولية وهذا يتطلب المزيد من المعرفة والمهارة والمعدات الخاصة.

3- مستوى الرعاية الثالثية: يتضمن هذا المستوى رعاية صحية متخصصة يتم توفيرها للفرد. حيث يتم توفير مرافق محددة. مثل عمال الرعاية الصحية المتخصصين. بالإضافة إلى المستشفيات المتخصصة التي تشمل: المستشفيات التعليمية والمستشفيات الإقليمية والمستشفيات المركزية والمستشفيات التخصصية.

أدوات الرعاية الصحية الأولية

تقوم الرعاية الصحية الأولية على مجموعة من الأدوات، إذا ما توفرت هذه الأدوات فسوف تصل خدمات أو نظام الرعاية الصحية الأولية إلى كل فرد في المجتمع، وسوف يؤدي ذلك بالتالي إلى رفع مستوى معيشة الأفراد في المجتمع ومن أهم هذه الأدوات  [5]:

  • التثقيف بشأن المشاكل الصحية السائدة وكيفية تحديدها والوقاية منها ومكافحتها.
  • تعزيز الإمدادات الغذائية والتغذية السليمة، والإمداد الكافي بالمياه والصرف الصحي الأساسي.
  • العمل على تأمين الرعاية الكافية للأم والطفل بما في ذلك التحصين من الأمراض والعمل على توفير السبل اللازمة بما يساهم في تنظيم الأسرة.
  • الوقاية من الأمراض المتوطنة محليا ومكافحتها.
  • التحصين ضد الأمراض المعدية الرئيسية.
  • علاج الأمراض والإصابات الشائعة.
  • تعزيز الصحة النفسية.
  • توفير الأدوية الأساسية.

في الختام.. تعدُّ الرعاية الصحية الأولية حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كما تؤكد ديباجة دستور منظمة الصحة العالمية على أن التمتع "بأعلى مستوى من الصحة" هو أحد حقوق الإنسان الأساسية. ويعدُّ الإنصاف هو المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه الرعاية الصحية الأولية. ومعنى ذلك أن يتقاسم جميع الناس الخدمات الصحية على قدم المساواة بغض النظر عن قدرتهم على دفع المقابل المادي، إذ يجب أن يحصل الجميع على خدمات الرعاية الصحية الأولية، أي الأغنياء و الفقراء، وفي المناطق الحضرية أو الريفية على حد سواء.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!