;

خرافات طبية الجزء الأول

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الإثنين، 28 ديسمبر 2020
خرافات طبية الجزء الأول

خرافات طبية

لطالما مال الناس إلى تصديق الخرافات على حساب العلم، فبالرغم من أن نشر الإشاعات وتناقل المعلومات المغلوطة قد يكون بدافع إيجابي أحيانًا، إلا أن الرغبات النفسية الخفية والحاجة إلى التنفيس وتهدئة التوترات الانفعالية هي ما يقف وراء غرق مجتمعنا في محيط المعرفة الخاطئة والعلوم الكاذبة، وهو السر الذي يدفع حتى ثلة من كبار المثقفين لتصديق هذه الخرافات، بل ونشرها أحيانًا..

ورغم أن الحصول على المعلومات الطبية كان في السابق مقتصرًا على عيادات الأطباء، فقد كانت الخرافات الطبية تصول وتجول هنا وهناك.. ما بالكم وقد صرنا الآن في عصر يتقوّل فيه كل من هب ودبّ على الطب.

سأحدثكم في سلسلة المقالات هذه معلومات طبية شائعة، سنضع هذه الشائعات أمام مطرقة العلم ونحكم عليها إما كخرافة أو حقيقة، سنكتشف الخطأ فيها ونتعرف سوية على المعلومة الصائبة:

١. طقطقة الأصابع تؤدي لأذيتها على المدى الطويل (خرافة).

أجريت العديد من الأبحاث لدراسة تأثير طقطقة الأصابع على المفاصل على المدى الطويل دون أن تظهر أي أثر جانبي يذكر. أكثر تلك التجارب إثارة للاهتمام أجراها أحد الأطباء على نفسه، إذ عكف على طقطقة أصابع إحدى يديه فقط على مدى ٦٠ عامًا، أجرى لنفسه خلالها صورًا شعاعية بشكل دوري، وتوصل في النهاية إلى عدم وجود تأثير طويل الأمد للطقطقة، إذ لم يلاحظ هناك فرقًا بين يديه الاثنتين.

٢. إذا تعرضت للحرق يمكنك استخدام البن أو معجون الأسنان لتغطية الحرق. (خرافة)

إذا تعرضت لحرق - لا سمح الله - قم بإزالة الملابس من على المنطقة المتأذية واغسل مكان الحرق بالماء الجاري البارد لمدة خمس إلى عشر دقائق. هذا سيساعد على تخفيف الألم والانتفاخ وإنقاص احتمال تشكل الندبات. ولكن لا تستخدم الثلج أو الماء المثلج.

٣. الشخير ليس مشكلة للنائم، وإنما لمن ينام بجواره فحسب! (خرافة).

حتى ولو لم يزعجك الشخير كثيرًا، فهو مشكلة لا يجدر بك تجاهلها، خاصة إذا استمرت على المدى الطويل. قد يكون الشخير علامة على الحرمان من النوم، أو ربما إشعارًا لمشكلة في بنية الفم أو الأنف أو الحلق أو على وجود حالة صحية تستدعي الاستشارة الطبية كانقطاع التنفس الانسدادي النومي، والذي قد يقود إلى ارتفاع الضغط وإرهاق القلب والدماغ على المدى البعيد. لا داعي للقلق كثيرًا إذا أصبت بالشخير مرة بين حين وآخر، أما استمرار المشكلة يقتضي منك البحث عن مشورة طبية.

٤. "نام بكير وفيق بكير وشوف الصحة كيف بتصير" (خرافة).

خرافات طبية الجزء الأول

هي ليست خرافة فحسب، بل وقد ظلمت الكثيرين من محبي السهر والنوم المتأخر. يمتلك كل إنسان ساعة بيولوجية تحدد الوقت الذي يرغب فيه جسده (أو دماغه) بالنوم؛ فبعض الأدمغة تفضل النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا، والبعض الآخر أكثر ليلية، ويميل للنوم متأخرًا والاستيقاظ متأخرًا. الدراسات التي تخبرنا بأن الذين تعودوا على الاستيقاظ باكرًا يحققون نتائج أفضل في اختباراتهم صحيحة، لكن تم فهمها بشكل خاطئ، فالسبب لا يعود لأنهم ناموا باكرًا واستيقظوا باكرًا! وإنما لأن الذين ينامون بشكل متأخر يستيقظون رغمًا عنهم بشكل مبكر، مما يؤدي لاضطراب ساعاتهم البيولوجية وما لذلك من تأثير سلبي على الأداء والصحة. إذا كنت ممن يفضلون السهر والاستيقاظ متأخرًا في الصباح فافعل ذلك، وإذا كنت مرتبطًا بعمل يجبرك على الاستيقاظ مبكرًا فحاول التعرض للشمس خلال يومك، فهذا يساعد على تعديل ساعتك البيولوجية لتشعر بالنعاس أبكر من المعتاد.

٥. تبديل حرارة الماء خلال الاستحمام بين الدافئ والبارد ينشط الدورة الدموية. (حقيقة)

تخبرنا الدراسات بأن الاستحمام يساعد على تقوية المناعة، وخاصة عند التبديل بين الماء الدافئ والبارد، فهذا ينشط الدورة الدموية ويعزز الجهاز المناعي. لدى المجموعة التي اعتمدت الاستحمام المتبدل الحرارة انخفضت نسبة الإصابة بالانفلونزا الموسمية، وكانت الأعراض في حال الإصابة أقل شدة أيضًا.

٦. الجلوس بطريقة صحيحة يعني أن تشد ظهرك بشكل مستقيم. (خرافة)

خرافات طبية الجزء الأول

إن الأدلة العلمية تظهر عكس ذلك، فشد الظهر بشكل مستقيم يسبب أوجاع الظهر على المدى الطويل ويحمّل الفقرات القطنية أسفل العمود الفقري جهدًا إضافيًا غير مرغوب. الزاوية التي تمنح فقراتنا أكثر درجات الراحة هي ١٣٥ درجة، أي حين يكون ظهر الكرسي مائلاً نحو الخلف، كما نفعل بكرسي السيارة حين نريد الاسترخاء أو النوم. بالطبع لا يمكننا الجلوس بهذه الدرجة خلال تأديتنا عملاً مكتبيًا، ولكن ليس من الصحي أن يكون ظهر كرسينا قائمًا بشكل ٩٠ درجة. يوجد في عمودنا الفقري انحناءات طبيعية ( تحدب رقبي، تقعر ظهري، تحدب قطني، تقعر عجزي)، ولا يجدر بنا إجبار ظهرنا على البقاء مستقيمًا رغمًا عن انحناءاته الطبيعية. ولا مانع من استخدام إمالة ظهر الكرسي نحو الوراء، ووضع مخدة تساعدنا على الميلان بظهرنا نحو الخلف.

د. عبادة الحمدان
خريج كلية الطب البشري بجامعة دمشق
جراح وروائي

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!