;

دعاء الخروج من المنزل وفضله على حياة المسلم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 آخر تحديث: الإثنين، 20 مارس 2023
دعاء الخروج من المنزل وفضله على حياة المسلم

إنّ من نعم الله تعالى على عباده أنْ أذن لهم بدعائه مباشرة بغير وسائط، والدعاء هو إظهار الافتقار والانكسار والتذلل لله عز وجل وهو التجرد التام من كل قوة وحول، والمسلم يستطيع أن يدعو الله لكافة أموره الدنيوية منها كالعيش والطعام والشراب والمال، بالإضافة إلى الدعاء للآخرة بسؤاله المغفرة والهداية. وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع له والالتجاء إليه. حتى أن الله ليغضب على عبده التارك للدعاء، لأن "الدُّعاءُ هو العِبادةُ"، ولمّا كانت هذه العبادة العظيمة بهذه المرتبة العالية، فوجب الأخذ بها والمداومة عليها في كل الأوقات والأحوال، وذلك بمعرفة شروطها وآدابها، والالتزام بهم.

ما هو فضل الدعاء؟

الدعاء هو أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، ولهذا كان للدعاء منزلة عظيمة في الإسلام، وفضائل عديدة تنعكس على حياة المسلم، نذكر هذه الفضائل: [1]

  • طاعة لله وامتثال لأمره لقوله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" {سورة غافر: 60}
  • الدعاء هو عبادة: فقد قال الرسول الكريم " الدُّعاءُ هو العِبادةُ" (رواه الترمذي وابن ماجه)، فالدعاء من أخص العبادات التي حث عليها الشرع، فيها يكون العبد قريباً من ربه، إذ يقف بين يدي الله سائلاً متوسلاً إليه، متوجهاً إلى قلبه، فيشعر بلذة الصلة بالله عز وجل.
  • الدعاء أكرم شيء على الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء" (رواه أحمد والبخاري) فالدعاء يدل على قدرة الله وعلى سعة علمه، وعلى عجز الداعي واحتياجه، ولأجل هذا كان الدعاء من أكرم الأشياء على الله تعالى،
  • الدعاء سبب لرفع الغضب: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يسأل الله يغضب عليه". يحب الله من عباده أن يسألوه ويطلبوا منه كل حوائجهم، ومن يتجنب سؤال الله فيغضب عليه، ومن غضب الله عليه عذبه الله إلا أن يعفو عنه إما لتوبة أو لكثرة الاستغفار أو غير ذلك.
  • الدعاء هو سلامة من العجز: جعل الله تعالى السلام تحية أهل الإسلام، وجعل جزاءه عظيماً، فمن تركه ولم يبدأ الناس به فقد فاته أجرُ عظيم، كما يبين لنا هذا الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام" من الصحيح الجامع وحدثه الألباني.
  • الدعاء سبب لرفع البلاء: عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَمَا سُئِلَ اللَّهُ شَيْئًا يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ". (رواه الترمذي وحسنه الألباني)
  • الداعي في معية الله: ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يقول الله عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي"(رواه مسلم). وهنا يدعو إلى الترغيب في حسن الظن بالله تعالى، وبيان فضل الذكر سراً وعلناً، وأن الله تعالى يجازي العبد بحسب عمله.

دعاء الخروج من المنزل

الدعاء الصادق من القلب المؤمن هو مِن أعلى درجات حسن التوكُّل على الله تعالى، والالتجاء إلى الله في كل حين وفي كل وقت، تعني الإقرار بقدرة الله سبحانه وتعالى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الدعاء لله في كل أحواله، ومن هذه الأحوال عند الخروج من المنزل. وهنا نذكر وهنا نذكر بعض هذه الأدعية المقتبسة من السنة النبوية الشريفة: [2] [3]

  • عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قطُّ إلا رفع طَرْفَهُ إلى السماء فقال: "اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ"، رواه أبو داود [2]
  • وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، ولاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟". رواه أبو داود [2]
  • عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، يُرِيدُ سَفَرًا أَوْ غَيْرَهُ، فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ: "بِسْمِ اللهِ، آمَنْتُ بِاللهِ، اعْتَصَمْتُ بِاللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرُّ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ[3]"
  • عن خصيفة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ فَلْيَقُلْ: "بِسْمِ اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، مَا شَاءَ اللهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، حَسْبِي اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ". [3]
  • عن أبي هريرة أن النبي كان إذا خرج من بيته قال: "كانَ إذا خرجَ النبي من بيته قال: بسم الله، التُّكلان على الله لا حول ولا قوَّةَ إلا بالله". [3]

فضل دعاء الخروج من المنزل:

إن المواظبة والدوام على دعاء الخرج من المنزل والأدعية الأخرى، العديد من الفوائد على حياتنا اليومية، لذا أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الدعاء، لأنه يشعر المسلم بالطمأنينة ويزيد تعلقه بالله تعالى والقرب منه. ولما له نفع على كل جوانب الحياة ونذكر بعض من هذه الفضائل:  [3]

  • وقاية المسلم من الانجرار إلى الضلال وارتكاب المعاصي.
  • حماية المسلم من الجهل والظلم الذي قد يتعرض له من قبل الآخرين، أو حماية الآخرين منه.
  • الذكر يبعد الشيطان عن الإنسان المسلم، ويكون حزراً من وساوسه.
  • حصول المسلم على الهداية والتوفيق والكفاية والوقاية من الله تعالى.
  • تفويض الأمر إلى الله تعالى والتوكّل عليه، والاستعانة به، فالمسلم لا يتوجه إلى الله إلا لثقته التامة بقدرة الله عز وجل على تحقيق مطلبه.
  • تحفظ المسلم من شرور الإنس والجن، ويحفظ غيره من شروره.
  • الأجر والثواب من الله تعالى في الآخرة.
  • الإتيان بفعل يحبه الله ويضاعف الأجر عليه؛ لما فيه من استشعار العبوديّة والحاجة والذل لله تعالى وطلب المعونة منه؛ كي يكون المسلم بين يدي الله في خروجه ذلك وتحت رحمته.

    شاهدي أيضاً: دعاء يوم الجمعة

أخيراً.. ينبغي على كل مسلم اتباع سنن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لما يترتب عليها من فضائل جليلة، تجعل حياته أفضل، ويجب أن يحرص على الذكر عند الخروج من المنزل، حتى ينال الأجر وتتيسر أموره في الدنيا والآخرة،

المصادر:

1.مقال "فضل الدعاء" منشور على موقع islambook.com.

2.مقال "دعاء الخروج من المنزل" منشور على موقع islamweb.net.

3.مقال" دعاء الخروج من المنزل" منشور على موقع sotor.com.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!