;

مدة ختم القرآن ودعاء ختم القرآن

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 25 أغسطس 2020 آخر تحديث: السبت، 01 أبريل 2023
مدة ختم القرآن ودعاء ختم القرآن

قال الله تعالى في كتابه الكريم: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ سورة البقرة -آية 186، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) حديث صحيح رواه أحمد والبخاري.

فكيف إذا كان الدعاء بعد ختم القرآن الكريم، حيث يكون الدعاء مجاباً بإذن الله، فما هو دعاء ختم القرآن الكريم، وما فضل تلاوته، وهل من مدة محددة لختم تلاوة القرآن الكريم؟ وكيف كان الصالحون يختمون تلاوة القرآن.

دعاء ختم القرآن الكريم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا القرآن، وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن، فيسألون به الناس) رواه أحمد والطبراني، وقد كان أنس بن مالك  -رضي الله عنه - إذا ختم القرآن جمع ولده، وأهل بيته، فدعا بهم، وحقيقة لا يوجد دعاء مخصوص ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام لختم القرآن، ويمكننا أن ندعو بما نشاء سواء من الأدعية القرآنية أو بما نرغب من خير في الدنيا والآخرة.[1][2]

ومن الأدعية الشائعة عند ختم قراءة القرآن الكريم كاملاً ويمكن أن نجده في نهاية المصحف:[7]

(اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماماً ونوراً وهدى ورحمة، اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حُجةً يا رب العالمين* اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياةَ زيادةً لي في كل خير واجعل الموت راحةً لي من كل شر* اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه* اللهم إني أسالك عيشة هنية وميتة سوية ومرداً غير مخزي ولا فاضح* اللهم إني أسالك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العلم وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات وثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني وارفع درجتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئاتي وأسالك العلا من الجنة* اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار* اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة* اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوراث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا* اللهم لاتدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إالا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها يا أرحم الراحمين* ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار*وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليماً كثيراً)

فضل تلاوة القرآن الكريم

ورد فضل تلاوة القرآن الكريم في العديد من الآيات والأحاديث، فعن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف؛ ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" .حديث صحيح رواه الترمذي

وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه". رواه مسلم[3]

هل يجب ختم القرآن في مدة محددة

وردت بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدد أن مدة ختم القرآن لا يجب أن تقل عن  سبعة أيام، وأن من قراه في أقل من ثلاثة أيام فهو لم يفهم القرآن ولم يتدبره، ونذكر في ذلك ما ورد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم:[4][5]

  1. عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ، قال: جَمَعْتُ القرآنَ فقرأْتُ به في كلِّ ليلةٍ، فبَلَغ ذلكَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: إنِّي أَخشى أنْ يَطولَ عليكَ زَمانٌ أنْ تَمَلَّ، اقرأْهُ في كلِّ شهرٍ. قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، دعْني أَستمتِعْ مِن قوَّتي وشَبابي. قال: اقرأْهُ في كلِّ عِشرينَ. قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دعْني أَستمتِعْ مِن قوَّتي وشَبابي. قال: اقرأْهُ في عَشْرٍ. قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دعْني أَستمتِعْ مِن قوَّتي وشَبابي. قال: اقرأْهُ في كلِّ سَبْعٍ. قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ دعْني أَستمتِعْ مِن قوَّتي وشَبابي، فأَبَى.حديث صحيح- أخرجه ابن ماجه وأحمد والنسائي[4]
  2. عن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث". حديث صحيح- أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه.[5]

كيف كان الصالحون يختمون القرآن الكريم

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: وقد كانت للسلف عادات مختلفة فيما يقرءون كل يوم بحسب أحوالهم وأفهامهم ووظائفهم، فكان بعضهم يختم القرآن في كل شهر، وبعضهم في عشرين يومأ وبعضهم في عشرة أيام، وبعضهم أو أكثرهم في سبعة، وكثير منهم في ثلاثة، وكثير في كل يوم وليلة، وبعضهم في كل ليلة، وبعضهم في اليوم والليلة ثلاث ختمات، وبعضهم ثمان ختمات، وهو أكثر ما بلغنا. إلى أن قال: والمختار أنه يستكثر منه ما يمكنه الدوام عليه، ولا يعتاد إلا ما غلب على ظنه الدوام عليه في حال نشاطه وغيره، هذا إذا لم تكن له وظائف عامة أو خاصة يتعطل بإكثار القرآن عنها، فإن كانت له وظيفة عامة كولاية وتعليم ونحو ذلك فليوظف لنفسه قراءة يمكنه المحافظة عليها مع نشاطه وغيره من غير إخلال بشيء من كمال تلك الوظيفة.[6]

لا تنسى الالتزام بآداب التلاوة وتدبر معاني القرآن، مع الالتزام بآداب الدعاء عند ختم القرآن الكريم، واليقين باستجابة الدعاء فالله تعالى قال في كتابه الكريم :( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) سورة غافر- آية 60.