;

هل يتشابه الأزواج؟

الميكروبيوم قد يكون السبب لتشابه الأزواج، واكتساب ذات الأفكار والتصرفات.

  • تاريخ النشر: الخميس، 17 أغسطس 2023 آخر تحديث: الخميس، 21 سبتمبر 2023
هل يتشابه الأزواج؟

 يوجد العديد من الكائنات الحية الدقيقة مثل الفطريات، والميكروبات، والفيروسات التي تعيش في جسم الإنسان يُقدر عددها بتريليونات تتفاعل مع الجسم، وتمده بالمنافع، وتحدد العديد من العوامل كيفية تكون تلك الكائنات الحية الدقيقة لكن قد يمتد دورها إلى أبعد من ذلك، وتدخل في العلاقة بين الأزواج.

ما هو الميكروبيوم؟

الميكروبيوم (بالإنجليزية: microbiome) هو مجتمع من الكائنات الحية الدقيقة مثل الفطريات، والبكتيريا، والفيروسات التي تعيش في أو على جزء معين من الجسم مثل الجهاز الهضمي أو الجلد، وهي مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة للغاية التي تتغير استجابةً لمجموعة من العوامل البيئية التي تؤثر عليها أبرزها ما يلي:

يساعد الميكروبيوم الإنسان على الحياة عكس الاعتقاد الشائع بأن جميع البكتريا ضارة ويجب القضاء عليها لأنها تؤدي إلى الأمراض يوجد الكثير من البكتيريا النافعة التي توفر للإنسان الفوائد اللازمة للقيام بعملياته الحيوية حيث تساعد البكتيريا التي تعيش في الأمعاء على هضم الطعام، بينما تساعد البكتيريا التي تعيش على بشرتك على تكسير الدهون لترطيب البشرة، كما توفر تلك الكائنات الحية الدقيقة مقاومة وحماية للجسم لأنهم يشغلون كل المساحة في الجسم لمنع مسببات الأمراض.[1]

تأثير الميكروبيوم على الأشخاص

يؤثر الأشخاص الذين يعيشون معنا أو بالقرب منا بطريقة ما على الميكروبيوم في أمعائنا وجلدنا، وأفواهنا مما يعني أن الأشخاص الذين نعيش معهم مثل الأهل، والجيران، والأزواج يمكن أن يكون لديهم هذا التأثير البارز في تكوين الميكروبيوم بداخلنا بالتالي تتشابه بعض الأمراض أو المشكلات الصحية التي نتعرض لها.

أفراد الأسرة الواحدة الذين يعيشون معاً يمتلكون مجتمعات ميكروبيوم متشابهة، ويؤثر هذا الميكروبيوم على أجهزة الجسم مثل جهاز المناعة، ووظائف الإدراك لذلك الأمراض التي ترتبط بخلل الميكروبيوم مثل مرض السكري من النوع الثاني، والاضطرابات المعرفية، ومشكلات السمنة يمكن أن تتأثر بميكروبيوم من حولنا، وتنتقل إلينا.[2]

الميكروبيوم والحمل

يؤثر ميكروبيوم الأم خلال فترة الحمل على ميكروبات الأمعاء لطفلها مما يساعد في نمو الجهاز المناعي لدي الطفل، وهضم الطعام حيث تشكل العناصر الجينية لميكروبيوم الأم الميكروبات في أمعاء الطفل.

يؤدي الحمل أيضاً إلى تغيير تكوين الميكروبيوم لدى الأمهات مما يؤثر في صحتهن الأيضية، كما أن الرضاعة بالحليب الصناعي أو حليب الأم الطبيعي يؤثر على ميكروبيوم الطفل.

يمتلك كل شخص شبكة مختلفة وفريدة عن غيره من الميكروبيوم تتحدد وفقاً للحمض النووي للشخص حيث يتعرض الإنسان لأول مرة للكائنات الحية الدقيقة عندما يكون رضيعاً، وفي أثناء الولادة، ومن خلال حليب الأم.  

تتوقف أنواع الكائنات الحية الدقيقة التي يتعرض لها الرضيع فقط على الأنواع الموجودة في الأم لكن بعد ذلك يتأثر بالنظام البيئي والغذائي الذي يغير الميكروبيوم ليكون مفيدًا للصحة أو يعرض الشخص لخطر أكبر للإصابة بالأمراض.[2][3] 

الميكروبيوم والأزواج

يتشابه الأزواج في العديد من الأشياء، ويتشاركان العديد من السمات مع مرور الوقت لكن هذا التشابه ليس فقط في الصفات أو الأسلوب بل يمتد أيضاً إلى الميكروبيوم خاصة السلالات الميكروبية الموجودة على بشرتهم، ووفقاً لموقع "سايكولوجي توداي" الأزواج الذين يعيشون مع بعضهم يتشابه لديهم الميكروبيوم الجلدي بدرجة أعلى من التشابه الميكروبي مقارنة بالأفراد غير المرتبطين مما يدل على أن التعايش ومشاركة البيئة نفسها يمكن أن يؤثر في تكوين ميكروبيوم الجلد بالتالي تتشابه أدوار المجتمعات الميكروبية في التأثير على صحة الجلد.

يحتوي تجويف الفم على أكبر مجتمع للميكروبيوم ويشمل البكتيريا، والفيروسات، والفطريات لذلك قد يؤثر التقبيل الحميم بين الأزواج على تكوين الميكروبات في الفم مما يؤدي إلى وجود سلالة ميكروبية واحدة لديهما، والأزواج الذين يقبلون بعضهم كثيراً بصورة متكررة يكون لديهم درجات أعلى من التشابه في الجراثيم اللعابية، وقد ينتج عن الأمر انتشار البكتيريا الضارة لكن يمكن لعلاجات البروبيوتيك أن تعزز من صحة الفم.[2]

الجانب السلبي للميكروبيوم بين الأزواج

يلعب الميكروبيوم دوراً كبيراً في الصحة والإصابة بالأمراض، وانتقالها بين الأزواج أو وسط البيئة مع الأهل والأصدقاء قد يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض والمشكلات الصحية لكن ليس عن طريق العدوى كما تظن بل لديها أسلوب عمل مختلف.

على سبيل المثال لا يعد مرض السكري أو مرض التهاب الأمعاء من الأمراض المعدية مع ذلك تؤثر الكائنات الحية الدقيقة بداخلنا على قرارتنا ورغباتنا مثل اختيار الطعام، حيث تؤثر رغبتك في تناول الأطعمة الجاهزة السريعة على رغبة الزوج أو الزوجة، وبما أن الميكروبات تلعب دوراً في التمثيل الغذائي والتغذية نجد أن الأشخاص من حولنا يؤثرون في صحتنا بل قد يسهمون في زيادة أوزاننا.

يؤثر الميكروبيوم في أفكارنا، ومزاجنا، وقراراتنا، وسلوكياتنا لذلك انتقال الميكروبيوم بين الأفراد الذين يعيشون معاً يؤدي إلى صفات مشتركة وتشابه في الأفكار، والمعتقدات، والسلوكيات، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات متشابهة.[2]

على الرغم من هذا التأثير للميكروبيوم بين الأزواج إلى أنه في الوقت الحالي من المبالغة القول بأن التشابه بين الأزواج يعود فقط إلى الميكروبيوم. 

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!