;

مكملات الكركم بين الوهم والحقيقة

تعرف إلى حقيقة مكملات الكركم أو الكركمين، وفوائدها الصحية.

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 27 يونيو 2023 آخر تحديث: الخميس، 29 يونيو 2023
مكملات الكركم بين الوهم والحقيقة

يستخدم البشر الكركم منذ أكثر من 4000 عام في عدة مجالات أبرزها الطبخ، ومستحضرات التجميل، كما يُستخدم في علاجات الطب الهندي التقليدي الأيورفيدا، ليعود الكركم مؤخراً ويستحوذ على المزيد من الاهتمام نظراً إلى فوائده الصحية حتى أصبح يُطلق عليه المسحوق الذهبي، أو المشروب الذهبي إذ انتشرت العديد من الأبحاث المحدودة، والتوصيات باستخدام الكركم لتحسين الحالة الصحية، وتقليل التهابات الجسم، وتحسين نشاط الدماغ، وتخفيف ألم المفاصل، وغيرها من الفوائد لكن هل حقاً مكملات الكركم تعد ضرورية، وفعالة كما يروج لها البعض؟ هذا ما نتعرف إليه في السطور القادمة.

الفرق بين الكركم والكركمين

غالبًا ما يتم استخدام المصطلحين "الكركم" و"الكركمين" بالتبادل، ولكنهما مختلفان؛ الكركم هو نبات ينتمي إلى عائلة الزنجبيل بينما الكركمين هو المركب الطبيعي الموجود في الكركم حيث يحتوي الكركم على أكثر من 100 مركب مختلف لكن معظم فوائده الصحية مرتبطة بمركبات تسمى الكركمينويدات أكثرها وفرة هو الكركمين، وهي جزئيات تصنعها النباتات غالبًا كأصباغ لتمنع الحيوانات من تناولها مما يمنح الكركم لونه الأصفر المميز.

فوائد الكركم

يحتوي الكركم على العديد من الفوائد الصحية المحتملة التي تشير إليها بعض الدراسات، أبرزها ما يلي:

صحة المفاصل

يعمل الكركمين في الكركم على تحسين صحة المفاصل، ويساعد على تخفيف أعراض التهاب المفاصل حيث تساعد تأثيرات الكركمين المضادة للالتهابات في السيطرة على الالتهاب، وقد تقلل من الألم، والتورم، وتلف المفاصل المرتبط بالتهاب المفاصل.

تقوية الذاكرة وتحسين المزاج

يمنح الكركمين العديد من الفوائد لصحة الدماغ، والوظائف المعرفية، والسبب يعود إلى خصائصه القوية المضادة للأكسدة، والمضادة للالتهابات، كما يخفف الكركمين من آثار الجذور الحرة الضارة التي تسهم في ضعف الذاكرة، واضطرابات المزاج، واضطرابات التنكس العصبي المرتبطة بالعمر مثل مرض الزهايمر.

التمثيل الغذائي

يساعد الكركمين في تنظيم مستويات السكر في الدم مما قد يساعد في منع أمراض التمثيل الغذائي مثل مرض السكري من النوع الثاني، كما يساعد في تخفيف الإجهاد التأكسدي وتقليل الالتهاب، وهي من العوامل الرئيسة المساهمة في حدوث مقاومة الأنسولين.

صحة القلب

ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من أهم الوسائل التي تحافظ على صحة القلب، وقد يسهم الكركمين في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال الحماية من العديد من عوامل الخطر بما في ذلك الالتهاب، وارتفاع الكوليسترول، ومشكلات التمثيل الغذائي.[3]

حقيقة مكملات الكركم

على الرغم من فوائد الكركم المتعددة للصحة إلا أن الترويج لمكملات الكركم أو مكملات الكركمين بدأ في الانتشار مؤخراً، وكأن مكملات الكركم أدوية سحرية تعمل على حل جميع مشكلات الجسم، وتحسين الصحة، فهل تأثيرها قوي للغاية، وفعال كما يُروج لها؟ الإجابة هي لا، لأننا نحتاج إلى كميات كبيرة للغاية من الكركم لا يمكن الحصول عليها، بالإضافة إلى أن توصيات الأطباء هي بإضافة الكركم إلى الطعام قبل اللجوء إلى المكملات.

يوجد العديد من العوامل تكشف حقيقة فوائد مكملات الكركم، أبرزها ما يلي:

  • نقص الأبحاث على الإنسان: يعمل الكركم كمضاد للالتهابات، ويحتوي على مضادات الأكسدة، وهي عوامل تحمي الجسم من أمراض مثل القلب والسرطان لكن جميع الفوائد المشار إليها في الأبحاث تمت باستخدام خلايا أو حيوانات مثل الفئران، ولم تجر الدراسات على الإنسان.
  • نتائج متناقضة: يُروج البعض للكركم مكمل مضاد للالتهابات يخفف ألم المفاصل لكن الدراسات متباينة؛ بعض الدراسات وجدت تأثيرات متواضعة للكركم مقارنة بالدواء الوهمي، بينما الأخرى يكون مفيدًا مثل الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات لذلك من الصعب ترشيحه كعلاج فعال لتخفيف الألم.
  • قلة الدلائل العلمية: يتميز الكركم بخصائص مضادة للسرطان، بسبب تأثيره المضاد للأكسدة حيث يعكس الكركمين تغيرات الحمض النووي في الخلايا التي تسبب سرطان الثدي لكن من غير الواضح ما إذا كان الكركم يقلل من خطر الإصابة بالسرطان أو يدعم العلاج. 
  • كمية الكركم: في العديد من الدراسات يُستخدم مستخلص الكركمين فقط الذي يشكل فقط نحو 3 إلى 5% من مسحوق الكركم نفسه، لكن العديد من الدراسات تمنح أكثر من 1 جرام من الكركمين لكل كيلوغرام للفأر لكن المقدار المكافئ لهذه التأثيرات للإنسان من المستحيل تحقيقها حتى مع تناول المكملات. 
  • امتصاص الكركم: الكركمين في الكركم لا يمتصه الجسم بسهولة بالتالي قد تحصل على فائدة قليلة أو معدومة لذلك لا ننصح باستخدام مكملات الكركم، وتناول الكركم مع أطعمة دهنية مثل البيض أو زيت الزيتون أو إضافة القليل من الفلفل الأسود إليه لزيادة امتصاص الجسم له.[1][2]

تفاعل مكملات الكركم مع الأدوية

تعتبر المكملات خيارًا للأشخاص الذين لا يحبون الكركم أو لا يرغبون في طهيه مع الطعام أو شربه يوميًا مع ذلك قد تحتوي مكملات الكركم على جرعات أعلى بكثير من الكركمين مما يحصل عليه الناس عادة من الأطعمة مما يزيد من أخطار الآثار الجانبية مثل حرقة المعدة أو آلام المعدة. 

قد تتفاعل مكملات الكركمين مع بعض الأدوية التالية لذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناولها:

  • الوارفارين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وغيرها من مخففات الدم قد تزيد من خطر النزيف.
  • أدوية السكري مثل الأنسولين أو الميتفورمين قد يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم إلى حد بعيد.
  • أدوية ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي تناولها مع مكملات الكركم إلى انخفاض ضغط الدم.
  • مضادات الحموضة مثل تومز أو زانتاك حيث يزيد الكركم من حمض المعدة مما يجعل مضادات الحموضة لا تعمل جيداً.
  • بعض أدوية العلاج الكيميائي مثل سيكلوفوسفاميد وإرينوتيكان.[4]

يعد الكركم من التوابل المفيدة ليس فقط لنكهته المميزة بل لفوائده الصحية لكن مع انتشار الترويج لمكملات الكركم أو الكركمين يطرح البعض ما مدى فائدتها للجسم والعقل.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!