متلازمة النفق الرسغي أحد التأثيرات السلبية للتكنولوجيا

  • تاريخ النشر: الأحد، 29 مايو 2022 | آخر تحديث: السبت، 05 نوفمبر 2022
مقالات ذات صلة
متلازمة النفق الرسغي
متلازمة النفق الرسغي وطرق علاجها
تأثير التكنولوجيا على الأطفال

عادة ما تظهر أعراض متلازمة النفق الرسغي في منطقة الرسغ، ويمكن أن تمتد إلى أسفل راحة اليد أو أعلى الساعد أحياناً، ولا بُد من التعامل مع هذه الأعراض بجدية وعدم تجاهلها حتى نتجنب عدم الإصابة بأي من المضاعفات، ويتم علاج المتلازمة من خلال تغيير نمط الحياة إلى جانب بعض الأدوية عادة، ويمكن أن يضطر الطبيب إلى إجراء جراحة للعلاج في بعض الحالات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

متلازمة النفق الرسغي

يتعرض المرء إلى متلازمة النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal Tunnel Syndrome) عندما يتم الضغط على العصب المتوسط (بالإنجليزية: Median nerve) الذي يمتد من الراحة وحتى الساعد، وهو أحد أعصاب اليد، ويتحكم ببعض العضلات الصغيرة الموجودة في قاع الإبهام، كما أن له العديد من الفوائد الأخرى، وتؤدي هذه المتلازمة إلى عدة أعراض أبرزها: الوخز والتنميل وضعف العضلات في تلك المنطقة. [1]  

أعراض متلازمة نفق الرسغ

هناك العديد من الأعراض التي تتسبب  بها تلك المتلازمة، وتميل الأعراض إلى التفاقم مع مرور الوقت إذا لم يحصل المرء على العلاج المناسب، ومنها ما يأتي:[2]  

التغيرات في الإحساس

إن الشعور بالوخز أو الخدر أكثر أعراض النفق الرسغي شيوعاً على الإطلاق، كما أن بعض الأشخاص يشعرون بإحساس مشابه للصدمة الكهربائية، ومع مرور الوقت يُمكن أن يفقد المرء الشعور بالسخونة والبرودة في المنطقة التي تُعاني من الخدران.[2]

الشعور بالألم

تظهر الآلام في المنطقة التي تتعرض إلى الخدر لدى كثير من المصابين بمتلازمة النفق الرسغي، وفي بعض الأحيان يمتد الألم من أعلى الساعد وحتى أسفل اليد ولا يقتصر على ألم في المعصم فحسب، ويمكن تخفيف الآلام من خلال هز اليد بسهولة ودون الحاجة إلى الأدوية.[2]

الشعور بانتفاخ الأصابع

يشعر بعض المصابين بانتفاخ في الأصابع، ويواجهون صعوبة في استخدامها للقيام بالأنشطة المختلفة، وعلى الرغم من هذا الشعور إلا أن الأصابع لا تكون منتفخة بالفعل، ويمكن للشخص لبس الخواتم الذي اعتاد على لبسها دون مواجهة أية مشكلة تتعلق بأعراض الانتفاخ.[2]

الضعف في المنطقة المصابة

عندما تتقدم المشكلة عند الشخص؛ فيُمكن أن يلاحظ ضعفاً في قبضة اليد، وهو ما يُقلل من قدرته على حمل الأشياء أو القيام بالمهمات أو المهارات التي تتطلب استخدام اليد، كما أنه يُسقط الأشياء التي يحاول الإمساك بها أحياناً نتيجة لهذا الضعف أيضاً.[2]

الضمور

إلى جانب الضعف الذي يؤثر على الأنشطة اليومية أحياناً يُمكن أن تتسبب المتلازمة بالضمور في عضلات قاعدة الإبهام، وإذا وصل المصاب إلى هذه المرحلة؛ فإن علاج متلازمة النفق الرسغي وطرق الشفاء تكون أقل فعالية، وكذلك الحال بالنسبة إلى العمليات الجراحية.[2]

أسباب متلازمة نفق الرسغ

يكمن السبب وراء التعرض إلى متلازمة النفق الرسغي بالضغط على الرسغ والعصب المتوسط، ويحدث هذا الضغط نتيجة للالتهابات التي تؤدي إلى التورم، ثم الضغط على المنطقة المذكورة، ويُمكن أن ينشأ هذا الالتهاب عن مشاكل صحية أخرى، ومنها: داء السكري، وضعف الغدة الدرقية، وارتفاع ضغط الدم، والتعرض إلى الكسور، أو الصدمات المباشرة في منطقة الرسغ. [3]  

الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا أحد أهم الأسباب

في بعض الأحيان يصاب المرء بمتلازمة النفق الرسغي نتيجة للممارسات الخاطئة التي ينتج عنها تمديد المعصم بشكل مفرط ومتكرر، ومن ذلك: الوضع الخاطئ للمعصمين عند استخدام لوحة المفاتيح، أو الفأرة، أو حمل الموبايل بطريقة ضاغطة ولمدة طويلة، وكذلك التعرض للاهتزازات الناتجة عن الأدوات الكهربائية أو اليدوية لوقت طويل، أو الضغط على الماوس بقوة، أو استخدام ماوس بحجم لا يناسب راحة اليد.[3]

تشخيص متلازمة نفق الرسغ

بعد ظهور الأعراض ينبغي على الشخص التوجه إلى الطبيب وإجراء التشخيص للتأكد من الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، وابتعاد المشاكل الصحية الأخرى ذات الأعراض المشابهة، وفيما يأتي بعضاً من الاختبارات والفحوصات التي يعتمد عليها الطبيب لهذه الغاية: [4][5]

  • التعرف على نمط الأعراض: يقوم الطبيب بمراجعة تاريخ الأعراض التي ظهرت عند المراجع للتعرف على نمطها بشكل دقيق؛ فإن بعض أنماط الأعراض لا ترتبط بمتلازمة النفق الرسغي؛ مثل فقدان الإحساس بالأصبع الصغير.
  • علامة تينل: يستطيع الطبيب إجراء هذا الاختبار بسهولة كبيرة، وذلك من خلال الضغط على العصب المتوسط عند المصاب ليتحقق من تولد الشعور بالوخز في أصابع المصاب.
  • اختبار انثناء المعصم: يطلق على هذا الاختبار اسم اختبار فالين، وفيه يقوم المصاب بوضع مرفقيه على الطاولة مع السماح بسقوط المعصم إلى الأمام، وإذا بدأت أعراض التنميل والوخز بالظهور خلال 60 ثانية من إجراء الاختبار؛ فإن هذا يزيد من احتمالية الإصابة بالنفق الرسغي.
  • صور الأشعة السينية: يطلب الطبيب صور الأشعة السينية في حالة كانت قدرة المصاب على تحريك الرسغ محدودة، وكذلك الحال إذا لاحظ الطبيب وجود دليل على الإصابة بالتهابات المفاصل، أو تعرض الرسغ إلى الصدمات.
  • صور الموجات فوق الصوتية: في بعض الأحيان يوصي الطبيب بالحصول على صورة بالموجات فوق الصوتية لمنطقة الرسغ حتى يتحقق من العظام والأعصاب في هذه المنطقة، ويساعده ذلك على التأكد من وجود ضغط على العصب المتوسط أم لا.
  • تخطيط كهربية العضل: يجري الطبيب تخطيط كهربية العضل، بالإضافة إلى دراسة التوصيل العصبي حتى يتحقق من جودة عمل العصب المتوسط، ومعرفة قدرته على التحكم في حركة العضلات.

علاج متلازمة النفق الرسغي

يعتمد تحديد العلاج المناسب على نوع الأعراض التي تظهر عند المصاب بالإضافة إلى مدى تقدم المتلازمة، وفيما يأتي بعضاً من أبرز الطرق للتعامل مع متلازمة نفق الرسغ وعلاجها:[5][6][8]  

اتخاذ وضعية صحيحة عند التعامل مع وسائل التكنولوجيا 

  • اختر حجم الفارة المناسب لكافة يدك.
  • اجعل وضع الرسغين في حالة استرخاء.
  • تجنب إمساك القلم أو الأدوات عموماً بعصبية.
  • اجعل لنفسك بعض دقائق قليلة كل ساعة او أكثر تريح فيها اليدين تماماً.
  • ضع لوحة المفاتيح في مستوى المرفقين أو في مستوى أقل قليلاً، أي في وضع حجرك تقريباً.
  • تجنب الضغط المستمر على الأجهزة بدون داع.
  • من المهم الإبقاء على اليدين دافئتان، وتجنب تعرضهما للبرودة، وخصوصاً أثناء العمل بهما.
  • تجنب ثني الكتفين للأمام، أو شد الرقبة وإمالتها في أوضاع خاطئة.[5][8]

تغيير نمط الحياة

يوصى للمصابين بتغيير نمط الحياة أحياناً للتقليل من أعراض المتلازمة، ومن ذلك أخذ فترات راحة أطول إذا ظهرت الأعراض بسبب الحركة المتكررة أو الحد من أوقات النشاط الذي يؤدي إلى ظهور الأعراض.[6]

ممارسة بعض التمارين

تساعد تمارين الإطالة والتقوية على الشعور بالتحسن أحياناً، وكذلك يُمكن لتمارين الانزلاق العصبي على تحريك العصب المتوسط بشكل أفضل داخل النفق الرسغي.[6]

ارتداء الجبيرة

في بعض الأحيان تكون الجبيرة حلاً يمنع المعصم من الحركة؛ مما يقلل الضغط على الأعصاب، ويُمكن ارتداء جبيرة في الليل للتخلص من الشعور بالوخز أو التنميل، وهو ما يؤدي إلى تحسين جودة النوم بشكل كبير.[6]

العلاجات الدوائية

 هناك أيضاً أدوية لعلاج تلك الحالة المرضية، فقد تستدعي بعض الحالات تناول الأدوية المضادة للالتهابات، كما أن بعض الحالات يتم التعامل معها من خلال حقن الستيرويد التي تهدف إلى الحد من التورم.[6]

العلاج الجراحي

عادة ما يتم تأخير الجراحة وتجربة الطرق العلاجية الأخرى، وإذا لم تنجح أي من هذه الطرق في التعامل مع تلك المتلازمة؛ فإن مقدم الرعاية الصحية يلجأ إلى جراحة تحرير النفق الرسغي (بالإنجليزية: Carpal tunnel release) التي تهدف إلى زيادة حجم النفق؛ وبالتالي تُخفف الضغط على العصب المتوسط.[6]

مضاعفات جراحة متلازمة النفق الرسغي

هُناك عدد من المضاعفات المُحتملة التي يُمكن أن تنتج عن هذه الجراحة، ومنها: إصابات العصب المتوسط، أو إصابة العصب الزندي، أو إصابة الأوعية الدموية المحيطة، وفي بعض الأحيان يتم قطع الرباط الرسغي المستعرض بالكامل، وهو ما يستدعي إجراء جراحة أخرى للتعامل مع هذا الرباط. [7]  

الوقاية من متلازمة النفق الرسغي

يستطيع المرء اتخاذ العديد من التدابير لتقليل خطورة الإصابة بمتلازمة نفق الرسغ، وأبرزها: تجنب إمساك الأشياء بقوة عند أداء المهمات اليومية، والابتعاد عن ثني الرسغ بشكل كبير، والنوم مع المحافظة على استقامة المعصم، وكذلك أخذ فترات راحة متكررة عند أداء المهمات الروتينية للحد من الآثار طويلة المدى لهذه المهمات، ومن الضروري كذلك علاج أية مشكلة صحية يمكن أن تؤدي إلى المتلازمة المذكورة. [8]  

يجب على المرء التوجه إلى الطبيب المختص وإجراء التشخيص عند الشعور بأعراض متلازمة النفق الرسغي؛ فإنه من الممكن السيطرة على هذه المتلازمة بشكل أفضل عند اكتشافها في وقت مبكر والبدء بخطة العلاج، وكلما تأخر المصاب في الحصول على العلاج صارت السيطرة على النفق الرسغي أكثر صعوبة.

  1. "مقال ورقة حقائق عن متلازمة النفق الرسغي" ، المنشور على موقع nih.gov
  2. "مقال أعراض متلازمة النفق الرسغي" ، المنشور على موقع verywellhealth.com
  3. أ ب "مقال متلازمة النفق الرسغي" ، المنشور على موقع healthline.com
  4. "مقال متلازمة النفق الرسغي" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  5. أ ب ت "مقال متلازمة النفق الرسغي" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  6. أ ب ت ث ج ح "مقال متلازمة النفق الرسغي" ، المنشور على موقع webmd.com
  7. "مقال متلازمة النفق الرسغي" ، المنشور على موقع vic.gov.au
  8. أ ب ت "مقال متلازمة النفق الرسغي: ما تحتاج إلى معرفته" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com