ما مدى ندرة الأشخاص ذوي الشعر الأحمر والعيون الزرقاء

  • تاريخ النشر: الخميس، 05 نوفمبر 2020 | آخر تحديث: الأحد، 05 نوفمبر 2023
مقالات ذات صلة
سلوكيات الأشخاص التعساء
9 عادات للأشخاص الفاشلين
ما مدة التهاب الحلق

من بين جميع الألوان الطبيعية المحتملة التي قد تكون لونًا لشعرك أو لعينيك، تكون الألوان الداكنة هي الأكثر شيوعًا بين الناس، فحوالي أكثر من 90 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم لديهم شعر بني أو أسود وعيون بنية.

أما بالنسبة للشعر الأحمر فإن نسبة حصولك عليه تكون حوالي 1 إلى 2 في المائة وهو لون الشعر الأقل شيوعًا بين الناس، وبالمثل فالعيون الزرقاء غير شائعة أيضًا، وقد تحصل على تركيبة نادرة جدًا هي مزيج من كل من الشعر الأحمر والعيون الزرقاء.

وقد وجدت إحدى الدراسات أنه بين عامي 1899 و 1905 كان أكثر من نصف الأشخاص البيض غير اللاتينيين في الولايات المتحدة من أصحاب العيون الزرقاء، ولكن من عام 1936 إلى عام 1951 انخفض هذا الرقم إلى 33.8 في المائة، واليوم تشير التقديرات إلى أن حوالي 17 في المائة من الناس في جميع أنحاء العالم لديهم عيون زرقاء.

حيث يعود لون شعرك ولون عينيك إلى الجينات التي ترثها من والديك، فإذا كان لدى شخص ما شعر أحمر وعينان زرقاوان فهناك احتمال كبير لكون أحد والديه أو كليهما من أصحاب الشعر الأحمر والعيون الزرقاء، ولكن ليس دائمًا بالضرورة.

حيث يجب أن يرث هذا الشخص أليلين لكل من المعلومات الجينية التي توّصف لون الشعر الأحمر ولون العينين الأزرق للحصول على هذه الألوان الأقل شيوعًا، واحتمالية حدوث ذلك نادرة جدًا، خاصةً إذا لم يكن لدى والدي هذا الشخص شعر أحمر أو عيون زرقاء، ومع ذلك في بعض الأحيان تتراصف الأليلات الجينية التي تحمل هذه الألوان ويولد الأفراد بمزيج نادر من الشعر الأحمر والعيون الزرقاء.

كيف يحصل شخص ما على شعر أحمر وعيون زرقاء

تنقسم الجينات إلى فئتين متنحية ومهيمنة، ويعتبر الآباء آلات ناسخة للعديد من الجينات التي يتم تمريرها إلى أبنائهم لتوصيف الابن من لون شعره إلى نمط شخصيته.

وعلى الرغم من أن لون الشعر يتأثر بجينات متعددة، تفوز الجينات المهيمنة في المواجهة المباشرة ضد الجينات المتنحية، فالأليلات المسؤولة عن الشعر البني والعينان البنيتان على سبيل المثال مسيطرة وهذا هو السبب في أنها تشكل نسبة كبيرة من تركيبات لون العين والشعر، على عكس الأليلات المسؤولة عن الشعر الأحمر والعيون الزرقاء.

يمكن للوالدين أيضًا أن يكونوا حاملين للجينات المتنحية رغم أنهم يعرضون الجينات السائدة كاللون البني للعينين، وبما أنهم لا يزالون يمتلكون الجينات المتنحية كالعينين الزرقاوتين يمكن حينها أن ينقلوها إلى أطفالهم بنفس فرص نقل الجينات السائدة، وبذلك يتمكن بعض الآباء ذوي الشعر البني والعينين البنيتين من إنجاب طفل بشعر أحمر وعيون زرقاء.

كما يمكن للوالدين إظهار خصائص جينية متنحية يمكنهما نقلها إلى الأطفال أيضًا، فعلى سبيل المثال إذا كان كلا الوالدين من أصحاب الشعر الأحمر فإن الطفل يتلقى الأليلات المُرمِزة للشعر الأحمر وبالتالي فإن احتمالية أن يكون للأطفال شعر أحمر تبلغ 100 في المائة.

وإذا كان لأحد الوالدين الشعر الأحمر والآخر لا فإن احتمالية أن يكون لدى طفلهما شعر أحمر تبلغ حوالي 50 في المائة على الرغم من أن درجة اللون الأحمر قد تختلف اختلافًا كبيرًا حينها.

وأخيرًا إذا كان كلا الوالدين يحملان الأليل الجيني نفسه ولكن ليس لديهما شعر أحمر فإن الطفل لديه فرصة بنسبة 25 في المائة لامتلاك شعر أحمر، ويحدث لذلك فقط إذا كان لكل من الوالدين أليل شعر أحمر متنحي وأليل للون آخر سائد، عندها يكون احتمال التقاء أليلي الشعر الأحمر في الطفل 25 في المائة.

لكن يبقى النمط الحقيقي لوراثة لون الشعر أكثر تعقيدًا مما ذكرنا سابقًا، حيث توجد العديد من الجينات المعنية بالتحكم في لون الشعر ودرجة اللون.

ما الجين الذي يسبب الشعر الأحمر

الخلايا الصباغية هي خلايا تكوّن الميلانين في الجلد، وتقوم بتحديد كمية ونوع الميلانين الذي ينتجه جسمك ومدى لون بشرتك سواء كانت داكنة أو فاتحة.

والشعر الأحمر هو نتيجة لمتغير جيني يجعل خلايا الجلد وخلايا الشعر في الجسم تنتج الكثير من أنواع معينة من الميلانين والقليل من أنواع أخرى.

معظم أصحاب الشعر الأحمر لديهم طفرة جينية في مُستَقبِل الميلانوكورتين   melanocortin 1 receptor (MC1R) وهي طفرة تقوم بتعطيل مُستَقبِل MC1R الذي يجعل الجسم ينتج المزيد من مادة فيوميلانين pheomelanin المسؤولة عن درجات لون الجلد والشعر الأحمر، وهي مختلفة عن مادة الإيوميلانين eumelanin المسؤولة عن تشكيل درجات اللون البني والأسود.

والجدير بالذكر أنه وفي الأشخاص الذين لديهم نشاط في المُستَقبِل MC1R يمكن للإيوميلانين أن يوازن مادة الفيوميلانين.

وسواء كان لديك أليل واحد أو أليلين من جين MC1R المعطل يمكن عندها تحديد تدرجات اللون الأحمر في شعرك، وهذه التدرجات تكون بين الأحمر الغامق والبني الداكن والأحمر الفاتح، والجدير بالذكر أن هذا الجين مسؤول عن النمش في العديد من أصحاب الشعر الأحمر أيضًا.

هل من الممكن أن يختفي أصحاب الشعر الأحمر والعيون الزرقاء

قد تعتقد أنه نظرًا لندرة هذه الصفات الجينية فإنه يمكن أن تختفي تمامًا من التركيبات الجينية في البشر، لكن من غير المحتمل أن يحدث هذا على الإطلاق، وذلك لسبب وجيه لأنه حتى عندما لا تستطيع رؤية الخصائص المتنحية ظاهرة كالشعر الأحمر، فهي لا تزال موجودة ومختبئة في كروموسومات الشخص، وعندما يكون لدى الشخص هذا أطفال فسيتمكن حينها من نقل المعلومات الجينية المتنحية إلى نسله، وبعدها يمكن أن تلتقي هذه الأليلات المتنحية مع مثيلاتها في نسل هذا الشخص وتباشر الظهور، ولهذا السبب يمكن للصفات الوراثية مثل الشعر الأحمر أو العيون الزرقاء أن تتخطى الأجيال وتظهر بعد فترة مجددًا في شجرة العائلة لدى أحد الأحفاد.

الشعر الأحمر والعيون الزرقاء عند الإناث مقابل الذكور

يعتبر الشعر الأحمر أكثر شيوعًا عند النساء وفقًا لمجموعة من الأبحاث، أما بالنسبة للعيون الزرقاء فمن المرجح أن يكون لدى الذكور القوقازيين عيون زرقاء أكثر من الإناث، أما بالنسبة للجمع بين الشعر الأحمر والعيون الزرقاء فهناك القليل من الأبحاث التي تتحدث عن الجنس صاحب الاحتمالية الأعلى لاحتواء هذه الصفات المميزة النادرة.

الشعر الأحمر والعيون الزرقاء والعُسر

يعرف أصحاب الشعر الأحمر أن لون شعرهم ليس الخاصية الفريدة الوحيدة لديهم، وفي الواقع حمر الشعر لديهم بعض الصفات النادرة الأخرى.

بعض الأبحاث محدودة المصادر تشير إلى أن حمر الشعر قد يكونون أكثر عرضة لأن يكونوا عُسرًا، ومثل الشعر الأحمر فإن مستخدمي اليد اليسرى هم من أصحاب السمات المتنحية.

ففي نصف الكرة الغربي يستخدم 10 إلى 15 بالمائة من الناس اليد اليسرى بشكل رئيسي.

وتظهر الأبحاث أن حمر الشعر أكثر حساسية للألم أيضًا، بالإضافة إلى أنهم قد يحتاجون إلى المزيد من التخدير أثناء الجراحة.

بينما يولد حمر الشعر في جميع أنحاء العالم بنسب ثابتة فمن المرجح أن تظهر هذه الصفات بنسب أعلى في نصف الكرة الشمالي، فعلى الرغم من أن حوالي 1 إلى 2 في المائة من سكان العالم لديهم جين الشعر الأحمر إلا أن هذه النسبة ترتفع إلى 6 في المائة في المناطق الواقعة شمالي خط الاستواء.

  1. "ما مدى ندرة الأشخاص ذوي الشعر الأحمر والعيون الزرقاء" ،