الفحص المنتظم للعيون قد يكشف عن أمراض خطيرة في أعضاء الجسم الأخرى
نعرف جميعاً مقولة: "العيون نوافذ الروح" لكن تشير الدلائل بشكل متزايد إلى أنها قد تكون أيضًا نافذة على كل من الدماغ والجسد. يمكن الكشف عن العديد من الحالات الصحية عن طريق فحص العين، من بينها مرض السكري والتصلب المتعدد وحتى مرض ألزهايمر.
فحص العين لا يقتصر فقط على فحص الرؤية وتصحيح مشاكل البصر. العين هي الجزء الوحيد من الجسم حيث يمكن للأطباء، بدون تدخل جراحي، التأكد من سلامة أعضاء الجسد. يوجد في الجزء الخلفي من العين مصدر موثوق به، حيث يمكن رؤية الأوعية الدموية والعصب البصري بوضوح.
بفضل هذا، يمكن لأخصائيي البصريات وأطباء العيون تشخيص ليس فقط اضطرابات العين ولكن أيضًا الأمراض الجهازية، تلك التي تؤثر على أعضاء أخرى في الجسم أو الجسم كله.
العيون نافذة على صحة الجسد
الفحص الروتيني للعين يمكن أن يوفر رؤية كاملة وواضحة للعصب البصري، الذي يتصل بالدماغ وشبكية العين وجميع الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية، لذلك، يمكن رؤية علم الأمراض في العين بوضوح أثناء فحص العين، سواء في حالات العين الموضعية أو في الأمراض الجهازية، مما يجعل العين نافذة على باقي الجسم.
يتم تشخيص العديد من الأشخاص المصابين بأمراض جهازية لأول مرة من قبل طبيب العيون وهذا سبب واحد فقط لضرورة إجراء جميع البالغين لفحوصات العين بانتظام كل عامين على الأقل.
بالإضافة إلى تحديد مشاكل الرؤية، مثل قصر النظر وبعد النظر والاستجماتيزم، سيكتشف اختبار العين الروتيني اضطرابات العين الأخرى، مثل الجلوكوما والتنكس البقعي المرتبط بالعمر. من خلال فحص الأوعية الدموية في شبكية العين والعصب البصري، يمكن لأخصائي البصريات أيضًا اكتشاف الكثير عن الصحة العامة للشخص.
يمكن أيضاً اكتشاف العديد من الحالات الصحية الأخرى التي قد تبدو غير مرتبطة بالعيون، من بينها ارتفاع ضغط الدم والسكري واضطرابات الغدة الدرقية والأمراض التنكسية العصبية مثل مرض ألزهايمر والتصلب المتعدد.
يمكن أن تكون التغيرات في الأوعية الدموية في شبكية العين مؤشرات مبكرة لكل من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. داء السكري هو أكثر الأمراض التي يتم تشخيصها شيوعًا نظرًا لتكرار المرض بالإضافة إلى النتائج الكلاسيكية لفحص الشبكية والتي يمكن أن تشمل النزيف وتسرب السوائل ومناطق ضعف تدفق الدم. على الرغم من أن التشخيص الدقيق لمرض السكري لا يمكن إجراؤه إلا من خلال اختبار جلوكوز الدم، إلا أن التغيرات في الأوعية الدموية في شبكية العين يمكن أن تعطي مؤشرًا قويًا على إصابة الشخص بداء السكري. يمكن بعد ذلك إحالتهم لمزيد من الاختبارات.
اكتشاف ارتفاع ضغط الدم من العين
أظهرت الدراسات أن علامات ارتفاع ضغط الدم توجد في عيون حوالي 10٪ من البالغين غير المصابين بالسكري. عند الفحص، قد يرى طبيب العيون آثار تضيق الشرايين في شبكية العين وخدش شرياني وريدي ونزيف في الشبكية وكما هو الحال في اعتلال الشبكية السكري، تمدد الأوعية الدموية الدقيقة. كل هذه مؤشرات على اعتلال الشبكية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم. يظهر ارتفاع ضغط الدم أيضًا بعلامات كلاسيكية داخل العين. العلامات المبكرة لارتفاع ضغط الدم هي تضييق الأوعية
ما يمكن أن يكشفه العصب البصري
أثناء اختبار العين الروتيني، سيفحص طبيب العيون أيضًا العصب البصري للبحث عن أي تشوهات أو تغييرات. العصب البصري يربط العين بالدماغ وبالتالي فهو امتداد للجهاز العصبي المركزي. إنه الجزء الوحيد من الدماغ الذي يمكن تخيله بوضوح من خلال فحص الجزء الخلفي من العين .
يمكن أن يكون تورم أو التهاب العصب البصري ضارًا بالرؤية ورؤية الألوان ويمكن أن يشخص مرض التصلب العصبي المتعدد بالإضافة إلى الاضطرابات العصبية الالتهابية مثل التهاب النخاع والعصب البصري. عادة ما تكون مشاكل الرؤية في مرض التصلب العصبي المتعدد والتي تميل إلى التفاقم ثم يتم حلها في غضون أسابيع قليلة، نتيجة التهاب العصب البصري وهو اضطراب التهابي حاد مزوَّد للميالين في العصب البصري.
علامات مرض ألزهايمر في العيون
تتكون شبكية العين من طبقات متعددة من الخلايا العصبية المتخصصة وهناك دليل قوي على أن نفس التغييرات في الدماغ يمكن أن تحدث في شبكية العين، مما يسمح بفحص المرضى بحثًا عن العلامات المبكرة لمرض ألزهايمر. غالبًا ما تكون الطرق الحالية لتشخيص لمرض ألزهايمر طويلة ومكلفة، لذا فإن القدرة على تشخيص الحالة من شبكية العين ستكون بمثابة تقدم كبير.
على الرغم من أن هذا ليس مرضًا يمكن تشخيصه بعد من خلال فحص العين الروتيني، فقد اقترحت الأبحاث الحديثة أنه يمكن للأطباء، في المستقبل، تشخيص مرض ألزهايمر من خلال فحوصات الشبكية. [1]