شاهد كيف سيبدو شكل الإنسان بعد 800 عام
قد تمر اللحظة الواحدة التي لا يمسك فيها بعضنا بهاتفه المحمول وكأنها دهر، لكن ماذا لو علمت أن الجانب المظلم للتكنولوجيا سيجعل شكل الإنسان بعد 800 عام أحدب بعنق عريض؟ بالتأكيد ستتغير علاقتك مع الهاتف كليةً بعد أن تتعرف على هذا النموذج المرعب الذي صممه مجموعة من الباحثين لإنسان المستقبل عام 3000.
شكل الإنسان بعد 800 عام
ابتكر مجموعة من الباحثين نموذجاً تخيلياً ثلاثي الأبعاد يعكس شكل الإنسان بعد 800 عام؛ لتصور كيف يؤثر الإفراط في استخدام التكنولوجيا الحديثة على أجسادنا، أطلق الباحثون على هذا النموذج اسم ميندي، وظهر هذا النموذج بشكل مخيف؛ بعد أن تغيرت الملامح الجسدية له نتيجة لاستخدام الهواتف وأجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة على مدار اليوم. [1]
وفقاً لما نشرته صحيفة الديلي ميل البريطانية، ظهر نموذج ميندي بظهر منحن، وعنق عريض محدب؛ نتيجة للانحناء ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف، كما اختلف شكل أيدي النموذج وتحولت إلى ما يشبه المخالب بعد إمساك الهاتف بشكل مستمر، إلى جانب صغر حجم المخ، وزيادة سمك الجمجمة. [1]
كيف تؤثر التكنولوجيا على أجسادنا
قد يتعجب البعض اعتقاداً أن التأثير السلبي للتكنولوجيا الحديثة يقتصر فقط على الجانب النفسي المتعلق بخطورة إدمان الإنترنت، لكن الحقيقة أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر يؤثر بشكل سلبي على أجسادنا، وهو ما أشار إليه العديد من الأطباء في الآونة الأخيرة. [2]
أوضح الدكتور نيكولا دجوردجيفتش وهو أحد الأطباء المشاركين في الدراسة الأخيرة، أن إبقاء الكوع مثني لفترات طويلة أثناء حمل الهاتف يتسبب في شد العصب والضغط عليه، كما أن الوضعية التي نحمل بها الهواتف الذكية من أهم العوامل التي تسبب متلازمة النفق الرسغي أو ما يطلق عليه اليد المخلبية؛ نتيجة للوضع الخاطئ للذراع عند حمل الهاتف. [2]
كما أشار الطبيب دانيال ريو، وهو من أعضاء الفريق الطبي في مستشفى نيويورك للعمود الفقري، أن النظر إلى الهاتف المحمول، أو العمل على شاشة الكمبيوتر لفترات طويلة يتسبب في انقباض عضلات الجزء الخلفي من الرقبة أثناء رفع الرأس؛ لأن النظر إلى أسفل لمدة طويلة يجعل من الصعب على العضلات الإبقاء على الرأس مرفوعة. [2]
تشمل أهم السمات المميزة لنموذج ميندي وجود جفن ثاني؛ لحماية العينين من التعرض إلى الضوء الزائد، وهو ما أشار إليه الدكتور كاسون راتناياكي من جامعة توليدو الأمريكية، حيث أن العين تعمل على تطوير جفن آخر داخلي بحجم أكبر؛ لحماية العين من الضوء المفرط، وفي بعض الحالات قد تتطور عدسة العين أيضاً بشكل يمنع الضوء الأزرق القادم من دخول العين. [1]
ميندي ليست النموذج الأول
على الرغم من أن نموذج ميندي هو النموذج الأكثر شهرة، والأعلى في إثارة الجدل في الأوساط الطبية، إلا أنه لا يعد النموذج ثلاثي الأبعاد الأول من نوعه، ففي عام 2019 أنشأ مجموعة من الباحثين النموذج الأول الذي أطلق عليه إيما، لإلقاء الضوء على الآثار السلبية الناجمة عن بيئة العمل غير السليمة. [2]
أنشأ الباحثون نموذج إيما بعد إجراء العديد من المقابلات مع مجموعة من الموظفين، والتعرف على مخاوفهم من العمل في بيئة غير صحية، وظهر نموذج إيما بشكل يعكس هذه الآثار السلبية، حيث ظهرت بعيون حمراء من التعرض لشاشة الكمبيوتر لفترات طويلة، وظهر منحن من الجلوس لساعات طويلة على المكتب، إلى جانب بشرتها الشاحبة من البقاء لوقت طويل أمام أضواء أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة. [1][2]
كيف تقلل من استخدامك للهاتف
لا يزال الباحثون يواصلون التعرف على الآثار السلبية طويلة المدى للتكنولوجيا الحديثة، سواء من ناحية الأعراض الجسدية أو النفسية، لهذا السبب ينبغي أن تقلل بقدر الإمكان من الوقت الذي تقضيه أمام هاتفك في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وإليك بعض النصائح التي تساعدك على تحقيق ذلك: [3]
- إزالة التطبيقات المشتتة للانتباه من شاشتك الرئيسية.
- استخدم منبهاً عادياً لإيقاظك في الصباح بدلاً من الاعتماد على الهاتف.
- الاعتماد على أحد التطبيقات التي تتبع عدد ساعات استخدامك للهاتف.
- لا تدع هاتفك يكون آخر ما تراه في الليل، وأول شيء تبحث عنه في الصباح.
- إيقاف تشغيل أكبر عدد ممكن من الإشعارات الفورية للتطبيقات غير الضرورية.
- وضع جدول زمني لتحديد عدد المرات التي تتحقق فيها من الإشعارات، والرسائل التي تصلك على البريد الإلكتروني، يمكنك أن تبدأ كل 15 دقيقة، ثم تزيد المدة بعد ذلك إلى 30 أو 45 دقيقة.
على الرغم من أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إلا أننا ينبغي أن نلتفت إلى تأثيرها السلبي على صحتنا الجسدية، وهو ما أشارت إليه دراسة حديثة صممت نموذجاً مخيفاً للشكل الذي من الممكن أن يبدو عليه الإنسان عام 3000 نتيجة للإفراط في استخدام التكنولوجيا.