البكاء عند الطفل الرضيع

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 31 مارس 2020 | آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021

طريقة التعامل مع بكاء الطفل، والآثار السلبية والإيجابية لترك الرضيع يبكي

مقالات ذات صلة
أسباب بكاء الرضيع وطرق التعامل معه
بكاء الطفل أثناء الرضاعة
أنواع بكاء الرضيع وكيفية التعامل مع كل نوع

يتعامل الطفل مع البكاء خلال السنة الأولى من العمر على الأقل على اعتباره وسيلته الوحيدة للتعبير عن أمر يزعجه جسدياً أو نفسياً، ففي هذه الفترة يكون عاجزاً عن إيضاح مصدر الإزعاج بدقة لكونه غير متقن للكلام بعد، وفي المقابل تتقن الأمهات لغة التواصل تلك بالغريزة أحياناً، والممارسة والخبرة أحياناً أخرى لتستطيع في غالبية المواقف تحديد السبب الذي يبكي لأجله الطفل ومعالجة الموقف لإرضائه وتطمينه.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

لكن يبقى السؤال الذي يتجادل حوله الكثير من الأمهات والجدات: هل ينبغي حمل الطفل وتهدئته مباشرة عند بدء البكاء أو يمكن إعطاء الفرصة للطفل لكي يهدأ من تلقاء نفسه؟

سوف نعرض في هذا المقال تلخيصاً لدراسة طبية حديثة؛ تعاين إمكانية ترك الطفل أحياناً ليهدأ دون معالجة الأمر أو الاكتراث له، ونعرض النتائج التي يقترحها فريق البحث.

الحل السليم للتعامل مع بكاء الرضيع

الاختيار ما بين تهدئة الطفل أو تركه يبكي؛ بالطبع لا تقترح الدراسة المذكورة، إهمال بكاء الرضيع مهما كان سببه أو توقيته أو الوضع الخاص للطفل الباكي، إذ تتدخل الكثير من العوامل في قرار الوالدين تجاه بكاء الطفل الرضيع منها:

  • عمر الطفل: وهو العامل الأهم تقريباً، فالطفل الذي لا يتجاوز عمره الثلاثة أشهر لا يمكن تركه يبكي لأن بكاءه في غالبية الأحوال ذو سبب مهم كأن يكون متألماً أو جائعاً، أما مع نمو الطفل يميل الوالدين إلى تقبل فكرة أن يُترك ليهدأ خصوصاً مع تأقلمهم مع احتياجاته وطرق تعبيره.
  • التوقيت: يلعب وقت بكاء الرضيع دوراً هاماً، فلا يمكن تجاهل بكاء الطفل في مواعيد الطعام التي اعتاد عليها أو موعد قيلولته اليومية مثلاً، فالبكاء في مثل هذه الحالات يتوقف بزوال السبب.
  • نمط البكاء: يميز الوالدين البكاء الطبيعي المعتاد من البكاء المفاجئ الحاد المختلف عما هو مألوف لديهما، فعندما يبكي الطفل فجأة بطريقة غير مسبوقة، يجب أن يلفت ذلك انتباه أمه.

 

إيجابيات تجاهل بكاء طفلكِ الرضيع!

يروي الباحثون القائمون على الدراسة التي شملت 178 طفلاً في المملكة المتحدة؛ تتراوح أعمارهم من اليوم الواحد حتى السنة ونصف مع أمهاتهم، أنه لم يُلاحظ أي تغير سلبي في التطور السلوكي لهؤلاء الأطفال عند تجاهل بكائهم لفترة قصيرة قبل تهدئتهم أو حتى تركهم يهدؤون بنفسهم دون حملهم، بالإضافة إلى ذلك لم تتأثر أبداً علاقتهم وروابطهم العاطفية مع أمهاتهم، وقد لفت نظرهم أن هؤلاء الأطفال الرضع، كانوا مع نموهم يطورون نمطاً من البكاء يتصف بكونه أقصر من حيث المدة، كما أنه أقل تواتر وتكرار من غيرهم.

وقد أكدت الدراسة أن المقصود بتجاهل البكاء ليس أن يستمر الرضيع في البكاء لساعتين مثلاً دون أي اكتراث من الوالدين، بل فقط إعطاء الطفل مهلة ليهدأ من تلقاء نفسه قبل المسارعة إليه.

ما هي المضار التي قد تنجم عن ترك الرضيع يبكي دون حمله؟

السلبية الأهم التي وردت في الدراسة كانت لدى الأمهات وليس الأطفال، إذ أصبحت الأمهات أكثر توتراً وقابلية للاستفزاز مع استمرارهم في سماع بكاء أطفالهن وصراخهن، ولو كان لفترة قصيرة من الزمن، وقد أثر ذلك على نفسيتهم وتعاملهم مع أطفالهم ومع المحيط أيضاً.

بالإضافة إلى حالات قليلة من الأمهات اللاتي شعرن بالذنب إما لاكتشافهم فيما بعد أن سبب البكاء كان أمراً مهماً (كالجوع أو الوجع)، أو فقط لمجرد اعتقادهم أنهم بذلك يهملون أطفالهم ويسيئون إلى مهام الأمومة.

شاهدي أيضاً: فيتامين د للرضع


ختاماً.. لم يكن القصد من هذه الدراسة حث الأمهات على إهمال أطفالهم أو التقليل من العناية بهم فالأطفال كائنات ضعيفة تستخدم البكاء كوسيلة للتواصل، بل على العكس تهدف الدراسة إلى إعطاء الأبوين خيارات أخرى للتواصل مع أطفالهم عن بعد دون الحاجة إلى حملهم وهزهم وإعطاء الطفل فرصة لبناء شخصية مستقلة وسلوك هادئ منذ الصغر.

المصادر:

  1. مقال "هل يجب أن تدعي طفلك يبكي حتى يهدأ؟" منشور على The Guardian.com
  2. دراسة "الاستجابة لبكاء الرضيع وأثرها على التطور السلوكي 2020" منشورة على موقع wiley.com.