;

هل يمكن الحمل في الرحم ذو القرنين

  • تاريخ النشر: الإثنين، 07 فبراير 2022 آخر تحديث: الإثنين، 03 أبريل 2023

الرحم ذو القرنين

الرحم ذو القرنين  (بالإنجليزية: Bicornuate Uterus) هو حالة طبية نادرة تعاني فيها المريضة من عيب خلقي في شكل الرحم، حيث يكون الرحم على شكل قلب؛ نتيجة لاحتوائه على تجويفين بدلاً من تجويف واحد، كما هو الحال في الرحم الطبيعي، يحدث هذا العيب الخلقي نتيجة لخلل في اندماج الأنسجة التي تكون الجهاز التناسلي في مرحلة الجنين أثناء الحمل.

تعاني ما يقرب من 3% من السيدات من عدم انتظام في شكل الرحم، سواء من ناحية الحجم أو الشكل، وعلى الرغم من كون مشكلة الرحم ذو القرنين من الحالات الطبية النادرة، إلا أنها تعد من أكثر أنواع اضطرابات الرحم شيوعاً بين السيدات. [1]

إمكانية الحمل في الرحم ذو القرنين

تعد العلاقة بين مشكلة الرحم ذو القرنين وإمكانية حدوث الحمل محل جدال كبير في العديد من الأبحاث الطبية، فهناك بعض الدراسات القديمة التي تشير إلى أن هذا الاضطراب في شكل الرحم أكثر شيوعاً عند النساء اللاتي يعانين من تأخر الحمل، على الرغم من ذلك جاءت العديد من الأبحاث الحديثة لتوضح أن وجود الرحم ذو القرنين ليس من شأنه أن يؤثر على خصوبة المرأة، أو قدرتها على الحمل، فهو لا يقلل مطلقاً من فرص تخصيب البويضة أو غرسها في بطانة الرحم. [2]

الرحم ذو القرنين والحمل

لا تواجه بعض السيدات اللاتي لديهن رحم ذو قرنين مشاكل في الحمل أو الولادة، وينجبن أطفالاً أصحاء في نهاية الأمر، لكن يظهر التأثير السلبي للرحم ذو القرنين بشكل أكبر على استمرار الحمل في بعض الحالات، خاصةً في الأشهر الأخيرة؛ لأن الجنين لا يكون لديه مساحة كافية للنمو في الرحم، مما يؤدي إلى حدوث تقلصات غير منتظمة بالرحم.
كما أن ذلك من الممكن أن يعرض الأم لمشكلة الإجهاض أو الولادة المبكرة في بعض الحالات، وأشارت إحدى الدراسات أن احتمال حدوث الإجهاض المتكرر قد يصل إلى 38% لدى النساء المصابات بعيوب خلقية في الرحم، ومنها مشكلة الرحم ذو القرنين.

لا يقتصر التأثير السلبي للرحم ذو القرنين على استمرار الحمل فحسب، بل يمتد أيضاً إلى احتمال تسببه في بعض التشوهات الخلقية للجنين، فقد وجدت بعض الأبحاث أن إصابة الأم بهذه المشكلة يرفع من نسبة تعرض جنينها لتشوهات خلقية 4 مرات، مقارنةً بالأمهات اللاتي لديهن رحم طبيعي. [1] [2]

الرحم ذو القرنين ومضاعفات الحمل

على الرغم من وجود العديد من الحالات التي مر فيها الحمل بسلام دون التعرض لأي مشاكل، خاصةً مع وجود نسبة طفيفة من التشوهات في شكل الرحم ذو القرنين، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة لهذه المشكلة، من ضمنها: [3]

  • تمزق الغشاء المحيط بالجنين، وتسرب السائل من حوله، وهي من علامات الولادة المبكرة.
  • قصور عنق الرحم بشكل يجعل من الصعب الإبقاء على الجنين داخل الرحم.
  • اتخاذ الجنين وضعيات غير مثالية قبل الولادة.

علاج الرحم ذو القرنين أثناء الحمل

يلجأ كثير من الأطباء إلى ربط عنق الرحم للسيدات اللاتي يزيد عندهن خطر الإجهاض المبكر، خاصةً إذا كانت المريضة لديها تاريخاً مرضياً ينطوي على الإجهاض أكثر من مرة قبل ذلك، ويعد ربط عنق الرحم من الإجراءات الطبية البسيطة، حيث يقوم الطبيب خلاله بوضع غرزة في عنق الرحم؛ ليوقف التمدد المبكر للرحم، ومن ثم يقلل من احتمال التعرض للولادة المبكرة. [3]

الرحم ذو القرنين والولادة

تأثيره العام على الولادة

يؤثر شكل وتكوين الرحم بكل تأكيد على وضعية الجنين داخل رحم الأم طوال شهور الحمل، وبالتالي من المتوقع أن يؤثر الرحم ذو القرنين على الولادة، وقد يرفع احتمال الولادة القيصرية في بعض الأحيان؛ لأن شكل الرحم يجعل الجنين يأخذ وضعية المؤخرة أو المقعدة، خاصةً في الأشهر الأخيرة من الحمل، مما يعني أن مؤخرته أو قدميه يتجهان للأسفل قبل الولادة. 
لا ينصح الأطباء بمحاولة إصلاح هذا الوضع مطلقاً في حالات اضطراب الرحم، ومن ضمنها الرحم ذو القرنين، لكن ذلك يجعل الأم أكثر عرضة للولادة القيصرية. [2]

خطورته على الولادة

على الجانب الآخر يتعامل الأطباء مع حالة الأم التي لديها رحم ذو قرنين باعتبارها من الحالات الحرجة أو بالأحرى شديدة الخطورة، الأمر الذي يفرض ضرورة متابعة حالة الأم ووضعية الجنين بشكل مكثف، عن طريق إجراء الموجات فوق الصوتية بشكل متكرر، لتجنب أي مشكلة خطيرة تطرأ على الأم، والتعامل معها طبياً من البداية. [2]

هل السونار يكشف الرحم ذو القرنين

هناك عدد كبير من السيدات اللاتي لا يعانين من أي أعراض للرحم ذو القرنين، وقد تكتشفه إحداهن بمحض الصدفة عند خضوعها للكشف بواسطة الموجات فوق الصوتية (السونار) لأي سبب طبي آخر، يتمكن الأطباء من التشخيص المبدئي للرحم ذو القرنين عن طريق الكشف بالموجات فوق الصوتية، وخلاله يتضح سطح الرحم المقعر، والتباعد بين قرون الرحم التي تبلغ الزاوية بينهما نحو 105 درجة.
يحتاج الأطباء في بعض الأحيان إلى إجراء الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد أو الأشعة بالصبغة؛ للتأكد من التشخيص، وقد يلجأ بعضهم إلى إجراء الرنين المغناطيسي؛ للحصول على معلومات أدق عن سطح قاع الرحم، وتشريح منطقتي المهبل والحوض. [4]

الرحم ذو القرنين والجماع

تعاني بعض السيدات اللاتي لديهن رحم ذو قرنين من بعض الآلام أثناء الجماع، لكن هذا لا يعني أنها مشكلة شائعة تؤثر على جميع السيدات، لأن هناك عدد كبير من السيدات لا يعانين إطلاقاً من أي مشكلة أو آلام أثناء الجماع، على الرغم من امتلاكهن رحم ذو قرنين. [1]