;

هل الفطر الأسود مرض معدٍ

  • تاريخ النشر: الجمعة، 01 أبريل 2022 آخر تحديث: الأربعاء، 12 أكتوبر 2022
هل الفطر الأسود مرض معدٍ

يعتبر الفطر الأسود (بالإنجليزية: Black fungus) مصطلحاً رائجاً، يسمى أيضاً بداء الفطريات العفنية (بالإنجليزية: Mucormycosis) أو فطار الأغشية المخاطية، إليك في هذا المقال كل ما يجب أن تعرفه عنه من أعراض، وأسباب، وطرق للوقاية.

الفطر الأسود

يعد الفطر الأسود نوعاً من أنواع العدوى الفطرية، كان يُعرف سابقاً بالفطر العفني (بالإنجليزية: Zygomycosis)، ينتج عن مجموعة من الفطريات المخاطية، وغالباً ما يصيب الجيوب الأنفية والرئتين، والجلد، والدماغ، كما أنه مرض نادر الحدوث، لكنه خطير ومميت إن لم يتم علاجه، ويصيب عادةً المرضى الذين يعانون من المناعة الضعيفة بسبب مرض ما أو حالة صحية معينة.[1][2]

هل الفطر الأسود يسبب العدوى

لا يعتبر مرض الفطر الأسود معدياً، لذلك لا يمكن أن تنتقل إليك العدوى من شخصٍ مصاب، لكن عليك الالتزام بتدابير الرعاية الذاتية، فهي أفضل طريقة لمنع هذا النوع من العدوى، خصوصاً إذا كنت من أصحاب المناعة الضعيفة، حيث تتواجد مجموعة الفطريات التي تسبب الفطر الأسود في البيئة المحيطة، قد تكون في:[3][4]  

  •  الهواء.
  •  التربة.
  •  السماد أو روث الحيوانات.
  •  الخشب أو المنتجات المتعفنة.
  • أكوام أوراق الشجر.

يشيع انتشارها في التربة أكثر من الهواء، كما يزداد انتشارها في فصليّ الصيف والخريف أكثر من الشتاء والربيع، وتحدث العدوى عن طريق التعرض لأبواغ الفطريات، ويكون ذلك بالطرق الآتية:

  • الاستنشاق.
  • تناول الطعام الملوث بها.
  • تلويثها للجروح المفتوحة.

تعد هذه الفطريات غير ضارة لمعظم الناس، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، يمكن أن يتسبب استنشاق أبواغ الفطريات المخاطية في حدوث عدوى في الرئتين أو الجيوب الأنفية والتي يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

أعراض الفطر الأسود

تعتمد أعراض داء الفطريات العفنية على مكان نمو الفطريات في الجسم، وتكون على الشكل الآتي:[4]

أعراض إصابة الجيوب الأنفية والدماغ

تشمل أعراض الفطر الأسود الأنفي الدماغي (بالإنجليزية: Rhinocerebral mucormycosis) ما يلي:

  • صداع.
  • حمّى.
  • تورم الوجه من جانب واحد.
  • احتقان الأنف أو الجيوب الأنفية.
  • علامات سوداء تبدو على الأنف، أو الجزء العلوي من الفم.

أعراض إصابة الرئة

تشمل أعراض الفطر الأسود الرئوي ما يلي:

  • حمى.
  • سعال.
  • ألم في الصدر.
  • ضيق في التنفس.

أعراض إصابة المعدة

تشمل أعراض الفطر الأسود المعوي ما يلي:

  • ألم في البطن.
  • استفراغ وغثيان.
  • نزيف معوي.

 أعراض إصابة الجلد

يمكن أن تشمل أعراض داء الفطر الأسود الجلدي:

  • ألم في المنطقة المصابة.
  • الاحمرار المفرط أو التورم حول الجرح.
  •  ظهور البثور.
  • تشكل التقرحات.
  • قد تتحول المنطقة المصابة إلى اللون الأسود.

تشخيص الفطر الأسود

يقوم مقدمو الرعاية الصحية ببعض الإجراءات لتشخيص داء الفطر الأسود، وتشمل ما يلي:[2][4]

  • فحص عام: يتضمن أخذ التاريخ الطبي، ومناقشة الأعراض، والقيام ببعض الفحوصات البدنية.
  • إجراء الاختبارات المخبرية: وذلك عند اشتباه الإصابة في الرئة أو الجيوب الأنفية، تؤخذ العينة من سوائل من الجهاز التنفسي، مثل: البلغم، أو إفرازات الأنف.
  • أخذ خزعة من الأنسجة: حيث يتم تحليل عينة صغيرة من الأنسجة المصابة في المختبر لتأكيد الإصابة أو نفيها، من خلال دراستها تحت المجهر أو اختبارها في وسط زرعي للفطريات.
  •  التصوير بالأشعة: مثل التصوير بالأشعة المقطعية للرئتين، أو الجيوب الأنفية، أو أجزاء أخرى من جسمك، اعتماداً على مكان الإصابة المشتبه بها.

في الغالب لا يعرف الأشخاص المصابون بفطار الأغشية المخاطية أنهم مصابون به، قد يتم تشخيصهم بالحالة عند الذهاب إلى الطبيب من أجل التهاب الرئة، أو الجيوب الأنفية، أو الجلد، ومن هنا تأتي أهمية استشارة الطبيب عند الشك بحدوث أي عدوى.[2]

عوامل خطر الإصابة بالفطر الأسود

يمكن أن تحدث العدوى لأي شخص في أي مرحلة عمرية، لأن الفطريات تتواجد في البيئة المحيطة بنا، لكن تزداد فرصة الإصابة بسبب ضعف الجهاز المناعي، بسبب تلقي بعض الأدوية أو بسبب بعض الحالات الصحية، مثل: 

  • داء السكري، خصوصاً إذا لم يكن تحت السيطرة والعلاج.
  • فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز.
  • السرطان.
  • زراعة الأعضاء.
  • زرع الخلايا الجذعية.
  • انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء.
  • استخدام مثبطات المناعة على المدى الطويل، مثل: الستيرويدات.
  • داء ترسّب الأصبغة الدموية (بالإنجليزية: Hemochromatosis)، وهي حالة تكون فيها مستويات الحديد عالية في الجسم.
  • تراجع في الصحة العامة، بسبب سوء التغذية.
  • الحماض الأيضي (بالإنجليزية: Metabolic acidosis)، حيث تكون مستويات الحمض غير طبيعية في الجسم.
  • الولادة المبكرة أو نقص الوزن عند الولادة.
  • الإصابة الجلدية، مثل: الحروق، أو الجرح.
  • الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، بسبب الانخفاض الشديد للمناعة.[3]

مضاعفات الفطر الأسود

تكمن خطورة المرض لكونه ينتشر بسرعة في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن تنتشر العدوى إلى الرئتين أو الدماغ إذا تُرك دون علاج، فتكون المضاعفات على الشكل الآتي:[1][2]

  • التهاب الدماغ.
  • العمى.
  • الشلل.
  • التهاب رئوي.
  • الجلطات دموية أو انسدادات في الأوعية الدموية.
  • تلف الأعصاب.
  • الوفاة.

يعتمد احتمال الوفاة على مكان إصابة العدوى، فالتوقعات المستقبلية للأشخاص الذين يعانون من إصابة الجيوب الأنفية أفضل من التي تكون في حالة إصابة الرئة أو الدماغ.

علاج الفطر الأسود

تتمثل الخطوة الأولى في تلقي الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الوريد، وإجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة التالفة، حيث ثبت أن إزالة الأنسجة المصابة تمنع انتشار العدوى بشكل أكبر، وإذا تمت الاستجابة بشكل جيد فمن المرجح أن يتم إيقاف الأدوية الوريدية والاتجاه للمضادات الفطرية الفموية، وبشكل عام، تشمل الأدوية المضادة للفطريات الشائعة التي قد يصفها طبيبك ما يلي:[2]

  • أمفوتريسين ب (الاسم التجاري: أبيلسيت)، ويعطى من خلال الوريد.
  • إيزافوكونازول (الاسم التجاري: كريسمبا)، ويُعطى عن طريق الوريد أو عن طريق الفم.
  • بوساكونازول (الاسم التجاري: نوكسافيل) ويعطى عن طريق الوريد أو عن طريق الفم.

الوقاية من الفطر الأسود

 يمكنك القيام ببعض الخطوات لتقليل فرص الإصابة بداء الفطر الأسود، خصوصاً إن كنت من أصحاب المناعة الضعيفة أو إذا كان لديك حالة صحية تزيد من مخاطر إصابتك، ويمكن اتباع ما يلي:[1]

  • تجنب المناطق التي يكثر بها الغبار أو الأتربة: مثل مواقع البناء أو الحفريات، إذا كان عليك التواجد في هذه المناطق، فارتدِ قناعاً للوجه.
  • تجنب المياه الملوثة: خاصة بعد الكوارث الطبيعية، مثل: مياه الأعاصير أو الفيضانات.
  • عقم جروحك وضمدّها حتى تلتئم: حيث يساعد ذلك على منع الالتهابات الفطرية.
  • كن محتاطاً أثناء القيام بأعمال الحديقة: كأن ترتدي قناعاً للوجه وقفازات، وإذا تعرضت للجروح أو الخدوش، فقم بغسلها بالماء والصابون بأسرع ما يمكن.
  • فكّر بإجراءات احتياطية إضافية خلال فصليّ الصيف والخريف: عندما تكون هناك كمية متزايدة من الفطريات في البيئة، فكن محتاطاً قدر الإمكان.

ختاماً، يظهر لدينا أن الفطر الأسود مرض غير معدي، لكن يمكن أن يتواجد في البيئات التي تسمح بتكاثر الفطريات ونموها، ويعتبر اتخاذ إجراءات الوقاية ضرورياً للحفاظ على سلامتك.