;

هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟

هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟ وما هو تأثيرها على الخصوبة؟ وهل تحتاج المرأة إلى استخدام وسائل منع الحمل خلال فترة الإرضاع؟.

  • تاريخ النشر: الإثنين، 06 ديسمبر 2021 آخر تحديث: الإثنين، 21 أغسطس 2023
هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟

بعد تسعة أشهر من الحمل، يعود جسد المرأة تدريجياً إلى إيقاعات ما قبل الحمل، بما في ذلك عودة الدورة الشهرية وعودة خصوبتها وقدرتها على الحمل مجدداً.

لكن هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟ وما هو تأثيرها على الخصوبة؟ وهل تحتاج المرأة إلى استخدام وسائل منع الحمل خلال فترة الإرضاع؟ هذا كله ما نستعرضه معاً من خلال سطور المقال التالي.

هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل

هل يؤدي الجماع أثناء رضاعة طبيعية دون استخدام وسائل تنظيم الأسرة إلى حدوث الحمل؟

الجواب هو نعم، البرولاكتين أو الهرمون الذي يحفز إنتاج الحليب في الثدي يمنع حدوث الإباضة عن طريق تثبيط إنتاج هرموني البروجسترون والإستروجين؛ وبالتالي فهو يمنع الخصوبة (الإباضة أو إنتاج الهرمونات أو تعشيش البويضات وتخصيبها)، ومن خلال إرضاع طفلك، فإنكِ تحافظين على مستويات البرولاكتين عالية، وهذا يضمن وسيلة لمنع الحمل فعالة بنسبة 98%.[1]  

في حالة الرضاعة الطبيعية المختلطة، أي إرضاع الطفل حليب الثدي مع تقديم الحليب الصناعي له، يمكن أن تعود الإباضة بسرعة ويكون احتمال حدوث الحمل أكبر. لذلك، إذا كانت الرضاعة الطبيعية جزئية (تتم فقط أثناء النهار أو في الليل فقط أو مع الحليب الصناعي) أو إذا أوقفتها مبكرًا، يمكن أن تعود الخصوبة بالفعل ويحدث الحمل في حال ممارسة الجنس دون استخدام وسائل منع الحمل.[1]

حتى في حالة الرضاعة الطبيعية المستمرة، لا توجد ضمانات لمنع حدوث الحمل، بالتأكيد تؤدي المستويات العالية من هرمون البرولاكتين إلى منع الإباضة، لكن كما أوضحنا سابقًا، لا تكون فعاليته 100%، وبشكلٍ عام، يمكن ضمان عدم حصول الحمل بنسبة كبيرة في حال إرضاع الطفل رضاعة كاملة ودائمة وتطبيق الشروط المحددة أعلاه، لكن بعد ستة أشهر من الولادة، يفضل استخدام وسيلة منع حمل مناسبة إذا كنت لا ترغبين في حمل جديد.[1]

شروط للتحقق من منع الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية

لكي تحدث هذه الفعالية الكبيرة في منع الحمل الناجمة عن الرضاعة الطبيعية، يجب أن تتحقق الشروط التالية:[1]

  1. يجب أن تكون الرضاعة الطبيعية حصرية، أي يجب أن يتغذى الطفل فقط على حليب الأم دون إضافات، مثل: الماء، أو شاي الأعشاب، أو ما شابه.
  2. الفترة بين كل رضعة وأخرى يجب ألا تتجاوز 4 ساعات خلال النهار و 6 ساعات في الليل، حيث يكون تركيز هرمون البرولاكتين أعلى في المساء والليل.
  3. تبين أن النساء اللواتي تخطين إرضاع الطفل في الليل يزيد كمية الهرمونات المسؤولة عن الإباضة التي تفرزها الغدد التناسلية؛ وبالتالي يزيد احتمال حدوث الحمل، في الواقع، غالباً ما يوصى باستخدام وسيلة لمنع الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية لهذا السبب.
  4. يجب ألا يكون هناك نزيف منذ نهاية الأسبوع الثامن بعد ولادة الطفل.

ملاحظة: إذا تم تجاهل أحد هذه العناصر، فسيكون احتمال حدوث الحمل أكبر، لهذا السبب، لا تعتبر الرضاعة الطبيعية طريقة موثوق لمنع الحمل.[1]

خصوبة المرأة بعد الولادة

كيف تتجنبين الحمل في فترة الرضاعة؟ يمكنك ذلك من خلال بعض الطرق والوسائل التي نذكر منها التالي:[2]

  1. معرفة ومراقبة دورتك الشهرية وتجنب ممارسة الجنس في فترة الإباضة، لكن في بعض الأحيان، لا تكون الدورة الشهرية منتظمة، وهذا ما يجعلكِ معرضة للحمل غير المرغوب فيه.
  2. مراقبة ارتفاع درجة حرارة الجسم التي ترتفع في فترة الإباضة، فمن خلال قياس درجة حرارة جسمك في الصباح كل يوم، يمكنك تحديد ذروة الارتفاع في الحرارة التي تحدث في مرحلة الإباضة. ومع ذلك، قد تعانين أيضاً خلال فترة الرضاعة الطبيعية من عدم انتظام درجة حرارة الجسم؛ وهذا قد يجعل كل شيء أكثر تعقيداً بالنسبة لك.
  3. علامة أخرى حتى لو كانت ثانوية وهي موضع واتساق عنق الرحم والذي يتغير أثناء الدورة الشهرية.

ملاحظة: الطريقة المثالية إذا كنت تريدين الحمل هي ممارسة الجماع بانتظام 2 - 3 مرات في الأسبوع، لكن إذا كنتِ لا تريدين حدوث الحمل، يمكنك استخدام وسيلة منع للحمل تكون فعالة، مثل: الواقي الذكري، أو العازل الأنثوي، أو اللولب بمجرد عودة الرحم إلى حجمه الأصلي (لا يوصى به في الأشهر الستة الأولى في حالة الولادة القيصرية)، أو يمكن استخدام الحبوب الفموية التي يمكن أخذها لمنع الحمل خلال فترة الرضاعة الطبيعية، هذا النوع من حبوب منع الحمل تحتوي على البروجستيرون فقط ولا تكون ضارة للطفل وفعالة للغاية.[2]

الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل

إن كنتِ ترضعين طفلك ووجدت أنكِ حامل. هل يمكنكِ الاستمرار في الإرضاع؟ بشكل عام يمكن للأم التي تتمتع بصحة جيدة وتتغذى جيداً أن ترضع طفلها بأمان وتستمر في حملها بشكلٍ طبيعي، لكن يجب الانتباه للنقاط التالية:[3]

  1. يتعرض الجنين بالتأكيد لانقباضات الرحم أثناء الرضاعة الطبيعية، ومع ذلك، لا توجد دلائل تثبت الضرر للأم أو الطفل إذا كان الحمل صحياً.
  2. إذا كان الحمل شديد الخطورة (ربما بسبب عمليات إجهاض سابقة أو وجود علامات تحذيرية) فمن الأفضل التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
  3. تختلط هرمونات الحمل في حليب الثدي لكنها لا تضر الطفل الذي يرضع على الإطلاق، ومع ذلك، وجدت بعض الأمهات انخفاضاً في كمية الحليب التي يمكن أن تقدم للطفل.

استعرضنا معاً الشروط اللازمة لضمان فاعلية الرضاعة الطبيعية لمنع الحمل، كما أوضحنا أن الرضاعة الطبيعية لا تعد وسيلة فعالة بنسبة 100% لمنع حدوث الحمل، لذلك يجب على الأم المرضع أن تتعامل مع وسائل تنظيم الأسرة الأخرى بعد انقضاء 6 شهور من الولادة، وذلك في حالة عدم الرغبة في الحمل.