;

هل الرحم المقلوب يمنع الحمل

  • تاريخ النشر: الخميس، 03 فبراير 2022 آخر تحديث: الخميس، 02 فبراير 2023
هل الرحم المقلوب يمنع الحمل

الرحم المقلوب

الرحم المقلوب (بالإنجليزية: Tilted Uterus) هو أحد الظواهر الشائعة التي تؤثر على 25% من السيدات، وفيه يميل الرحم قليلاً ناحية الخلف، على عكس الوضع الطبيعي الذي يكون فيه مائلاً ناحية الأمام، هناك بعض المشكلات الطبية التي تؤدي إلى ظهور الرحم المقلوب، من ضمنها بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية.

لا يعد الرحم المقلوب مشكلة طبية تتطلب تدخلاً لعلاجها في معظم الحالات، إلا عندما تعاني السيدة من أعراض شديدة تسبب لها الضيق، عندها يلجأ الأطباء إلى اختيار الحل المناسب لها من ضمن الخيارات الدوائية والجراحية. 1

الرحم المقلوب وعلاقته بالحمل

هل الرحم المقلوب يمنع الحمل

هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي انتشرت منذ سنوات طويلة حول ارتباط الرحم المقلوب بمشكلة تأخر الإنجاب، يرجع ذلك إلى بعض النظريات القديمة التي ربطت بين انحناء عنق الرحم وعدم قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة، لكن بعد ذلك تم تصحيح هذه النظريات ليثبت العلم أنه لا علاقة بين الرحم المقلوب ومنع الحمل على الإطلاق.

على الرغم من أن الرحم المقلوب لا يسبب في حد ذاته صعوبة في الحمل، إلا أن هناك بعض المشكلات الطبية التي قد تسبب تشوهاً تشريحياً في منطقة الحوض، وتسحب الرحم إلى الخلف، في هذه الحالة يحدث تأخر الحمل بسبب مشكلة تؤثر على الرحم وليس بسبب انحناء عنق الرحم.

وتعد الأورام الليفية وبطانة الرحم المهاجرة من أشهر هذه المشكلات الطبية، لهذا السبب ينصح الأطباء أي سيدة لديها رحم مقلوب وتعاني من تأخر الإنجاب بضرورة إجراء الفحص الطبي؛ لاكتشاف السبب الحقيقي وراء منع الحمل بغض النظر عن الرحم المقلوب. 2 

الرحم المقلوب أثناء الحمل

تشعر كثير من السيدات اللاتي لديهن رحم مقلوب بالقلق من احتمال تأثيره سلبياً على الحمل، لكن لا يوجد أي أدلة طبية توضح وجود أضرار للرحم المقلوب على سلامة الحمل أو صحة الجنين، كما لا توجد أي إجراءات أو احتياطات يوصي بها الأطباء أي سيدة أثناء الحمل، لأن الرحم يستعيد وضعه الطبيعي تدريجياً مع نمو حجم الجنين وتقدم شهور الحمل.

من المحتمل أن تعاني بعض السيدات من آلام بسيطة في الظهر؛ نتيجة لضغط الرحم على عظام الظهر، وقد تعاني بعضهن من صعوبة في تفريغ المثانة؛ نتيجة لضغط الرحم المائل على عضلات المثانة، لكنها من الأمور التي لا ينبغي أن تكون مصدراً للقلق على الإطلاق، كما أن هذه الأعراض تعد شائعة بين معظم السيدات خاصةً أثناء أشهر الحمل الأخيرة، بغض النظر عن إن كان لديهن رحم مقلوب أو طبيعي. 3

شكل الرحم المقلوب بالسونار

من المحتمل أن يجد الطبيب صعوبة في تحديد موضع الجنين باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية أو تقنية السونار، خاصةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وقد يستغرق وقتاً طويلاً حتى يسمع نبض الجنين، لكنها مشكلة يمكن تداركها عن طريق متابعة الجنين من خلال الموجات فوق الصوتية عبر المهبل أو السونار المهبلي.

ولحسن الحظ يمكن تخطي هذه المشكلة في الثلث الثاني من الحمل، لأن نمو الطفل يجعل الرحم يتمدد داخل تجويف الحوض، ويعود تدريجياً إلى مكانه الطبيعي بحلول الأسبوع الثاني عشر من الحمل. 3

الفرق بين الرحم المقلوب والعادي

يمثل الفرق بين الرحم المقلوب والعادي أحد الفروق الطبيعية من سيدة لأخرى، فالوضع الطبيعي أو الأكثر شيوعاً للرحم هو أن يكون في وضع أفقي فوق المثانة، متجهاً إلى الأمام ناحية البطن، لكن وضع الرحم المقلوب يختلف نسبياً في كونه مائلاً إلى الخلف قليلاً في اتجاه المستقيم والعمود الفقري.

إلى جانب الفروق التشريحية بين الرحم العادي والمقلوب، هناك بعض الأعراض التي تقترن بحالة الرحم المقلوب على وجه التحديد، من أشهر هذه الأعراض حدوث آلام في الظهر أثناء الجماع، وتقلصات شديدة أثناء الدورة الشهرية، وهناك نسبة كبيرة من السيدات اللاتي لديهن رحم مقلوب يعانين من السلس البولي، وتكرار الإصابة بالتهابات المسالك البولية. 1

الرحم المقلوب ونوع الجنين

لا يوجد أي صحة للادعاءات التي تفترض أن الرحم المقلوب يرتبط بشكل ما بتحديد نوع الجنين إن كان ذكر أو أنثى، لأن الرحم المقلوب في النهاية ليس سوى شكل من أشكال التباين التي تختلف بها بعض السيدات عن غيرها، كما أن تحديد نوع الجنين يرتبط بعوامل بعيدة كل البعد عن الوضع التشريحي للرحم، من أهمها طبيعة الكروموسومات التي يحملها الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة.

الرحم المقلوب والولادة

هناك اعتقاد خاطئ أن السيدات اللاتي لديهن رحم مقلوب يعانين من مضاعفات أثناء الولادة، أو تزيد فرص الولادة القيصرية بالنسبة لهن مقارنةً بالسيدات اللاتي لديهن رحم عادي، والحقيقة أن هذه المزاعم بعيدة تماماً عن الصحة، لأنه لا يوجد أي تأثير سلبي على الإطلاق للرحم المقلوب على الولادة بشكل طبيعي.

كما أنه لم يثبت تسببه في حدوث مضاعفات للأم أو الجنين أثناء الولادة، قد تعاني بعض السيدات من آلام زائدة نسبياً أثناء الولادة، لكنها من الأمور التي يمكن التعامل معها من الناحية الطبية عن طريق استخدام المسكنات. 3