;

مرض الذهان: تشخيصه بدقة وعلاجه

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 17 مارس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 18 مارس 2020
مرض الذهان

يعد مرض الذهان من الأمراض التي تصيب العديد من الأشخاص على اختلاف المراحل العمرية وتعزى تسميته إلى ارتباطه المباشر بالذهن لما يسببه من خلل في عملية التفكير المنطقي والإدراك الحسي بمخ الإنسان، وهناك بعض الأفكار الخاطئة تدور حول هذا المرض وتلبسه مع مرض الفصام لذا سنسلط الضوء على أعراض مرض الذهان وأسابه وكيفية علاجه في هذه المقالة:

ما هو مرض الذهان؟

يعرف الذهان Psychosis كما يطلق عليه بالشيزوفرينيا بأنه اضطرابات في أفكار الشخص وتصوراته مما يجعله غير مدرك بما حوله. حيث تتمثل هذه الاضطرابات في تخيل أمور غير حقيقة والتفكير بأفكار غريبة غير مترابطة. يحدث الذهان لأسباب عديدة منها:

  • الوراثة: تساهم بعض الجينات في الإصابة بمرض الذهان.
  • الصدمة: يمكن أن تؤدي الإصابة بالصدمة جراء الموت أو الحرب أو الاعتداء الجنسي إلى حدوث الذهان.
  • تعاطي المخدرات.
  • الإصابة بأمراض الدماغ والسكتات الدماغية.
  • الصرع.
  • الإصابة بأمراض عصبية مثل مرض باركنسون ومرض هنتنغتون.

يوجد أنواع عديدة لمرض الذهان بما في ذلك:

  • اضطراب ذهني قصير: تحدث غالباً استجابةً للتغييرات في حياة المراهق وتستمر أعراضها من يوم واحد إلى شهر ثم تزول بعدها.
  • ذهان ما بعد الولادة.
  • اضطراب الوهم: يتوهم الشخص بحدوث الأمور غير عقلانية حيث يستمر لمدة شهر أو أكثر.
  • انفصام الشخصية: اضطراب خطير في الصحة العقلية يؤثر على الطريقة التي يفكر بها الشخص وينتج عنها عدم ترابط أفكاره.
  • ذهان الاضطراب والإرتياب: يظن الشخص بأن الجميع يتآمر ضده.
  • ذهان الغيرة والشغف: يظن الشخص بأن أحدهم يخونه ولا يهتم به مما يتسبب في ملاحقة الشخص وانتقام منه.

تشخيص وأعراض مرض الذهان:

تظهر أولى أعراض الذهان بفقدان قدرة المريض على الإتصال بالواقع وعدم فهم ما يجري حوله، مع ظهور مشكلة في التفكير بوضوح والتركيز، وعدم الإهتمام بالنظافة الشخصية، وعدم الشعور بأي عواطف أو عدم التمكن من التعبير عنها بطريقة غير ملائمة وغياب تعابير الوجه لذلك يُعرَف الشخص المصاب بالذهان بالأعراض التالية:

  • الهلوسة: يتخيل للشخص المصاب بالذهان بأنه يسمع أصوات غير موجودة ويرى أشياء غير موجودة أيضاً أو يشم أو يتذوق أو يلمس أمور غير موجودة كذلك.
  • التوهم: يؤمن المصاب بالمعتقدات الخاطئة غير العقلانية بالنسبة للآخرين مثل أن يتوهم المصاب بوجود قوى خارجية تتحكم في مشاعره وسلوكياته أو يتوهم بأنه يملك قوى خارقة.
  • عدم التفكير بالوضوح بمعنى عدم ترابط الأفكار مع صعوبة في التركيز.

يستطيع أخصائي الصحة العقلية أن يحدد حالة الشخص بعد تقييمه عصبياً ونفسياً مع ضرورة استبعاد الأورام الدماغية والصرع ومناقشة الخطوات لتسهيل على المصاب حياته والتقليل من المضاعفات، ويساهم التشخيص المبكر عن المرض على توفير العلاج المناسب والشفاء التام.

الفرق بين الذهان والفصام:

يصاب مريض الذهان بالهلوسة في جميع الحواس الخمس (السمع والبصر والشم واللمس والتذوق) بينما يصاب مريض الفصام بالهلوسة السمعية فقط، والفصام هو من يسبب الذهان وفقاً لـ Health Us News.

يحدث الذهان في أوقات التوتر الشديد أو قلة النوم أو نتيجة إصابة في الدماغ أما الفصام فهو مرض مزمن يصاحب المريض طوال فترة حياته، وهو ينشأ بسبب بيولوجي غير معروف بعد ولا علاقة للأسباب الخارجية من الأهل أو ضغوط الحياة مثلما يحدث الذهان.

هل مرض الذهان خطير؟

نعم خطير إذا لم يحصل المريض على العلاج المناسب وفي حال التوقف عن تناول الأدوية. حيث يجعل الذهان المريض خطيراً على نفسه وعلى الجميع، ويتجلى خطر مرض الذهان في:

  • رغبة المريض في الإنتحار.
  • الإنعزال الاجتماعي وعدم الرغبة في المخالطة.
  • عجز المريض عن إتمام مهامه الدراسية والأسرية.
  • اصابة المريض بالإكتئاب والقلق.
  • توجه المريض إلى تعاطي المخدرات.
  • ايذاء النفس بحرق الجلد بالسجائر أو أن يقطع جزءاً من جسمه.

هل مرض الذهان يشفى؟

لا يوجد الشفاء التام من مرض الذهان على الأغلب بل ما يعنيه علاج مرض الذهان هو السيطرة والتحكم على أعراضه ليتمكن المصاب من أن يعيش بشكل طبيعي لأطول فترة ممكنة حيث تصل نسب الشفاء في حالات الذهان الخفيف إلى 80% بينما المزمنة منها فنسبة شفاؤها 20%، ويعتمد علاج الذهان على العلاج الدوائي والعلاج النفسي مع مراعاة تقديم الأهل دعمهم للمريض وابعاده عن مصادر تسبب له التوتر والاكتئاب.

علاج مرض الذهان

علاج مرض الذهان:

يتخذ المختصون اجراءات مناسبة للسيطرة على أعراض المرض وليتمكن الشخص من مواصلة حياته بشكل طبيعي بدون مضاعفات حيث يشمل العلاج مزيجاً من جلسات العلاج النفسي من خلال نهج العلاج السلوكي المعرفي والعلاج المعرفي المعزز والأدوية. ومن الجدير بالذكر أن على المريض مداومة تناول الأدوية مثل هالوبيريدول وأولانزابين والترايفلوبيرازين لبقية حياته وإن زالت الأعراض حتى لا تعود مجدداً من ضغوط الحياة، ويجب اشراك الأهل في توفير الدعم اللازم للمريض ومساعدته على التحكم بالمرض قدر المستطاع.

هذا وقد أظهرت الأبحاث في Medical News Today أن توراين الأحماض الأمينية لها فضل كبيرة في تحسين أعراض مرض الذهان والأداء النفسي الاجتماعي عبر تناول الدواجن والديك الرومي والمحار والحليب، وممارسة لتمارين الرياضية بانتظام فهي تعمل على اطلاق مادة كيميائية في الدماغ تسمى السيروتونين تحسن من الحالة المزاجية وكذلك اليوغا والتأمل يقللان من التوتر والعصبية.

ويمكن علاج مرض الذهان بالأعشاب مثل عشبة الناردين التي تفيد في حل مشكلات الذاكرة واضطرابات النوم وزيادة القدرة الذهنية ونبتة سانت جونز المستخلصة من عشب العرن يعمل على تثبيط أعراض مرض الذهان وتحفيز خلايا الإدراك والذاكرة على العمل بشكل صحيح، واستنشاق الزيوت العطرية المهدئة كالياسمين والخزامى.

يمكن أن تساعد هذه العلاجات في تقليل أعراض مرض الذهان لكنها تسبب بعض الآثار الجانبية منها الشعور بالنعاس والدوخة وفقدان الذاكرة على المدى القصير واضطرابات النوم وحدوث تغيرات كثيرة في الوزن.

 صحة الطفل النفسية

شاهدي أيضاً: صحة الطفل النفسية

كثر عدد المصابين بالأمراض النفسية في الآونة الأخيرة بسبب سوء الأحوال المعيشية والحرب في أكثر الدول، ومن هذه الأمراض مرض الذهان أحد أعراض مرض الفصام حيث لا يكون الشخص مدركاً بإصابته بـ مرض الذهان علاوة على ذلك يرفض معظم المصابين تلقي العلاج ظانين أنهم بخير وأن تلك مجرد قوى خارقة التي يمتلكونها، وتلعب الأسرة دوراً في متابعة المريض وعلاجه من ناحية الإدراك والمواظبة على إعطاء المريض أدويته ومرافقته إلى جلسات العلاج النفسي باستمرار.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!