;

متلازمة ستوكهولم

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الخميس، 31 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
متلازمة ستوكهولم

متلازمة ستوكهولم تصف الحالة النفسية لنوع من الضحايا التي تتعاطف مع الخاطف أو المعتدي عليها، ومع أهدافه، وقد تبرر له الأسباب والأعذار.

ووفقا لدراسة أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي فإن متلازمة ستوكهولم غير شائعة، إذ تحدث لدى نسبة حوالي 8% من حالات ضحايا الرهائن.. أهم ما تريد معرفته حول متلازمة ستكهولهم في هذا المقال.

ما هي متلازمة استكهولم؟

متلازمة ستوكهولم هي استجابة نفسية تحدث عندما يرتبط الرهائن أو الضحايا مع خاطفيهن أو المعتدين عليهم.

ويتطور هذا الارتباط النفسي على مدار أيام أو أسابيع أو أكثر، بحيث يتحول هذا الارتباط إلى نوع من التعاطف الإيجابي.

وقد يتطور هذا التعاطف كما لو أنهم يتشاركون الأسباب والأهداف الكائنة وراء ارتكاب الجريمة.

ومن الممكن للضحايا تطوير مشاعر سلبية تجاه السلطات التي تحاول مساعدتهم على الخروج من الموقف الخطير الذي يختبرونه.

يعتبر العديد من علماء النفس والأطباء النفسيين أن متلازمة ستوكهولم، هي إحدى الآليات التي تستخدمها الضحية للتأقلم مع واقع مفروض، أو تساعد على التعامل مع صدمة أو موقف خطير.[1] [2]

سبب تسمية هذه المتلازمة بهذا الاسم (متلازمة ستوكهولم):

قد تكون متلازمة ستوكهولم تكررت عبر العصور مرات كثيرة ومنذ وقت طويل جداً، قد يعود لقرون سابقة.

لكن الدراسات عن هذا الرد الإيجابي للإساءة من قبل الضحايا لخاطفيهم؛ جرت أول مرة في مدينة ستوكهولم في السويد علم 1973م.

عندما احتجز رجلان أربعة رهائن لمدة 6 أيام بعد سرقتهم لبنك، وبعد تحرير الشرطة للرهائن رفضوا الشهادة ضد الخاطفين، بل حاولوا جمع الأموال للدفاع عنهم.

عندها قام علماء النفس وأطباء الصحة العقلية بإطلاق اسم متلازمة ستوكهولم على الحالة التي يطور فيها الضحايا أو الرهائن علاقة عاطفية أو نفسية إيجابية تجاه خاطفيهم أو المعتدين عليهم. [2]

أعراض متلازمة ستوكهولم:

أبرز أعراض متلازمة ستوكهولم والتي تميز الحالة وفق خبراء الصحة العقلية والنفسية هي: [1] [2] [3]

  • تطوير الضحية مشاعر إيجابية تجاه الشخص الذي يعتدي عليه أو يسئ معاملته.
  • تطوير الضحية مشاعر سلبية ضد الشرطة أو ممثلي السلطة، أو حتى أي شخص يحاول تقديم المساعدة للخروج من الوضع الخطير الذي هم فيه.
  • تبدأ الضحية في ملاحظة الجوانب الإنسانية عند الخاطف وقد تظهرها وكأنها حالة إنسانية فوق العادة حتى أنها ترى أن لديها نفس الأهداف والقيم للمعتدي أو الخاطف.

أسباب متلازمة ستوكهولم:

في حالة متلازمة ستوكهولم لا يعمل عقل الضحية بطريقة منطقية حيث يطور مشاعر ايجابية تجاه الخاطف تدفعه لذلك عدة أسباب: [3] [5]

  • الخوف الدائم من تهديد المعتدي مما يجعل الضحية تمتثل لأوامر المعتدي وتنفيذها دون نقاش فتتطور حالة لدى الضحية من وجوب عدم إثارة غضب المعتدي كونها السبيل الوحيد للنجاة، فتصبح هذه الحالة من التعاطف والإذعان آلية للنجاة.
  • من جراء الضغط الكبير الذي يمارسه المعتدون على الضحايا، يبدأ الأسرى باعتبار بعض اللطف البسيط من قبل الخاطفين هو عمل إنساني كبير، كالسماح لهم بالذهاب إلى المرحاض، أو جلب الطعام، فيقدر لهم الضحايا هذه الأعمال البسيطة في وقت يمكن على الخاطفين منع الضحايا منها. والضحايا بالتالي يعتبرون ذلك نابع من طيبة المعتدين وإنسانيتهم.
  • يعاني الرهائن عادة من العزلة والرفض لوجهات النظر المختلفة ويرون فقط وجهة نظر الخاطفين، الأمر الذي قد يتطور لدى الرهائن لتبني وجهة النظر هذه وتبريرها، لأنها في نظرهم مرتبطة بالبقاء على قيد الحياة، وقد يبدون تفاعلاً إيجابياً مع أهداف الخاطفين كون تحقيق هذه الأهداف يضمن نجاتهم.
  • اعتقاد الضحايا أو الرهائن أنه لا يوجد وسيلة للهروب إلا عن طريق علاقة جيدة مع المعتدين والذين هم أصحاب القرار في من يتأذى ومن ينجو (من وجهة نظر الضحية).

علاج متلازمة ستوكهولم:

دراسة المحيط النفسي للأشخاص ضحايا متلازمة ستوكهولم وفهم علم النفس الأساسي لمتلازمة ستوكهولم؛ سيعطيان فكرة عن كيفية مساعدة هؤلاء الضحايا، وهذه المساعدة تتضمن بعض الأساليب الاجتماعية مثل التفكير الجماعي، الحب والرومانسية ومن بين أمور أخرى كثيرة قد يلجأ المعالج في حالات علاج متلازمة ستوكهولم إلى: [4] [5]

  • تثقيف الضحايا نفسياً، وإظهار واقع متلازمة ستوكهولم التي أصيبوا بها، بدون إسقاطها عليهم.
  • تجنب استقطاب مشاعر الضحايا ضد الجاني، لا تحاول إقناع الضحايا بالصفات السيئة للخاطفين فقد يؤدي ذلك إلى صدمة مضادة.
  • استخدام طريقة العلاج السقراطية، وذلك بمعرفة كيف يرى الضحايا الموقف من وجهة نظرهم، وكيف يشعرون ويفكرون وما تصورهم لما كان يجب أن يحدث.
  • لا تطلق أحكاماً، ولا تكن مع طرف دون الآخر، أظهر للضحايا أنك على الحياد، من خلال الإصغاء بعمق والتحقق من الواقع.
  • حدد للضحية الحاجات الأساسية التي أدت إلى هذه العلاقة بالجاني، بمجرد تفهم الضحية سبب التزامه الشديد بالعلاقة مع الجاني؛ يمكنه تفهم الوقائع.

متلازمة ستوكهولم في الحب والزواج:

هي إحدى المظاهر الشائعة في متلازمة ستوكهولم، والتي يكون فيها الضحايا مرتبطين مع المسيئين بعلاقة عاطفية أو عائلية، حيث يكونون ضحايا لعلاقات مسيئة بشكل أو بآخر، وقد يكون هؤلاء الضحايا:  [6]

  • أحباء يتعرضون لسوء المعاملة من الشريك.
  • زوجات يتعرضن للعنف الأسري.
  • أطفال تتم سوء معاملتهم من أحد الأبوين أو كلاهما.

ويشترك جميع هؤلاء بالشعور بمشاعر محبة للطرف المسيء، قد تخبرك إحدى الزوجات الواقعات تحت العنف الزوجي، أنها تعرف أنه على علاقة بامرأة أخرى، وهو يسيء معاملتها هي أيضاً لكنها مع ذلك تشعر بالغيرة.

وعندما يناقشها الأصدقاء والأقارب بضرورة التصرف حيال ذلك وتغيير الواقع، تبدأ بالدفاع عنه وبذكر مزاياه الحسنة!

والأمر ذاته في علاقات الحب التي يتعرض أحد الأطراف لإساءة المعاملة، يظهرون نفس أعراض متلازمة ستوكهولم.

كما تظهر متلازمة ستوكهولم في الحب عند الأطفال المعنفين، حيث يظهرون تعلقاً إيجابياً بوالديهم المعنفِين بغية عدم التعرض للإساءة من جديد وحماية لأنفسهم.

ونبين هنا أكثر الأشخاص عرضة لمتلازمة ستوكهولم في المجتمع:

  • الأشخاص الذين يتعرضون لعمليات الخطف أو الاعتداء.
  • تظهر في بعض العلاقات الزوجية والعاطفية.
  • الأطفال التي تُساء معاملتهم.
  • تجارة الجنس، عادة ما يمتنع ضحايا تجارة الجنس عن الشكوى على المسيئين لهم.
  • متدربوا الرياضة تنتج عن أساليب التدريب القاسية والمسيئة، لسوء الحظ قد يتطور بعض منها إلى متلازمة ستوكهولم.

قصص واقعية لمتلازمة ستوكهولم:

هناك قصص شهيرة حول متلازمة ستوكهولم ومنها [2]:

  • باتي هيرست: اختطفت حفيدة رجل الأعمال وليام راندولف هيرست عام 1974 على جيش التحرير السيمبيوني اليساري في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأثناء أسرها تخلت عن اسم عائلتها واختارت اسماً جديداً، وانضمت إلى جيش تحرير، وقامت معهم بسرقة عدة بنوك.

ثم تم إلقاء القبض عليها لاحقاً واستخدمت متلازمة ستوكهولم في الدفاع عنها، إلا أن ذلك لم ينفع وحكم عليها ب 35 سنة، ثم خفف الرئيس جيمي كارتر عقوبتها إلى 7 سنوات، وحصلت في النهاية على عفو.

  • ناتاشا كامبوش: في عام 1988 قام ولفانج بيكلوبيل بخطف ناتاشا البالغة من العمر 10 سنوات واحتجزها لمدة 8 سنوات وخلال هذه الفترة هددها بالقتل وضربها، كما أنه أظهر لها اللطف وجلب لها الهدايا.

تمكنت ناتاشا من الهرب، ثم انتحر بيكلوبيل، ذكرت وكالات الأخبار أن ناتاشا بكت في العزاء.

شاهدي أيضاً: متلازمة راي

الخاتمة:

متلازمة ستوكهولم حالة اضطراب نفسي شهيرة نوعا ما، وقد تكون موجودة بشكل أو بآخر في المجتمع من حولك، أحرص على أن تكون حذراً منها أنت وعائلتك.