;

ما هو اضطراب الهوية الجنسية؟ وهل يمكن علاجه؟

ما هي أعراض اضطراب الهوية الجنسية وكيف يمكن علاجه؟ هل يقتصر العلاج على التدخل الجراحي أم هناك علاج دوائي؟ وما هي أهم النصائح للتعامل مع آباء المصابين؟

  • تاريخ النشر: السبت، 21 مايو 2022 آخر تحديث: السبت، 20 مايو 2023
ما هو اضطراب الهوية الجنسية؟ وهل يمكن علاجه؟

هل يعد تصنيف نوع جسدك لغزاً بالنسبة لك؟ هل تجد صعوبة في تحديد مشاعرك الجنسية على وجه اليقين؟ إذًا فأنت بحاجة إلى التعرف على اضطراب الهوية الجنسية.

ما هو اضطراب الهوية الجنسية

اضطراب الهوية الجنسية (بالإنجليزية Gender Dysphoria) هو حالة تخبط تصيب الشخص غالباً في فترة المراهقة، وهي المقصود بها حالة من عدم الرضا التام بالحالة الجنسية الذي خُلق بها الشخص، نظراً لأنها لا تتطابق مع ما يشعر به. [1]

أي على سبيل المثال، يشعر الذكر بأن مشاعره الجنسية لا تتوافق مع تصنيف جنسه كذكر كما وُلد؛ لذا يعاني من بعض الاضطرابات الجسدية والاضطرابات النفسية لكونه يشعر بأنه أنثى، والعكس صحيح بالنسبة للإناث اللاتي يعانين من اضطراب أو خلل الهوية الجنسية تجدهن يشعرن بعدم الرضا والاضطراب لكونهن إناثاً وليس ذكوراً.[1]

ومن الضروري توضيح أن اضطراب الهوية الجنسية نوع من أنواع الانحرافات أو الاضطرابات الجنسية، أي هذا الاضطراب مختلف عن المثلية الجنسية أو السادية الجنسية، لكن جميعهم يندرجون تحت مظلة الاضطرابات الجنسية. [1]

اضطراب الهوية الجنسية من الأمراض الجسدية أم النفسية

  1. لا يتم تصنيفه كمرضٍ نفسيٍ أو جسدي، بل هو اضطراب قوي يدفع الشخص للشعور بالسخط، وعدم الارتياح مع مشاعره الجنسية؛ لأنها غير متوافقة مع جنسه الذي خُلق به.
  2. إن سلوكيات الإنسان هي عبارة عن ترجمة لمشاعره وأفكاره، فيميل الشخص المصاب باضطراب الهوية الجنسية إلى القيام بسلوكيات وأنشطة غير مرتبطة بجنسه الأصلي، على سبيل المثال، تميل الذكور إلى اللعب بألعاب البنات؛ مثل: الدُمى، وأدوات المطبخ، على عكس ما يفترض أن يميلون للعب به من ألعاب مرتبطة بالأنشطة الرياضية، أو ألعاب التكنولوجيا.
  3. كل جنس منهم يميل إلى الاهتمام بملابس الجنس الآخر ويفضل ارتداءها بدلًا من الملابس الخاصة به، كما يفضلون استخدام بعض الضمائر والكلمات التي تشير إلى الجنس الآخر وليس جنسهم الذي يرون أنفسهم عليه.
  4. قد تشعر عائلة الطفل أو المراهق المصاب بخلل الهوية الجنسية بأنهم الوحيدون الذين يمرون بهذه المعاناة، فإذا كنت أحد هؤلاء الآباء لا تتردد في طلب الدعم لتنجح في تخطي التجربة بسلاسة ونجاح أكبر.[2]

ملاحظة:  في حال أن أحد المقربين منك يمر بهذه التجربة، لا تتردد في تقديم سبل الدعم النفسي والاطمئنان والتوجيه اللازم لهم، بما يلائم قدراتك لتساعدهم في معايشة التجربة بثقة، والانتهاء منها بنجاح. [2]

أعراض اضطراب الهوية الجنسية

قد تظهر بعض الأعراض على الحالات مع بداية تكوين الهوية الجنسية وإدراك الطفل بها بين سن 2-4 سنوات، وقد لا تظهر أي أعراض مُطلقاً في حالات أخرى حتى سن البلوغ، وتتمثل هذه الأعراض في الآتي:[3]

  • النفور من الأشياء والسلوكيات المحددة لجنسه، والميول لأشياء وسلوكيات الجنس الآخر؛ مثل: طريقة التحدث، وارتداء الملابس، والأنشطة الاجتماعية الخاصة بهم.
  • الرغبة القوية في أن يُرى ويُعامل على أنه الجنس الآخر وليس ما هو عليه بيولوجياً.
  • الرغبة القوية في تحويل هذه الأعضاء البيولوجية إلى أعضاء الجنس الآخر.
  • الشعور بالسخط وعدم الرضا عن الأعضاء الجنسية البيولوجية.
  • ضعف احترام الذات، وزيادة خطر إيذاء النفس والانتحار.
  • الشعور بالضيق والقلق والتوتر المستمر.
  • عدم الرغبة في تكوين علاقات اجتماعية.
  • ضعف المستوى الدراسي والتحصيلي.
  • احتمالية الإصابة بمرض  الاكتئاب.
  • صراعات شخصية مع العائلة والأصدقاء.
  • ملاحظة: يحاول 30-50% من إجمالي المصابين باضطراب الهوية الجنسية الانتحار بشكل مرتفع نتيجة لما يمرون به من رفض وعنف وتنمر؛ لذا في حال وجود أحد هؤلاء الأفراد في محيط معارفك، شارك في دعمه ومساعدته في تلقي العلاج النفسي والجسماني الملائم ليصبح بخير.[4]

أسباب الإصابة باضطراب الهوية الجنسية

لم يصل الأطباء والعلماء والباحثين إلى أسباب واضحة للإصابة بخلل الهوية الجنسية، لكن على الأغلب يرجع السبب إلى أزمة اجتماعية منذ الصغر، إلى جانب عدة أسباب أخرى؛ مثل:[3][4]

  • تعرض الجنين داخل الرحم لبعض المواد الكيميائية أو الإشعاعية.
  • تعطل الغدد الصماء المسؤولة عن تحديد الجنس قبل الولادة.
  • تخبط الهرمونات وزيادة أياً منهم عن الآخر.
  • سوء معاملة الوالدين والتعرض للإساءة والإهمال.
  • الاعتداء الجسدي أو الجنسي.

علاج لاضطراب الهوية الجنسية

هناك أكثر من بروتوكول طبي لعلاج خلل الهوية الجنسية سواءً العلاج بالعمليات الجراحية، أو العلاج بأدوية الهرمونات، ويتم اختيار نوع العلاج المناسب بناءً على الحالة الفردية للشخص واحتياجاته النفسية والجسمانية:[3]

العلاج الهرموني

يتمثل العلاج الهرموني في تناول مكملات هرمونية عديدة لعل من أشهرها، هرمون التستوستيرون أو هرمون الإستروجين حسب نوع جنس الحالة، إذ يتم تناول هرمون التستوستيرون للذكور بهدف تحفيز نمو العضلات ونمو الشعر، كما تتناول الإناث هرمون الإستروجين بهدف تحفيز نمو الثدي، وتعزيز خلايا البشرة، وتوزيع الدهون كجسد أنثوي. هذا وإلى جانب عدة أدوية ومكملات هرمونية أخرى؛ مثل:[3]

  • منبهات إفراز الهرمون الملوتن LHRH.
  • المركبات البروجسترونية (بالإنجليزية: Pregestational Compound).
  • هرمون السبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone).

العلاج الجراحي

  1. تكون العملية الجراحية مناسبة أكثر لفئة معينة من المصابين باضطراب الهوية الجنسية، وهم المخلوقين أساساً كونهم ذكوراً لكن أعضاؤه غير ظاهرة،أو العكس بطبيعة الحال، حيث تساعدهم في إظهار أعضائهم البيولوجية كالجنس الآخر. وتصاحب هذه الفترة عدة تغيرات جسدية وعقلية ونفسية كبيرة، وتحتاج دعماً طبياً ونفسياً كاملاً لمساعدة الأشخاص في مواجهة هذه التغييرات والتعايش مع المرحلة الجديدة.
  2. إلى جانب ما سبق، لا بد من وجود خطة علاجية نفسية تساعد الأشخاص المصابين باضطراب الهوية الجنسية من التخلص من اضطرابات الاكتئاب والقلق والتوتر التي مروا بها، إذ يحتاجون لعدة جلسات علاج معرفي سلوكي لإدراك كيفية فهم مشاعرهم والتعامل معها بطريقة صحية سليمة.
  3. توصي الرابطة المهنية العالمية لصحة المتحولين جنسيًا WPATH بعدم إجراء أي تدخل جراحي قبل إتمام الشخص 18 عاماً، وخصوصاً في حالة الأشخاص الذين يحملون العضوين الذكري والأنثوي معاً، حيث يجب إعطاء فرصة زمنية كافية لإظار كينونة وهوية هذا لشخص قبل التعجل في العلاج الجراحي.
  4. كما توصي بضرورة أن يعيش الشخص لمدة عامين على الأقل في دور الجنس الآخر المرغوب التحويل إليه، بهدف أن يتعايش وينسجم مع الهوية الجنسية الجديدة ويمتلك القدرة على التعامل مع مشاعره الجديدة بصحة. [3]

تناولنا من خلال هذا الموضوع أبرز أعراض اضطراب الهوية الجنسية، بالإضافة إلى طرق علاجه المتنوعة بين العلاج الجراحي أو العلاج الهرموني، حيث يكون المسؤول عن اختيار أي منهما الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!