;

ما نسبة الشفاء من مرض الدرن

  • تاريخ النشر: الأحد، 17 يوليو 2022 آخر تحديث: الإثنين، 30 يناير 2023
ما نسبة الشفاء من مرض الدرن

كان للتطور الكبير الذي شهده العالم في العلاجات الدوائية دوراً ملموساً في تضاءل معدل الوفيات الناتجة عن كثير من الأمراض المعدية، يتصدر مرض الدرن قائمة هذه الأمراض بكل تأكيد، الأمر الذي يفرض أهمية التعرف على نسبة الشفاء من مرض الدرن، وكيفية تشخيص وعلاج هذا المرض، إلى جانب توضيح الطرق التي تساهم في الوقاية من الإصابة به.

ما هو مرض الدرن

مرض الدرن أو السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) هو أحد أشهر الأمراض المعدية التي تصيب الرئتين، ينتقل المرض من مريض لآخر من خلال القطرات التنفسية التي تنطلق من المريض أثناء السعال أو العطس، وتعد بكتيريا المتفطرة السلية (بالإنجليزية: Mycobacterium Tuberculosis) هي البكتيريا المسؤولة عن نقل هذا المرض وانتشاره. [1]

على الرغم من تراجع معدلات الإصابة بالدرن في كثير من الدول المتقدمة في الآونة الأخيرة، إلا أن هناك زيادة نسبية في الإصابة به منذ عام 1985؛ نظراً لظهور فيروس نقص المناعة البشرية؛ لأنه يضعف الجهاز المناعي للمريض، ويجعله غير قادر على مواجهة البكتيريا المسببة للسل، كما ساهم ظهور بعض أنواع السل المقاوم للأدوية في انتشار المرض على نطاق أوسع. [1]

ينقسم مرض الدرن من حيث طبيعة الإصابة إلى نوعين هما: [2]

  1. الدرن الكامن: لا يعاني المرضى في هذا النوع من أي أعراض للمرض، على الرغم من وجود البكتيريا المسببة للدرن في أجسامهم، كما أنهم لا ينقلون العدوى إلى غيرهم من الأصحاء، لكنهم في حاجة إلى تلقي العلاج؛ منعاً لتطور المرض.
  2. الدرن النشط: يعاني مرضى الدرن النشط من ضعف في جهازهم المناعي بشكل يقلل من قدرتهم على  التغلب على البكتيريا المسببة للمرض، لذا يحتاج هؤلاء المرضى إلى علاج سريع ومكثف، منعاً لتطور الأعراض، ولتجنب انتقال عدوى السل إلى غيرهم من الأصحاء.

نسبة الشفاء من الدرن

هناك العديد من العوامل التي تساهم في تحديد نسبة الشفاء من مرض الدرن، من أهم هذه العوامل: [1]

  • عمر المريض.
  • الحالة الصحية للمريض.
  • طبيعة المرض وإذا كان من النوع المقاوم للأدوية، أو النوع التحسسي للأدوية.
  • احتمال إصابة المريض بأحد الأمراض المثبطة للجهاز المناعي، وأشهرها فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: HIV).

نسبة الشفاء في المرضى الأصحاء

حددت الإحصائيات العالمية نسب الشفاء من مرض الدرن، وترتفع هذه النسبة بين مرضى الدرن التحسسي وتتراوح من 95% إلى 97%، بينما تقل نسبة الشفاء بين مرضى الدرن المقاوم للأدوية وتتراوح من 50% إلى 60%، وتتراوح النسبة في حالة الدرن شديد المقاومة للأدوية بين 30% إلى 50%. [1]

على الرغم من انخفاض نسب الشفاء في حالات الدرن المقاوم للأدوية، والذي يشخصه الأطباء عند عدم استجابة المريض لأدوية الخط الأول وهي الإيزونيازيد والريفامبيسين، إلا أن نسب شفاء هؤلاء المرضى تتحسن بشكل ملحوظ عند استخدام أدوية الخط الثاني بشكل مكثف قد يصل في بعض الحالات إلى عامين. [3]

هناك بعض الحالات التي لا يستجيب فيها مرضى الدرن شديد المقاومة لأدوية الخط الثاني، ولسوء الحظ في هذه الحالة لا يوجد أي خيارات علاجية أخرى أمام هؤلاء المرضى، لهذا السبب اعتبرت منظمة الصحة العالمية مرض الدرن المقاوم للأدوية أزمة عالمية تهدد الأمن الصحي. [3]

نسبة الشفاء في مرضى فيروس نقص المناعة البشرية

تشير الإحصائيات إلى وجود ارتباط وثيق بين مرض السل، والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث يعد هؤلاء المرضى  أكثر عرضة للإصابة بالدرن بمعدل 18 ضعفاً، مقارنةً بالأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، لذا يرى البعض أن هذا المزيج مميتاً إلى حد كبير؛ نظراً لأن كلا المرضين يزيد من سرعة تقدم المرض الآخر. [3]

من الصعب تحديد نسبة الشفاء من مرض الدرن بين مرضى فيروس نقص المناعة البشرية؛ نظراً لأن الإحصائيات تشير إلى أن الوقت الذي يعيشه معظم المرضى من بداية الإصابة بمرض الدرن وحتى الموت يتراوح من شهرين إلى سبعة أشهر على الأكثر. [1]

أعراض مرض الدرن

يعاني مرضى الدرن النشط من بعض الأعراض المبكرة التي ينبغي أن يلتفتوا إليها، من أهم هذه الأعراض: [2]

  • حمى.
  • تعرق ليلي.
  • ألم في الصدر.
  • تورم في الرقبة.
  • شعور بالتعب والإجهاد.
  • فقدان الوزن والشهية.
  • سعال مستمر لمدة 3 أسابيع على الأقل.
  • بلغم يحتوي على دم عند السعال.

إلى جانب الأعراض الأساسية التي تعكس تأثير المرض على الرئتين، هناك بعض الأعراض الأخرى التي تظهر على أماكن أخرى في الجسم، لكنها تصاحب مرض الدرن، من أشهر هذه الأعراض: [2]

  • ألم في البطن.
  • صداع مستمر.
  • نوبات الصرع.
  • ألم في المفاصل والعظام.
  • تورم في الغدد الليمفاوية.

تشخيص الإصابة بالدرن

يعد اختبار الجلد هو الإجراء الأكثر شيوعاً في تشخيص مرض الدرن، يتضمن الاختبار حقن المريض بمادة تسمى مشتق البروتين المنقى تحت الجلد مباشرةً، وإعادة فحص جلد المريض بعد الحقن بمدة تتراوح من 48 إلى 72 ساعة، وفي حالة إصابة المريض بالدرن تظهر نتوءات حمراء صلبة وبارزة عن سطح الجلد. [4]

هناك بعض الإجراءات التي يعتمد عليها الأطباء في تشخيص مرض الدرن، من أشهر هذه الإجراءات: [4]

  1. تحاليل الدم: تستخدم هذه الاختبارات عادةً لتحديد طبيعة المرض إذا كان كامناً أو نشطاً.
  2. اختبارات التصوير: تعكس الأشعة المقطعية أو الأشعة السينية التغيرات التي طرأت على الرئتين نتيجة للإصابة بالدرن.
  3. اختبار البلغم: يحتاج الأطباء إلى أخذ عينة من بلغم المريض؛ للتحقق من طبيعة البكتيريا المسببة للعدوى، والتعرف على مدى مقاومتها للعلاجات الدوائية.

ما هو علاج مرض الدرن

تختلف خطة علاج الدرن بناءً على العديد من العوامل من أهمها: [2]

  • عمر المريض.
  • الصحة العامة للمريض.
  • إصابة المريض بالسل الكامن أو السل النشط.
  • سلالة البكتيريا المسببة للمرض، وإذا كانت مقاومة للأدوية أم لا.

بناءً على هذه العوامل يحدد الطبيب المضادات الحيوية التي تناسب حالة المريض، ويتضمن علاج السل الكامن عادةً تناول المريض مضادات حيوية مرة واحدة في الأسبوع لمدة 12 أسبوعاً، بينما يتطلب علاج السل النشط تناول المضادات الحيوية يومياً لمدة 9 شهور، وتزيد المدة في حالة الإصابة ببعض سلالات البكتيريا المقاومة للأدوية، وقد يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات في الحالات التي يؤثر فيها المرض على أعضاء أخرى إلى جانب الرئتين. [2]

الوقاية من مرض الدرن

تلعب التطعيمات دوراً شديد الأهمية في الوقاية من الإصابة بمرض الدرن في المناطق التي يكون فيها المرض شائعاً، أما بالنسبة لمنع انتقال الدرن من المرضى إلى الأصحاء، فهناك بعض الإجراءات التي تقلل من معدل انتشار المرض، من ضمن هذه الإجراءات: [4]

  1. تلقي المريض العلاج المناسب بالجرعات المحددة.
  2. بقاء المريض في المنزل، وعدم اختلاطه بالأصحاء قبل انتهاء فترة العلاج.
  3. الحرص على تهوية غرفة المريض؛ نظراً لسهولة انتشار البكتيريا في الأماكن المغلقة.
  4. ارتداء المريض قناع للوجه في حالة كونه مضطراً للاختلاط بالآخرين، خاصةً أعضاء الفريق الطبي؛ لأنهم الفئة الأكثر عرضة لانتقال العدوى إليهم.

تختلف نسبة الشفاء من مرض الدرن بناءً على الحالة العامة للمريض، وطبيعة البكتيريا المسببة للعدوى، ومدى تحسسها للأدوية المستخدمة في العلاج، وعلى الرغم من تراجع معدلات الإصابة بهذا المرض، إلا أن ظهور سلالات مقاومة للأدوية ساهم في صعوبة العلاج وتناقص نسب الشفاء بين المرضى.

  1. أ ب ت ث ج "مقال السل" ، المنشور على موقع emedicine.medscape.com
  2. أ ب ت ث ج "مقال كل ما تحتاج لمعرفته حول مرض السل" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  3. أ ب ت "مقال السل" ، المنشور على موقع who.int
  4. أ ب ت "مقال السل" ، المنشور على موقع mayoclinic.org