;

لماذا يفضل البعوض قرصك أكثر من صديقك الذي يجلس بجانبك؟

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 08 ديسمبر 2021
لماذا يفضل البعوض قرصك أكثر من صديقك الذي يجلس بجانبك؟

لا بدَّ وأنها حصلت معك سابقًا، بينما أنت جالسٌ في إحدى الليالي الصيفية مع صديقك في المساحات البرّية الشاسعة، تحتسيان العصير، يشكو صديقك من قَرص البعوض المتتالي له، بينما أنت تنظر إليه نظرة المندهش وتقول: "دمك ثقيل لذا هي تتجه للتغذية عليك، أما أنا فدمي خفيف، لا يفضلونه!"، ويردّ عليك هو: "بل أنا دمي طمهُ حلو لذا يفضلوني". نعم حصل هذا الموقف مع أغلبنا، وربما كنّا الشخص الذي يتعرّض للقرص بينما ينعم الشخص بجانبنا بجلوسه الهادئ وغير المزعج.

إذا قيل لك إن البعوض يحبك أكثر من صديقك لذا يقرصك أكثر، فتلك وجهة نظر علمية بحتة وصحيحة بنسبة معينة؛ إذ تشير الدراسات أنه هناك نسبة تُقدر بـ 20% من البشر يُعتبرون من النوع الذي "لا يُقاوم" بالنسبة للبعوض، هذا رأي العلم في الموضوع، وهذا ما يجعلنا نفكّر بكلام الآخر، هل بالفعل دمُنا حلوٌ لذا يجذب البعوض؟ لا، ولكن ما رأيك أن للدم علاقة بهذا الموضوع أيضًا! لمَ يا تُرى قد يفضّل البعوض قرص البعض أكثر من الآخر؟ [1]

أسباب تجعل البعوض يقرصك أكثر من صديقك الجالس بجانبك

لماذا يفضل البعوض قرصك أكثر من صديقك الذي يجلس بجانبك؟

أناقتك عزيزي: ألوان ملابسك تجعل البعوض يستهدفك أحيانًا

أظهرت آخر الأبحاث أن لألوان ملابسنا تأثيرًا على عملية اختيار هدف القرص بالنسبة للبعوض، حيث يستخدم الأخير أعينه الكثيرة لاستهدافنا، وقد تبيّن أن ارتداء الألوان الداكنة مثل اللون الأخضر، أو الأسود، أو الأحمر، يثير انتباه البعوض كثيرًا، ويسهّل عليه تحديدك واختيارك كفريسة. ولتتدارك أنت هذه المشكلة، عليك بالتركيز على ارتداء الألوان الفاتحة والأكثر نعومة مثل: الأبيض، البيج، الباستيل، وغيرها.

قد تكون فصيلة دمك مرغوبة بالنسبة للبعوض!

هل البعوض الذي قرصك ذكر أم أنثى؟ أعلم أنه لا يهمك الموضوع بما أن النتيجة واحدة وهي القَرص، ولكن هناك معلومة تقول: إن "البعوض البالغ" يعيش ويتغذى على الرحيق، يُعتبر هذا غذاؤه، أما بالنسبة للإناث، فالأمر مختلف قليلًا، لأنها هي من يُنتج البيض، وتعتمد في ذلك على البروتين الموجود في دم الإنسان، لذا ربما أغلب البعوض الذي يقرصك هنّ إناث!

بالنسبة لفصيلة الدم المرغوبة، فتوصلت الأبحاث إلى ما يلي: تترتّب فصائل الدم بحسب الجاذبية كما يلي من الأكثر إلى الأقل: O ثم B ثم A، إذًا أصحاب الزمرة A يعملون كمغناطيس للبعوض. هذا لا ينفي تعرّض أصحاب فصائل الدم الأخرى للقرص، ولكن نحن نتحدث هنا عن اتجاه البعوضة لاختيار قرص شخص من 3 أشخاص يحملون ثلاث زمر مختلفة.

هناك معلومة أخرى بخصوص فصيلة الدم، ولكنها لا تتعلق بنوع الفصيلة ذاتها، ألا وهي أن نسبةً كبيرة من الناس – حوالي 80% - يفرزون مادة أو مركبًا يشير إلى زمرة الدم لديهم، وهؤلاء على وجه الخصوص، ينجذب إليهم البعوض أكثر من انجذابه إلى الـ 20% الذين ليس لديهم هذا النوع من الإفرازات، هذا وبغضّ النظر عن فصيلة الدم كما ذكرنا، يكفي أن يكون لديك دم!

انجذاب البعوض إلى رأسك: لغاز CO2 يدٌ في ذلك!

لا أعلم إذا كان لديك علمٌ بأنه يمكن لهذه البعوضة استشعار غاز ثاني أكسيد الكربون من مسافات بعيدة، كما يمكنها رؤيتك من مسافة 5-15 متر! طبعًا تفيدها هذه الإشارات في تعقّبك لقرصك؛ بالنسبة للرؤية، فلا تحتاجُ تفسيرًا، ببساطة تراك وتتجه إليك، أما عن غاز ثاني أكسيد الكربون، فهذا الأمر يعتمد على عملية الزفير لديك. يمكن للبعوض استشعار التغيرات في هذا الغاز في البيئة التي يكون متواجدًا فيها، لذا كلما زفرت أكثر، أفرزت غاز CO2 من فمك أو أنفك أكثر، استشعرك البعوض أكثر واتجه إليك. يَزْفر الأشخاص الأكبر حجمًا بمعدلٍ أعلى كما نعلم، لذا تراهم يتعرّضون كثيرًا.

الانجذاب إلى رائحة عرقك!

للبعوض أنفٌ مثلك، يستشعر روائح المواد، وتجذبه رائحة حمض اللاكتيك والأمونيا على وجه الخصوص، ورائحة المركبات الأخرى التي تكوّن العرق المُفرَز من جسمك وتبعث منه تلك الرائحة المقززة، نعم البعوض يحبّ رائحة عرقك وتجذبه مركباتها. طبعًا إذا كنت رياضيًا، فتزيد التمارين الرياضية الشاقة من تراكم حمض اللاكتيك في جسمك، وهو ما يسهّل على البعوض العثور عليك أكثر من غيرك. تلعب العوامل الوراثية دورًا أيضًا في عدد المواد التي تطلقها أنت طبيعيًا وتؤثر على مدى اجتذابك للبعوض.

حرارة جسدك

وجدت بعض الدراسات أن البعوض يتوجه نحو مصادر الحرارة القريبة، التي يجدها مرغوبة للتغذي على الكائن المضيف. تولّد أجسامنا الحرارة، سواء بشكل طبيعي أو تماشيًا مع الجو، وهو ما يجعل مستويات بخار الماء القريبة من سطح جلدنا تختلف تباعًا لتناسب درجة الحرارة المحيطة، وما يفعله البعوض عندما يكون قريبًا منا، هو الاقتراب أكثر في حال وجد فينا درجة الحرارة المرغوبة المناسبة له.

رائحة بشرتك (جلدك) التي تتحكم بها البكتيريا

لماذا يفضل البعوض قرصك أكثر من صديقك الذي يجلس بجانبك؟

بشرتنا جميعًا تعجّ بأنواع البكتيريا التي لا يمكننا تحسسها إنما رؤيتها بالمجهر، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن الأنواع المختلفة للبكتيريا، وكمياتها الموجودة على سطح الجلد والتي تختلف من شخص لآخر، يمكن أن تلعب دورًا في جذب البعوض، طبعًا ومع الامتزاج ببعض العرق المُفرَز، يخلق ذلك رائحة مميزة بالنسبة للبعوض. هناك أنواع من البكتيريا طبعًا: منها ما يُصنّف كجاذب للبعوض، ومنها ما هو أقل جاذبية.

طبعًا تلعب البكتيريا دورًا كبيرًا في رائحة أجسامنا، ويختلف الأمر تبعًا لنوع البكتيريا وأعدادها أيضًا، فقد توصلت دراسة أجريت عام 2011 أن الأشخاص الذين يمتلكون تنوعًا من الميكروبات على سطح جلدهم، هم أقل جاذبية بالنسبة للبعوض! يفسّر عامل البكتيريا أيضًا سبب انجذاب بعض أنواع البعوض إلى منطقتي الكاحلين والقدمين، حيث تمثّل هاتان المنطقتان مكانًا جيدًا للتكاثر بالنسبة للبكتيريا.

الحوامل أكثر عرضة لقرصات البعوض

في إحدى الدراسات، ومصدرها أفريقيا، وُجد أن الامرأة الحامل عمومًا أكثر عُرضة للقَرص، وأن عدد البعوض الذي ينجذب إلى النساء الحوامل، يفوق العدد الذي يستهدف اللواتي لسنَ حوامل بمعدل الضعف، وهذا لأسباب عديدة، كان بعضها مما ذكرناه في الأعلى: زيادة معدل التنفس لدى الحوامل في أواخر حملهنّ بنسبة 21%، وهذا يزيد إفراز CO2 بالتالي جذب أكثر للبعوض، أما العامل الثاني فهو ارتفاع درجة حرارة بطون الحوامل بمعدل 0.7 درجة مئوية فوق الاعتيادي، وهذا مؤهِّل لجذب البعوض كما ذكرنا.

شاهدي أيضاً: علاج لدغات البعوض

شرب الكحول!

نعم البعوض أيضًا يمتلك حسًا ذوقيًّا وليس أنت فقط! تبيّن في إحدى الدراسات التي شملت 12 متطوّعًا، تمت المقارنة بين جذب أجسامهم للبعوض في حالتين: الأولى في الحالة الطبيعية، والثانية بعد أن شربوا بيرة سعة 12 أونصة، وبالمقارنة، كان معدل وقوف البعوض على هؤلاء بعد احتساء البيرة أعلى، وعلى الرغم من أن سبب هذا الأمر لا يزال مبهمًا بعض الشيء، إلا أن انجذاب البعوض إلى حرارة الجسم والعرق ربما يرتبط قليلًا بالكحول الذي يسبب في الأصل ارتفاع حرارة الجسم.

أحيانًا، قد تطمع البعوضةُ فيك!

تشير الأبحاث إلى إمكانية البعوض تفضيل نوع معين من المضيف! قد تذوق البعوضة دمك، ودم صديقك، وتلاحظ أن دمك ألذّ! فتتعلم أنك قد قدمت لها وجبة جيدة ولذيذة، وتربط إشاراتها الحسية – مثل أن تربط رائحة دمك – بك، ولذا تراها تعود لتقرصك مرة أخرى! هذا البند يستند إلى دراسة قديمة كانت حول انتقال الأمراض الذي ينقلها البعوض بالذات، حيث تبين أن 20% من الأشخاص المضيفين للبعوض قد مثّلوا حوالي 80% من انتقالية المرض بين السكان، وهو ما أفضى إلى نتيجة اختيار البعوض لجزء معين محدد من الناس أحيانًا. [2]

في النهاية، أودّ أن أقول إن البعوض يحبّ أن يقرصك أينما كان، فهو يريد التغذّي في النهاية، ولكن يفضّل الرأس والقدمين، لذا حاول تغطية قدميك بلبس السراويل الطويلة، استخدام طارد الحشرات قد يفيدك أيضًا، وفي أسوأ الأحوال، تجنب الجلوس خارجًا في وقت الفجر وأول الليل حيث يكون البعوض في ذروته. ونصيحة أخيرة، ابتعد عن أماكن المياه الراكدة فهي أكثر ازدحامًا بهذه الحشرات.