;

لماذا يعد التمر أفضل غذاء لإفطار الصائم

  • تاريخ النشر: السبت، 23 أبريل 2022 آخر تحديث: الخميس، 23 مارس 2023
لماذا يعد التمر أفضل غذاء لإفطار الصائم

لماذا يعد التمر أفضل غذاء لإفطار الصائم؟ هذا ما يدور في ذهن الكثير، لماذا التمر لا غيره من الفواكه؟وهل تسلل يوماً إلى خاطرك أن دعوةً من نبينا الكريم -محمد صلى الله عليه وسلم- تأتي سدى؟ إذ أوصانا الرسول بتناول التمر على الإفطار لما له من فوائد عظيمة، نناقشها في مقالنا هذا.

حقائق عن التمر

يُثمر التمر من شجرة النخيل في العديد من المناطق الاستوائية حول العالم، ويتم تجفيف معظم أنواع التمور؛ مثل: تمر المجدول (بالإنجليزية: Medjool)، وتمر دقلة نور (بالإنجليزية: Deglet Noor dates). وتختلف التمور في حجمها ولونها، ويتراوح لونها من الأحمر الفاتح إلى الأصفر الفاتح.[1]

وإليك بعض المعلومات الهامة حول التمر:[2]

  • التمر هو فاكهة شجرة النخيل التي تُزرع في أغلب دول الشرق الأوسط، وشمال ووسط أفريقيا، وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا.
  • يُزرع حوالي 40 نوعاً من التمور في شبه الجزيرة العربية وحدها وكذلك المغرب، ويتحكم نوع التمر في وقت حصاده ليكون طرياً أو جافاً أو شبه جافاً.
  • تبقى بذور التمر كامنة حتى سنوات أو عقود تحت الأرض إذا كانت ظروف الزراعة غير مناسبة.
  • يتميز التمر بالمذاق اللذيذ، كما أنه مفيد لعلاج حالات الإمساك والإسهال ويحسن من حالة عضلة القلب.
  • يعتمد عرب الصحراء على التمور كغذاء للجمال والخيول والكلاب.

لماذا يعد التمر أفضل غذاء لإفطار الصائم في رمضان

للتمر فوائد عظيمة في رمضان ويفضل إدخاله في النظام الغذائي؛ وذلك لأنه يحتوي على:[1]

خصائص غذائية مميزة

للتمور خصائص غذائية مميزة جداً، فالتمر المجفف يحتوي على نفس عدد السعرات الحرارية للفواكه المجففة؛ مثل: الزبيب والتين، لكنه يحتوي على سعرات حرارية أعلى من التمر الطازج. تُعزى معظم السعرات الحرارية التي في التمور إلى الكربوهيدرات، والقليل إلى البروتين، كما أنه يحتوي على فيتامينات وعناصر غذائية هامة وألياف طبيعية، فيحتوي 100 غرام من التمر على:

  • 277 سعرة حرارية.
  • 75 غرام كربوهيدرات.
  • 7 غرام ألياف.
  • 2 غرام بروتين.
  • 20% من النسبة الموصى بها بتناول البوتاسيوم.
  • 14% من النسبة الموصى بها بتناول المغنسيوم.
  • 18% من النسبة الموصى بها بتناول النحاس.
  • 15% من النسبة الموصى بها بتناول المنغنيز.
  • 5% من النسبة الموصى بها بتناول الحديد.
  • 12% من النسبة الموصى بها بتناول فيتامين ب 12.

ألياف طبيعية

يعطي 100 غرام من التمر كمية كافية من الألياف التي يحتاجها الجسم، فتحسن تلك الألياف من حالة الجهاز الهضمي وتمنع الإمساك وتنظم حركات المعدة.

أظهرت النتائج التي أجرتها دراسة مدى تأثير تناول 21 شخصاً 7 بلحات مدة 3 أسابيع على جهازهم الهمضي وتحسين عملية التبرز وحركات المعدة أكثر ممن لا يتناولون التمر، بالإضافة إلى دور ألياف التمور على الحد من ارتفاعات سكر الدم مباشرة بعد الأكل. لذلك للتمر مؤشر سكري منخفض (بالإنجليزية: Low glycemic index GI) والذي يقيس مدى سرعة ارتفاع مستوى سكر الدم بعد تناول الطعام.[1]

نسبة عالية من مضادات الأكسدة

يحتوي التمر على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض، فهي تحمي خلايا الجسم من الشوارد أو الجذور الحرة (بالإنجليزية: Free radicals) وهي جزيئات غير مستقرة تتسبب في إصابة الجسم بالأمراض.[1]

يحتوي التمر على نسبة مضادات أكسدة أكثر من التين والخوخ المجفف، ومن أمثلة مضادات الأكسدة:[1]

  • فلافونويد: تعد الفلافونويد (بالإنجليزية: Flavonoids) من أقوى مضادات الأكسدة التي في التمور، وتعمل على علاج الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالسكري، والزهايمر، وبعض أنواع السرطان.
  • الكاروتين: أثبت العلم أن الكاروتين (بالإنجليزية: Carotenoids) يعزز عمل عضلة القلب ويقلل من خطر الإصابة بأمراض العيون؛ مثل الضمور البقعي (بالإنجليزية: Macular degeneration).
  • حمض الفينول: يُعرف حمض الفينول (بالإنجليزية: Phenolic acid) بخصائصه المضادة للالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، وأمراض القلب.

فوائد تناول التمر

نتيجة احتواء التمر على عناصر غذائية متنوعة وضرورية لجسم الإنسان، فتلك فوائد التمر الكثيرة الناجمة عنها:[1]

يعزز صحة خلايا المخ

إن تناول التمر يقوي خلايا المخ، فأثبتت الأبحاث دور التمر في خفض علامات الالتهاب؛ مثل إنترلوكين 6 (بالإنجليزية: Interleukin 6 IL-6) في المخ؛ وذلك لأن ارتفاع نسبة الإنترلوكين 6 يرتبط بوجود بعض الأمراض العصبية؛ مثل الزهايمر (بالإنجليزية: s’Alzheimer).

كذلك أُجريت بعض الدراسات على مجموعة من الحيوانات، ووُجد أن له دوراً في تقليل فعالية بروتين بيتا أميلويد (بالإنجليزية: Amyloid beta proteins) الذي يسبب تكون اللويحات في المخ فتعمل على اضطراب التواصل بين خلايا المخ وبعضها، مما يؤدي إلى موت الخلية والإصابة بالزهايمر.

يرجع سبب فعالية التمر في تقوية خلايا المخ وتحسين عملها إلى احتوائه على الفلافونويد كأقوى مضاد للأكسدة والذي يعالج الالتهابات، لكن لم تكن الدراسات المجراة على البشر كافية حتى الآن لإثبات تلك الفائدة.[1]

يحفز الولادة الطبيعية

أُجريت بعض الأبحاث على إثبات فعالية التمر في تسهيل الولادة الطبيعية؛ إذ إن تناول التمر خلال الحمل في أسابيعه الأخيرة يساعد على توسيع عنق الرحم ،ويقلل من اللجوء إلى الولادة القيصرية (بالإنجليزية: Cesarean section).

يحتوي التمر على مادة التانينات (بالإنجليزية: Tannins)، وهي مادة قابضة تزيد من تقلصات الرحم وقت الولادة، كما أنه يعد مصدراً للسكريات الطبيعية والسعرات الحرارية التي تعين المرأة على تحمل آلام الولادة. وبالرغم من ذلك، ما زالت الدراسات غير كافية بشأن تأثير التمر على تحفيز عملية الولادة وتقليل مدة المخاض.[1]

مصدر تحلية طبيعي

يعد التمر مصدراً جيداً لسكر الفركتوز وهو سكر الفاكهة؛ لذلك فإن التمر حلو الطعم يشبه الكراميل، كما أنه يُستخدم كبديل صحي للسكر الأبيض لوجود العناصر الغذائية والألياف ومضادات الأكسدة الضرورية.

وأفضل طريقة لتصنيع التمر بديل السكر هو إضافة حبات التمر إلى الماء في محضرة الطعام لتتشكل عجينة سائلة ملساء، فيُستبدل كوب السكر بكوب عجينة التمر.[1]

الوقاية من أمراض العظام وسكر الدم

يحتوي التمر على المعادن التي يحتاجها العظام لينمو بشكل سليم؛ مثل: الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم، فتلك العناصر ضرورية للوقاية من أمراض العظام؛ مثل: هشاشة العظام. وبفضل انخفاض مؤشر التمر لسكر الدم، واحتوائه على الألياف ومضادات الأكسدة، فهو يساعد على إدارة مرض السكري.[1]

كيف يؤثر التمر على مستوى سكر الدم

يعد المؤشر السكري أو ما يعرف بالمؤشر الجلايسيمي (بالإنجليزية: Glycemic index) إحدى الوسائل المستخدمة لقياس تأثير الكربوهيدرات على مستوى سكر الدم، حيث يتراوح هذا المقياس من 0-100، إذ إن أقصى ارتفاع للسكر في الدم هو 100 بعد الوجبات، وتناول كربوهيدرات منخفضة المؤشر الجلايسيمي تقيس حوالي 55 أو أقل، والكربوهيدرات المتوسطة 56-69.

تسبب الكربوهيدرات منخفضة المؤشر الجلايسيمي ارتفاعات ضئيلة في سكر الدم ومستوى الإنسولين، وعلى عكس ذلك الكربوهيدرات التي لها مؤشر جلايسيمي عالي، فيجب على مرضى السكري الانتباه عند تناول التمر، إذ يتراكم السكر في الدم ويمكن أن يسبب خطورة عالية. فبالرغم من أن التمر له مؤشر جلايسيمي منخفض، إلا أن تناول كمية كبيرة منه يسبب ارتفاع سكر الدم بسرعة.[3]

أضرار تناول التمر

وكما للتمور فوائد عظيمة، فله أضرار جسيمة أيضاً عند تناوله بكميات أكبر من المسموح بها، ومن أضراره:[4]

  • زيادة الوزن: فالسعرات الحرارية بالتمر عالية قد تتسبب زيادة الوزن إذا لم يُتناول باعتدال.

  • ارتفاع سكر الدم: يحتوي التمر على نسبة من سكر الفركتوز، والذي يسبب الإفراط في تناوله ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم.
  • أمراض الكلى: يجب على مرضى الكلى تناول التمر بحذر واستشارة الطبيب؛ خوفاً من ارتفاع نسبة البوتاسيوم في التمر.
  • الحساسية: يمكن أن يسبب التمر حساسية لبعض الناس، تظهر على هيئة آلام في المعدة، وانتفاخات، وإسهال، وطفح جلدي.
  • الربو: يمكن أن يثير التمر أزيز الربو (بالإنجليزية: Wheezing of Asthma) لمرضى الجهاز التنفسي.

تستحق ثمرة التمر أن تتضمن نظامك الغذائي، فهي تحتوي على عناصر غذائية متعددة؛ مثل: الفلافونويد والألياف، ومضادات الأكسدة، وتمتد فائدة التمر بدايةً من تحسين عملية الهضم إلى الوقاية من الأمراض الخطيرة.