;

كيف تعالج براعم البروكلي التوحد

  • تاريخ النشر: الإثنين، 12 ديسمبر 2022 آخر تحديث: السبت، 01 أبريل 2023
كيف تعالج براعم البروكلي التوحد

يعد البروكلي من الخضروات المليئة بالمغذيات للجسم ويؤدي تناولها إلى تحسن في الصحة العامة، لكن الأكثر قوة هي براعم البروكلي التي تحتوي على مركب السلفورافان الفعال في الوقاية من بعض الأمراض، وعلاج أخرى، لعل من أبرزها مرض التوحد، لنتعرف في هذا المقال عن كيف تعالج براعم البروكلي التوحد.

العلاقة بين براعم البروكلي والتوحد

تشير الأبحاث التي أجراها علماء من مستشفى ماساتشوستس العام للأطفال وجامعة جون هوبكنز للطب إلى أن مادة السلفورافان في براعم البروكلي، وهي مادة كيميائية تعطي البروكلي مذاقه المميز قد تخفف بعض الأعراض السلوكية لدى الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطرابات طيف التوحد (ASDs).

تم علاج 40 فتى وشابًا، تتراوح أعمارهم بين 13 و 27 عامًا، ممن يعانون من التوحد المتوسط إلى الشديد، لمدة 18 أسبوعًا بجرعة يومية إما من دواء وهمي أو سلفورافان، وهي مادة كيميائية نباتية مشتقة من براعم البروكلي، ووجد الباحثون أن العديد من أولئك الذين يتناولون السلفورافان قد تحسنوا بشكل كبير في العديد من جوانب سلوكهم أثناء العلاج.

السلفورافان في براعم البروكلي

السلفورافان هو أحد المغذيات النباتية الأساسية التي يمكن الحصول عليها من الخضروات الصليبية، وخاصة من اللفت والبروكلي، ويمر السلفورافان بسرعة عبر الحاجز الدموي الدماغي، ويتراكم في الجهاز العصبي المركزي ثم يبدأ السلفورافان النشاط الأنزيمي الذي يسبب تأثيرات على الأعصاب.

أكبر المشكلات التي يشكو الآباء من أطفالهم المصابين بالتوحد هي عدم قدرتهم على التواصل والتفاعل بشكل جيد في التجمعات، لكن الأبحاث أشارت إلى أن براعم البروكلي لها تأثيرات مدهشة تساعد في التفاعل الاجتماعي والتواصل في مجموعة صغيرة في كل من الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد المتوسط إلى الشديد.

من ناحية أخرى تعمل براعم البروكلي على تحسين المستقلبات البولية المرتبطة بالأطفال المصابين بالتوحد والتي تعمل في النهاية على تحسين التفاعل الاجتماعي، وتقليل التهيج والقوالب النمطية الحركية.

توجد دلالات واضحة تربط بين النظام الغذائي الغني ببراعم البروكلي المليئة بالسلفورافان وانخفاض فرصة الإصابة بالتوحد لدى الأطفال، والسبب هو النشاط المضاد للأكسدة القوي لبراعم البروكلي والذي يمكن أن يضمن نمو المخ بشكل طبيعي.[1]

كيفية تناول براعم البروكلي لعلاج التوحد

المركب الموجود في الخضروات الصليبية، مثل البروكلي الذي يسبب تحسنًا في التوحد هو السلفورافان، ويتطلب التحول إلى السلفورافان إنزيمًا يسمى ميروسيناز ، والذي يتم تدميره عن طريق الطهي لذلك، يجب أن تؤكل الخضروات الصليبية نيئة، لكن عند طهيها يجب استخدام أحد الطرق الثلاث التالية:

  • تناول بعض الخضار النيئة الصليبية قبل تناول المطبوخة.
  • تقطيع الخضروات الصليبية قبل 40 دقيقة على الأقل من طهيها، مما يسمح للإنزيم بإطلاق السلفورافان.
  • تناول الخضروات الصليبية المطبوخة مع النيئة مثل الفجل.

الجدير بالذكر أن البروكلي في شكل مسحوق أو مكمل غذائي غير فعال.[2]

مرض التوحد 

التوحد هو اضطراب عصبي معقد يؤثر على كيفية تصرف الشخص، وتواصله، وتعلمه، وتفاعله مع الآخرين، ولا يعرف العلماء بالضبط ما الذي يسبب التوحد.

حاليا لا توجد أدوية لعلاج التوحد، لكن هناك مجموعة من الأطعمة النباتية التي تساعد في تخفيف الأعراض أبرزها الخضروات الصليبية؛ مثل: الملفوف، واللفت، والبروكلي، والقرنبيط، والجرجير، والملفوف الأخضر، والخردل، والفجل، وأكدت الأبحاث أن براعم البروكلي على وجه الخصوص تزيد من بروتينات الصدمة الحرارية وتحسن الوظيفة المشبكية في الدماغ، ويتأثر الجسم بمرض التوحد كما يلي:

  • عندما يصاب الأطفال المصابون بالتوحد بالحمى، تختفي الأعراض ما دامت الحمى، وهذا يرجع إلى بروتينات الصدمة الحرارية التي يطلقها الدماغ، حيث تعمل هذه البروتينات على تحسين النقل المتشابك من خلية دماغية إلى أخرى.
  • الدماغ تصبح عرضة للأكسدة الضارة، والأكسدة المفرطة.
  • مراكز الطاقة في الخلايا التي تسمى الميتوكوندريا تصبح معطلة في الأطفال المصابين بالتوحد.
  • يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من التهاب دماغي مفرط.

تمت دراسة مجموعة من الأطفال المصابين بالتوحد، أعطيت نصفهم كبسولات الدواء الوهمي والنصف الآخر من الكبسولات المتشابهة التي تحتوي على براعم البروكلي، في نهاية الدراسة، لم تظهر مجموعة الدواء الوهمي أي تحسن في الأعراض ولكن مجموعة البرعم أظهرت تحسنًا ملحوظًا،  لأن البراعم تحتوي على 10 أضعاف المغذيات الدقيقة مثل البروكلي الناضج.[2]

ما هي براعم البروكلي  

براعم البروكلي هي أقدم أشكال البروكلي أي قبل أن تتشكل سيقانها السميكة وزهيراتها المميزة، عادة ما يتم قطف براعم البروكلي عندما يكون عمرها من 3 إلى 5 أيام فقط وتشبه براعم الفاصوليا.

مذاق براعم البروكلي أكثر ترابيًا وفلفلًا، وتمتلئ بالعديد من المركبات الفريدة، بما في ذلك الجلوكورافانين، وهي نوع من الجلوكوزينولات الذي يمكن تحويله إلى سلفورافان في الجسم، وهو مركب نادر له إمكانية محاربة السرطان والتوحد.

مكونات براعم البروكلي الغذائية

تحتوي براعم البروكلي على مجموعة من القيم الغذائية كما يلي:

  • تحتوي حصة واحدة (84 جرامًا) من براعم البروكلي على 5 جرامات من الكربوهيدرات، و 2 جرام من البروتين.
  • يحتوي البروكلي الناضج على 44-171 مجم من السلفورافان لكل 100 جرام وزن جاف، بينما تحتوي براعم البروكلي على 1153 مجم من سلفورافان لكل 100 جرام وزن جاف.
  • تحتوي براعم البروكلي على كمية من فيتامين ك، لكن المستويات الإجمالية من فيتامين أ وفيتامين ج أقل من البروكلي كامل النمو.[3]

طريقة تناول براعم البروكلي الصحيحة 

يمكن استخدام براعم البروكلي في نظامك الغذائي اليومي بعدة طرق كما يلي، لكن للحصول على فوائده الصحية يُنصح بأكله نيئاً:

  •  إضافته إلى السلطة أو كبديل للخس على السندويشات.
  • تناول براعم البروكلي النيئة مع إضافة القليل من الملح أو المنكهات الأخرى.
  • استخدام براعم البروكلي في القلي السريع والصلصة.
  • يمكنك مزج براعم البروكلي م مع الحمص ليمنح وجباتك الخفيفة المزيد من الفوائد.[4]

فوائد براعم البروكلي   

تشمل أهم الفوائد الصحية لبراعم البروكلي قدرتها على تقليل علامات الشيخوخة المبكرة، وتخفيف أعراض التوحد، وغيرها من الفوائد التالية:

منع الشيخوخة المبكرة

ترتبط مضادات الأكسدة القوية والمركبات النشطة الموجودة في براعم البروكلي ارتباطًا مباشرًا بنشاط الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي في الجسم، بالإضافة إلى فيتامين أ، وفيتامين ج الموجود في هذه البراعم، مما يساعد في تقليل الشيخوخة عن طريق القضاء على التجاعيد، والبقع العمرية، وزيادة مرونة البشرة.[4]

مكافحة السرطان

أصبح السلفورافين الموجود في براعم البروكلي، مجال اهتمام أبحاث مكافحة السرطان في السنوات الأخيرة، حيث تشير الدراسات إلى أن هذا المكون يُظهر إمكانات وقائية كيميائية ضد أنواع معينة من السرطان؛ مثل: سرطان الجلد، وسرطان الثدي، وسرطان البروستاتا.[4]

يساعد في الهضم

إذا كنت تعاني من مشاكل في صحة الجهاز الهضمي، يمكن أن تحمي براعم البروكلي الجهاز المناعي للأمعاء، وتقلل من وجود البكتيريا الخطرة، وتحسن التوازن البكتيري، مما يضمن امتصاصًا جيدًا للمغذيات وصحة الجهاز الهضمي، ويقلل من خطر الإصابة بالإمساك، والقرحة، وسرطان القولون، والمستقيم.[4]

تحسين صحة القلب

أظهرت الأبحاث أن السلفورافان يساعد في حماية صحة القلب بطريقتين مختلفتين هما خفض مستوى الدهون الثلاثية، وتقليل ضغط الدم مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ مثل: تصلب الشرايين، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.[4]

الآثار الجانبية لتناول براعم البروكلي 

هناك مشكلة واحدة صغيرة في تناول البراعم طازجة من أي نوع وليس فقط البروكلي، حيث تصبح الظروف الدافئة والرطبة التي تحتاجها البراعم للنمو هي الظروف المثالية لنمو البكتيريا مثل السالمونيلا والإي كولاي، كل ما يتطلبه الأمر هو القليل من البكتيريا الضارة الموجودة في البذرة أو عليها والتي تتكاثر بعد ذلك بشكل جذري أثناء عملية الإنبات.

يعد طهي البراعم جيدًا هو أفضل طريقة لقتل هذه البكتيريا، لكن عادةً ما تؤكل البراعم نيئة أو مطبوخة قليلاً للحصول على فوائدها، لذلك لا يُنصح بتناولها نيئة للأطفال الصغار، وكبار السن، والنساء الحوامل، وأي شخص يعاني من ضعف في جهاز المناعة.[5]

لكي نحصل على أكبر قدر من فوائد براعم البروكلي علينا تعلم إنباتها بطريقة صحيحة وآمنة، في بيئة نظيفة ومُعقمة لكي لا نُصاب بالبكتريا، واستشارة الطبيب المختص بمتابعة حالات التوحد ليصف لنا أفضل نظام غذائي علاجي باستخدام براعم البروكلي.  

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!