;

علاقة الحجاب بنقص فيتامين D

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020 آخر تحديث: منذ يومين
علاقة الحجاب بنقص فيتامين D

هل هناك صلة بين الحجاب ونقص فيتامين D؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكن للمرأة أن تخفف من خطر الإصابة بأمراض العظام المرتبطة بنقص هذا الفيتامين؟

في العديد من دول العالم، اضطرت النساء اللواتي يرتدين الحجاب أو النقاب أو البرقع إلى طرح الكثير من الأسئلة في الآونة الأخيرة، ويبدو أن ارتداء الحجاب أو التستر يجعل النساء معرضاتٍ لخطر نقص فيتامين D.

في حين أنه يحق للمرأة ارتداء ما تريد من اللباس، فمن المعروف منذ زمن أن أغطية الجسم - وليس فقط البرقع الكامل، بل الحجاب والأكمام الطويلة أيضاً - يمكن أن تسهم في انخفاض مستويات فيتامين D الذي يركبه الجسم بعد التعرض لأشعة الشمس.

هذا الأمر لا ينطبق فقط على النساء والمسلمات، بل على أي شخص لا يتعرض جسمه لأشعة الشمس المعتدلة بشكلٍ منتظم. فغطاء الرأس أو الأكمام الطويلة تحجب أشعة الشمس عن الجسم وتجعلك معرضاً لأعراض هذا النقص التي قد تشمل الاكتئاب وهشاشة العظام وغيرها من المشكلات الصحية.

وقد تبين أن النساء المحجبات هن في خطر كبير لنقص فيتامين D، وأن خلع الملابس بشكل متواضع يمكن أن يزيد كمية أشعة الشمس التي يمتصها الجلد مما يقلل من خطر هذا النقص.

من هم الأشخاص المعرضين لخطر نقص فيتامين D؟

ليست النساء المحجبات فقط، هناك مجموعة واسعة من الأشخاص الذين هم في خطر كبير لنقص فيتامين D:

  • أي شخص، من أي دين أو من غير المتدينين، الذي عادةً ما يغطي أذرعه وساقيه في الخارج، و / أو يرتدي غطاء الرأس.
  • أي شخص يقلل من التعرض لأشعة الشمس لأي سبب من الأسباب: كالحد من خطر الإصابة بحروق الشمس أو سرطان الجلد.
  • أي شخص يعمل لفترات طويلة داخل مكتب أو مصنع أو متجر.
  • عمال المناوبات الليلية.
  • الأشخاص ذوي البشرة الغامقة.
  • أي شخص يبقى في المنزل طوال النهار، مثل المقيمين في المنزل لرعاية المرضى.
  • كل شخص خلال فصل الشتاء. حيث تحجب الغيوم أشعة الشمس.
  • الذين يعيشون في دول الشمال، حيث ضوء الأشعة فوق البنفسجية ضمن الطول الموجي المطلوب قليلة. [1]

هل هناك دراسات تشير لعلاقة الحجاب بنقص فيتامين D؟

في دراسة شملت مجموعة من النساء، تبين أن مظم النساء يعانين من نقصٍ في فيتامين D، وقد وجد الباحثون أن المشاركات اللواتي يرتدين الملابس الغربية أظهرن أن متوسط ​​مستويات فيتامين D لديهن يبلغ 8.5 نانوجرام لكل ملي لتر، بالمقارنة مع  4 نانوجرام لكل ميلي لتر عند النساء المحجبات، هذا يعني أن المرأة التي تؤدي اللباس المحتشم والحجاب ينخفض مستوى فيتامين D لديها بمعدل النصف مقارنة مع المرأة غير المحجبة، مع العلم أن المعدل الصحي لفيتامين D هو 30 نانوجرام لكل ميلي لتر أو أعلى.

يقول أحد الأطباء المشرفين على الدراسة: "عندما يعيش الناس في المناطق الأكثر برودة أو يغطون جسمهم بالملابس أكثر، فإنهم يعتمدون على نظامهم الغذائي فقط للحصول على فيتامين D، ولسوء الحظ، فإن معظم الأطعمة باستثناء الأسماك الزيتية والحليب المدعم بفيتامين D تحتوي على القليل جدًا من هذا الفيتامين".

ويضيف الطبيب: "إن المستويات المنخفضة من فيتامين D مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان والسكري ومرض كرون. فيتامين D ضروري أيضًا للحفاظ على مستويات الكالسيوم والفوسفور الطبيعية في الدم. كما أنه يساعد في امتصاص الكالسيوم مما يساهم في تكوين عظام قوية والحفاظ عليها.

في هذه الدراسة، قام الباحثون بفحص النساء الأمريكيات العربيات في مدينة ديربورن، وهي ضاحية في جنوب شرق ديترويت حيث يشكل العرب الأمريكيون ثلث سكانها البالغ عددهم 100 ألف نسمة. وقد توصلوا للنتيجة بعد تقييم لباس النساء والتاريخ الطبي واستخدام الأدوية والأعراض السريرية المرتبطة بنقص فيتامين D واستهلاك الحليب المدعم بهذا الفيتامين، كما تم أخذ عينات دم وتحليلها لمعرفة مستويات فيتامين D والمعادن التي تتأثر مستوياتها بنقص هذا الفيتامين

النتيجة النهائية التي توصل لها الباحثون هي: " إن القليل جدًا من الأشعة الشمسية يمكن أن تصل إلى الجلد عندما يكون مغطى دائمًا بالملابس، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين D". [2]

لماذا يعتبر فيتامين D مهماً؟

فيتامين D ضروري لكي تبقى العظام قوية، وذلك لأنه يساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم من الغذاء. ويتم إنتاج هذا الفيتامين في الجسم في المقام الأول عندما يتم امتصاص أشعة الشمس من خلال الجلد. وإن معظم الأغطية الكاملة بما فيها الحجاب وأغطية الرأس لا تسمح لأشعة الشمس الكافية بالوصول إلى الجلد.

نحن نتحدث دائمًا عن فيتامين C للمساعدة في حمايتنا من الأمراض الموسمية ونزلات البرد، لكن لا يعلم الجميع أن فيتامين D له دور محدد جدًا في مساعدة جهاز المناعة على محاربة العدوى المختلفة - حتى الأمراض الخطيرة - التي تهدد "الجسم. في الواقع، لا يعمل فيتامين D فقط على تثبيت الكالسيوم في العظام - وهي وظيفة أساسية أيضًا لمنع الكساح عند الأطفال وتجنب هشاشة العظام عند كبار السن - ولكن، في شكله المنشط، يعمل هذا الفيتامين على تعزيز عمل جهاز المناعة.

وفقًا للنموذج المناعي الحالي، من أجل حماية الجسم من خطر الفيروسات والبكتيريا، تلعب الخلايا اللمفاوية التائية الدموية البيضاء - المسؤولة عن المناعة الخلوية - دورًا أساسيًا لأنها تحدد العوامل التي تسبب الأمراض أو الخلايا المريضة غير السليمة (مثل تلك التي يمكن أن تتطور إلى ورم سرطاني) وتقتلها، ولكن لكي تكون الخلايا التائية قادرة على القيام بمهمتها، يجب أن تكون كمية فيتامين D في الجسم كافية، وبدونه، لن تكون الخلايا الليمفاوية التائية قادرة على العمل والرد والدفاع عن الجسم.

كيف يمكن تجنب نقص فيتامين D؟

يجب على المساعدين في الصيدلية أن يكونوا حساسين عند دخول عملاء يلبسون لباس يغطي كامل الجسم أن يتحدثوا عن احتياجاتهم لفيتامين D. وهنا بشكلٍ عام، بعض النصائح للحصول على المزيد من فيتامين D:

  • إذا كان لديكِ فناء أو شرفة حيث يمكنكِ كشف بعض الجلد دون ملاحظته، فحاولي تعريض جزء من جسمكِ لأشعة الشمس على ذراعيكِ أو ساقيكِ، معظم الأشخاص بحاجة إلى ما بين ساعتين وثلاث ساعات من التعرض لشمس الشتاء في منتصف النهار على مدى أسبوع للمساعدة في الحصول على مستويات فيتامين D المطلوبة. وفي الصيف، تنخفض المدة ​​إلى بضع دقائق من منتصف الصباح أو منتصف الظهيرة. كما أن الأشخاص ذوي الجلد الداكن قد يحتاجون إلى مزيد من التعرض لأشعة الشمس.
  • إذا لم يكن لديكِ مكان خاص لكي تعرضي جسمكِ لأشعة الشمس، يمكنكِ الجلوس أمام نافذة مفتوحة.
  • تتوفر الآن مجموعة واسعة من مكملات فيتامين D التي يمكن تناولها لتعويض النقص، لكنها لا تشكل بديلاً دائماً للتعرض لأشعة الشمس، ولا يجب أخذها بشكلٍ دائم.
  • حاولي ارتداء القماش ذو الألوان الفاتحة، لأنها قد تسمح للمزيد من الأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى الجلد.
  • فيتامين D لا يوجد بكثرة في الغذاء، لذلك، الحصول عليه من النظام الغذائي لا يعتبر كافياً في العادة، ولكن هناك عدد قليل من الأشياء التي يمكنك القيام بها لزيادة ذلك: تناولي المزيد من الأسماك الزيتية مثل الماكرين والرنجة والكبد والبيض وبعض المنتجات المعززة بفيتامين D، مثل الحليب والسمن ومزيج الألبان.
  • في هذه الفترة التي أجبرنا فيها فيروس كورونا على البقاء في المنزل وعدم الخروج والتعرض لأشعة الشمس، يُنصح بأخذ مكملات فيتامين D بما لا يقل عن 1500 - 2000 وحدة دولية يوميًا، في شكل فيتامين D3، وهو النوع الأكثر قابلية للاستيعاب في جسم الإنسان. [3]