;

علاج حمى الضنك والوقاية منها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الإثنين، 31 مايو 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
علاج حمى الضنك والوقاية منها

هل سمعت عن مرض حمى الضنك (Dengue fever)؟ ماذا تعرف عنه وعن أعراضه وطرق انتقاله وعلاجه؟ هل حقاً يحمي من فيروس كورونا؟.. سنتعرف في هذا المقال على مرضى حمى الضنك بالتفصيل.

ما هي حمى الضنك؟

تُعرف حمى الضنك باسم "حمى تكسير العظام" لأن المصابين بهذا المرض غالباً ما يعانون من الألم الشديد في المفاصل والعضلات والعظام، وحمى الضنك عبارة عن مرض تسببه عائلة من الفيروسات التي تنتقل عن طريق البعوض المصاب [1].

أسباب حمى الضنك

هناك أربعة فيروسات تسبب حمى الضنك، تتنقل هذه الفيروسات للإنسان عبر بعض أنواع البعوضة الزاعجة (Aedes)، ومنها على سبيل المثال:

  • بعوض الزاعجة المصرية (Aedes aegypti): أكبر ناقل لحمى الضنك، وينقل فيروسات أخرى مثل: فيروس زيكا.
  • بعوض الزاعجة المنقطة بالأبيض (Aedes albopictus): تنقل المرض في حالات نادرة.

تنتقل العدوى عندما تلدغ إحدى هذه البعوضات شخص مصاب بحمى الضنك، فينتقل لها وتحمله، ثم تلدغ شخص سليم فينتقل له المرض بلدغة واحدة.

ينشط البعوض الناقل لحمى الضنك خلال موسم الأمطار ولكن يمكن أن يتكاثر في أواني الزهور المليئة بالمياه والأكياس البلاستيكية والعلب على مدار العام، لدغة واحدة من البعوض يمكن أن تسبب المرض [1].

هل حمى الضنك معدية؟

قد يخطر ببالك السؤال التالي: هل حمى الضنك تنتقل من شخص إلى آخر؟ لا تنتشر حمى الضنك من شخص إلى آخر مباشرةً، بل تنتقل من شخص مصاب إلى بعوضة زاعجة إلى شخص سليم [1].

فترة حضانة الفيروس

بعد لدغة البعوضة الحاملة للفيروس، تتراوح فترة حضانة حمى الضنك في جسم الإنسان من 3 إلى 15 (عادة من 5 إلى 8) أيام قبل ظهور علامات وأعراض حمى الضنك [1].

أعراض حمى الضنك

تبدأ حمى الضنك بأعراض غير محددة تشبه أعراض الأنفلونزا وهي: (قشعريرة، صداع، ألم في أعلى جفن العين قد يتفاقم عند تحريك العينين، فقدان الشهية، الشعور بالتوعك، آلام أسفل الظهر) [1] [2].

  • ألم في الساقين والمفاصل خلال الساعات الأولى من المرض.
  • ترتفع درجة الحرارة بسرعة تصل إلى 104 فهرنهايت (40 درجة مئوية)، مع انخفاض معدل ضربات القلب.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • احمرار العيون.
  • يظهر طفح جلدي وردي فاتح أو شاحب على الوجه ثم يختفي.
  • غالباً ما تتورم الغدد الليمفاوية في الرقبة والفخذين.
  • تستمر الحمى الشديدة وعلامات حمى الضنك الأخرى لمدة بين 2 إلى 4 أيام، يتبعها انخفاض سريع في درجة حرارة الجسم (defervescence) مع التعرق الغزير.
  • ارتفاع سريع ثانٍ في درجة الحرارة.
  • طفح جلدي مميز مثير للحكة (بقع حمراء صغيرة تسمى نمشات) مع الحمى وينتشر من الأطراف لتغطية الجسم بالكامل باستثناء الوجه.
  • قد تكون راحتي اليدين والأخمصين حمراء فاتحة ومنتفخة.

في الواقع، قد تتعافى خلال أسبوع، ولكن في بعض الحالات قد تتفاقم الأعراض ويمكن أن تصبح مهددة للحياة. وهذا ما يسمى بحمى الضنك الشديدة أو حمى الضنك النزفية أو متلازمة صدمة الضنك، حيث تبدأ العلامات التحذيرية عادةً في اليوم الأول أو اليومين بعد زوال الحمى، وقد تشمل:

  • آلام شديدة في المعدة.
  • القيء المستمر.
  • نزيف من اللثة أو الأنف.
  • دم في البول أو البراز أو مع القيء.
  • نزيف تحت الجلد قد يشبه الكدمات.
  • صعوبة أو سرعة التنفس.
  • إعياء.
  • التهيج أو القلق.

ما هو تحليل حمى الضنك؟

قد يستخدم الطبيب اختبار دم يسمى (Detect IgM Capture ELISA) DENV))؛ بحثاً عن فيروسات حمى الضنك، فإن ظهر أحد هذه الفيروسات في التحليل فأنت مصاب بحمى الضنك [3].

هل حمى الضنك تسبب الوفاة؟

عدوى حمى الضنك النموذجية غير مميتة في معظم الحالات، حيث تكون نسبة الوفيات أقل من 1٪ من الحالات.

أما حمى الضنك النزفية الأكثر شدة فتصل فيها نسبة الوفيات إلى 2.5٪ من الحالات، وإذا لم تعالج يمكن أن تصل معدلات الوفيات إلى نسبة تتراوح بين 20٪ و50٪ [1].

هل حمى الضنك تصيب الأطفال؟

قد تنقل النساء المصابات بحمى الضنك أثناء الحمل الفيروس إلى الجنين أثناء الولادة. بالإضافة إلى ذلك، فإن أطفال النساء المصابات بحمى الضنك أثناء الحمل معرضون بشكل أكبر لخطر الولادة المبكرة أوانخفاض وزن الجنين عند الولادة [1].

علاج حمى الضنك

نظراً لأن الفيروس يسبب حمى الضنك، فلا توجد مضادات حيوية محددة لعلاجه، فبالنسبة لحمى الضنك النموذجية، يهتم العلاج بتخفيف الأعراض والعلامات، حيث تشمل العلاجات ما يلي [3]:

  • عقار الأسيتامينوفين: أقوى علاج لحمى الضنك يُصرف دون وصفة طبية فهو يساعد في تقليل آلام العضلات والحمى وعقار الكوديين للصداع الشديد ولآلام المفاصل والعضلات.
  • العلاجات المنزلية: مثل الراحة وتناول السوائل (معالجة الجفاف عن طريق الفم) مهمة.
  • لا تتناول مسكنات الألم مثل الأسبرين والأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) إلا بعد استشارة الطبيب لأنها قد تسبب حدوث نزيف.

يستغرق الشفاء التام عدة أسابيع غالباً، أما إذا كنت تعاني من حمى الضنك الشديدة، فقد تحتاج إلى:

  • رعاية داعمة في المستشفى.
  • تعويض السوائل والكهارل (وتعرف الكهارل باسم "الإلكتروليتات" وهي المعادن والأملاح الموجودة في الجسم) التي يفقدها الجسم من خلال سيرومات في الوريد (IV).
  • مراقبة ضغط الدم.
  • نقل الدم لتعويض نزيف الدم الحاصل بسبب حمى الضنك.

حمى الضنك كم تستمر؟

تستمر ذروة الإصابة بحمى الضنك المصحوبة بارتفاع درجة حرارة الجسم وآلام العضلات (ألم عضلي) من أسبوع إلى أسبوعين. يصاحب فترة النقاهة أيضاً الشعور بالضعف (الوهن) والتعب [1].

الوقاية من حمى الضنك

يمكنك تحصين نفسك من حمى الضنك والوقاية منها من خلال اتباع النصائح التالية [1]:

  • احترس من البعوض: من خلال البقاء في أماكن مكيفة (يتغير فيها الهواء باستمرار)، واستخدام الأغطية أثناء النوم لتجنب عض البعوض.
  • ارتدِ ملابس واقية: عندما تذهب إلى المناطق الموبوءة بالبعوض، ارتد قميصاً بأكمام طويلة وسراويل طويلة وجوارب وأحذية.
  • استخدم طارد البعوض: استخدم طارداً يحتوي على تركيز 10٪ على الأقل من مادة  ثنائي أثيل تولواميد (DEET) (الفعّألة في طرد الحشرات) على الملابس والأحذية ومعدات التخييم والناموسيات.
  • قلل من موطن البعوض: قم بإفراغ وتنظيف الحاويات التي تحتوي على مياه راكدة، مثل أوعية الزرع وأطباق طعام وشراب الحيوانات الأليفة وفاسات الزهور.

حمى الضنك وكورونا

يمكن أن تسبب حمى الضنك أعراضاً متشابهة مع فيروس كورونا، لكن سنتعرف في الجدول التالي على الفرق بين حمى الضنك وكورونا [4]:

وجه المقارنة

حمى الضنك

فيروس كورونا

التعريف

تنجم حمى الضنك عن أحد الفيروسات الأربعة: فيروس حمى الضنك 1 و 2 و 3 و 4. لهذا السبب، يمكن أن يصاب الشخص بفيروس حمى الضنك عدة مرات.

مرض فيروس كورونا مرض تنفسي يسببه فيروس SARS-CoV-2. من غير الواضح إن كان الأشخاص المتعافين من هذا المرض عرضة للإصابة به مرة أخرى.

الانتقال

ينتشر من خلال لدغات بعض أنواع البعوض الزاعجة التي تحمل فيروسات حمى الضنك.

ينتشر مباشرةً من إنسان لإنسان عبر الرذاذ التنفسي للشخص المصاب أو العطس أو التحدث عن قرب.

الأعراض

آلام (العين، عادةً أعلى الجفون أو العضلات أو المفاصل أو آلام العظام) والغثيان والقيء.

حمى أو قشعريرة، سعال، ضيق في التنفس، إعياء، آلام في العضلات، صداع، فقدان شديد في حاسة التذوق أو الشم، التهاب الحلق، احتقان أو سيلان الأنف، الغثيان أو القيء، إسهال.

متى عليك مراجعة الطبيب

إذا شعرت في غضون 24-48 ساعة بعد زوال الحمى بالأعراض التالية: آلام في المعدة،

القيء (3 مرات على الأقل في 24 ساعة)، نزيف من الأنف أو اللثة، دم في القيء أو البراز، الشعور بالتعب أو القلق أو الانفعال.

إذا عانيت من الأعراض التالية: صعوبة في التنفس، ألم أو ضغط مستمر في الصدر، ارتباك شديد، عدم القدرة على الاستيقاظ أو البقاء مستيقظاً، جلد أو شفاه أو أظافر شاحبة أو رمادية أو زرقاء اللون، حسب لون البشرة.

هل الإصابة بحمى الضنك تحميك من الإصابة بفيروس كورونا؟

توصلت دراسة جديدة في البرازيل إلى أن المناطق التي انتشرت فيها حمى الضنك، كان فيها معدل إصابات منخفض بفيروس كورونا مقارنةً بمناطق أخرى لم تعاني من حمى الضنك، حيث توصلت دراسة غير منشورة قام بها ميغيل نيكوليليس ونقلتها وكالة رويترز إلى هذه النتيجة بعد أن قارنت التوزيع الجغرافي لحالات الإصابة بفيروس كورونا مع انتشار حمى الضنك في عامي 2019 و 2020.

وقالت الدراسة: "هذا الاكتشاف المذهل هو من الاحتمالات المثيرة للاهتمام للتفاعل المناعي المتبادل بين الأنماط المصلية لفيروس حمى الضنك وفيروس كورونا"..

وأضاف الباحثون: "إذا ثبتت صحة هذه الفرضية، فقد تعني أن الإصابة بحمى الضنك أو التحصين بلقاح فعال وآمن لحمى الضنك يمكن أن ينتج مستوى معيناً من الحماية المناعية" ضد فيروس كورونا [5].. وبالطبع تحتاج علاقة حمى الضنك بغيرها من الأمراض مثل كورونا، المزيد من البحث والدراسة.

بعد التعافي من حمى الضنك، سيكون لديك مناعة طويلة الأمد لنوع الفيروس الذي أصابك - ولكن ليس ضد أنواع فيروسات حمى الضنك الثلاثة الأخرى. هذا يعني أنه يمكن أن تصاب مرة أخرى في المستقبل بأحد أنواع الفيروسات الثلاثة الأخرى.