;

علاج التنمر المدرسي.. ومن هم الأطفال الأكثر عرضة للتنمر

  • تاريخ النشر: الأحد، 25 يوليو 2021 آخر تحديث: الثلاثاء، 02 مايو 2023

التنمر في المدارس شائع جداً، وحسب الاحصائيات يتم الإبلاغ عن تعرض طفل من كل خمسة طلاب للتنمر في المدرسة، ويتسبب التنمر المدرسي لضحاياه بالأذى فيشعرون بالعجز والتهديد، في هذه المقالة ستناول علامات تدل على التنمر المدرسي وأماكن التنمر المدرسي ضمن المدرسة والأطفال الأكثر عرضة له إضافة لعلاج التنمر والوقاية منه.

علامات تدل على التنمر المدرسي

يمكن أن يكون المتنمر أي شخص في المدرسة فلا يوجد "متنمر" نمطي واحد، وعوامل الخطر التي تؤدي إلى التنمر تتراوح من تدني الثقة بالنفس والقلق إلى الشعور المتضخم باحترام الذات ونقص التعاطف.

عادة ما يكون التنمر مستمراً ومدمراً، ولكن من ناحية أخرى، يمكن أن يكون خفياً بحيث لا يمكن للمعلمين والأهل اكتشافه، ويحتاجون عندها للتعرف على العلامات التي تدل على أن الطفل يتعرض للتنمر المدرسي ومعرفة كيفية محاربة هذه المشكلة لأن التنمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عاطفية وجسدية ونفسية دائمة، وإليكم أهم العلامات التي تدل على التنمر المدرسي: [3] [1]

  • صعوبة إيقاظ الطفل صباحاً للذهاب إلى المدرسة، مع آلام المعدة أو الصداع الصباحي.
  • رفض الذهاب إلى المدرسة على الرغم من حبه السابق لها، والخوف من الذهاب اليها.
  • تغير نظام نومه، أو شهيته لتناول للطعام.
  • إصابته بنوبات القلق، أو البكاء، أو الغضب، وتقلب المزاج بشكل متكرر.
  • إصابة الطفل ضحية التنمر بالكدمات، أو الجروح، أو الخدوش دون سبب معروف للأهل أو المدرسين.
  • المعاناة من آلام متنوعة في المعدة، والظهر والكتف والرقبة، أو آلام غير معروفة السبب.
  • الإصابة بالدوار والدوخة وصعوبة بالتنفس دون سبب مرضي.
  • إسهال وغثيان دون سبب مرضي.
  • التبول الليلي (تبول الطفل في الفراش).
  • تعرض الأغراض الشخصية للضحية وثيابه للتخريب أو الفقدان.
  • يطلب الطفل المزيد من المال لشراء الطعام.
  • العودة للمنزل جائعاً.
  • الصمت وعدم الرغبة في التحدث أو الإفصاح عما يشغله.
  • كثرة الحديث عن الانتحار محاولة إيذاء النفس أو تشويهها.

    شاهدي أيضاً: إدمان الإنترنت

أماكن التنمر المدرسي في المدرسة

المتنمرون انتهازيون، يستغلون الطلاب الذين يرون أنهم ضعفاء، ولكن على الرغم من ذلك، لا يمكن أن يحدث التنمر، ما لم يكن لدى المتنمر مكان أو مساحة يمكنه فيه استغلال الضحية وإيذائها.

فالزاوية البعيدة ضمن الفصل الدراسي، والممرات المهجورة، والحمامات، هذه كلها مواقع قد يحدث فيها التنمر، والأماكن ضمن المدرسة التي ينتشر فيها التنمر غالباً ما تكون مهجورة بعيدة عن أعين الإداريين أو سيئة الإشراف.

مع ذلك، فالخبر الجيد أنه عندما يتواجد البالغون للإشراف على هذا الأماكن،ثم يقومون بالتدخل السريع عندما يشهدون سلوك تنمر، بعدها يفرضون العقاب العادل والمناسب على الطفل المتنمر لسوء سلوكه؛ فإن معدل التنمر في هذه الأماكن سوف ينخفض. [2]

الأطفال الأكثر عرضة للتنمر المدرسي

يختار المتنمرون الأطفال الذين يعتدون عليهم بعناية، وغالباً ما يكون الأطفال الأكثر عرضة للتنمر المدرسي هم: [3]

  • الأطفال الأقل حجماً والأصغر سناً.
  • الأطفال الذين يبدون ضعفاء الشخصية وغير قادرين على الوقوف في وجه المتنمرين.
  • الأطفال الذين لديهم القليل من الأصدقاء للدفاع عنهم.
  • الأطفال الذي يُنظر إليهم على أنهم مختلفون عن الأطفال الآخرين (طفل يرتدي نظارة طبية أو لديه لون شعر أحمر أو إعاقة تتمثل في عرج بسيط مثلاً).

التنمر المدرسي وعلاقته بالتحصيل الدراسي

عادة ما يرتبط التنمر والإنجاز الأكاديمي المنخفض، ولوحظ أن الطلاب الذين يتعرضون للتنمر بشكل متكرر يحصلون على درجات أقل ويشاركون بشكل أقل في المناقشات الصفية.

ويتم تصنيفهم بشكل خاطئ على أنهم متدنيو التحصيل وكسالى دراسياً، لأنهم لا يريدون التحدث في الفصل خوفاً من التعرض للتنمر، وربما تكون أفضل طريقة للحد من التنمر هي تقديم الدعم الأكاديمي للطلاب ذوي الأداء المنخفض. [7]

التنمر المدرسي وعلاقته بالمهارات الاجتماعية

أظهرت الدراسات أن المهارات الاجتماعية مرتبطة عكسياً بكل من التنمر الجسدي المباشر والتنمر غير المباشر، وفقاً لتصورات المعلمين.

فإن الأطفال الذين يتنمرون على أقرانهم، بغض النظر عن شكل التنمر الذي يستخدمونه، يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية لإدارة العلاقات الشخصية بشكل فعال. [8]

التنمر المدرسي وعلاقته بالذكاء الأخلاقي

يلعب التعاطف والنظرة الأخلاقية للذات دوراً في تطوير الفرد لسلوكه العدواني وقدرته على التنمر، وكذلك في قدرته على التفاعلات الاجتماعية الإيجابية.

كما يكون الطالب اللطيف وصاحب الذكاء الأخلاقي أقل عرضة للتنمر لأنه يتصرف بطريقة حضارية تجاه الآخرين، وقد يتضايق الطالب الذي يتعرض لسوء معاملة الآخرين ويجد صعوبة في تجاهل ذلك، فيدفعه قلقه إلى اتخاذ بعض الإجراءات ومعالجة التنمر بطريقة ما أو يقوم بالتواصل مع شخص بالغ موثوق به (والديه والمرشد النفسي في المدرسة مثلاً) للمساعدة في التعامل مع الموقف. [9]

علاج التنمر المدرسي

هناك بعض الأساليب والإجراءات التي يجب اتباعها لمحاولة معالجة حالات التنمر المدرسي ومن تلك الأساليب: [2] [4] [5]

  1. تعزيز الثقة بالنفس: محاولة ولي الأمر أو المعلمين المسؤولين عن الأطفال الضحايا مساعدتهم على استرداد ثقتهم المفقودة في أنفسهم.
  2.  التربية بطريقة سليمة وفق الأساليب الحديثة البعيدة عن العنف: وذلك للخروج بالطفل المعتدى عليه من دائرة العنف التي وضع بداخلها.
  3. محاولة بناء علاقات صداقة بين الطفل ووالديه: وإيجاد حل لتلك العزلة التي قد يلجأ إليها الطفل.
  4. محاولة بث روح الحب والصداقة بين الطلاب وهنا يأتي دور المدرسة في ذلك الأمر.
  5. علاج الطالب المتعرض للتنمر نفسياً إذا لزم الأمر وذلك في بعض حالات التنمر الشديد.

علاج التنمر.. مثال حالة "تجارب"

تعرض طفلة عمرها 11 عاماً للتنمر المتكرر في مدرستها وتعرضت للتنمر عبر الإنترنت في السر. حيث دأبت مجموعة من الفتيات على مناداتها بأسماء مضحكة، ومضايقتها في الأماكن العامة، ورميها بالورق، ونشر رسائل بذيئة عنها على الإنترنت للطلاب الآخرين.

فشعرت الطفلة بالخوف والقلق وباتت منزعجة من الطريقة التي تعاملها بها الفتيات، لكنها احتفظت بمشاعرها لنفسها ولم تبلغ أحداً.

 ذات يوم أذلّت الفتيات في المدرسة الطفلة ضحية التنمر بشدة لدرجة أنها أخبرت والدتها أخيراً عن تنمر الفتيات في المدرسة، وتم العلاج كالتالي: [6]

  • اتصلت الأم على الفور بمسؤولي المدرسة والتقت بإدارة المدرسة لمناقشة مشكلة التنمر.
  • بدأت الطفلة بلقاء مستشار المدرسة بانتظام للتحدث عن مشاعرها، وممارسة السلوكيات من أجل الرد الفعال على المتنمرين، وبناء احترام الذات.
  • بدأت إدارة المدرسة برنامجاً على مستوى المدرسة للقضاء على تنمر الأقران. بدعم من والدي الطفلة والمدرسة ومستشار المدرسة.
  • وبعدها شعرت الطفلة بأمان أكبر وهي الآن أكثر قدرة على إثبات نفسها في وجود المتنمرين.

الوقاية من التنمر المدرسي

إن طرق الوقاية من التنمر المدرسي وتوجيه الأفراد نحو سلوكيات إيجابية في المجتمع تتم من خلال عدة أمور نذكر منها: [2] [4] [6] [5]

  1. زيادة مستوى مراقبة البالغين: الطريقة الأكثر فاعلية للوقاية من التنمر المدرسي هي زيادة مستوى الرقابة في الممرات، وعلى السلالم، وغيرها من الأماكن التي يتم فيها الإبلاغ عن التنمر بشكل متكرر وخلال الأوقات التي يُرجح فيها حدوثه.
  2. يجب أن يتلقى مراقبو الطلاب تدريباً حول سلوكيات التنمر التي يجب البحث عنها وكيفية التدخل الفعال مع المتنمرين وكيف يمكنهم التدخل بشكل أكثر فاعلية في مواقف التنمر عندما يعرفون أسماء الأطفال المعنيين والفصول الدراسية المخصصة لهم.
  3. الفصل بين الطلاب الأكبر سناً والأصغر سناً عندما يكونون في أماكن أقل إشرافاً كالملعب لمنع الأطفال الكبار من إيذاء الصغار.
  4. تطوير واتباع سياسة مكافحة التنمر التي تؤكد على استخدام التقييم والتدخل، على عكس التدابير العقابية الصارمة كالطرد.
  5. زيادة الوعي بالعواقب السلبية المرتبطة بالتنمر: من خلال استخدام مقاطع الفيديو والكتب والعروض التقديمية في الفصول الدراسية.
  6. سلوكيات التنمر قد تتغير من سنة إلى أخرى: لذلك يجب استخدام عملية صنع القرار المستندة إلى البيانات لتلبية احتياجات المدرسة المتعلقة بالتنمر والاستمرار في إجراء وجمع وتحليل البيانات سنوياً ورصد زيادة نسبة التمرد أو تقلصها والظروف المرتبطة بالمتنمرين وضحاياهم.

أخيراً...إن وضع حد للتنمر ليس شيئاً يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها وليس شيئاً يمكن تحقيقه من خلال عمل فرد واحد، فمن أجل وضع حد للتنمر، يجب على المعلمين وأولياء الأمور أن يجتمعوا مع الطلاب لخلق ثقافة من التسامح والقبول في مدرستهم، وعندما يتعلم الطلاب احترام بعضهم البعض وقبول اختلافهم عندها فقط سيقل التنمر المدرسي.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!