;

علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز عند الأطفال

تعرف على علاجات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز عند الأطفال

  • تاريخ النشر: الجمعة، 23 ديسمبر 2022 آخر تحديث: السبت، 23 ديسمبر 2023
علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز عند الأطفال

لا يقتصر علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز عند الأطفال على تناول الأدوية فقط، بل هناك العديد من العلاجات الفعالة الأخرى التي يمكن أن تساعد الأطفال المصابين على تحسين قدرتهم على الانتباه، والتحكم في السلوك الاندفاعي، والحد من فرط النشاط، نتعرف عليها في هذا المقال.

ما هو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز عند الأطفال (ADHD أو ADD) هو اضطراب سلوكي يتم تشخيصه لأول مرة عادةً في مرحلة الطفولة، ويتميز بعدم الانتباه والاندفاع، وفي بعض الحالات فرط النشاط، عادة ما تحدث هذه الأعراض معًا، مع ذلك قد يحدث أحد دون الآخر.

أنواع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وهي ما يلي:

  • اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD): النوع المشترك، وهو النوع الأكثر شيوعًا من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يتميز بالسلوكيات الاندفاعية وفرط النشاط بالإضافة إلى عدم الانتباه والتشتت.
  • نوع اندفاعي ومفرط النشاط: وهو النوع الأقل شيوعًا من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يتميز بالسلوكيات الاندفاعية والنشاط المفرط دون عدم الانتباه والتشتت.
  • النوع الغافل والمشتت: يتميز هذا النوع من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في الغالب بعدم الانتباه والتشتت بدون فرط النشاط.[1]

الدواء لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

غالبًا ما يتم وصف المنشطات مثل ريتالين وأديرال لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لكنها قد لا تكون الخيار الأفضل لطفلك، وهي بالتأكيد ليست العلاج الوحيد.

قد تساعد أدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه طفلك على التركيز بشكل أفضل أو الجلوس ساكنًا، على الأقل على المدى القصير، لكن حتى الآن هناك القليل من الأدلة على أنها تحسن التحصيل الدراسي أو العلاقات أو المشكلات السلوكية على المدى الطويل، وحتى على المدى القصير فإن الأدوية لن تحل جميع المشاكل أو تقضي تمامًا على أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

الآثار الجانبية للأدوية

تستخدم هذه الأدوية لقدرتها على موازنة المواد الكيميائية في الدماغ التي تمنع الطفل من الحفاظ على الانتباه والسيطرة على النبضات، فهي تساعد في مساعدة الدماغ على التركيز ويمكن استخدامها لتقليل الخصائص الرئيسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكن هناك مخاوف بشأن الآثار الجانبية التالية التي قد تحدثها هذه الأدوية القوية على نمو دماغ الطفل:

نتائج العلاج بالأدوية

كل طفل يستجيب بشكل مختلف لأدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز حيث يشعر بعض الأطفال بتحسن كبير في حين أن البعض الآخر لا يشعر بالراحة، وتختلف الآثار الجانبية أيضًا من طفل لآخر.

يجب وضع العلاج الدوائي لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز تحت المراقبة حيث يحتاج طبيب طفلك إلى مراقبة الآثار الجانبية، ومراقبة ما يشعر به طفلك، وضبط الجرعة وفقًا لذلك، وعندما لا تتم مراقبة الأدوية الخاصة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بعناية، فإنها تكون أقل فعالية وأكثر خطورة.

إذا اخترت أن تعالج طفلك بالدواء فهذا لا يعني أن عليه الاستمرار في تناوله إلى الأبد، يمكنك أن تقرر بأمان التوقف عن علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى طفلك بالأدوية إذا لم تسر الأمور على ما يرام.

يكون علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر فعالية عند دمجه مع علاجات أخرى مثل مهارات التأقلم والسلوك.[2][3]

علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في المنزل

لدى الوالدين تأثير كبير على علاج الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه حيث تشير بعض الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الكثير من التمارين، واتخاذ خيارات يومية ذكية أخرى يمكن أن يساعد طفلك في التحكم بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

التمارين والرياضة

تعتبر ممارسة الرياضة من أسهل الطرق وأكثرها فعالية لتقليل أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال حيث يعزز النشاط البدني على الفور مستويات الدوبامين، والنورادرينالين، والسيروتونين في الدماغ وكلها تؤثر على التركيز والانتباه، وبهذه الطريقة، تعمل التمارين والأدوية لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؛ مثل: ريتالين، وأديرال بالمثل، لكن على عكس الأدوية لا تتطلب التمارين وصفة طبية ولا يوجد لها آثار جانبية ضارة.

يُنصح بممارسة الأنشطة التي تتطلب اهتمامًا بحركات الجسم مثل:

  • الرقص.
  • الجمباز.
  • فنون الدفاع عن النفس.
  • التزلج.
  • الرياضات الجماعية.

تشير الدراسات إلى أن قضاء الوقت في الطبيعة يمكن أن يقلل من أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال، لذلك شجع طفلك على اللعب بالخارج لمدة 30 دقيقة على الأقل كل يوم.[3]

النوم

يمكن أن يؤدي النوم المنتظم الجيد إلى تحسن كبير في أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال مع ذلك يعاني العديد من الأطفال المصابين من مشاكل في النوم ليلاً، في بعض الأحيان تكون صعوبات النوم هذه ناتجة عن الأدوية المنشطة وسيؤدي تقليل الجرعة أو إيقاف الدواء تمامًا إلى حل المشكلة.

نسبة كبيرة من الأطفال المصابين الذين لا يتناولون المنشطات يعانون أيضًا من صعوبات النوم لذلك يُنصح باتباع ما يلي:

  • حدد موعدًا منتظمًا للنوم وفرضه على الطفل.
  • قم بإيقاف تشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
  • الحد من النشاط البدني في المساء.[3]

التغذية

تشير الدراسات إلى أن ما يأكله الطفل ومتى يأكله يحدث فرقًا عند التعامل مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، لذلك يجب اتباع الخطوات التالية:

  • قم بجدولة وجبات أو وجبات خفيفة منتظمة لا تزيد عن ثلاث ساعات، سيساعد ذلك في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في دم طفلك مما يقلل من التهيج ويدعم التركيز.
  • حاول تضمين القليل من البروتين والكربوهيدرات المعقدة في كل وجبة لتساعد الطفل على الشعور بمزيد من اليقظة مع تقليل فرط النشاط.
  • أضف المزيد من أحماض أوميغا 3 الدهنية إلى نظام طفلك الغذائي، وتوجد أوميغا 3 في سمك السلمون، والسردين والبيض ومنتجات الألبان المدعمة، ومع ذلك فإن أسهل طريقة لزيادة تناول طفلك هي من خلال مكملات زيت السمك لكن استشر الطبيب أولاً.

يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من انخفاض في معادن الزنك والحديد والمغنيسيوم، وهذه المعادن المهمة قد تساعد زيادة مستوياتها في السيطرة على أعراض الاضطراب، وقد تكون زيادة الحديد مفيدة بشكل خاص لذلك استشر طبيب الأطفال قبل تناول المكملات.[3]

العلاج السلوكي لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يعد العلاج السلوكي المعروف أيضًا باسم تعديل السلوك علاجًا ناجحًا للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومفيد بشكل خاص كعلاج مشترك للأطفال الذين يتناولون الأدوية المنشطة وقد يسمح لك بتقليل جرعة الدواء.

يتضمن العلاج السلوكي تعزيز السلوكيات المرغوبة من خلال المكافآت والثناء، وتقليل السلوكيات التي تؤدي إلى مشكلات من خلال وضع حدود وعواقب، على سبيل المثال ، قد يكون أحد التدخلات هو أن يكافئ المعلم الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لاتخاذ خطوات صغيرة نحو رفع يده قبل التحدث في الفصل حتى لو كان الطفل لا يزال بعيداً عن الفعل ذاته، النظرية هي أن مكافأة المحاولة من أجل التغيير تشجع السلوك الجديد للطفل

المبادئ الأساسية للعلاج السلوكي

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال هناك ثلاثة مبادئ أساسية لأي نهج علاج سلوكي:

ضع أهدافًا محددة: ضع أهدافًا واضحة لطفلك مثل الاستمرار في التركيز على الواجبات المنزلية لفترة معينة أو مشاركة الألعاب مع الأصدقاء.

قدم المكافآت والعواقب: امنح طفلك مكافأة محددة عندما يُظهر السلوك المطلوب، وامنح طفلك نتيجة غير مرغوب فيها أو عقوبة عندما يفشل في تحقيق هدف، بالطبع لا يجب أن تتضمن العقوبات أي إيذاء جسدي لأن ذلك يدمر صحة الأطفال العقلية.

استمرار المكافآت والعواقب: إن استخدام المكافآت والعواقب باستمرار لفترة طويلة سيشكل سلوك طفلك بطريقة إيجابية.[3]

نتائج العلاج السلوكي

يمكن للوالدين إعداد برنامج تعديل سلوكي مخصص للطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بمساعدة أخصائي سلوكي، حيث يركز المعالج على الحلول العملية للقضايا اليومية، ويعد برنامجاً للمكافآت والعواقب لطفلك في المنزل والمدرسة ودعم الوالدين في تشكيل سلوك طفلهم.

الصبر هو مفتاح العلاج السلوكي لأن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه معروفون باختلاف أعراضهم، في يوم من الأيام قد يتصرف طفلك بشكل رائع، وفي اليوم التالي يعود إلى الأنماط القديمة، في بعض الأحيان قد يبدو الأمر كما لو أن التدريب لا يعمل ولا يأتي بنتائج، مع ذلك يحسن العلاج السلوكي من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع مرور الوقت.[3]

العلاج بتدريبات المهارات الاجتماعية

نظرًا لأن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه غالبًا ما يواجهون صعوبة في التفاعلات الاجتماعية البسيطة فإن نوعًا آخر من العلاج يمكن أن يساعد في التدريب على المهارات الاجتماعية.

 التدريب على المهارات الاجتماعية عادة ما يتم في مجموعة ويقودها معالج يوضح السلوكيات المناسبة ثم يقوم الأطفال بتكرارها، وتقوم مجموعة المهارات الاجتماعية بتعليم الأطفال كيفية قراءة ردود أفعال الآخرين، وكيفية التصرف بشكل أكثر قبولًا، ويجب أن تعمل مجموعة المهارات الاجتماعية أيضًا على نقل هذه المهارات الجديدة إلى العالم الحقيقي.[3]

نصائح لدعم علاج الأطفال

غالبًا ما يواجه الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز صعوبة في تطبيق ما تعلمونه من مكان إلى آخر، على سبيل المثال ربما تعلموا كيفية التحكم في الانفعالات الاندفاعية في المدرسة، لكنهم يقاطعون الآخرين في المنزل لذلك من المهم أن يتعلم الآباء كيفية تطبيق تقنيات العلاج السلوكي في المنزل، واتباع النصائح التالية:[3][4]

اتباع الروتين واستخدم الساعات

من المهم تحديد وقت ومكان لكل شيء لمساعدة الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على فهم وتلبية التوقعات، قم بوضع روتين بسيط للوجبات، والواجبات المنزلية، واللعب، والنوم، كما يجب وضع ساعات في جميع أنحاء المنزل مع ساعة كبيرة في غرفة نوم طفلك، وخصص الكثير من الوقت لما يحتاج طفلك القيام به، مثل الواجبات المنزلية أو الاستعداد في الصباح.

تبسيط جدول طفلك

قد يصبح الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أكثر تشتتًا إذا كان هناك الكثير من أنشطة ما بعد المدرسة لذلك يجب وضع جدول بسيط للأعمال والأنشطة بعد المدرسة، كما يجب تخصيص مساحة هادئة خاصة بالطفل في المنزل مثل غرفة النوم.

مدح وشكر الطفل

الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبًا ما يتلقون النقد لذلك المديح مهم بشكل خاص للأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لأنهم عادة ما يحصلون على القليل منه.

 يمكن للابتسامة أو التعليق الإيجابي أو أي مكافأة أخرى منك تحسن انتباه طفلك وتركيزه وتساعده للتحكم في انفعالاته، لذلك ابذل قصارى جهدك للتركيز على الثناء الإيجابي، مع إعطاء أقل عدد ممكن من الردود السلبية على سلوك الطفل. 

تعتبر الوجبات المغذية، واللعب، والتمارين الرياضية، وتعلم مهارات التأقلم الجديدة، وتحسين المهارات الاجتماعية جزءًا من خطة علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والتركيز عند الأطفال التي يمكن أن تحسن أداء طفلك في المدرسة وتقوية علاقاته مع الآخرين وتقليل التوتر والإحباط.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!