علاج ألم الخصيتين

ألم الخصيتين مشكلة قد تحرج بعض الرجال لأنها يمكن أن تترافق مع أعراض أخرى كألم البطن والاحتقان، ولهذا الألم أسباب عدة يمكن التعرف على علاجاتها وتخطي عقباتها بدءً من لحظة إدراكها كمشكلة تعيق استمرار الحياة اليومية للرجل، وفي هذا المقال سنتعرف على علاج ألم الخصيتين الذي يرتبط بأسباب الإصابة ارتباطاً وثيقاً.

ألم الخصيتين

الخصيتان (بالإنجليزية: Testicles) هما جزء من الجهاز التناسلي الذكري، وهما عضوان بيضاويان من حيث الشكل، يقعان داخل كيس الصفن (بالإنجليزية: Scrotum)، الخصيتان هما العضو المسؤول عن إنتاج هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone hormone) والحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Sperms)، ولا بد أن نعلم أن الخصية مكان شديد الحساسية بالنسبة للرجل؛ لذلك تجب حمايته من الصدمات والإصابات، حيث يمكن أن تؤدي الاضطرابات في هذا المكان إلى حدوث اختلالات هرمونية، أو الإصابة بالعجز الجنسي، أو العقم.^[1][9]  

الإصابة بألم في الخصيتين قد يكون بسبب التعرض لإصابة طفيفة في المنطقة، وقد يكون ناتجاً عن مشكلة صحية خطيرة تستدعي سرعة التدخل الطبي، مثل التواء الخصية (بالإنجليزية: Testicular torsion) أو حدوث عدوى منقولة جنسياً (بالإنجليزية: Sexually transmitted infection)، وقد يتسبب إهمال علاج ألم الخصية في هذه الحالات أضراراً بالغة لا رجعة فيها للخصيتين أو كيس الصفن.^[1]

علاج ألم الخصية طبياً

الطرق الطبية لعلاج ألم الخصية تعتمد على علاج سبب الإصابة أولاً، هذا بجانب تسكين الألم في المنطقة المصابة، وتتضمن العلاجات ما يلي:^[1]

• علاج التهاب الخصية: تناول المضادات الحيوية لعلاج العدوى المسببة للالتهاب.
• علاج التواء الخصية: إجراء جراحة لفكّ الخصية إذا كان الألم ناجماً عن حدوث التواء الخصية.
• علاج تدلي الخصية: إجراء تقويم جراحي لتصحيح الخصية في حال كان المريض يعاني من تدلي الخصية.
• علاج تراكم السوائل في الخصيتين: إجراء جراحة للتخلص من السوائل المتجمعة في الخصيتين.
• تخفيف الألم  وتهدئة الالتهاب: تناول مسكنات الألم مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين.

علاج ألم الخصيتين طبيعياً

يمكن علاج الم الخصية بشكل طبيعي في المنزل من خلال:^[1]

• ارتداء لباس داعم رياضي للإحاطة بكيس الصفن ودعمه.
• استخدم كمادات الثلج؛ لتقليل التورم في كيس الصفن.
• أخذ حمامات دافئة.
• تدعيم الخصيتين أثناء الاستلقاء، من خلال وضع منشفة ملفوفة أسفل كيس الصفن.
• استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لتقليل الألم.

علاج ألم الخصيتين بالأعشاب

من الممكن علاج التهاب الخصية والبربخ بالأعشاب، بغرض التطهير والتخفيف من ألم الخصية، ومن الأعشاب التي ينتشر استخدامها في هذا المجال:^[2]  

الثوم

يقوي الثوم الجهاز المناعي، بل ويحفز الخلايا الليمفاوية والضامة، وكل ذلك ما هو إلا أسلحة ذاتية في الجسم لمهاجمة العدوى، والأجسام الغريبة المسببة للالتهاب والألم في الخصيتين، كما أن للثوم خاصية هامة، ألا وهي كونه مضادا للالتهاب بدرجة فعالة؛ مما سينتج عنه تسكين الألم وتهدئة الالتهاب بها، وتتلخص طريقة استخدام الثوم في هذه الحالة بتقطيع بعض فصوص الثوم، ومن ثم خلطها مع زيت الخردل، وتسحينها مع التقليب حتى يصبح الخليط بنياً، يترك الخليط ليبرد، ثم يطبق برفق مع التدليك الخفيف على المنطقة المصابة، تغسل المنطقة بعد عدة ساعات.^[2]

الكركم

يحتوي الكركم على مادة الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin) وهي أحد مركبات البوليفينول الرئيسية الموجودة بالكركم، يمتلك الكركمين خاصية مضادة للالتهاب، حيث إنه يستهدف الأجسام المسببة للالتهاب نتيجة العدوى داخل الخلية، مما يهدئ الالتهاب فتقل حدة الألم بالخصية، ويمكن تناول الكركم من خلال إضافته لنظامك الغذائي اليومي، وينصح بألا تقل الكمية المستخدمة عن 500-1000 مغم من الكركم يومياً.^[2]

زيت الزيتون

حمض الأوليك (بالإنجليزية: Oleic acid) -وهو المادة الفعالة الرئيسية في زيت الزيتون- يمتلك خواصاً مضادة للأكسدة، كما تمتلك مادة البوليفينول المتوفرة به نفس الخاصية؛ مما يدعم ويحفز عمل الجهاز المناعي في محاربة العدوى، أو الأجسام الغريبة المسببة للألم والالتهاب في الخصية، كما أن مادة البوليفينول هي مادة مضادة للالتهاب كما ذكرنا سابقاً، ويمكن تناول ما يقرب من 3 ملاعق كبيرة من زيت زيتون يومياً، من خلال شربها بشكل مباشر، أو إضافتها على الوجبات الغذائية الباردة.^[2]

زيت الزعتر

يحتوي زيت الزعتر على مادتي الكارفاكرول (بالإنجليزية: Carvacrole) ومادة الثيمول (بالإنجليزية: Thymole)، وهما مادتين تحملان العديد من المميزات الطبية، فكلاهما مضاد للميكروبات والبكتيريا والفطريات، كما أنهما يحفزان الجهاز المناعي ليهاجم العدوى، هذا بالإضافة إلى كونهما يعملان كمادة مضادة للالتهاب ومسكنة للألم، ويمكن تطبيق قطرات قليلة من زيت زعتر مع زيت جوز الهند أو اللافندر أو الجوجوبا، وعمل تدليك برفق على المنطقة المصابة، ويرجى الانتباه إلى ضرورة استخدام كمية بسيطة من زيت الزعتر في البداية، للتأكد من عدم وجود رد فعل تحسسي للجسم.^[2]

علاج ألم الخصيتين بعد الانتصاب

قد يرافق الانتصاب عند الرجال حدوث ألم في الخصيتين، ويكون ذلك للأسباب التالية:^[3]  

ارتفاع ضغط الدم البربخي

سبب الإصابة

قد يحدث ألم الخصيتين بعد عملية الانتصاب بسبب حالة تعرف بالكرات الزرقاء (بالإنجليزية: Blue balls)، واسمها الطبي ارتفاع ضغط الدم البربخي (بالإنجليزية: Epididymal hypertension) والسبب في تلك الحالة المرضية هو أنه عند حدوث الإثارة الجنسية تتوسع الأوعية الدموية في القضيب والخصيتين للسماح بتدفق كمية أكبر من الدم؛ فيحدث الانتصاب ويزداد حجم الخصيتين وثقلهما، ثم يُطلق هذا الدم بعد النشوة الجنسية، لكن عند بقاء الكثير من الدم في منطقة الأعضاء التناسلية لبعض الأشخاص الذين تدوم الإثارة الجنسية لديهم لفترة طويلة؛ هذا يسبب لهم الألم وعدم الراحة وقد تبدأ الخصيتان في التحول إلى اللون الأزرق بسبب الدم الزائد وزيادة ضغط الدم.^[3]

علاج ألم الخصية الذي يحدث أثناء الانتصاب 

• القذف أثناء النشوة الجنسية بعد هزة الجماع، ما يساعد على اختفاء الألم ببطء.
• أخذ حمام بارد.
• تشتيت الانتباه عن التفكير بالاستثارة الجنسية عن طريق الموسيقى أو العمل أو القيام بنشاط آخر يساعد على الانشغال.
• ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تحوّل تدفق الدم بعيداً عن الخصيتين إلى العضلات.
• يمكن وضع كيس ثلج أو مادة باردة أخرى على المنطقة عن طريق تضييق الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم الإضافي إلى المنطقة.^[3]

التواء الخصية

سبب الإصابة

ألم الخصية عند الانتصاب قد يكون علامة على التواء الخصية، والذي يحدث بسبب الالتواء السريع في الخصيتين؛ مما يسبب الألم والتورم، والتشخيص لتلك الحالة يكون بعمل اختبار للبول لتحديد وجود عدوى، والأشعة فوق الصوتية للتأكد من مقدار سريان الدم في المنطقة. ^[3]  

علاج التواء الخصية

العلاج الجراحي هو الغالب في هذه الحالة، ويكون المريض تحت التخدير الكلي، ولكي لا يتطلب الأمر استئصال الخصيتين، فيجب متابعة وجود الألم بعد الانتصاب فإذا استمر الألم  يجب سرعة التوجه للطبيب المختص، لأنه في حالة استمرار الألم لأكثر من 12 ساعة؛ فقد يضطر الطبيب إلى استئصال الخصية.^[3]

علاج ألم الخصية المفاجئ

فيما يلي ملاحظات قد تهم الرجال الذين يعانون ألماً مفاجئاً في الخصيتين:^[4][5]  

• يمكن أن يكون ألم الخصية المفاجئ والشديد علامة على التواء الخصية، ويمكن أن تفقد الخصية الملتوية إمدادات الدم بسرعة، ما يتطلب علاجاً طبياً فورياً.
• الجراحة مطلوبة لتصحيح التواء الخصية، وفي بعض الحالات يمكن فك الخصية عن طريق الضغط على كيس الصفن لكن ذلك لا يعني الاستغناء عن الجراحة بشكل كامل؛ لأنها تعمل على منع حدوث الالتواء مرة أخرى.
• للألم المفاجئ الخفيف يمكن تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسبرين أو الأيبوبروفين (أدفيل، وموترين آي بي..) أو أسيتامينوفين (تايلينول).

علاج ألم الخصية وأسفل البطن

قد يكون السبب في ألم الخصيتين المصاحب لألم أسفل البطن وجود الحالات التالية:^[6]  

• حصوات الكلى: عادةً ما يتضمن علاج حصوات الكلى البسيطة مسكنات الألم، والأدوية المضادة للغثيان، والأدوية التي تسهل مرور حصوات الكلى، مثل عقار تامسولوسين (بالإنجليزية: Tamsulosin) وهو يحمل نفس الاسم تجارياً، وقد يحتاج بعض الأفراد المصابين بذلك إلى تدخل المسالك البولية لإزالة الحصوات.
• التهاب الخصية: ويمكن علاجه باستخدام مسكنات الألم وكمادات الثلج.
• التهاب البربخ: يمكن استخدام المضادات الحيوية لمدة 10 إلى 14 يوماً، مع اختيار المضاد الحيوي الموصوف بحسب العمر والتاريخ الجنسي للفرد.
• يندرج أيضاً ضمن العلاج:استخدام مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهابات بشكل عام عند حدوث ألم في الخصية وأسفل البطن، كما يمكن استخدام كمادات الثلج مع الحصول على بعض الراحة.

علاج ألم الخصية من البرد

يمكن أن يؤثر المناخ على الخصيتين إذا كان الطقس بارداً على النحو التالي:^[7]  

• تسمى بعض الالتواءات التي تسبب الألم في الخصية "متلازمة الشتاء" لأنها تحدث غالباً عندما يكون الطقس بارداً، حيث إن كيس الصفن لدى الرجل في حالة الاستلقاء والجو الدافئ يكون مسترخياً، وعند تغيير تلك الحالة يتعرض كيس الصفن لهواء الغرفة البارد، وإذا كان الحبل المنوي ملتوياً بينما يكون كيس الصفن مرتخياً فالانكماش المفاجئ الناتج عن التغير المفاجئ في درجة الحرارة يمكن أن يثبت الخصية في هذا الوضع فيحدث لها انفلات.
• عادةً ما يتطلب التواء الخصية جراحة طارئة، وإذا تم علاج الخصية في غضون 4-6 ساعات يمكن الحفاظ عليها، لكن التأخير قد يسبب ضرراً دائماً، أو يؤثر في القدرة على إنجاب الأطفال.

علاج ألم الخصيتين بسبب الاحتقان

الشائع عن احتقان الخصيتين أنه يحدث بسبب الإثارة الجنسية أو بعدها، فإذا كان الاحتقان بسبب الكرات الزرقاء فهي حالة شائعة يعاني منها جميع الرجال لحدوث احتقان الأوعية الدموية اللاإرادي، والذي يتسم بالألم، وعدم الراحة، وألم الأعضاء التناسلية عادةً بعد الإثارة الجنسية، ولعلاج ألم الخصية بسبب الاحتقان يتم اللجوء بالدرجة الأولى إلى النشوة الجنسية والقذف، حيث إن النشوة تخفف من تراكم الضغط بسبب تجمع الدم؛ لذلك فإن الاستمناء إلى حد النشوة هو أفضل وأسرع طريقة للتخلص من ألم احتقان الخصيتين.^[8]  

أسباب ألم الخصيتين

يحدث ألم الخصيتين عند تعرضهما لصدمة أو إصابة، وفي الأغلب يكون سبب الشعور بالألم هو وجود مشاكل صحية عند الرجل والتي تحتاج عادةً إلى علاج كما ذكرنا سابقاً، نذكر منها الآتي:^[1]

• تلف أعصاب كيس الصفن: الناجم عن الاعتلال العصبي السكري، وهو ما يعانيه مرضى السكري.
• التهاب البربخ: أو التهاب الخصية بسبب العدوى الجنسية المنقولة.
• الغرغرينا: أو موت الأنسجة المفاجئ بسبب الإصابة بالتواء الخصية والتأخر في علاجها، أو بسبب التعرض إلى صدمة.
• تورم كيس الصفن: بسبب الإصابة بقيلة مائية.
• التواء الخصية: وهي حالة طبية طارئة وخطيرة وتسبب انقطاع تدفق الدم للأنسجة في المنطقة المصابة، مما يؤدي إلى تدمير الخصيتين تماماً، وتكثر الإصابة به في الأعمار بين 10-20 عاماً.
• الإصابة بالفتق الإربي.
• الإصابة بحصوات الكلى.
• التهاب الخصية.
• تجمع السائل في الخصية أو قيلة منوية.
• الخصية المعلقة.
• الإصابة بدوالي الخصية.

قد يدعو ألم الخصية إلى القلق في بعض الحالات لكن لا يجدر أن يكون هذا القلق مبالغاً فيه، ومن الأفضل مراجعة الطبيب لمعرفة السبب الأساسي للألم، والذي يمكن من خلاله معالجة المشكلة والسيطرة على تلك المعاناة، فضلاً عن العلاجات المنزلية الأولية التي يمكن اتباعها.