;

أصول الاهتمام بصحة الطفل النفسية

صحة الطفل النفسية هي ركيزة أساسية لعيش حياة سوية خالية من العقد النفسية في المستقبل ومن أهم الاسس التواصل الجيد وإظهار الحب والاحترام.

  • تاريخ النشر: الإثنين، 06 يناير 2020 آخر تحديث: السبت، 05 أغسطس 2023
أصول الاهتمام  بصحة الطفل النفسية

تغير نمط الحياة بشكل عام في السنوات الأخيرة بفعل التقدم التكنولوجي، ولقد أثر هذا التغيير بشكل كبير على فئة الأطفال بسبب مرحلتهم الحياتية المهمة وعملية نموهم.

صحة الطفل النفسية لا تقل أهمية عن ضرورة رفع المستوى المعيشي والتعليمي له، وهناك مخاطر جسيمة يواجهها الطفل ووالديه، بل المجتمع كله في حالة إهمال الصحة النفسية للطفل، لذا سنناقش اليوم هذا الموضوع الحساس الذي يشغل بال الكثير من الأمهات والآباء.

تأثير التقدم التكنولوجي على الصحة النفسية للطفل

في الماضي، كان الأطفال يقضون معظم وقتهم في اللعب في الهواء الطلق مع أصدقائهم، وكانت هذه الألعاب تساهم في تطوير مهارات التواصل وبناء الصداقات، أما في الوقت الحاضر، يكون لدى الأطفال عادةً أقل عدد من الأصدقاء، ويقضون وهم يقضون وقتاً أقل في اللعب معهم، وعادةً في لقاءات قصيرة ومحدودة.

أضف إلى ذلك، تأثير الأجهزة الإلكترونية على صحتهم البدنية والنفسية، حيث يصبح الأطفال في هذا العصر أكثر انغماساً وعناداً وانعزالاً عن الآخرين بسبب الإدمان المبكر على هذه الألعاب الإلكترونية.[1]

فوائد العناية بصحة الطفل النفسية

قد يكون اهتمام الوالدين بالمستوى المعيشي والتحصيل العلمي لأطفالهم أكبر من اهتمامهم بجوانب أخرى في الحياة، لكن إذا كنتِ أماًّ ولديكِ أطفال صغار أو تنوين الإنجاب في المستقبل، يجب عليكِ أن تدركي مدى أهمية الصحة النفسية للطفل:[2]

  1. يعتبر الخبراء أن تنشئة الأطفال في السنوات الخمس الأولى من حياتهم هي الأساس الذي سيستندون عليه بعد ذلك .
  2. تلعب الصحة النفسية دوراً مهماً في بناء جيل قوي وقادر على التعامل مع تحديات الحياة.
  3. يعزز الاهتمام بصحة الأطفال النفسية ثقتهم في أنفسهم، ويعزز روابطهم الاجتماعية، ويحسن من قدرتهم على التواصل وبناء علاقات حية مع الأصدقاء.
  4. يمكن للطفل الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة أن يواجه مخاوفه بشجاعة ويحدد أهدافه المستقبلية بثقة، وعلى الجانب الآخر، قد تؤدي وجود مشكلة نفسية لدى الطفل إلى تطور عقد داخله يصعب حلها مع مرور الوقت ومع تقدمه في العمر.
  5. كلما كان الطفل في سن مبكرة فإن من الأسهل على الأهل مساعدته في حل مشاكله النفسية.

كيفية بناء صحة الطفل النفسية

إن الطفل صاحب النفسية السوية والذي يستطيع تحديد هويته وقدراته هو في الأساس طفل يتميز بصحة نفسية جيدة، لذا سنشير هنا إلى الوسائل التي تساعدكِ على بناء صحة طفلكِ النفسية:[3]

  1. التواصل: إن تواصلكِ بشكل جيد وكاف مع طفلكِ سيساهم في البدء بالتعرف إلى ذاته واحتياجاته ومشاعره وقيمه، حيث أن التفاعل مع الوالدين أساسي جداً لتحديد الطفل لهويته وتقديره لذاته؛ إذ أنه يعزز قدرة الطفل على التعبير بحريّة عن أفكاره ومشاعره.
  2. الاحترام: الاحترام يعني أن تظهري لطفلكِ الاحترام وتعبِّري عنه بطرق مختلفة، يبدأ الاحترام من خلال الاستماع إليه وإظهار اهتمامكِ بما يقوله ومشاعره، حتى وإن كنتِ غير موافقة على رأيه. هذايزيد من ثقته بنفسه ويعزز احترامه لنفسه، وعلى الجانب الآخر، إذا استخففتِ بمشاعره أو سخرتِ منه أو لم تعطِه الأهمية المناسبة، فسيؤثر ذلك سلباً على صورته الذاتية، بالإضافة إلى أن احترامكِ له ينعكس في سلوكه تجاه الآخرين.
  3. التهذيب: يشير علم النفس إلى أسلوب التربية السلوكية أو التهذيب في تنمية سلوكيات الطفل وتوجيهه نحو التصرفات المقبولة وغير المقبولة. فهو طريقة لتعليم الطفل التمييز بين الصواب والخطأ،  يجب استخدام أساليب مثل التعزيز الإيجابي واستخدام القدوة والتقليد في عملية التهذيب، وقد يتطلب الأمر في بعض الأحيان استخدام العقاب، لكنه لانبغي أن يكون الأسلوب الرئيسي المستخدم بشكل مستمر في هذه العملية.
  4. الحب والأمان: إن الإغداق على الطفل بالحب والمودة مع إشعاره بالأمان هو شيء ضروري للغاية لتحقيق الصحة النفسية الجيدة.
  5. الإنجازات: لا تتوقعي من طفلك أن يحقق إنجازات تفوق قدراته وطاقته، ولا تضعيه في مواقف تفوق قدرته على التحمل. بدلاً من ذلك، قومي بتشجيعه وتقديره على الإنجازات التي يحققها وقمي بمدحهليها.
  6. النشاط البدني: قومي بتعزيز ممارسة الرياضة واللعب في الهواء الطلق لطفلكِ، وحثيه على اعتماد نمط حياة نشط، فالنشاط البدني يساهم في تقليل الضيق وتحسين المزاج، كما يمنحه طاقة إيجابية وحماس تجاه الحياة.

مخاطر إهمال صحة الطفل النفسية

من الضروري جداً أن تتجهي لطبيب مختص عند ملاحظة أي سلوك غير سوي لطفلك، فإذا تأخرت في ذلك؛ فقد يؤدي ذلك إلى تطور الحالة بحيث تصبح جزءً طبيعياً من شخصية الطفل؛ وبالتالي يصعب التعامل معها وعلاجها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإهمال النفسي للطفل إلى ضعف قدراته العقلية والنفسية، ويقلل من ثقته بنفسه، ويزيد من مخاوفه وعدم القدرة على التواصل وبناء العلاقات مع الآخرين؛ لذا يجب أن تتخذي الخطوة المناسبة وتستشيري الخبراء في هذا المجال.[4]

متى يجب التدخل لعلاج صحة الطفل النفسية

هناك مؤشرات إلى أن الطفل يعاني من مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج:[5]

  1. تغييرات في الشهية والقدرة على النوم: قد يلاحظ الآباء أن الطفل يصبحير مهتم بالطعام أو يأكل بكميات أقل من المعتاد، كما قدعاني من صعوبة في النوم أو يعاني من الأرق.

  2. الانسحاب الاجتماعي والانعزال: قد يصبح الطفل أقل اهتماماً بالتفاعل مع الآخرين ويتجنب الأنشطة الاجتماعية التي كان يستمتع بها في السابق، وقد يفضل البقاء وحيداً ويبدي تجنباً للمواقف الاجتماعية.

  3. زيادة الخوف والقلق: قد يلاحظ الآباء أن الطفل يظهر خوفاً غير مبرر من أشياء كان يتعامل معها بثقة في الماضي، وقد يصبح حذراً بشكل مفرط ويظهر ردود فعل تجاه المواقف التي لم تكن تثير قلقه في السابق.

  4. التبول اللاإرادي: قد يلاحظ الآباء أن الطفل يعاني من تبول لاإرادي، سواء أثناء النهار أو أثناء الليل. قدكون هذا عرضًا للتوتر والقلق الذي يعاني منه الطفل.

  5. الشعور بالحزن والبكاء: قد يظهر الطفل علامات الحزن المستمر والبكاء الزائد دون سبب واضح. قد يكون هذا عرضاً للضغوط النفسية التي يواجهها الطفل نتيجة المشاكل التي يواجهها مع أقرانه.

  6. سلوك التدمير الذاتي: قد يلاحظ الآباء أن الطفل يقوم بأفعال تدميرية تجاه نفسه، مثل ضرب الذات أو الرأس، أو إلحاق الأذى بأي جزء من جسده. قد يكون هذا عرضاً للتوتر والعجز الذي يشعر به الطفل.

  7. التفكير المتكرر بالموت.

إذا لاحظتِ أياً من هذه العلامات المستمرة لفترة من الوقت، ينبغي عليكِ مراجعة طبيب نفسي لتشخيص حالة طفلكِ وتحديد العلاج المناسب. يجب أن تتذكري أن العلاج المبكر لأي اضطراب نفسي أو جسدي يساعد في تحقيق شفاء أسرع وأفضل. بالإضافة إلى ذلك، فإن صحة الطفل النفسية تؤثر على جميع جوانب حياته المستقبلية، بما في ذلك استجابته وتفاعله وأدائه.

تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!