;

درجات تليف الكبد

  • تاريخ النشر: الخميس، 09 يونيو 2022 آخر تحديث: الأحد، 18 سبتمبر 2022
درجات تليف الكبد

يدخل مرضى تليف الكبد في دوامة طويلة بمجرد تلقيهم تشخيصاً يؤكد إصابتهم بالمرض، الأمر الذي يفرض أهمية وجود آلية تساهم في تصنيف درجات تليف الكبد، للتعرف على مدى تطور المرض، واكتشاف المؤشرات الأولية لتعافي المريض، وعدم تعرضه إلى مضاعفات، لهذا السبب نستعرض في هذا المقال معلومات أكثر عن تليف الكبد ودرجاته، وكيفية تشخيصه وعلاجه بالطرق الطبية.

تليف الكبد

تليف الكبد (بالإنجليزية: Liver Fibrosis) هو مشكلة طبية خطيرة يعاني فيه المرضى من وجود تندب في أنسجة الكبد؛ نتيجة لتعرضه إلى إصابات والتهابات متكررة على مدار فترة زمنية طويلة. يتسبب تراكم الأنسجة الندبية في الكبد في الحد من قدرته على أداء وظيفته، ونقص تدفق الدم إليه، مما يعرض المرضى إلى كثير من المضاعفات؛ مثل: فشل الكبد، أو سرطان الكبد. [1]

لا يحدث تليف الكبد بين عشية وضحاها، ففي البداية يعاني المريض من وجود التهابات بسيطة في الكبد، ولحسن الحظ تمتلك أنسجة الكبد في المراحل المبكرة قدرة على إصلاح نفسها تلقائياً، عن طريق إرسال إشارات تساعد على ترسيب الكولاجين حول الأنسجة المتضررة. [1]

بمرور الوقت، واستمرار التعرض إلى عوامل الالتهابات، تفقد خلايا الكبد قدرتها على الإصلاح، ويبدأ الكولاجين في التصلب مكوناً أنسجة ندبية، تعجز هذه الأنسجة عن إصلاح نفسها كما هو الحال مع خلايا الكبد السليمة، مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى خلايا الكبد، وفقدان وظيفته تدريجياً في تنقية الجسم من السموم. [1]  

درجات تليف الكبد

تختلف درجات تليف الكبد، أو بالأحرى مراحل انتشار التندب من مريض لآخر بناءً على تطور الحالة، ومن أكثر الأمور الإيجابية في مرض تليف الكبد، أن الاكتشاف المبكر لحالة المريض يساعد على عكس مسار المرض، وحماية المريض من انتشار التندب في مساحة أكبر من أنسجة الكبد، وهي حالة تعرف باسم تشمع الكبد (بالإنجليزية: Liver Cirrhosis). [1]

يلجأ الأطباء إلى عدة مقاييس لتصنيف درجات تليف الكبد، تعتمد كل هذه المقاييس على أخذ خزعة أو عينة من أنسجة كبد المريض؛ للتحقق من وجود التندب، من خلال فحص الأنسجة تحت المجهر،كما تقيم المقاييس أيضاً مدى تأثير التندب على الوريد البابي الذي ينقل الدم إلى الكبد، إلى جانب التأكد من وجود حواجز أو عصابات ليفية في أنسجة الخزعة. [2]

نستعرض في هذا الجزء من المقال أشهر المقاييس المستخدمة في قياس درجات تليف الكبد.

مقياس ميتافير

يعد مقياس ميتافير (بالإنجليزية: Metavir) من أشهر الأنظمة المستخدمة في تصنيف درجات تليف الكبد، يعتمد هذا المقياس على معيارين في التصنيف، المعيار الأول هو مدى نشاط المرض، أو التنبؤ بالسرعة التي يتطور بها المرض، والمعيار الثاني هو حجم التليف نفسه. [3]

اعتماداً على المعيار الأول تصنف درجات نشاط تليف الكبد إلى أربع درجات هي: [3]

  • A0: لا يوجد نشاط.
  • A1: نشاط بسيط.
  • A2: نشاط متوسط.
  • A3: نشاط شديد.

أما بالنسبة لتصنيف المرض تبعاً لحجم التليف، ينقسم المرض إلى خمس درجات وهي: [3]  

  • F0: لا يوجد تليف.
  • F1: يوجد تليف بسيط، لكن لا توجد حواجز أو عصابات ليفية بأنسجة الكبد.
  • F2: وجود حواجز أو تليفات متكررة إلى جانب التليف.
  • F3: وجود العديد من التليفات، لكن حالة المريض لم تصل بعد إلى مرحلة التشمع الكبدي.
  • F4: المرحلة الأكثر تقدماً وخطورة وهي مرحلة التشمع الكبدي.

بناءً على مقياس ميتافير، تعد مرحلة A3F3 هي المرحلة الأشد تقدماً من مراحل التليف التي يمكن أن يتعرض لها المريض قبل دخوله في مضاعفات تؤدي إلى تشمع الكبد. [1]

مقياس باتس لودفيج

يعد مقياس باتس لودفيج (بالإنجليزية: Bats-Ludwig) هو المقياس الأكثر شيوعاً، والأسهل من ناحية التطبيق، يصنف هذا المقياس درجات تليف الكبد إلى خمس درجات هي: [2]

  • الدرجة 0: لا يوجد تليف في أنسجة الكبد.
  • الدرجة 1: وجود تليف بابي فقط.
  • الدرجة 2: وجود بعض الحواجز الليفية البسيطة.
  • الدرجة 3: وجود حواجز ليفية متعددة تؤثر على شكل الكبد.
  • الدرجة 4: مرحلة التشمع الكبدي. 

تعد المرحلة الثالثة هي أشد درجات التليف الكبدي، قبل أن تتطور حالة المريض وتصل إلى التشمع الكبدي. [2]

أسباب تليف الكبد

يحدث تليف الكبد كما أوضحنا قبل ذلك نتيجة لآليات الالتئام التي تقوم بها خلايا الكبد عندما يتعرض لأحد عوامل الالتهاب، مما يؤدي بمرور الوقت إلى تراكم البروتينات الزائدة في أنسجة الكبد، وظهور التندب. [3]

هناك العديد من العوامل التي ترتبط بالتهاب الكبد الذي يؤدي إلى التليف، من ضمن هذه العوامل: [3][2]

  • مرض ويلسون.
  • زيادة نسبة الحديد.
  • قصور القلب المزمن.
  • التهاب القنوات الصفراوية.
  • مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • التهاب الكبد الفيروسي B والتهاب الكبد الفيروسي C.
  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية الذي يسبب على المدى الطويل مرض الكبد الكحولي.
  • استخدام بعض الأدوية؛ مثل: أميودارون، وميثوتريكسات، وتولبوتاميد، وميثيل دوبا.

أعراض تليف الكبد

أشارت إحدى الدراسات إلى أن 7% من مرضى التليف الكبدي لا يعانون من أية أعراض، خاصةً في المراحل الأولية للمرض، مما يقلل من فرص التشخيص المبكر للمرض، وهو من أهم العوامل التي تزيد من احتمالية تعافي المرضى، ومنع تطور المرض. [3]

عندما يتقدم المرض، ويتأثر عدد أكبر من أنسجة الكبد، يعاني المرضى من بعض الأعراض الشائعة التي تعكس عدم قدرة الكبد على القيام بوظيفته، ومن ضمن أعراض التليف الكبدي: [2][3]

  • فقدان الشهية.
  • الضعف العام.
  • القيء والغثيان.
  • صعوبة النوم.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
  • سهولة النزف، وظهور بعض الكدمات.
  • مشاكل في التركيز وضعف الذاكرة.
  • تراكم السوائل في الساقين والكاحلين.
  • الاستسقاء الناتج عن تراكم السوائل في البطن.
  • الشعور بألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن.

تشخيص تليف الكبد

يعتمد الأطباء على العديد من الإجراءات التي تساعد على تشخيص تليف الكبد، من ضمن هذه الإجراءات: [3]

  1. خزعة الكبد: وهي تعد الإجراء الأكثر دقة في التشخيص، وخلاله يأخذ الطبيب عينة من أنسجة الكبد للكشف عليها، والتحقق من وجود تندب أو تليف في أنسجة الكبد.
  2. اختبار تخطيط المرونة العابر: يعتمد الاختبار على استخدام الموجات الصوتية منخفضة التردد؛ للكشف عن وجود أنسجة متيبسة في الكبد.
  3.  الإجراءات غير الجراحية: هناك العديد من اختبارات الدم التي تكشف عن وجود بعض المواد التي تعكس وجود خلل في وظائف الكبد، من أشهر هذه الاختبارات: مصفوفة البروتين MMP-1، ومثبط الأنسجة لمصفوفة ميتالو بروتيناز TIMP-1.

علاج تليف الكبد

يمثل علاج السبب الكامن وراء التليف حجر الأساس الذي يعتمد عليه علاج تليف الكبد، وفي كثير من الحالات، يؤدي العلاج الناجح لسبب التليف إلى عكس مسار الحالات المبكرة التي يعاني فيها المرضى من تليف بسيط في أنسجة الكبد. [2]

لا يوجد حتى الآن أدوية تعالج بشكل مباشر تليف الكبد، لكن هناك بعض الحلول المقترحة التي تعالج أسباب تليف الكبد من الأساس، من ضمنها: [2]

  1. إزالة انسداد القنوات الصفراوية.
  2. التوقف عن تناول المشروبات الكحولية.
  3. وقف استخدام الأدوية المرتبطة بتليف الكبد.
  4. استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج حالات التهاب الكبد الفيروسي.
  5. النظام الغذائي الذي يساعد على تقليل مستوى الدهون بالنسبة لمرضى الكبد الدهني.
  6. تناول الأدوية التي تساعد على إزالة المعادن الثقيلة من الجسم؛ مثل: النحاس، والحديد.

قد تكون زراعة الكبد هي الحل الأخير لعلاج حالات تشمع الكبد التي يعاني المرضى فيها من فشل وظائف الكبد؛ نتيجة لانتشار التندب في كثير من أنسجة الكبد، لكن مع الأخذ في الاعتبار احتمال عدم نجاح الزراعة في بعض الحالات. [3]

يساهم التعرف على درجات تليف الكبد في اكتشاف مدى تطور حالة المريض، والتنبؤ باحتمال تعرضه إلى المضاعفات الناتجة عن المرض، وهناك العديد من الطرق التي تساهم في تعافي كثير من الحالات المبكرة، ومنع ظهور المضاعفات.

  1. أ ب ت ث ج "مقال تطور مرض الكبد" ، المنشور على موقع liverfoundation.org
  2. أ ب ت ث ج ح خ "مقال ما هو تليف الكبد؟" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com
  3. أ ب ت ث ج ح خ د ذ "مقال تليف الكبد" ، المنشور على موقع healthline.com
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!