;

جهاز التنفس الصناعي وأهميته لمرضى كورونا

ما هو جهاز التنفس الصناعي وكيف يعمل؟ ما هي مخاطر جهاز التنفس الصناعي المحتملة؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الجمعة، 03 يوليو 2020 آخر تحديث: الأحد، 14 يناير 2024
جهاز التنفس الصناعي وأهميته لمرضى كورونا

تسبب فيروسات كورونا أمراضاً تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد والأكثر حدة، وفي مثل هذه الحالات يعتبر جهاز التنفس الصناعي لعلاج مرضى كورونا من العناصر الأساسية في العلاج، وذلك بهدف توفير الأوكسجين المناسب للجسم حتى يتمكن الشخص من التنفس، كون مرض كوفيد-19 (COVID-19) الذي يسببه هذا الفيروس قد يشل وظائف الرئتين.

نتعرف في هذا المقال على جهاز التنفس الصناعي وأهميته لمرضى فيروس كورونا وكيفية عمله، ومتى يحتاج مريض كورونا إلى جهاز التنفس الاصطناعي.. وما هي مخاطره المحتملة؟

جهاز التنفس الصناعي

هو آلة تساعد على عمل الرئتين بشكل صحيح عندما تحصل مشاكل في التنفس، حيث يوفر تهوية ميكانيكية عن طريق نقل الهواء القابل للتنفس إلى داخل وخارج الرئتين، كما تقوم أجهزة التنفس الصناعي بضخ الهواء - عادةً بأكسجين إضافي - إلى الشعب الهوائية.

يستخدم الجهاز عندما لا يتمكن الشخص من التنفس بشكل كافٍ بنفسه، حيث تكون وظائف الرئة قد تضررت بشدة بسبب إصابة ما أو مرض مثل (COVID-19)، لكن لا تعالج أجهزة التنفس الصناعي المرض، وإنما تعمل على إبقاء المرضى على قيد الحياة أثناء محاربة العدوى أو شفاء أجسادهم من الإصابة.[1][2]

كيف يعمل جهاز التنفس الصناعي؟

  1. عادةً عندما يأخذ الشخص نفساً يتوسع جدار صدره؛ مما يخلق ضغطاً سلبياً (أي فراغ) داخل الرئتين يجذب الهواء، بينما عندما يكون الشخص مريضاً وضعيفاً ولا يمكنه سحب الأنفاس من تلقاء نفسه، يخلق جهاز التنفس الصناعي ضغطاً إيجابياً يدفع الهواء إلى الرئتين.
  2. الخطوة الأولى لاستخدام جهاز التنفس هي التخدير العام للمريض بعد ذلك يحتاج الفريق الطبي إلى شكل من أشكال الوصول إلى رئتي المريض، حيث يمكن إدخال أنبوب في الفم أو الأنف للوصول إلى الرئتين، أو يمكن إدخال أنبوب في القصبة الهوائية عبر إنشاء فتحة في القصبة عبر ثقبها.
  3. أجهزة التنفس هي آلات معقدة يمكن تعديلها لتلبية احتياجات كل مريض، ويتم إجراء التعديلات بشكل متكرر إلى حد ما على مدار اليوم لتحسين مستوى راحة المريض وضمان مستويات الأوكسجين المناسبة في الدم، إذ يستخدم معالجو الجهاز التنفسي والأطباء البروتوكولات أو المبادئ التوجيهية لضبط الإعدادات، كما أنهم يناقشون التغييرات والتحسينات على أساس يومي.
  4. يمكن ضبط جهاز التنفس الصناعي على أخذ عدد معين من الأنفاس في الدقيقة، وقد يقرر طبيبك أيضاً برمجة جهاز التنفس لبدء العمل عندما تحتاج إلى مساعدة، ففي هذه الحالة سوف تنفخ الآلة الهواء في رئتيك تلقائياً إذا لم تتنفس في فترة زمنية محددة.
  5. أثناء وجود المريض على جهاز التنفس سيراقب الأطباء معدل ضربات القلب، والجهاز التنفسي، وضغط الدم، بالإضافة إلى تشبع الأكسجين، ويمكن إجراء اختبارات أخرى مثل الأشعة السينية وسحب الدم لقياس مستويات الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون.[1][2]

ما هي فترة الحاجة إلى جهاز تنفس صناعي؟

  1. يحتاج بعض الأشخاص إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي لبضع ساعات، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى أسبوع أو أسبوعين أو أكثر.
  2. يمكن فصل المريض عن جهاز التنفس عندما يتعافى بما فيه الكفاية لاستئناف التنفس من تلقاء نفسه.
  3. يبدأ الفطام أو التخلي عن جهاز التنفس تدريجياً؛ مما يعني أن الأطباء يبقون المريض على اتصال بجهاز التنفس الصناعي، لكن يتم منحه الفرصة لمحاولة التنفس بمفرده.
  4. عندما يعتقد طبيبك أنك بخير بما فيه الكفاية سيختبر تنفسك، حيث يظل جهاز التنفس متصلاً ولكنه ثابت بحيث يمكنك محاولة التنفس بنفسك، وعندما تتنفس بشكل طبيعي ستتم إزالة الأنابيب وإيقاف تشغيل الجهاز. [3][4]

متى يحتاج مريض كورونا جهاز التنفس الاصطناعي؟

غالباً ما يتطلب علاج المرضى الذين يعانون من الحالات الشديدة من فيروس كورونا استخدام أجهزة التنفس الصناعي، إذ يسبب الفيروس التاجي الجديد عدوى في الجهاز التنفسي تجعل من الصعب على الأشخاص الذين لديهم كورونا التنفس.

قد ينتقل هذا الفيروس الجديد إلى الرئتين ويسبب حالة مميتة محتملة تسمى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (بالإنجليزية: ARDS)، في هذه الحالة تمتلئ الحويصلات الهوائية بالسوائل (وهي الأكياس الهوائية الصغيرة التي تسمح للأكسجين بالوصول إلى مجرى الدم وإزالة ثاني أكسيد الكربون)؛ مما يقلل من قدرة الرئتين على تزويد الأعضاء الحيوية بما يكفي من الأكسجين؛ هنا يجعل مرض الكورونا أجزاء من الرئتين غير صالحة للاستعمال، وسيحتاج العديد من هؤلاء المرضى إلى استخدام جهاز التنفس الصناعي.[5]

ما هي مخاطر جهاز التنفس الصناعي المحتملة؟

يساعد جهاز التنفس الصناعي على إنقاذ حياتك عندما تكون غير قادرٍ على التنفس بشكل طبيعي، ومع ذلك مثل العلاجات الأخرى يمكن أن يسبب آثاراً جانبية أو مخاطراً في بعض الأحيان والتي تظهر عند استخدام جهاز التنفس الصناعي لفترة طويلة، وأبرزها:[6]

  1. العدوى: الخطر الرئيسي لاستخدام جهاز التنفس الصناعي هو العدوى، إذ يمكن أن يسمح أنبوب التنفس بدخول الجراثيم إلى رئتيك وهذا يزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، كما تعتبر التهابات الجيوب الأنفية شائعة أيضاً إذا كان لديك أنبوب للتنفس عن طريق الفم أو الأنف.
  2. التهيج: يمكن أن يحتك أو يصطدم أنبوب التنفس بحلق المريض أو رئتيه؛ مما يؤدي إلى حالة من التهيج، كما يمكن أن يجعل من الصعب السعال.
  3. مشاكل في الحبال الصوتي: تمر أنابيب التنفس عبر صندوقك الصوتي (الحنجرة) الذي يحتوي على الحبال الصوتية؛ لهذا السبب لا يمكنك التكلم عندما تستخدم جهاز التنفس الصناعي، حيث يمكن أن يتسبب أنبوب التنفس في إتلاف صندوق الصوت لديك، وعليك إخبار طبيبك إذا كنت تواجه صعوبة في التنفس أو التحدث بعد استخدام جهاز التنفس.
  4. إصابة في الرئة: يمكن أن تتسبب أجهزة التنفس الصناعي في تلف الرئة أو تعرضها لأضرار، وهذا ما يحدث لعدة أسباب، مثل: الكثير من الضغط في الرئتين، والتهاب الصدر، وسمية الأكسجين (الكثير من الأكسجين في الرئتين).

يعد جهاز التنفس الصناعي -رغم بعض مخاطره- أساسياً ومهم لمرضى الكورونا لإبقائهم على قيد الحياة، كون هذا المرض قد يصل بهم حالات شديدة تسبباً ضيقاً غير معتاد في التنفس، حيث تتوقف قدرتهم على بذل جهد للقيام بعملية التنفس والحصول على الأوكسجين المطلوب للجسم للقيام بوظائفه.