;

بداية تشمع الكبد

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 27 أبريل 2022 آخر تحديث: الجمعة، 28 يوليو 2023
بداية تشمع الكبد

يقع الكبد في الجانب الأيمن العلوي من البطن أسفل الضلوع، وهو عضو شديد الأهمية بالجسم نظراً لأنه المسؤول عن تنقية الدم من السموم، لكن تتأثر وظيفته عندما تحدث الإصابة بتشمع الكبد، فما هو تشمع الكبد، وما هو الفرق بين أعراض تشمع الكبد المبكر والمراحل الأكثر تقدماً. [1]

ما هو تشمع الكبد

إن تشمع الكبد (بالإنجليزية: Liver Cirrhosis) المعروف أيضاً باسم تليف الكبد هو مرض كبدي في مرحلة متأخرة تستبدل فيه أنسجة الكبد السليمة بالأنسجة الندبية وهذه الندوب تمنع الكبد من العمل بشكل طبيعي. [2]

ما هي بداية تشمع الكبد

تشمل مراحل تليف الكبد مرحلتين، وهما تليف الكبد التعويضي وهي بداية تشمع الكبد، أما المرحلة الثانية والأخيرة فهي تليف الكبد غير التعويضي وهي المرحلة المتقدمة من تشمع الكبد. [1]

تليف الكبد التعويضي

إن مرحلة تليف الكبد التعويضي هي المرحلة الأولى وبداية تشمع الكبد، حيث تتواجد ندوب على الكبد ناتجة عن الفيروسات أو الكحول مما يسبب التهاب خلايا الكبد وموتها، وبعد ذلك يحاول الكبد إصلاح هذه الخلايا مما يؤدي إلى تكوين النسيج الندبي، لكن هذه الندوب لم تتطور بما يكفي لظهور أعراض تليف الكبد أو قد تظهر أعراض بسيطة وهي كالتالي:

  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن.
  • الغثيان.
  • الحمى.
  • الإرهاق.

تليف الكبد غير التعويضي

إن هذه المرحلة خطيرة للغاية حيث يزداد التندب على الكبد وتظهر معظم الأعراض، وهي كالتالي:

  • سهولة الكدمات والنزيف.
  • اصفرار الجلد وبياض العين المعروف باسم اليرقان.
  • تورم القدمين.
  • الحكة.
  • لون البول الداكن.
  • براز فاتح اللون.
  • دم في البراز.
  • الطفح الجلدي.
  • احمرار في راحة اليد.
  • الشعيرات الدموية على الجلد في الجزء العلوي من البطن تصبح واضحة ومرئية.
  • فقدان التركيز مع تغيرات في الشخصية.
  • تقلص الخصيتين.
  • فقدان الدافع الجنسي لدى الرجال.
  • تضخم الثدي لدى الرجال.
  • انقطاع الطمث المبكر لدى النساء.

ما هي أسباب تشمع الكبد

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تشمع الكبد، وهي كالتالي: [2][3]

  • التهاب الكبد الفيروسي ب و التهاب الكبد الفيروسي ج.
  • تعاطي الكحول المزمن.
  • داء ترسب الأصبغة الدموية الناتج عن تراكم الحديد في الجسم.
  • داء ويلسون وهو يسبب تراكم النحاس في الجسم.
  • تراكم الدهون في الكبد نتيجة السمنة أو مرض السكري، وهذه الحالة تعرف باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • التليف الكيسي وهو تراكم مخاط سميك في الكبد.
  • داء اختزان الجليكوجين، وهو مرض وراثي يعجز فيه الجسم عن تكسير الجليكوجين وهو شكل من أشكال السكر.
  • اضطراب نقص ألفا-1 أنتي تريبسين.
  • متلازمة ألاجيل، وهو اضطراب وراثي نادر يسبب خللاً في القلب، والكبد، وأعضاء أخرى في الجسم.
  • التهاب الأقنية الصفراوية الأولي مما يؤدي إلى تراكم الصفراء في الكبد.
  • رتق القناة الصفراوية، وفي هذه الحالة يولد الأطفال بقنوات صفراوية مسدودة مما يسبب تليف الكبد. 
  • الإصابة بالعدوى؛ مثل داء الزهري.
  • قصور القلب المزمن، وهو يؤدي إلى ارتجاع السوائل في الكبد وتورم مناطق أخرى في الجسم.
  • تناول بعض أنواع الأدوية قد يؤدي إلى تشمع الكبد؛ مثل دواء ميثوتريكسات (الاسم التجاري: تريكسال) المستخدم في علاج السرطان، ودواء إيزونيازيد (الاسم التجاري: نيدرازيد) المستخدم في علاج السل.

عوامل خطر الإصابة بتشمع الكبد

قد تزيد بعض العوامل من فرص الإصابة بتشمع الكبد، وهي كالتالي: [1]

  • الإفراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد الفيروسي ب والتهاب الكبد الفيروسي ج أكثر عرضة للإصابة بتليف الكبد.
  • السمنة قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.

ما هي مضاعفات تشمع الكبد

إن تشمع الكبد قد يسبب مضاعفات خطيرة، وهي كالتالي: [2] [3]

ارتفاع ضغط الدم البابي

يحدث ارتفاع ضغط الدم البابي لأن التليف الكبدي يبطئ من تدفق الدم عبر الكبد فيرتفع الضغط في الوريد البابي، وهو الوريد الذي يحمل الدم من الأمعاء والطحال إلى الكبد، وهي حالة خطيرة لأنها تسبب ما يلي:

  • تجمع السوائل في الساقين مما يؤدي إلى التورم أو الوذمة، أما إذا تجمعت السوائل في البطن فهذا يسمى بالاستسقاء.
  • تضخم الطحال.
  • تضخم الأوردة في المريء مما يؤدي إلى تكوين دوالي المريء، أو تضخم الأوردة في المعدة مما يؤدي إلى تكوين دوالي المعدة، وهذه الدوالي شديدة الخطورة لأنها قد تسبب نزيفاً قاتلاً.

العدوى

يسبب تشمع الكبد فشل الجسم في مواجهة مختلف أنواع العدوى، وعلى سبيل المثال قد يؤدي الاستسقاء إلى التهاب الصفاق الجرثومي، وهو عدوى خطيرة ومهددة للحياة.

سوء التغذية

إن الكبد السليم يعالج العناصر الغذائية لكن عند الإصابة بتشمع الكبد فإنه يفشل في ذلك مما يؤدي إلى فقدان الوزن والضعف العام.

اعتلال الدماغ الكبدي

يعجز الكبد عن تنقية السموم مما يؤدي إلى تراكمها في المخ ويصاب الشخص بصعوبة التركيز والتشويش الذهني، وقد يتطور الأمر في النهاية إلى الإصابة بغيبوبة.

اليرقان

إن تليف الكبد يؤدي إلى فشله في إزالة البيليروبين وهو نفايات متواجدة في الدم، مما يسبب اصفرار بياض العينين والجلد المعروف باسم اليرقان.

الكسور

يضعف تشمع الكبد من قوة العظام بالجسم مما يزيد من فرص الإصابة بالكسور.

سرطان الكبد

لا يصاب كل من لديهم تشمع بالكبد بسرطان الكبد، لكن نسبة كبيرة من مرضى سرطان الكبد كان لديهم تاريخ سابق بتشمع كبد.

متلازمة الاعتلال الفجائي لداء التليف الكبدي المزمن

قد يؤدي تليف الكبد إلى فشل عدة أعضاء بالجسم وهو إحدى المضاعفات الخطيرة لتليف الكبد، وحتى الآن غير مفهوم أسبابها تحديداً.

كيف يمكن تشخيص تشمع الكبد

بما أن المراحل الأولى لتشمع الكبد لا يصاحبها أعراض واضحة فغالباً يتم تشخيص المرض عندما يشكو المريض من الأعراض، وقتها يجري الطبيب فحص لمنطقة البطن للتأكد من تضخم الكبد، كما سيطلب الاختبارات التالية: [4]

  • فحص الدم: للتأكد من وظائف الكبد وهل تعمل بشكل جيد أم لا.
  • التصوير: يمكن التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي لمعرفة حالة الكبد بدقة، وهل هو متضخم وبه تليف أم لا.
  • الخزعة: تسحب عينة من أنسجة الكبد للتأكد من تليفه وما هو السبب الذي أدى إلى هذا التليف.
  • التنظير: يستخدم الطبيب أنبوب رفيع مزود بكاميرا يمر عبر المريء إلى المعدة ليتأكد من وجود الدوالي، وهي علامة واضحة على تشمع الكبد.

علاج تشمع الكبد

لا يلجأ الطبيب إلى علاج تليف الكبد نفسه، لكنه يبحث عن السبب المؤدي لهذا التليف ليعالجه، وبذلك يمنع المزيد من الضرر، والخطوات العلاجية هي كالتالي: [2][4]

  • التوقف عن شرب الكحول إذا كان هو المسبب الرئيسي للمرض، كما يمكن حث المريض على اتباع برنامج علاجي لمدمني الكحول.
  • إذا كان السبب هو التهاب الكبد الفيروسي ب وج فلا بد من تناول الأدوية المضادة للفيروسات للسيطرة على هذا الالتهاب ومنع المزيد من التلف لخلايا الكبد.
  • تناول حاصرات بيتا وهي أدوية خافضة لضغط الدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم البابي.
  • يصف الطبيب نظاماً غذائياً منخفضاً بالصوديوم إذا كان المريض يعاني من الاستسقاء.
  • علاج قصور القلب عن طريق تناول الأدوية التي تخفض مستوى الكوليسترول بالجسم.
  • علاج الأعراض التي تسببها الأمراض الوراثية، حيث يتم وصف الأدوية لإزالة النحاس من الجسم لعلاج مرض ويلسون، والسيطرة على الجلوكوز في الدم إذا كان سبب التشمع هو داء اختزان الجليكوجين، وتناول الأدوية المثبطة للمناعة لعلاج التهاب الكبد المناعي الذاتي، كما قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة إذا كانت القنوات الصفراوية ضيقة أو مسدودة.
  • إذا كان تشمع الكبد متقدماً للغاية ولا تتحسن الأعراض رغم محاولة السيطرة عليها بمختلف أنواع الأدوية فقد يكون العلاج الوحيد هو عمل عملية زراعة الكبد.

ما هي طرق الوقاية من تشمع الكبد

يمكن اتباع عدة طرق لحماية الكبد والوقاية من تليفه عن طريق ما يلي: [2] [4]

  • تجنب شرب الكحول.
  • تجنب الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ب والتهاب الكبد الفيروسي ج عن طريق استخدام الواقي الذكري أثناء الاتصال الجنسي منعاً لنقل العدوى من الشخص المصاب إلى الشخص السليم، كما يجب تناول تطعيم فيروس ب خاصة للعاملين بالقطاع الطبي لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، مع العلم أنه لا يوجد تطعيم للفيروس المسبب لالتهاب الكبد الوبائي ج حتى الآن.
  • كما يجب اتباع نظام غذائي صحي لتجنب السمنة التي تؤدي إلى تراكم الدهون الزائدة في الجسم وتليف الكبد.

عليك ألا تهمل أي أعراض أو علامات قد تظهر عليك وتوجه إلى الطبيب على وجه السرعة لتحديد أسبابها، وإذا كان سبب هذه الأعراض هو تشمع الكبد فيمكن السيطرة عليه ومنع المزيد من الضرر لأنسجة الكبد وبالتالي تحديد مدة حياة مريض تليف الكبد عن طريق معرفة السبب الرئيسي لهذا التشمع لعلاجه بالشكل الصحيح، مع اتباع نظام حياة صحي وتجنب السمنة التي لا تؤذي الكبد فقط بل تؤثر على مختلف أعضاء الجسم .

  1. أ ب ت "مقال التليف الكبدي" ، المنشور على موقع healthline.com
  2. أ ب ت ث ج "مقال تليف الكبد" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  3. أ ب "مقال التليف الكبدي" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  4. أ ب ت "مقال كل ما تريد أن تعرفه عن تليف الكبد" ، المنشور على موقع medicalnewstoday.com