;

انفصال المشيمة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 18 مايو 2022
انفصال المشيمة

تعد مرحلة الحمل من أهم المراحل وأكثرها حساسية في حياة المرأة، ذلك لما يحدث من تغيراتٍ كثيرة خلال هذه الفترة، حيث يعد انفصال المشيمة من أبرز هذه الحالات المرضية التي قد تصيب الحامل، فما هو انفصال المشيمة؟ وما هي أعراضها؟ وما هي العوامل التي تؤدي لحدوثها؟ وما طرق تشخيصها وعلاجها؟

ما هو انفصال المشيمة

انفصال المشيمة (بالإنجليزية: Placental abruption) أو ما يعرف بانفصال المشيمة المبكر الذي يحدث عند انفصال المشيمة عن الرحم. في هذا المقال سنتحدث عن انفصال المشيمة.

تعد المشيمة عضو مؤقت ينمو خلال الحمل، ذلك بهدف ربط الجنين بالرحم، كما يتم تثبيته بجدار الرحم، بالتحديد في الجزء العلوي أو الجانبي، حيث تعد المشيمة بمثابة شريان الحياة، ذلك لأنها توفر العناصر الغذائية، والأُكسجين للطفل من خلال الحبل السري.

كما يمكن أن تنفصل المشيمة في وقتٍ مبكر قبل ولادة المرأة، هذا يمكن أن يؤدي إلى قطع الإمداد بالعناصر الغذائية الضرورية للجنين، لذا فإنّ انفصال المشيمة يعد حالة مرضية خطيرة تتطلب العلاج بشكل فوري. [1]

أعراض انفصال المشيمة

يؤدي انفصال المشيمة في غير وقت انفصالها إلى حدوث مجموعة كبيرة من المضاعفات التي تؤثر على الأم والجنين، كما أنّ انفصال المشيمة يصيب امرأة واحدة من بين كل 100 امرأة حامل، كما يعد العَرض الرئيسي لانفصال المشيمة حدوث نزيف دموي مهبلي، مع ذلك يمكن أن ينحصر الدم خلف المشيمة، حيث تعاني 20% من النساء المصابات بانفصال المشيمة من نزيف مهبلي.

على أية حال فإنّ أعراض انفصال المشيمة تتضمن الآتي: [2]

  • الإحساس بعدم الراحة.
  • الألم الذي يحدث بشكلٍ مفاجئ في المعدة.
  • ألم حاد في منطقة الظهر.
  • حدوث نزيف مهبلي بالتحديد في الثلث الثالث من الحمل.

أسباب انفصال المشيمة

لم يحدد الأطباء سبباً واضحاً لانفصال المشيمة، مع ذلك فإنّهم يرجعون أسباب إصابة الحامل بهذه الحالة إلى العديد من العوامل التي تتضمن الآتي: [1]

  • الإصابة بانفصال المشيمة السابق.
  • الأورام الليفية الرحمية.
  • إذا كانت المرأة الحامل تدخن، أو لديها تاريخ من تعاطي المخدرات.
  • فقد السائل الأمينوسي بشكل سريع.
  • يمكن أن يحدث انفصال المشيمة نتيجة الإصابة ببعض الحالات المرضية بما فيها ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري الحملي، أو الإصابة بتسمم الحمل.
  • الحمل المتعدد أي الحمل بتوأمين أو ثلاثة توائم.
  • عندما يكون الحبل السري قصير، فإنّ ذلك يزيد من خطر الإصابة بانفصال المشيمة.
  • إذا كان عمر المرأة الحامل 35 عاماً وأكثر.
  • الإصابة باضطراب في تخثر الدم.
  • تمزق الأغشية في أوقات مبكرة، أو ما يعرف بانفجار الماء قبل أن يكتمل عمر الطفل.
  • التعرض لصدمة أو إصابة في الرحم، بما في ذلك حادث سيارة، أو سقوط، أو تعرض المعدة لضربة.

أنواع انفصال المشيمة

يصنف الأطباء انفصال المشيمة إلى العديد من الأنواع، التي تتضمن الآتي: [1]

  • انفصال المشيمة الجزئي: في هذا النوع من انفصال المشيمة لا تنفصل المشيمة بشكل كامل عن جدار الرحم.
  • انفصال المشيمة الكلي: يحدث انفصال المشيمة الكلي عند انفصال المشيمة، بشكلٍ كامل وتام عن جدار الرحم، كما أنّه يرافق هذا النوع من الانفصال نزيف مهبلي.
  • انقطاع المشيمة: يمكن أن يصيب المشيمة الانقطاع، حيث يترافق ذلك بالنزيف المهبلي الواضح.
  • انقطاع المشيمة المخفي: في هذه الحالة يتجمع الدم ما بين المشيمة وجدار الرحم، مما يؤدي إلى حدوث نزيف مهبلي ضئيل، أو معدوم.

تشخيص انفصال المشيمة

من الممكن أن تتشابه أعراض انفصال المشيمة مع أعراض حالات مرضية أخرى، بما فيها انزياح المشيمة، أو الإصابة بتسمم الحمل، مع ذلك فإنّ الطبيب يشخص انفصال المشيمة من خلال إجراء الفحوصات الآتية: [2]

  • الفحص الجسدي الذي يتم فيه معاينة ومراقبة الأعراض الظاهرة إن وجدت، بالإضافة إلى فحص منطقة الرحم.
  • طرح بعض الأسئلة على الحامل، ذلك بهدف معرفة التاريخ المرضي لها.
  • الفحص الداخلي للمهبل، وعنق الرحم، ذلك من خلال استخدام المنظار.
  • إجراء تحليل للدم.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية للمشيمة.
  • مراقبة نبضات الجنين بشكل مستمر.

على الرغم من وجود هذه الفحوصات التي من شأنها الكشف عن انفصال المشيمة، إلا أنّ الطبيب قد لا يتمكن من تشخيص الإصابة بهذه الحالة، كما أنه عندما يتم نزول المشيمة وبها جلطة دموية حديثة، أي ناتجة عن انفصال المشيمة الذي حدث فإنّه يتم إرسالها إلى المختبر، ذلك بهدف إجراء المزيد من الفحوصات التشخيصية للتأكد من الإصابة بانفصال المشيمة.

علاج انفصال المشيمة

من الجدير بالذكر أنّ إعادة المشيمة التي انفصلت عن جدار الرحم أمر غير ممكن، حيث تعتمد الخيارات العلاجية لانفصال المشيمة على العديد من الظروف، فيما يلي توضيح ذلك: [3]

عدم اقتراب المرأة من فترة حمل مكتملة

يقصد بهذه الحالة عدم اقتراب موعد الولادة، أو اكتمال فترة الحمل، حيث يكون فيها انفصال المشيمة بسيطاً، مع انتظام في ضربات قلب الجنين، إذ تحتاج الحامل في هذه الحالة إلى المكوث في المستشفى للمراقبة المكثفة، كون موعد الولادة ما زال مبكراً.

كما أنّ الحامل إذا توقف النزيف، واستقرت حالة الطفل، ذلك يتم الكشف عنه من خلال فحوصات طبية، فإنّه يمكن للحامل أن تستقر في منزلها، لأخذ فترة كافية من الراحة. [3]

اقتراب الطفل من فترة حمل مكتملة

عندما يحدث انفصال المشيمة بعد الأسبوع الرابع والثلاثين من الحمل، حيث يكون الانفصال ضئيلاً، يمكن في هذه الحالة حدوث الولادة المهبلية، لكن مع المراقبة الطبية المكثفة والدقيقة، كما أنه في حال تطور انفصال المشيمة، أو كان يعرض المرأة الحامل وصحتها، أو صحة الجنين للخطر، فإنّ المرأة بحاجة في هذه الحالة إلى الولادة المستعجلة، ذلك من خلال العملية القيصرية. [3]

استشارة الطبيب

من أهم الخطوات العلاجية لانفصال المشيمة، إخبار الطبيب في بداية الأمر على الأدوية، والمكملات الغذائية التي يتم تناولها من قِبل الحامل، بالإضافة إلى إخباره إذا حدث تغير في الأعراض، أو مدى تكرار هذه الأعراض، بالإضافة إلى إخبار الطبيب إذا كانت الحامل تدخن، أو تعاطت المخدرات مؤخراً. [3]

مضاعفات انفصال المشيمة

كما أشرنا أعلاه بأنّ انفصال المشيمة يعد من الحالات المرضية الخطيرة التي تتطلب علاجاً فورياً، ذلك لأنها قد تسبب العديد من المضاعفات الخطيرة، حيث تتضمن هذه المضاعفات ما يلي: [3]

  • مشاكل في تجلط الدم.
  • الحاجة إلى نقل الدم.
  • التعرض لصدمة حادة نتيجة فقدان كميات كبيرة من الدم.
  • الإصابة بالفشل الكلوي، أو فشل العديد من أعضاء جسم الحامل، ذلك نتيجة فقدان الدم.
  • من الممكن أن يؤدي انفصال المشيمة في حالات نادرة إلى القيام باستئصال الرحم، ذلك عندما لا يمكن السيطرة على نزيف الرحم المرافق لهذه الحالة.

أمّا بالنسبة للجنين فإنّ مضاعفات انفصال المشيمة التي تنعكس عليه تتضمن ما يلي:[3]

  • الولادة المبكرة.
  • خلل في نمو الجنين، ذلك يحدث نتيجة قطع إمداد الجنين بالعناصر الغذائية اللازمة له.
  • المشاكل الصحية التي تحدث نتيجة عدم الحصول على كميات كافية من الأُكسجين.
  • ولادة جنين ميت.

الوقاية من انفصال المشيمة

على الرغم من عدم وجود أي طرق للوقاية من إصابة الحامل بانفصال المشيمة، إلا أنّ يمكن لبعض الخطوات أن تقلل من خطر الإصابة بهذه الحالة، حيث تتضمن هذه التدابير الآتي: [4]

  1. تجنب العادات غير الصحية و المضرة خلال فترة الحمل قدر الإمكان بما فيها، تدخين السجائر، وتناول المشروبات الكحولية، بالإضافة إلى تعاطي المخدرات.
  2. الابتعاد عن تناول الأدوية بكميات كبيرة دون استشارة الطبيب.
  3. السيطرة على مستويات ضغط الدم.
  4. استشارة الطبيب بشكل دائم للحصول على المعلومات الدقيقة، بشكل خاص إذا ظهر أي عرض غير طبيعي خلال الحمل، بالإضافة إلى الكشف عن وضع المشيمة خلال الحمل.
  5. اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الإصابة بالصدمات، على سبيل المثال ارتداء حزام الأمان عند الصعود في السيارة.
  6. إخبار الطبيب بشكل ضروري عند وجود إصابة سابقة بانفصال المشيمة.
  7. تناول حمض الفوليك بالجرعات وعدد المرات التي وصفها الطبيب دون زيادة أو نقصان.

في الختام لا بد على المرأة الحامل من مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ظهور الأعراض التي تشير إلى وجود إصابة بانفصال المشيمة، ذلك لإجراء الفحوصات اللازمة، والخضوع للعلاج، لتجنب حدوث مضاعفات قد تؤدي إلى وفاة الجنين.

  1. أ ب ت "مقال انفصال المشيمة" ، المنشور على موقع clevelandclinic.org
  2. أ ب "مقال ماهو انفصال المشيمة" ، المنشور على موقع healthline.com
  3. أ ب ت ث ج ح "مقال انفصال المشيمة" ، المنشور على موقع mayoclinic.org
  4. "مقال انفصال المشيمة" ، المنشور على موقع betterhealth.vic.gov.au
تابعونا على قناتنا على واتس آب لنصائح الصحة والرشاقة لكم وللعائلة!